وأحدهم أغلق الكتاب بقوة صرخت ونظرت فوقي فإذا هي آنا دارفوليا تقف والشرر يتطاير من عينيها
-أيتها الحمقاء الوضيعة كيف دخلت إلى هنا ؟؟
-أ أنا .....لقد .
-اخرسي"
قالتها و وتهجمت بكل قوتها واجهتها وصديت ضربتها المجنونة
وقالت بحقد: أيتها الحمقاء نسيتِ أن تغلقي الستائر ..أنا لا أفتحها أبداً، ظننتك عبثت بمنزلي لتسرقي "
و قذفتني بزجاجة الحبر فتكسرت على كتفي فسقطت أرضاً وانغرست بضع بلورات في كتفي وصرخت ألما وأنا أحاول إبعادها عني
-تفتقرين للياقة أيتها المتخلفة " قالتها لي فدفعتها بعنف ليرتطم رأسها برف الجماجم فوقعت علينا جميعها واهتز البرميل المليء بالدماء ووقع أرضا ساكبا كل محتواه على الأرض انتهزت فرصة تشتتها وزحفت حتى أمسكت بجمجمة كانت تحت الطاولة وهويت بها على رأسها قائلة :
- و أنتِ تفتقرين إلى الأسلوب الأدبي في كتاباتك اللعينة "
ضربتها بعنف فهمدت حركاتها أخيرا
أخذت الهث بقوة وقد تبللت بالكامل من هذا السائل اللزج المقرف الذي سكب على الأرض
وبين كل تلك الفوضى رأيت كيسا بلاستيكيا ملفوفا بإحكام أمام البرميل، تناولته وفتحته
فإذا هي مجموعة أوراق زفرت وجلست أرضا أهدئ نفسي...
و قارنتها بين أوراقي القديمة فإذا هي تكملتها ضحكت وبدأت أمسح الدم من وجهي وأنا انتظر أن أنتقل إلى مكان أخر ....ولكن طال انتظاري دون ان يحدث شيء .
ترى ما السبب؟؟
********
الرقم المطلوب خارج نطاق الخدمة حاليا يرجى المحاولة لاحقاً
-اللعنة ...أين أنتِ فداء ؟
تساءل علاء وقد اكتسى وجهه الخوف بعد أن
اتصل بها عشرات المرات ولكن دون أن تجيب فبدأ بالدوران في المنزل كالمجانين، حتى تذكر مدير التحرير الأحمق الذي أرسلها بمهمة ما ..أخرج رقمه واتصل به ...
-سيد عصام أنا علاء زوج فداء .
-أهلاً علاء كيف حالك .
-بخير بخير .
-وكيف ...
وقاطعه قائلا.....اسمع لا وقت للأحاديث التافهة الآن ....أين فداء .
-ماذا ..كيف تجرؤ على مخاطبت...
-يووووه يا هذا ...إن هاتفها مقفل منذ البارحة وأنا لا أعلم عنها شيئا أعطني اسم تلك القرية اللعينة التي أرسلتها إليها .
- ممم حسنا حسناً ولكن هدئ من روعك"
وأملاه اسمها فانطلق بسيارته مسرعا يجتاز الطريق المؤدية إلى القرية ...
◇◇◇◇◇◇
وقفت فداء بوسط الغرفة وهي تشعر بالقرف من هذه الجماجم والدماء التي تناثرت في المكان وزاد الأمر سوءا ذلك الجرح الذي بكتفها بسبب انغراس البلورات المتكسرة فيه مما آلمها كثيرا، نظرت نظرة أخيرة لآنا الراقدة على الأرض ظنا منها أنها لقيت مصرعها و
بدأت بالرجوع عبر الرواق الطويل حتى تذكرت الكتاب الذي كانت تقرأه قبل مواجهتها مع آنا فرجعت وأخذته معها وعادت أدراجها إلى القبو ومن ثم إلى المنزل أخذت منديلاً وبدأت تمسح آثار الدماء عن وجهها وتوجهت إلى غرفة النوم انتقت وشاحا طويلا تغطي فيه هيئتها المزرية لتغادر المكان بعدها .
الحمد لله أن الدماء لم تصل إليهم" قالت هذا وهي تخرج الكتاب والأوراق من جيب فستانها وتلفهم في قماش كان في الخزانة وخرجت من المنزل تفكر أين عساها أن تذهب فلم يعد بالإمكان أن تعود إلى القصر بعد الذي حصل، حسمت أمرها وذهبت إلى منزل تلك العجوز التي عرفتها عند وصولها فلا مكان آخر تذهب إليه ،حاولت تذكر الطريق الذي يودي بها
إلى منزل العجوز وسارت به حتى وصلت أخيرا بعد إنهاك .
طرقت على بابها بهدوء شديد ...كان الجو باردا جدا في هذه الليلة انتظرت حتى سمعت خطوات العجوز البطيئة وقالت من خلف الباب:
-من يطرق بهذا الوقت من الليل .؟
-أنا فداء أرجوكِ افتحي لي يا خالة .
وفتحت أخيرا العجوز لها .
-مرحبا أيتها الأم الطيبة ..
- فداء ! تفضلي بالدخول ،
-شكرا لك ولكن أاستطيع المكوث عندك بضعة أيام وبعدها سأذهب .
-لا عليك على الرحب والسعة ولكن ما الذي جرى لك هل أنت بخير ؟
-قصة طويلة سأخبرك بها لاحقا رجاءا أريد الآن أن استحم فرائحتي لا تطاق ...
-حسنا سأسخن الماء على الحطب .
استحمت واستبدلت ملابسها بأخرى من عند العجوز واستلقت على الأريكة علها ترتاح قليلا فقد كان يومها شاقا فعلا وقارب الفجر على البزوغ .
اطل الصباح بنسماته الباردة تناولت الفطور و قصت على العجوز ما جرى معها بالتفصيل وأخذت الكتاب تقرأه بصوت عال لتسمعها حتى وصلت إلى النقطة التي قاطعتها بها آنا وتابعت بتركيز.
*وأنا ......
علمت الملكة الاستحماام بالدماء ....... فبعد موت زوجها عام 1600
قالت لي و بعد أن تجاوزت الأربعين أن الشيخوخة بدأت تعلن نفسها ، وهي تخاف أن تتهدل ملامحها الجميلة ....
فابتسمت لها قائلة جربي الاستحمام بالدماء فهي تشد البشرة كنت أحقد عليها وأتمنى أن تلتقط جرثومة ما من الدماء الملوثة لتفتك بها .. وقتها كافأتني بمبلغ كبير من المال ففرحت جدا ...ولم أكن أعرف أني فتحت باب الجحيم على نفسي....
كنت أقصد بكلامي أن تستخدم دماء الحيوانات ولكنها فهمتها عكس ذلك تماما بسبب نفسيتها المريضة والسوداوية، فتخلصت من أطفالها ونقلتهم ليعيشوا بقصر والدة الكونت لتتفرغ لحفلاتها الخبيثة .
فبدأت بالخادمات الصغيرات اللاتي يعملن بالقصر تذبحهن واحدة تلو الأخرى وتقطع شرايينهن وتعلق بالسقف الجثة التي تقطر دما على الحوض حتى يمتلئ وتندس بداخله تشعر بالاسترخاء الشديد.
وكل همها كان أن تحصل على الشباب من دمائهن النقية .تناقص عدد الخادمات في القصر ...
وكان لا بد لها أن تجدد كادر الخدم من جديد فأمرت خادمها الأعرج أن يحضر الفتيات الفقيرات من القرى المجاورة بحجة العمل ويغريهن بالمال .... وطبعا نفذ الخطة وقد اقتيدت الفتيات إلى القصر ليشهدن موتهن بأبشع الطرق.
وتوالت الأيام وتوالت أطماعها فلم تكتف بالاستحمام بدمائهن بل بدأت تشعر بنشوة كبيرة عند تعذيبهن وتشويه أجسادهن وحرقهن وتجويعهن أسبوعا أو أكثر ...وكنت بمساعدة كاتا واثنتان من الخدم نتخلص من الجثث بعد قطع رؤوسهن ثم يقوم الأعرج بعملية الدفن في السفح المقابل للجبل الذي يقوم عليه القصر ...
◇وازداد تفكيرها وحشية أن جربت شرب الدماء علها تكون أسرع في القضاء على التجاعيد وتجديد شبابها
وأمرتني بعدها أن أحفظ الدم الطازج بقوارير زجاجية لتشربه لاحقاً