mohamedismail

Share to Social Media

"الجنس والفقر"
لم اكتب بحبر سري، ولن أمسك بيدك ونسير نحو اللغة بالمعني الحرفي، فقط أترك ليُّ الحرية لكي أكتب، وسوف أجعلك تقرأ.....!
النوم ثلاثة أنواع:
-الأول نوم لساعات.
-الثاني نوم لأيام.
-الثالث نوم الي الأبد.
أعلم بأنك فهمت الثالث بانه الموت.... أعذرني يا صديقي، يا عزيزي يا حبيبي القارئ فليس هذا ما أقصده..... الموت يعني بانك لست على قيد الحياة جسداً وروحاً.
ولكن ماذا إذا ذهبت في غفلة لا تعلم متي ستنجو منها... وجسدك يصارع للنجاة بواسطة عدد كبير من الخراطيم والأجهزة التي تمده بالمسكنات............
أسمع صوتها بجواري .... هي
...زوجتي التي تقول للطبيب بعض الكلمات الحزينة التي توحي باني محطم.
أعلم لماذا تسأل عن حالتي .... ليس ليقولون نجي زوجها...او هي ليست أرمله...وإنما لممارسة الجنس.
خافي أو لا تخافِ ...ولكن ارجوكِ لا تقوليها...
بل قولي عني:
سياسي لعين.
قاتل السادات.
جاسوس صهيوني.
ولكن لا تقولي عاجز جنسياً.
*****
غرفة العناية المركزة
جسدي ممتد الي نهاية الفراش، الخراطيم تخرج من ذراعي، ومن أسفل الملاية البيضاء الكئيبة؛ تخرج خراطيم أخري يوجد بها سوائل حمراء واخري صفراء.!
لا أتذكر شيء..........؟
هل حادث سيارة؟
أم غيبوبة سكر لا يعالجها عقار الانسولين؟
أم سقوط من فوق إحدى المباني التي تقيمها الدولة وأتولى انا الأشراف عليها أقصد مجموعة شركاتي الكبري...؟
كل هذا لا يهم ........فقط...دعني أقص عليك... ما رايته داخل عالم الأوهام....
اقصد العالم الذي يعيشه كل من واجه غيبوبة سواء نجي منها أم لا...
**
أوهام في الظلام
رايته وانا على حافة الجبل، يحاول أن يشعل سيجارة ولكن يفشل في كل مره لاصطدام الهواء بشرارة قداحته.
يظهر على يده بعض الضّمادات، قبيح الوجه، اسنانه صفراء لدرجة تشعرك بالاشمئزاز، رائحته كريهة لدرجة لا تحتمل.
أشار لي بيده فارتبكت، ثم اقترب بسرعه وهو يلتفت يمينا ويساراً ثم قال:
مرحب يا (مدحت) لماذا تأخرت، ننتظرك منذ مدة...!
ماذا...؟ منذ مدة...؟ من أنتم؟ وكيف عرفت اسمي...!
قال باستعجال: لا تقلق ستعرف كل شي؛ تبدو بحالة جيدة اعتقد بانك هبطت طبقة واحدة فقط.
لا اعرف ماذا يقصد، لا اعرف ماذا يقول..... واي طبقة لا اعرف......!

لغز كبير لا افمه...
فجأة سمعت صوت شخص يبدو انه مرهق....:
مدحت، لم اتخيل يوماً ما أنى ساراك وجهاً لوجه...لأني دوماً اعتقد بان من هم خلف شاشات التلفزيون يوجدون بعالم اخر.
صوت شخص اخر يقول بعدما ظهر وخلفه تجمع هائل من الناس:
منُ...مدحت...؟ يجب قتله حالا......!
فهتفوا جميعاً وزاد صخبهم...
فصدهم الشخص الذي استقبلني بصوت صارم: توقفوا جميعاً، مدحت في حمايتي يا بن العاهرة منك له.
ثم امسك ذراعي وبدانا نخرج من وسط الزحام.... وقال: انا لا اضمن لك الحماية طوال الوقت، فحاول ان تخفي وجهك من هؤلاء القوم، فانت من طائفه يكرهونها، لذلك انت فريسه بالنسبة لهم.
لم يجيبني عندما قلت...اي طائفة...؟
وقفنا امام محل ضيق.... يبدو انه مطعم فاخر بالنسبة لهم...!
ثم قال للبائع: أعطني عشر شرائح من الكبدة البلدي...!
واخرج عشر جنيهات من جيبه ......
عشر جنيهات لعشر شرائح......!
كبدة بلدي...!
يبدو بأن الكلاب، سوف تظل كلاب...!
كبدة بلدي .... إذا يوجد نسوان بلدي ...!
هذا ما كان يسيطر على عقلي...!!!!!!!!!؟
ثم قال وهو يعطني شرائح الكبدة اللذيذة:
لا تقلق يا مدحت بيه ستجد كل شي هنا.... ستجد المخدرات، النسوان البلدي التي تفكر فيها الان.... ولكن لن تجد شي واحد وهو الفلوس...!
ثم قلت كيف لن انجدها وانت أخرجت للتو من جيبك عشر جنيهات!؟
ضحك بغل، ضحك بهستيرية، ضحك باشمئزاز، ضحك ثم قال:
أنتم هكذا دومًا تنظرون الي اقل شي. ولديكم كل شي...!
لا اعرف لماذا يتلاعب بالألفاظ (أنتم، نحن، هم) اعتقد بانه سياسي من الدرجة الاولي.!
كل هذا لا يهم...فقط اريد الاشباع...اريد النشوة...اريد الرغبة...!
قلت اريد النساء....
قال لا تفكر بان بالنظر لهم حتى........
اعرف بانه صميم، اعرف بانه رجل ابن بلد، اعرف بانه إبراهيم الأبيض...عبدو موته.. الالماني... لذلك لن ادفع له المال لكي يجلب لي الحريم........
قال الان سآخذك الي منزلي، حتى يأتي الصباح......!
منزل قديم.... منزل على وشك الانهيار...او أصحابه على وشك الانتحار......!
دلفت خلفه الي المنزل... لا يوجد اثاث، لا يوجد تلفزيون.... لا يوجد مطبخ.. إذا لا يوجد طعام...لا يوجد..... هشششش ولكن يوجد نساء.......
كانت تجلس وترضع طفلها......
فارتبكت...فارتبك زوجها.... ولكن سرعان ما اختفي هذا الموقف عندما بكي الطفل ...واصطنعت انا عدم رويتي لشي من جسدها.
ثم قلت: لماذا المنزل هكذا...؟
ضحك ثم قال: وكيف يكون المنزل عندكم...!
لم اجيبه...
قال وهو يشير الي أحد الغرف: ستنام هنا...!
لا يوجد فراش... لا يوجد طعام... لا يوجد تلفزيون.. كل هذا لا يهم.... المهم يوجد ........
قلت اريد لفافتين تبغ؟
قال لماذا اثنين...؟
قلت حتى لا أقوم بإيقاظك في منتصف الليل، فانا أدخن كثيراً...!
أشعلت اللفافة الاولي واخذت اتعمق لماذا ينام هذا الرجل بعيدًا عن زوجته بمنتصف البيت، هل خوفًا مني، أم خوفًا من إنجاب الأطفال.
***
العناية المركزة.
اسمع صوت شفتيها وهي ترتشف مشروبها المفضل الذي يكلفني شرائه خام حوالي سبعمائة ألف جنيه...!
اسمع صوتها وهي تتدلل بالطبيب الذي عينته بهذه المستشفى...فهذه المستشفى نشاءتها على حسابي الخاص، ووظفت بها طاقم من الأطباء الأجانب، فانا اعلم زوجات أصدقائي الذين يمرضون كل يوم...اعلم ماذا يحتاجون.........!
ثم تقول له بلغته (أووه نحن نختلف كثيراً عن نسائكم)..
لم تحترم مرضِ، لم تحترم مشروبي، تحاول خيانتي في المستشفى الخاص بي، وبغرفتي، وانا موجود.
****
كل شي يبعدك عن متع الحياة سببه الفقر ماعدا الجنس، فالمال لا يشتري الرغبة.
لن أنكر باني دومًا كنت اشتهي هذا النوع منهن، فهذا النوع الذي لا يعرف أطباء (التجميل، التعديل، الشفط، النفخ، الحقن)
الفقراء يقولون (كل يوم فول...فول...امتي ندوق اللحمة)
هكذا انا لابد انا اتذوق هذا النوع الفريد من النساء.
خططت لكل شي، نهضت بسرعة دون تردد كتمت أنفاسه لا وقت للدهشة، حاول هو كثيرًا ان يجد طريقه للنجأة، ولكن كنت انا أقوى منه، فقد دمر الفقر اعصابه........انتهي كل شيء، هدأت أنفاسه، قتل بدون دماء....
............
تنام وتصدر صوت أجش من أنفها، جسدها ممتداً على الأرض، ترتدي عباية سمراء ترسم جسدها بعناية، الان انا وانتِ وحدنا والقمر والنجوم.
لا وقت لنتعارف، لا وقت لنتبادل الورود..........وضعت يدي متحسساً جسدها بهدوء؛ كتاجر يتحسس بضاعته في الظلام، وضعت يدي بسرعة علي فمها عندما استيقظت هي....حتي لا تصرخ....حتي لا تزعجني....
-رأيت نظرة الانكسار في عيناها، كانت رغبتي أقوي من رغبة زوجها.
.... فالفقر قتل رغبته.
-رأيت نظرة الاستسلام في عيناها، كانت رائحتي أقوي من رائحة زوجها.
.... فزوجها لا يملك المال لشراء أفضل أنواع العطور.
-رأيت نظرة المتعة في عيناها، كانت مداعبتي أقوي من مداعبة زوجها.
.... فزوجها لا يعرف شيء عن المنشطات الجنسية، سوي انها كانت علاجًا لداء السكُّري.
-رأيت نظرة الندم في عيناها، نظرة الندم التي أعلنتها دموعها.......فقد انتهي كل شيء.
هبطت الي الشارع، وبيدي اللفافة الثانية، ما أجمل ان تشعل لفافة بعد الطعام، ما أجمل ان تشعل لفافة بعد الجنس.
استوقفني صوتها وهي تصرخ وتقول:
قتل زوجي،،،،، مدحت قتل زوجي.....
تجمع القوم والتفوا حولي......لم ارتبك، فانا اعرف ماذا سأفعل... ما دمت املك المال، فانا املكهم......
ثم ضحكت وقلت نعم انا قتلته، قتلته لأنه يريد التفاوض عليكم، أخبرني بانه يريد من شركتي للمقاولات ان تقيم مصنع هنا.....
قاطعني أحدهم:
هذا جيد.... فلماذا القتل...؟
بصقت تجاه منزله وقلت:
هذا خائن، المصنع ناتج عن فكر يهودي، وهذا عميل يعمل لحسابهم الخاص، وهو هنا بينكم من أجل التفاوض معي....
ثم قلت بصوت مرتفع:
من اليوم......لا يوجد مكان لخائن بيننا.
ارفع صوتك.... ستفوز.........ارفع صوتك فيهتفون......
**
العناية المركزة
صوت أنفاس مضطربة، رائحة نشوة بالغرفة، يا لكِ من عاهرة، بغرفتي وعلى فراشي، أوووا، ليس على فراشي.
المنتج الأجنبي يفوز دائما علي المصري.
هناك رائحة كريهة اشمها بأنفي، لا أعتقد بأنها رائحة الادوية، لأني أعلم هذه الرائحة جيدًا، أنه الويسكي الأمريكي، التي قامت شركتي التجارية للاستيراد والتصدير باستيراده من الخارج.
سمعت صوتها وهي تقول:
(قلت لك بأننا نختلف كثيرًا عن نسائكم).
متي سأموت لا اعرف...؟! متي سأفيق لا أعرف...؟!
ولكن أرجوكِ لا تقوليها...
بل قولي عني:
سياسي لعين.
قاتل السادات.
جاسوس صهيوني.
ولكن لا تقولي عاجز جنسياً.
-تمت
-محمد إسماعيل الفص
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

الجنس والفقر
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.