كانه كان حلما او لربما هو حلم بالتأكيد كل شيء يوحي بالزمن غير موجود فما هناك غير بقايا لذات كانت تتنفس وتتأوه غير عابئة بجسدها الملقى بلا حراك سكون الأشياء من حولها يوحي لها بأنها في مكان سحيق غير أن روحها القلقة تبعث لها صدى يكاد لايسمع فهي اشبه بترددات من عالم آخر وفجأة رأت نورا من بعيد وأشباه أجساد تجيء وتذهب في صمت تتحاور فيما بينها بدون كلام همهمات هنا وهمهمات هناك و كلما كانت تقترب أكثر كانت ترددات ذاك الصوت تصبح أكثر وضوحا : هنا.. من هنا.. رفعت رأسها ناحية الصوت فإذا بها ترى امرأة جميلة لكنها بدون ملامح وتسائلت كيف فكرت انها جميلة فهي لم ترى ملامحها وفي هذه اللحظة أرادت أن تتأكد من وجودها هي شخصيا فبدأت تتفحص يديها وللمرة الثانية حدث نفس الأمر فهي لم ترى يديها ولكن عرفت ان لها يدين فزاد تعجبها هل هذا حلم وتذكرت ان الأحلام لا تكون واضحة رائيها كما أنه داخل الحلم لا تدرك انك تحلم وبدأت في مهمة اكتشاف هذا المكان وفجأة سمع صوت فرقعة عالي جدا صم اذنها وترك طنينا مزعجا في اذنها فقدت بعده القدرة على مجارات الصوت وغابت عن الوعي.. لا تدري كم بقيت فاقدة للوعي لربما لدقائق أو ساعات أو لربما ليوم كامل كل ما رأته حين فتحت عينيها ان المكان قد تغير لقد أصبحت في مكان أوسع ونظرت أسفل ساقيها لتجد انها تقف على ضباب كثيف لونه يميل للرمادي ولكنه ضباب صلب لا تقع من عليه وبدأت تصرخ ولكن الصوت لم يكن يتجاوز مخيلتها فكأن آلية نقل الاصوات منعدمة هنا وبدأت تحاول المشي فبدا لها المكان لا نهائي وبدأت الجري وعندما رفعت عينيها إلى فوق احست انها بدأت تطير شعور غامر بالنشوة و الغرابة تملكها كيف استطاعت الطيران فليس لها جناح وتسائلت ما هذا المكان وبدأت تبحث عن أحد أي أحد بقيت تطير في كل مكان ولمدة طويلة لم تعرف كم هل لساعات أو لأيام فشعورها بالزمن منعدم
_تم الفصل الأول.....