زهرة:
الرسالة الاولى
مرحبا... انا زهرة لا اعلم ان كنتى ستقرأين تلك الرسالة ولكنك كاتبتى المفضلة ، ابحث على الانترنت عن قصص الاطفال التى تكتبينها ، اقرأها فأجدها تلتصق بعقلى لا انساها ابدا ثم عندنا اذهب للمدرسه ارويها لكل الاطفال هناك. يعلو الانبهار وجوههم عند سماعها كما يحدث معى وانا اقرأها ،اكتب لكى من جهاز والدى الخاص بالعمل يجب ان انهى رسالتى والا سيرانى ويغضب منى اتمنى ان تجيبى عليها
الرسالة الثانيه
مرحبا زهرة مجددا. يبدو انك منشغله جدا فلم تردى على رسائلى..متى ستنزل المجموعه القصصيه القادمه؟! ايمكن ان تذكرى فيها ابى انه بطل هو صحفى فلسطينى يواجه ويقاتل لكى ينشر الحقيقه .. تقول امى ان عمل ابى خطير جدا، ارها تدعو كل ليله ليعود ابى سالما..اليس هكذا يبدو عمل الابطال
الرسالة الثالثه
لم تجيبى بعد،هل انتى متكبرة؟ ! ولكنك بارعه ..قال لى احد اصدقائى اليوم انى سأكون كاتبه رائعه. يظنون انى من اكتب. ساخبرهم الحقيقه من الغد اعدك. امى قالت ان اخذ ما ليس لنا وادعاء امتلاك ما ليس من حقنا هو ما يفعله الصهاينة فى ارضنا ..انا لست مثلهم لذلك سأعلن ملكيتك لكل تلك القصص غدا
الرسالة الرابعه
مرحبا لم اكتب منذ فترة طويلة لم احب كونك لا تجيبين..لن اكتب مجددا بعد تلك الرسالة..ولكن الان سأخبرك بما حدث، توفى والد احدى صديقاتى فى المدرسه تقول ان والدها شهيد، تلك الكلمه ليست غريبه على مسمعى ابدا وارى الناس يقولوها دوما بفرح ولكنى حزنت فحتى لو كان شهيد، لن ترى صديقتى والدها مجددا..وربما غدا والدى او عمى واجلس جوارها. سمعت ابى يقول شيئا عن حقوق الطفل وتقول امى انى طفلة ، اذا لابد ان صديقتى طفلة ، اين حقها فى ان يكون والدها بجانبها ام هذا لا ينطبق على الطفل الفلسطينى؟! . أتعلمين؟! سأصبح كاتبه أعظم منك سأكتب عن أبى وعن صديقتى و والدها. تقول أمى أن صوتى صغير لذلك لا تسمعه فى بعض الاحيان، ويقول من يصطدم بى معتذرا أنه لم يرانى. عندما اكبر سيعلو صوتى وسيرانى الجميع ويرى كتاباتي التى سأعرض بها حقوق الطفل الفلسطينى
الرسالة الخامسه.
أنا والدة زهرة كانت تكتب لك تلك الرسائل فى مفكرة والدها على الكمبيوتر وتظن هكذا انها ترسلها لكى..اتمنى حقا أن تقرأيهم، عادت الابتسامه إلى وجوهنا بعد أن قرأنا تلك الرسائل بعد أن غيم الحزن على منزلنا لمدة طويلة، وذلك حين أصابت إحدى رصاصات الاحتلال قلب صغيرتى ففارقت روحها اللطيفه جسدها الصغير ، كانت تحبك حقا شكرا لك