mnhalsid

Share to Social Media

"الفصل الاول"

تجلس في غرفتها تعبث بهاتفها، سمعت صوت اصطدام شئ في الصالة، ظنت انها احدي القطط التي لطالما جاءت من الشرفة، القت الهاتف باهمال علي السرير، توجهت للصالة لم تجد أي أثر لوجود قطة، انقطعت الكهرباء من المنزل،

هتفت بتافف: هو دا وقته..

تحسست الاشياء حوالها تصل لغرفتها وتحضر هاتفها تضي الفلاش، شعرت بانفاس احدا خلفها، ظنت انها تتوهم، واصلت التقدم نحو غرفتها، يد كممت فمها ويد أحاطت خصرها تقيدها حركتها ، حاولت الصراخ خرج صوتها مكتوم أثر اليد المكممة فمها، حاولت التملص من بين يديه و اليد مقيدة جسدها بقوة، همس بجانب اذنها  جعل قلبها يدق رعبا: هشش اثبتي..

توسعت عينيها فزعا،  لوحدها في الشقة بعدما سافر ابيها لحضور فرح صديق له ولا تستطيع الصراخ على أحد من بيت عمها الساعة تجاوزت الثانية عشر، الآن في عداد النيام..

تحرك بها ببطء يجرها بصعوبة نحو احدي الغرفة، دلف للغرفة الذي يعمها الظلام ببطء يتحسس بقدمة الأرضية واي شيء كي لا يتعثر،  تحت مقاومتها الضعيفة،  قصيرة القامة جداً طوالها بالكاد 150سنتيمتر، تحسس موضع الفراش، القاها بعنف، لتصدم رأسها بحافة الفراش، تنطلق منها صرخة ضعيفة فقدت  وعيها في الحال أثر الارتطام، بدات راسها بالنزيف....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

استيقظ و غادر الفراش توجه للحمام أخذ دشا باردا يعطيه بعض النشاط، ارتدي ملابسة، بدله باللون الأسود واسفلها قميص أبيض،  يعمل محاسب في إحد البنوك، اقترب من المرأة صفف شعرة الأسود الذي يغطي رقبته، رش عطره المفضل،  ارتدي حذاء أسود حمل هاتفه وغادر الغرفة، وجد والدته ترص الطعام على الطاولة.

هتف بابتسامة بسيطة: صباح الخير..

هتفت زينات بحنان امومي: صباح الخير يا حبيبي، بقلك اي أنا خارجه هزور خالتك النهاردة وهاجي آخر الليل، ابوك راح دكان العطارة، عدي على بنت عمك شوفها عاوزة حاجه ويكون تدخل الشقة من علي الباب فاهم،
القت جملتها الاخيرة بتحذير..

ابتسم بمرح: حاضر يا ست الكل أي اوامر تاني، وبعدين أي من علي الباب دي، أنتي ناسية إني مكلم عمي عليها قبل ما يسافر ولسه مستني رده..

هتفت بهدوء: اديك قلت لسه مستني الرد يبقي متدخلش البيت وعمك مش موجود..

هتف بضيق: ماما دي رحيل أنا إلي مربيها علي ايدي، محدش هيخاف عليها أكتر مني، أنتي عارفه أنا بحبها قد أي..

هتفت زينات بحنان وربتت علي كتفيه: عارفة يا حبيبي، ان شآء الله ربنا يجمعكوا سوا إن شآء الله..

هتف بحب: ان شآء الله..

غادرت امه الشقة، تناول طعامه، جمع الاطباق ادخلها المطبخ، غادر الشقة، طرق باب شقة عمه المقابل لشقتهم، دق بهدوء عدت مرات  لا مجيب، دق بشكل اعنف قليلا و لا مجيب،حمل هاتفه واتصل بها  الهاتف يرن ولا  مجيب، اعتراه الخوف ربما ابنه عمه قد اصابها مكروة ، دلف لشقته أحضر نسخه من مفتاح شقة عمه محتفظ بنسخه للطوارئ، فتح الباب دلف للمنزل، وجد بعض الاشياء ملقاءة علي الارض باهمال، ربما دلف حرامي ، نادي بقلق وخوف: رحيل..

دلف لغرفتها وقف متصنما لايصدق ما يراه، شل عقله عن التفكير، عدت دقاءق  يقف  يتامل جسد ابنه عمه الممد علي السرير وملابسها الممزقة ودماء حوالها، اقترب ببطء  يهز رأسه من الصدمة وعدم التصديق،

دموعه التي سقطت تلقائيا مع رؤيته لهذا المشهد، أشاح وجهه عنها، غطاها بالملاءة سريعا خرج من الغرفة، ووقف في الصالة لا يعرف ماذا يفعل؟، سال نفسه؟، هل ما راه حقيقة؟، ابنة عمه تحرضت لحادثة اغتصاب، حرك راسه يمينا ويسارا علامة الرفض التام للفكرة، أمسك هاتفه واتصل بصديقة  تعمل طبيبة و جارتهم في العمارة..

حاول التماسك وهو يحادثها، هتف بثبات  مزيف: نور رحيل تعبانه ومغمي عليها وأنا مش عارف أعمل أي تعالي شوفيها...

هتفت نور بقلق: خير إن شآء الله نص ساعة واكون عندك سلام..

أغلق المكالمة وتساؤلات كثيرة تدور في عقلة...

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

دلفت نور للغرفة، اقتربت من رحيل الناءمة او المغمي عليها تحسست رأسها وجدت دماء متجلطة يبدو انها وقعت علي رأسها فتحت حقيبتها الطبية، واحضرت مستلزماتها كي تخيط الجرح، جرح بسيط و ترك ينزف لفتره، ازاحت الغطاء عنها وصدمت من ملابسها الممزقة وجسدها المليء بالكدمات، شهقت بصدمة ووضعت يديها علي فمها من الصدمة، فحصتها جيدا، رحيل تعرضت لحادث اغتصاب،
أحضرت سريعا مضاد للتورم والكدمات ووضعته علي جسدها المتورم احضرت اسدال  والبسته لها لفت الوشاح علي رأسها، خرجت من الغرفة واثر الصدمة علي وجهها...

اقتربت من رحيم الجالس علي الكرسي بهدوء، هتفت بحزن: رحيم، رحيل اتعرضت لحادثة..

انتبه  ولم تستطيع نطق الكلمة، هتف بحزن وضيق: اغتصاب صح..

اشارت رأسها ب  نعم.

جلست علي الكرسي  وهتفت بتسأل قلق: هنعمل أي، ولو فاقت هتتقبل الصدمة دي ازاي، وبعدين مين إلي عمل فيها كدا..

اخفض راسه للاسفل يشعر بالعجز والضعف هو غير مصدق لما يحدث...

هتف بعجز وشرود: معرفش..

هتفت باقتراح: احنا مفروض نبلغ البوليس دي حادثة أغتصاب..

هتف بسرعة وضعف: لا عمي لو عرف هيروح فيها، رحيل مش عارفه هتتقبل الموقف ازاي، أنا حاسس بالعجز، ومش عارف أعمل ايه..

شعرت به   موقف لا يحسد عليه، عمه من جهه وحبيبته من جهه آخري ....

افاقو على صوت صراخ رحيل، دلف الاثنان للغرفة وجودها متكومه على نفسها وتبكي بضعف..

المه قلبه  لرؤيته مشهدها ، نظرت اليهم بضعف وعجز وبكاء، وطهتفت بضعف: نور هو أنا تم اغتصابي صح...

لم يعرفوا ماذا يقولوا؟، اقتربت منها نور وجلست بجانبها وهتفت بهدوء: رحيل لازم تتقبلي الصدمة..

صرخت وهتفت بدموع حارقة: اتقبل أي يا نور أنا خلاص انتهيت....

هتف رحيم بثبات مصتنع وداخله يحترق:  مش دي النهاية يا رحيل، ممكن يا نور تسبينا لوحدنا...

خرجت نور من الغرفة جلس على حافة الفراش نظر لها بحزن هتف بثبات مصتنع: رحيل انتي شفتي الي عمل كدا..

هزت راسها بلا، وبدات بالبكاء...

شعر بالعجز أمام بكاءها طفلته التي حملها على يديه يوم ولادتها وهو من سماها واعتني بها حتي كبرت اليوم لا يعرف كيف يمنع دموعها؟.....

هتف بهدوء: رحيل ممكن تبطلي بكاء وتقوليلي على إلي حصل...

هتفت بدموع  تحاول التخفيف من حدة البكاء: سمعت صوت في الشقة  فكرتها قطة، النور قطع ولاقيت حد حاطط ايده علي بوقي والايد التانيه مثبتني بيها، دخل بيا الأوضة ورماني علي السرير ومحستش بنفسي غير دلوقتي، أنا قاومته كتير بس مقدرتش والله ادافع عن نفسي وحاولت أصرخ بس هو كان كاتم بقي...

اجهشت في البكاء وشهقاتها  تتعالي..
حاول ايجاد حلا سريعا ولكن لا يستطيع....

صمت طويل لم يقطعه الي صوت بكاءها، اقترب منها وضمها بين يديه يبث فيها الامان، لطالما كان امانها وملجاها منذ كانت طفلة رضيعة بين يديه، زادت شهقات بكاءها، ادمعت عينيه، حاول كتم صوت بكاءة ولكن لا يستيطيع، سمعت صوت بكاءه، خرجت من احضانه نظرت اليه وجدته يبكي عليها، شعرت به ولامست حزنه عليها، هو ملاذها ومامنها، اخيها الذي لم تنجبه امها،  بكا الاثنان وهم لا
يستطيعان التوقف خرج من الغرفة بعد إن وجد الحل المرضي لكليهم في تلك الحادثة.....

هتفت نور بتسأل: هنعمل أي يا رحيم..

هتفت وهو يفكر فيما سيفعل في الايام المقبلة وبشرود: كل خير

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
"بعد اسبوع"

تريد الهروب من  الصخب المحيط حوالها، تشعر بالاختناق و أحد يقبض على رقبتها يريد موتها،
  الجميع يبارك لها،  ترد عليهم بخفوت وشرود، لأ تعلم ماذا تفعل هنا؟، اهي عروس حقا وهذا يوم زفافها؟،..

تشعر انها في عزاء كئيب تود لو تجري بأقصى سرعة، عودة ابيها من فرح ابنه صديقة، اخبرها ان ابن عمها رحيم طلبها للجواز، وافقت وتم الزواج..

شاردة وحزينه  ماذا ستفعل في ايامها القادمة؟، رحيم  تعتبره اخيها لا اكثر ستتزوجة ولا تريد،  يتزوج منها ليداري فضحيتها التي لا يعلمها احد غيرة، تتذكر قبل اسبوع  عرض عليها الزواج كي يداري تلك الجريمة، بكت، تتزوج من شخص لا تريده وتظلمه معها لانها تعرضت للاغتصاب وتخشي لو علم احدا بالامر،

انتبهت لزوجة عمها زينات  تخبرها بقدوم العريس ليذهبا الي منزلهم الذي جهزه رحيم من اجلهم، الشقة جاهزة منذ مدة طويلة ورحيم كان ينتظر العروسة  ليتمم الزواج....

اقترب رحيم  وتامل ملامحها الشاردة يعلم ماذا تشعر الان؟، زفر بحزن وقف جانبها وشبك يديهم ببعضها، نظرت الي يديهم المتشابكة بألم، انطلقت الزغاريد والجميع خلفهم ، ركبوا السياراة وانطلقوا نحو منزلهم وحياتهم الجديدة...

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

دلفوا معا لمنزلهم الجديد، او سجنها الجديد كما تعتقد، لم ينطقا ببنت شفه، الجو متوتر بينهم، لا تعرف ماذا تقول؟، بادر رحيم بالحديث، خرج كلامه متوترا وقال: رحيل، صمت، اخذ نفسا عميقا يحاول تجميع شتات نفسه...

هتف بهدوء عكس داخله: رحيل  لازم نتفق اتفاق ما بينا ومحدش يعرفه غيرنا عشان نقدر نكمل سوا بهدوء..

تطلعت فيه باندهاش..

اقترب منها ابتعدت  للخلف ببطء، فهم شعورها  تخشي ان يقترب منها أحد، هتف بهدوء: رحيل احنا هنعيش مع بعض لفترة محددة  وبعدين ننفصل..

هتفت بتسأل: مدة قد أي؟.

هتف بجهل: معرفش سنه على الاقل، كل واحد هينام في اوضة لوحده، انا مش هطلب منك حاجه انتي مش عاوزة، ولو عوزتي اي شيء اطلبيه مني، وياريت محدش يعرف بلي بنا، احنا قدام الناس زي الفل واحلا زوجين، جوا البيت كل واحد في حاله...

تاملته بفخر واعجاب، لطالما اعجبتها اخلاقة ومعاملته الحسنه لها.

اختارت غرفة بعشواءية ودلفت اليها، وقفت أمام الباب تتطلع لغرفة النوم،  من المفترض ان تكون غرفة نومهم، الوان الغرفة المزيج من الازرق والابيض الوانها المفضلة، ادمعت عينيها  تذكرت انها حدثته عن غرفة نومها التي تحلم بها، اقتربت من المرأة المزينة مثلما تحب، اجهشت في البكاء يحقق لها احلامها من دون ان تطلب، مازال يتذكر الحديث التي دار بينهم عن ماذا يحلم؟،  اكبر احلامها ان تكون اسرة وتربي اطفالها جيدا ويكون لها زوج حنون،  حدث غير هذا، اقتربت من الدولاب وجدته مليء بالملابس لها واحدها، ملابس بجميع الوانها المفضلة، انتقضت اسدال كشميري به خطوط بيضاء، غيرت فستان زفافها الابيض، القت الفستان ارضا، وارتدت اسدالها، انتهت من ارتداء الملابس، سمعت طرق علي باب الغرفة، جففت دموعها واقتربت فتحت الباب، نظرت  بتسأل، لاحظ اثر الدموع على خديها المحمر، هتف بحزن عليها: العشاء جاهز..

لا تشتهي شيء  تريد النوم بعد يوم مرهق، هتفت بهدوء: بالهنا والشفا  مش جعانه..

غادر ولم ينطق ببنت شفه، اغلقت الباب وجلست على الفراش، دثرت نفسها بالبطانية، اغمضت عينيها تغالب دموعها، ذكريات هاجمتها اقلقت مضجعها، فتحت عينيها التي تومرت من اثر البكاء، حاولت النوم حتي استسلم جسدها وعقلها عن الارسال..

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

جلس على مائدة الطعام، يتناول العشاء بغير شهية، يدرك انها لا تريده ولن تتقبله، مستسلمة للوضع،  لا يهمه ما جري لها،  في عينية تلك الفتاة التي حملها بين ذراعية لحظه والدتها، الوحيد الذي استكانت وهدات بين يديه، تكونت مشاعر نحوها منذ كان طفلا ذو خمس سنوات، حينها اصبح ابيها وامها وصديقها ثم اكتشف حبه لها، اصبحت حبيبته السرية التي تسكن القلب ،  يغضب عندما تقول له انه اخيها، كان داخله نيران عندما يفكر انها ستصبح لرجلا غيره، يفكر بعد انفصالهم، هل ستتزوج بعده وتكمل حياتها مع رجل تختاره  بكل رضاها وليست مجبرة عليه؟، عند تلك النقطة شعر بالغضب الشديد  يحبها ويريدها،  ما حدث لها نقصا في حقها، او قلل من حبه لها يريد ان يكونوا اسعد زوجين....

ذهب لغرفته لينام  مل من التفكير بتلك الاشياء المرهقة لعقله.....

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

استقيظ رحيم على صوت طرقات علي باب الشقة، نظر للساعة وجدها تجاوزت الثانية عشر، قام سريعا فوالديه وعمه يبدو انهم جاءوا ليزورهم ويطمئنوا  عليهم، اعتدل سريعا وارتدي تشيرت على جذعه العلوي معتاد على النوم وجزءه العلوي عاري،غادر الغرفة اقترب من الباب وفتحه، هتف ومازال اثر النوم يداعب جفنيه: صباح الخير..

هتفت امه بسعادة: صباحية مباركة يا عريس.
واطلقت زغورته تعبر عن فرحتها..

هتف عمه ماهر بتسأل: انتوا لسه نايمين..

ازال اثر النعاس وهتف بهدوء: انا صاحي علي خبط الباب دلوقتي، اتفضلوا..

اشار لهم بالدخول، دلفوا للداخل وجلسوا في الصالون..

هتف رحيم بهدوء: دقيقة هصحي رحيل..

استاذن ودلف للغرفة من دون ان يطرق الباب، فكيف سيطرق الباب امامهم، اقترب من الفراش وجدها تنام كالقط الوديع، تاملها بحب، لطالما تمنا لو يستيقظ من نومه ويجدها بجانبه في الفراش، هزها ونادي عليها بخفوت، داعبت جفنيها وتمللت، نظرت باندهاش تحركت بسرعه تضم جسدها ، لامس خوفها

هتف بهدوء: متخافيش يا رحيل، ماما وبابا وعمي برا جايين، اجهزي واخرجي وياريت تباني طبيعية...

اشارت بنعم، تحرك وغادر الغرفة، اقترب منهم وهتف بابتسامة: منورين..

ربت عمه على فخديه وقال بفرحة: بنورك يا حبيبي..

خرجت من الغرفة مرتديه عباءة قطنية باللون الابيض وبها نقوش ذهبية، وضعت بعض من مستحضرات التجميل تداري تورم عينيها، اطلقت زينات زغروطه

هتفت بسعادة: ماشاء الله زي القمر، عامله اي يا حبيبتي..

تصنعت الخجل وهتفت بصوت خجول: بخير يا مرات عمي..

هتفت زينات بسعادة: على طوال بخير يا حبيبتي..

امسك ابيها شعر رحيم وهتف بمزاح: الواد دا عامل معاكي اي زعلك ولا ضايقك في حاجه..

اخفضت راسها للاسفل تداري خجلها المصتنع وقالت: كويس يا بابا..

تصنع رحيم الالم وقال: اي اي، من اول ما جيتوا وانتوا بتطمنوا عليها، محدش عبرني وقال عامل اي حتي..

هتف ابيه بمزاح: ما انت زي القرد اهو، اهم حاجه عروستنا القمر رحيل، يكون تزعلها احسن اقطع رقابتك..

نظر اليها رحيم بحب وحنان وقال بابتسامة جذابة، التقطها بعينيها:  انا اقدر ازعل رحيل، دي في قلبي..

هتف ماهر بمرح: الله الله، كدا اطمنت على بنتي، يلا بينا يا فؤاد..

هموا بالوقوف، تهتف رحيل بسرعة: ما انتوا قاعدين لسه بدري، هنفطر سوا..

هتف ابيها بحنان يحتضنها: لا يا حبيبتي يدوب افتح دكان العطارة انا وعمك،  سبقناكوا، احنا في معاد غداء دلوقتي...

هتفت زينات بحنان: الاكل علي السفرة يا حبيبتي افطري انتي ورحيم، ربنا يسعدك يا حبيبتي..

هتف فؤاد بتسأل: عاوز حاجه يا رحيم..

هتف رحيم بوداع: عاوز سلامتك يا بابا..

اعطاه الوصايا علي ابنه عمه ورحلوا جميعهم، نظر اليها بتسأل وقال: يلا نفطر..

اقتربوا من الطاولة شرع الاثنان في تناول الطعام في صمت، يراقبها من حين إلي آخر، يراقب أي حركة تصدر منها واي فعل،  اعتاد  هذا الامر منذ الصغر...

لاحظت تامله لها، نظرت  باندهاش، وتسالت في نفسها، لما ينظر اليها هكذا؟ اكملت طعامها بهدوء..

انهوا طعامهم بدات بلملمت الاطباق، هتف بابتسامة عاشقة: اساعدك..

هتفت بهدوء: لا شكرا..

هتف بمزاح: خلاص هساعدك..

بدا يجمع الاطباق معها، يعاونها في غسيلهم، تطلعت فيه باعجاب، نظر اليها وجدها تنظر اليها، هتف باندهاش: بتبصيلي كدا ليه..

ابتسمت ابتسامة بسيطة وقالت: أول مرة أعرف أنك بتعرف تغسيل المواعين..

ابتسم بحنان وقال: عادى، ممكن اغسلهم كل يوم لو عوزتي و اساعدك فى شغل البيت..

هتفت باعجاب واقتراح : شكرا، أفضل  اعمل دا بنفسي،تشرب شاي معايا...

هتف بحب وحنان: الشاي بقي عليا ماشي..

حركت ذراعيها بمعني أفعل ما تريد، توجهت للصالة، فتحت التلفاز، اختارت فيلم اكشن وجلست تشاهده، اعد الشاي ورص الاكواب على الصينية تحرك نحو الصالة، وضعهم على الترابيزة الصغيرة جلس على مسافة منها يشاهد التلفاز...

حملت كوبها وهتفت بشكر: شكرا..

هتف بابتسامة: العفو...

وبدا في متابعة الفيلم معا...

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف للشقة يشعر بالارهاق والتعب من كثرة الأعمال التي قام بها، شعر بالحزن لعدم وجدوها لاستقباله، منذ مدة لا تخرج من غرفتها بوجودة، حبيست الغرفة دائما لا يراها، تغلق الباب بالمفتاح من الداخل حتي لا يستطيع الدلوف لها، اشتاق لها ولرؤيتها، لا يعلم لماذا تختبي منه؟، توجه لغرفته القي حقيبة العمل على السرير، تقدم من الدولاب اختار ملابس وتوجه للحمام ياخذ دشا يشعره بالراحة......

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

تجلس على سريرها ضامة ساقيها لصدرها شعور بالخذلان والياس يجتاحها، اغمضت عينيها تغالب تفاصيل ذكري ما زالت رافقيتها منذ الحادث، سقطعت دمعة من محجرها، حزنا على ما تعانية، لا تريد ان تري أحد، خاصة رحيم تشعر بالندم نحوه، حياته تحولت لجحيم منذ الزواج بها، نقص وزنها وشحب وجهها ونوبة اكتئاب نمت  داخلها، شعرت بثقل يجتاح صدرها زفرت بقوة لعلها تزيل جزءا من الكتلة المتكومة عليه

" الألم مستمر ولا يريد الانتهاء..... "

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

خرج من الحمام مرتديا ملابسة البيتية وغادر الغرفة، طرق باب غرفتها لم ترد، اعتراه الغضب من صمتها وتجاهله له، طرق بشكل اقوي وهتف بضيق من افعالها: رحيل افتحي، هتفضلي حابسة نفسك لحد امتي جوة الاوضة،الهروب مش حل للي انتي فيه، انتي كدا بضري نفسك....

ادمعت عينيها محق  ليس بيديها قرار سوا الاستسلام للوضع....

ردت عليه بارتفاع صوت بكاءها، اغمض عينيه بحزن وضيق من نفسه ومنها.....

دلف للمطبخ اعد بعض السندوتشات وبدا في التهامها بنهم  يشعر بالجوع الشديد، رن هاتفه، رد علي المكالمة،

هتف بهدوء: مساء الخير يا ماما، حاضر ان شآء الله هكون عندك من الساعة تمانيه الصبح، وانتي من اهله يا حبيبتي....

اغلق الهاتف واكمل تناول السناتدوتشات،  حمل هاتفه، جلس يتابع احد المقاطع الكوميدية و يتناول طعامة.......

زادت  رغبته بالنوم، اغلق الهاتف، اقترب من باب غرفتها وهتف بهدوء: اعملي حسابك بكرا هنقضي اليوم كله عند ماما من الساعة سبعة تبقي جاهزة تصبحى على خير...

لم يتلقي رد، دلف لغرفته ، تحسس العقد الذي يحيط رقبته  لم يجده، شعر بالدهشة لعدم وجوده حول رقبته، بدا بالبحث علي ارضية الغرفة  ، وقع من رقبته وضاع  مع أصدقائه، شعر بالحزن تلك الذكري الوحدة والاخيرة التي جمعتهم معا، ارتمي على الفراش باحباط وحزن وضيق من نفسه....

ابتسم لتلك الذكري التي داعبت ذاكراته....

نظر  بتسأل يخمن تلك الهدية التي ستهديها اياه....

هتفت بسعادة طفلة في الثانية عشر: غمض عينيك يا رحيم واوعي تفتح...

اغمض عينية في عقله الكثير من التساؤلات عن نوع الهدية....

هتفت بسعادة: فتح عينيك..

فتح عينية ونظر لسلسلة  بين يديها تناولها منها يتاملها بحب وسعادة، سلسلة فضية بها قلبين ملتصقين ببعضهم يخرج من القلبين سهم ومكتوب على كل قلب اسمهما معا، ابتسم بسعادة  تهديه تلك السلسلة الفضية  بمناسبة نجاحه في الثانوية العامة واستعداده لدخوله الجامعة....

هتفت بطفولية: عجبتك تعالي البسهالك...

ابتسم جلس على الارضية، استدارات خلفه والبسته اياها...

رعشة وقشعريرة اجتاحت جسده واناملها الصغيرة تلامس رقبته، اغمض عينيه يشعر بخدر من اقترابها ومشاعر تتكون داخل قلبه نحوها،   الطفلة الذي اصبح مسؤل عنها منذ لحظه والدتها اعتبرها اخته الصغيرة،  الان ليست اخته بل اصبح يحمل نحوها مشاعر لحب مراهق بدا في النمو نحو الطفلة التي تبلغ العمر اثنتي عشر عاما .....

عاد من ذكرياته يغمض عينيه ويذهب في ثبات عميقا....

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

غادر الغرفة مرتديا ملابس الخروج بدله رسمية باللون الكحلي القاتم، وحقيبته التي تحوي داخلها  الاب توب الذي يعمل عليه.....

طرق باب غرفتها، لتلبي نداء الطارق، وتفتح الباب استقبلها بابتسامته الودودة وهتف بحب لرايتها: صباح الخير....

هتفت بهدوء  تهم بالخروج من المنزل: صباح الخير..

تامل جسدها  نقص وزنها وجها الذي يبدو عليه ملامح الارهاق وعيونها المنتفخة من البكاء امس.....

ادار السياراة تحرك نحو بيت والده، احتلت المقعد المجاور له،

هتف بياس واشفاق لحالتها:
عاجبك الي عملاه في نفسك دا، شوفي نفسك بقيتي عاملة ازاي، انتي راضية علي نفسك كدا..

نظرت  بحزن وهتفت بعجز: اكيد مش عاجبني حالي، اعمل اي يعني يا رحيم...

هتف بتشجيع: رحيل حاولي تقاومي، الي جرالك كانت مجرد حادثة وخلصت متخلهاش تاثر عليكي، انتي لسه عايشة جوة الحادثه دي حاولي تتعايشي معاها...

هتفت بضعف وصراع داخلها يشعرها بالضعف: الكلام سهل يا رحيم الفعل حاجه تانيه، انا مش قادرة اقاوم او انسا بحاول ومش قادرة..

هتف باقتراح: اي رايك تروحي لدكتور نفسي تتكلمي معاه هيشوف مشكلتك ويحلها ويساعدك تتخطي الازمة...

هتفت بامل: ياريت يا رحيم محتاجه اتكلم مع حد ويديني حلول...

اوقف السيارة وابتسم باطمئنان وقال: ان شآء الله من بكرا هاخد عند دكتور شاطر اقوي....

ابتسم  بامتنان، معين لها في وقت الازمات....

غادروا السيارة وتوجهو نحو العمارة صاعدين لشقة والدتها.....

طرق الباب، فتح ابيه الباب الذي استقبلهم بابتسامة سعيدة لرؤيتهم....

دلفوا للداخل اسرع فؤاد بالنداء على زينات التي تجهز الافطار في المطبخ...

لبت النداء واسرعت تحتضن ابنها وزوجته وتغرقهم بوابل من القبلات....

جلس  اربعتهم على الاريكة في الصالة..

هتفت زينات بسعادة لرؤيتهم: عاملين اي يا حبيابي...

ابتسم رحيم وهتف بحب: بخير الحمد لله..

هتفت رحيل بابتسامة بسيطة: الحمد لله يا مرات عمي..

هتفت زينات بحنان: ديما بخير يا حبايب قلبي،  بلاش كلمة مرات عمي دي انتي خلاص يقيتي بنتي من اول ما تجوزتي...

هتفت رحيل ببسمة: حاضر يا ماما...

استقامت زينات وهتفت بهدوء: عن اذنكوا هكمل تحضير الفطار...

هتفت رحيل باقتراح: ممكن اساعدك...

هتفت زينات بحنان امومي: مفيش مشكلة..

توجهو للمطبخ يحضرون الافطار...

هتف فؤاد بتسأل: عامل اي مع بنت عمك يا رحيم...

هتف رحيم بمرح: اي يا حج فؤاد،  انت ديما توصيني علي بنت عمي وصيها عليا شويه...

ضحك فؤاد وقال:  انت زي البغل قدامي اهو، اهم حاجه عندي رحيل دي بنت اخويا الوحيد وزهرة العيلة اهم حاجه سعادتها وراحتها عندنا، يكون في يوم تزعلها ولا تقولها كلمة  تجرحها، بنت عمك وردة تحافظ عليها يا ابني لو جت في يوم اشتكتلي منك انا الي هجيب حقها بايدي كله الي رحيل....

هتف بحب عاشق: انت اكتر واحد عارف اني بحب رحيل ونفسي اتجوزها من زمان يا بابا، عندي اغلي من روحي....

هتف فؤاد بحب ابوي: عارف يا قلب ابوك، عشان كدا بقلك حافظ علي النعمة الي في ايدك واعرف قميتها.....

هتف رحيم ببسمة: حاضر يا بابا دي في عنيا...

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دق جرس الباب، توجه رحيم يفتح الباب، ابتسم رحيم لعمه وهتف بسعادة لرؤيتة: صباح الخير يا عمي...

هتف ماهر بحنان: صباح الخير يا حبيب عمك عامل اي انت ورحيل...

هتف رحيم بحب: بخير الحمدلله يا عمي، اتفضل...

توجه للداخل وجلس بجانب اخيه والقي عليه السلام...

نادي رحيم علي رحيل من المطبخ، اسرعت رحيل نحو والدها ارتمت داخل احصانه، يغمرها الدفء والاطمئنان الذي  بحاجه اليه، هتفت رحيل بشوق وحب: عامل يا حبيبي وحشني قوي...

هتف ماهر بحنان وحب لرؤيه ابته: بخير الحمدلله يا حبيبتي، انتي وحشاني كتير اوي، عامله اي يا حبيبتي...

هتفت بهدوء و مازالت داخل احضانه: بخير الحمدلله يا حبيبي..

رصت زينات الاطباق على الطاولة، دعتهم نحو السفرة لتناول الافطار، جلست رحيل بجانب والدها وبدات في اطعامه ونظرات الجميع حوالها  اعتادت على اطعام ابيها من يديها حتي ياكل جيدا وتهتم بصحته....

نظر رحيم بحزن  يتمني لو انه مكان ابيها الان، اكمل طعامه بهدوء...

لاحظ ابيها معالم الحزن على رحيم هتف بمرح: كفاية يا رحيل، انا هاكل بنفسي وبعدين انتي قاعدة جمبي وسايبة جوزك...

عندما نطق ابيها باخر كلمة تبادلا النظرات هي ورحيم، تحركت وجلست بجانب رحيم وبدات باكل طعامها بهدوء، ايقظتها تلك الكلمة الاخيرة،  زوجها الان، ولكنها لا تراه زوجها ابدا،  اخيها التي لطالما لعب معها ورافقها طفولتها.....

انهت طعامها قبل الجميع وهتفت بحب: شبعت اعملكوا شاي معايا....

اسرعت تعد الشاي لها وللجميع، انهي رحيم طعامه وتوجه الي المطبخ.....

اقترب منها تواليه ظهرها تعد الشاي...

هتف بهدوء: رحيل..

انتبهت لوجودة خلفها، استدارات لها، نظرت اليه بتسأل....

هتف بهدوء: رحيل انتي زعلتي من ابوكي لما قالك اقعدي جمب جوزك...

اغمضت عينيها  والتقطت انفاسها وهتفت بهدوء: مزعلتش بس الكلمة فوقتني، اننا دلوقتي متجوزين، مكنتش اتخيل الي معتبراه اخويا في يوم وليلة بقا جوزي...

هتف بعقلانية وتوضيح: لفترة يا رحيل جوزك لفترة....

غادر المطبخ هو حقا زوجها لفترة.....

صبت الشاي في الاكواب وتوجهت للصالة وضعت الصينية على الطاولة، جلست معهم، احتسوا اكواب الشاي، غادر عمها وابيها الي محل العطارة، ودعها رحيم وذهب لعمله.....

خلعت حجابها وفستناها ارتدت بيجامة بيتية بنصف كم وبنطال طويل وبدات في مساعدة حماتها في اعداد الغداء.....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

"مع تحيات /اوركيدا 🍁"
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.