المجهول

Share to Social Media

موعد مع المجهول 3
أنا سامح إنتقلت للعمل هذه المرة في الإسماعيلية وبعد البحث عن شقة للإيجار وكلمت بعض السماسرة وجدنا شقة طابق واحد وتعتبر بيت كامل.
‏ فرحت لذلك حتي نشعر ببعض الراحة والهدوء فالشقة عبارة عن ثلاثة غرف ومطبخ وحمام ومكان واسع به سفرة تتناول عليها الطعام ونسقبل ضيوفنا ونشاهد فيها التلفاز.
‏ الثلاث غرف إختار الأولاد غرفة لهم بسريرين وأنا وكارما إختارنا الأخري أما الثالثة فعبارة عن غرفة بها أثاث قديم وملابس في دولابها مبعثرة قال لي السمسار حماده خلي الأوضة دي مقفوله علشان ماتتعبكو من تنظيفها.
‏ وبصراحه وافقت مباشره بسبب ما بها من أشياء كثيرة تحتاج إلي نظافة وترتيب.
‏ إستيقظت مبكراً وأجريت إتصالات مع العملاء الموجودين هنا لكي يتم تحديد موعد إجتماعات إبرام عقد التعاون مع شركتنا وتم تحديد عدة أيام علي مدار شهرين وأبلغت شركتنا بذلك.
‏ وبعد أن صلينا العصر ذهبت لكي أجلس علي القهوة مع حماده السمسار الذي يسكن قريب من هذه القهوة، ولكن لم أجده هناك إذ كانت القهوة خاليه من الناس لأن الوقت كان باكراً على موعد تجمعهم المعهود.
‏ قال لي صاحب القهوة بعد إذنك ياأستاذ هأروح أصلي العصر لأني ملحقتش أصليه جماعه وتركني وغادر بعد أن أحضر لي كوب من الشاي وجلست وحدي والشارع خالي.
‏ فجأة وجدت شخصاً يحمل شنطة لونها أخضر وكان ينظر يميناً ويساراً ثم إقترب من مدخل شقتنا ودخل يجري ، وقفت مذهولا قائلاً في نفسي دا حرامي أكيد سارق الشنطه دي وجريت ورائه مباشرةً ولكني لم أجد أحد فتحت باب شقتنا فوجدت أن كارما تجلس بالقرب من الباب أي لو دخل شخص لعرفت لكن يبدو عليها لا شيء فقالت:سامح تعالي بسرعه اسمع الفيلم إللي إنت بتحبه.
‏أغلقت الباب مسرعاً وطلعت إلي السطوح وبحثت هنا وهناك ولم أجد أحد ربما قفز من سطوحنا إلي أخر فالبيوت قريبه من بعضها جداً ربما .
‏ عدت إلى الشقة ودخلت وجدت كارما تسمع فيلم هندي لشاروخان فهي تعلم أني أهتم بشيئين هما الأهلي وشاروخان جلست استمع معها، نحضر العشا ياحبيبي ولا ايه ؟
‏ قامت كارما ونادت على الأولاد بعد أن أحضرت العشاء وجلسنا إلي أن نمنا قمت في وقت متأخر وكذلك العائلة فاليوم لا يوجد عندي أي مواعيد لذلك نزلت على القهوة لعلي أجد هذا الشخص مرة أخرى.
‏ وكانت القهوة مليئه بالناس ونزلت فوجدت حماده السمسار الذي نادي علي: تعالى ياأستاذ سامح ،ذهبت هناك فعرفني علي من حوله وجلست وما أن جلست حتي قاموا وقالوا بعد إذنك ياحاج حماده نستأذن إحنا دا ميعاد شغل .
‏ نظرت لكل من حولنا وفي وجوه الناس لم أجد منهم نفس الشخص الذي كان ،بتدور علي حاجه ياأستاذ سامح ،قال لي السمسار حماده ذلك ،قلت لا بحاول أتعرف على إللي حواليا بس .
‏جلسنا نتسامر حتي إنتصف النهار وقمت لكي أجلس مع الأولاد مشيت ووقفت عند باب الشقة ونظرت أمامي فإذا بالشخص يمشي أمامي علي السلم يصعد درجة وينظر ورائه حتى حفظت ملامح وجهه ،لكن المشكلة لم يراني رغم أنه ينظر إليا مباشرة.
‏ ولكن المشكلة الأكبر ليست في ذلك بل في أنه فتح باب شقتنا بدون مفتاح ودخل حاولت الدخول مباشرة ولكن الباب كان مغلق فإستخدمت المفتاح فمعني ذلك أن ذلك الرجل لم يدخل شقتنا بالمفتاح ولكن الباب كان مغلق بالمفتاح إذاً كأن شبح دخل شقتنا لذلك دخلت مسرعاً فوجدت الأولاد يلعبون بصوت عالي ومعهم كارما.
‏ما إن رأوني حتى تجمعوا حولي فأخذنا نلعب حتى أنني نسيت أمر هذا الشخص رغم أنني فكرت في إخبار كارما لكني خفت أن تقول نغادر الشقة وأنا لم أنهي عملي بعد ،جلست مع كارما أحاول أن أطمئنها لو رأت أي شئ غريب في هذه الشقة لكنها نفت ذلك فزاد من أطمئناني.
‏ أصبح هذا الرجل شغلي الشاغل ففتحت التلفاز وجلست استمع لبعض الاخبار قالت لي كارما:أنا هاخد الأولاد وننزل نجيب شوية حاجات للبيت بما إنك قاعد ومش نازل القهوة ،جلست لوحدي مندمجا في مشاهدة الأخبار ،وفجأة سمعت أصوات في الغرفه المغلقة.
‏ وكأن أحدهم يتكلم مع أحد وقفت وبدأت أمشي بخطوات بسيطة فأنا أعرف أن هذه الغرفة دائماً بها حركة كأن بها فئران مسكت مقبض الباب وفتحت في هدوء فوجدت الرجل يبحث عن شيء في وسط الاشياء الملقاة على الأرض ولكن كانت هناك إمرأة تنظر إليه وتكلمت قائله يايونس إدي لإخواتك حقهم دول خمسة بيك وإنت ماشاء الله عندك بنت واحده يعني مع الزمن مش هتحتاج حاجه من دا كله.
‏نظر لها قائلاً: أنا الكبير بيني وبين إللي ورايا منهم سبع سنين أنا إللي مربيهم ملهمش حاجه عندي أنا هأكتب كل حاجه بإسمي بالعقود إللي معايا ردت عليه:إتقي الله يا راجل خلي عندك دين
‏يونس: أنا معنديش دين يانوال ثم إنقض عليها يضربها حتي إغمي عليها وإختفت ،تركها وهم بالرحيل لكنه إختفي أيضا
‏ دخلت علي حذر أبحث عن أي شئ في هذه الغرفة ففتحت الدولاب وبدأت أبحث وبالفعل بعد مدة ساعة تقريباً وجدت الشنطة الخضراء حاولت فتحها لكن سمعت صوت الباب يفتح أغلقت الغرفة مسرعاً ،دخلت كارما والاولاد فوجدتني واقفاً علي باب هذه الغرفة نظرت إليا في إستغراب قائله: مالك ياسامح واقف على الباب ووشك عرقان ليه؟
‏كنت فعلاً متوتراً مما رأيت لذلك تكلمت بدون أن أعي كلامي قائلاً: فار أخضر كبير في الأوضة دي
‏قبل أن تتكلم جاء الأولاد إليا في خوف قائلين: عايزين نشوف الفار الأخضر دا يابابا تعالي نخش الأوضة ندور عليه فقلت لهم ، مره تانيه علشان دا حجمه كبير ومن أجل أن أقطع هذا الموضوع قلت ناظراً لكارما أنا رايح القهوة.
‏ومن حسن حظي وجدت السمسار حماده يجلس لوحده فتوجهت اليه وطلبت كوباً من القهوة وجلست بجواره بعد أن رحب بي.
‏قلت له بدون مقدمات ياعم حماده فيه حد في المنطقه هنا إسمه يونس، نظر إليا قائلاً يونس مين ؟
‏سامح: يونس"وصفت يونس له وكذلك وصفت زوجته نوال وقلت له أنا عارف جزء من الحكايه وعايزك تكملها ليا بعد إذنك.
‏نظر إليا حماده وتكلم بعد أن أخذ نفس عميق: نوال زوجة يونس دي أختي هي اللي قالت ليا الموضوع إن يونس جوزها مضّي أبوه علي كل حاجه بإسمه بيع وشراء كان عندهم خمس عمارات بخمس إخوة كل واحد ليه شقة ولأن يونس الكبير رفض إن أبوه يقعد عند حد من إخواته بعد لما كل واحد خد ميراثه كانت أمهم متوفيه.
‏ولأن نواياه وحشه بصم أبوه علي كل حاجه بيع وشراء العماير الخمسه بحجة أنه يملك العماير باسم أبوه ولما أبوه إتوفي كنت قاعد أنا ع القهوة كدا.
‏لقيته جاي يبص يمين وشمال ومعاه شنطه ناديت عليه مردش ودخل البيت اللي إنت قاعد فيه وبعد فترة سمعت خناقه فوق ونزلت ناول زعلانة وخدتها وروحت عندنا وحكت ليا كل حاجه الله يرحمها كانت طيبه.
‏روحت اتفاهم معاه لقيت الشرطة في كل مكان وكانت بترمي حاجة إخواته في الشارع وهو كان مش موجود بعد سنه رجع بعربية وأجر الأربع عماير وساب إللي إنت قاعد فيها ومن يومها وهو بيأخد الإجار كل شهر من خلال وسيط والشقة إللي إنت فيها مايعرفش إن أنا أجرتها وباخد إجارها بصرف بيه علي بنته إللي هي بنت أختي رغم أنه محّرج عليا إني ماأخش الشقة دي.
‏ولو عايز تسأل إخواته عملوا ايه رفعوا قضايا الدنيا كلهم وما أثبتوا حاجه وفي الأخر إختفوا ومحدش يعرف عنهم حاجه.
‏نظرت له وقلت ياه ايه القلوب السوده دي أكل حق إخواته وقمت ومشيت مذهولاً مما سمعت كيف لقلب بشر أن يخطط لذلك صعدت السلم ودخلت الشقة وما أن نظرت لباب الغرفة حتى تذكرت الشنطة الخضراء دخلت الغرفه وأغلقتها فقد كان الأولاد مع كارما ف المطبخ.
‏مسكت الشنطة وفتحتها فوجدت أوراق مسكتها لأقرأها كانت رساله موقعه من مكتب محامي يطلب منه أوراق ملكية الشقق لكي ينقلها لملكية يونس وبعض صور عقود لملكية أبيه للأرض التي عليها الشقق ووجدت صور من عقد يثبت ملكية يونس للعماير الخمس لا الأرض وهنا كانت نقطة الحل.
‏ذهبت في اليوم التالي إلي حماده وأردت أن أعرف عنوان أحد إخوة يونس وقلت له أنا ناوي أساعدهم والله عندي حل ،لم يسألني ماهو وأخرج تليفونه قائلاً:أيوا يا حاج علي أحوالك عامل ايه أنا جايلك إن شاء الله ومعايا صديق. وقال لي هو ساكن على بعد 10 ساعات من هنا هنروح ونبات هناك ونيجي تاني يوم قولت ايه قلت بدون تردد موافق بس اصبر لما أحضر نفسي.
‏فكرت في إخبار كارما ولكن وكأن الوقت يعيد نفسه إذ جلسنا جميعاً أمام التلفاز وقال لي الأولاد أحكي لنا قصة زي كل مره وعايزينها مرعبة ،نظرت إلي كارما التي كانت مندهشه من طلب الأولاد خاصه أنهم كل مرة كانوا يناموا وهم مرعوبين وكعاداتي بدأت قصتي بكان ياما كان ولا يحلي الكلام الإ بالصلاة على النبي محمد خير الأنام ، وحكيت ماحدث معي على شكل قصه مع تبديل الاسماء إلي أن وصلت إلى ميعاد السفر وقلت لهم جميعاً إيه رأيكم في الحدوته نظرت إليهم فوجدت كارما تنظر إليا قائله مسافر بكرا علشان الشغل صح.
‏قلت الله ينور عليكي فهمتيني بس إيه رأيك في الحدوته ردت" نفس حكاياتك كل مرة مرعبة جداً والاولاد خافوا حتى من الرعب ناموا من الخوف" ولو عايز تسافر سافر وتروح وترجع بالسلامه قلت في نفسي الحمد لله لما أشوف حماده السمسار هيسافر إمتي.
‏في اليوم التالي نزلت إلي القهوة وجلست بعد أن أخبرني حماده أننا سنسافر غداً ،أفكر هل أعرض القضية علي سلمي المحاميه أما لا كان الوقت باكراً لذلك ترددت قليلاً ولكن لم أجد حل غير الإتصال بها فأنا لا أثق في أحد غيرها وكلمتها ولحسن حظي:
‏سلمي: عامل ايه ياأستاذ سامح وكارما والأولا ياتري نقلتم فين المرادي.
‏سامح: الحمدلله إحنا كلنا بخير وإحنا دلوقتي في الإسماعيلية.
‏سلمي: يامحاسن الصدف أنا في الإسماعيلية وإنت أكيد متصل علشان موضوع عايز نحكيلي عليه أنا عارفة .
‏سامح: حكيت ما حدث بالتفصيل وقلت لها علي الاوراق التي معي وأضفت قائلاً كارما والاولاد مايعرفوش حاجه.
‏سلمي: تمام أنا فاضيه بعد ساعة هنتقابل في المكان وحددت المكان والوقت المناسب فكان لابد أن أذهب مبكراً وأخذت الأوراق التي كانت في الشنطة الخضراء دخلت المكان قبل الميعاد بعشرة دقائق وبعد خمس دقائق دخلت سلمي التي كانت في كل مرة تزداد جمالاً.
‏سلمت عليا وبعد أن شربنا الشاي طلبت الأوراق وإطلعت عليها وقالت الأوراق دي هترجع حقهم أنا عايزة توكيل علشان نرفع قضية وإن شاء الله نرجع الحق لأصحابه ‏قلت لها أن حماده السمسار يعرف أحد إخوة يونس وسوف نسافر غداً .
‏قالت هسافر معاكم طبعا وفي اليوم التالي وبعد أن إلتقينا قال لنا حماده السمسار إحنا هنقابل دلوقتي الحاج علي حالتهم المادية متدهورة شويه وأنا كلمته ووافق إنكم تساعدوه وإخواته كمان.
‏بعد عدة ساعات من السواقه المتواصلة بسيارتي وبين التبديل بين من يسوق مرة أنا ومرة سلمي وصلنا والحمدلله.
‏وما إن وصلنا حتي كنا متعبين فقد كان الحاج علي قد حضر عشاء ومكان للنوم وأكلنا وبعد مدة نمنا من التعب إستيقظنا باكراً وبعد أن حكينا كيف ستكون الخطة وكيف سنرد الحق لأصحابه.
‏ذهبنا مع الحاج علي لعمل توكيل لسلمي وبدأت سلمي مباشرة في إجراءات القضية وقد كلم الحاج علي جميع إخواته الذين عملوا توكيلات لسلمي ورفعت قضية بإسمهم جميعاً علي أخوهم يونس كما رفعت أيضاً طلب بتعويض مادي عن مدة إنتفاع أخيهم بهذه الأرض التي تقدر بالملايين وحينما سألت الحاج علي عن لماذا لم يقوم برفع قضية بملكية أبيهم للأرض رد قائلاً:إحنا كنا علي الحديدة والمحامين إللي معندهمش ضمير القضية إللي بيرفعوها بيروحوا ياخدوا فلوس من يونس وبعد مدة تحفظ القضية لعدم السير فيها.
‏وبعد مدة من الإجراءات القانونية وعدة جلسات تم رد الحق لأصحابه وعلمت أن يونس إنتحر بعد أن حكمت المحكمة من ضمن الأحكام بهدم هذه العمارات لعدم موافتها لشروط السلامه العامه وتم توزيع ميراثه علي بنته وإخوته.
""حينما يعطيك أحدهم الثقة لابد أن تكون علي قدرها""

‏اليوم قد أنهيت عملي هنا في إلإسماعيليه وها أنا مبتسم إذ حققت العدل في هذه القضية وأنا الأن أجلس مع كارما بعد أن نام الأولاد والتي قالت لي:سامح إيه حكاية "فار أخضر كبير في الأوضة دي"
‏ يتبع باذن الله تعالى .
‏وانتظروا المزيد
‏إنتظروا رواية حب في الجامعة

#المجهول



1 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

موعد مع المجهول
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.