الشخصيات
سلمى: فتاة في ال21 من العمر، يتيمة الأبوين، في السنة الأخيرة من كلية التربية.
سيف سامح الشناوي: في ال21 من العمر، يعمل والده بشركة استيراد وتصدير، في السنة الأخيرة من كلية التربية.
سليم المهدي: صاحب أكبر مكتب لأعمال المحاماة في القاهرة، في 30 من العمر.
زهران محمد: في ال 35 من العمر، عمدة محافظة أسيوط.
********
في مساء يوم الاثنين، في إحدى أوتيلات محافظة القاهرة، وقفت سلمى أمام المرآة، ترتدي فستانها الأبيض الذي يتلألأ كحلم لم يكتمل بعد، فكان يدل على بداية جديدة مليئة بالفرح والسرور. كان كل خيط في الفستان يحمل قصة مختلفة يروي فيها تفاصيل مسافة طويلة من الفرح والحزن حتى وصلت إلى هذا اليوم. في تلك اللحظة امتلاءت عينها بالدموع تتمنى لو كان والدها بجوارها، بالإضافة إلى كثير من المشاعر المختلطة بين التوتر والفرح.
في الجهة الأخري كان والد سيف يتابع تجهيزات الصالة. كل تفصيله من الزهور والإضاءة والكراسي، كان يتضمن اهتماما كبيرا؛ لسعادته بزواج ابنه الوحيد، ينتظر قدومه مع عروسته بكثير من الأحاسيس المختلفة.
في غرفة سلمى، نظر سيف إلى وجه سلمى بعمق، بعد ما أدهشته بجمالها فخرج الجميع ليتركاهم سويا قليلا.
سيف: لا أستطيع تصديق أن هذا اليوم قد جاء أخيرا.
سلمى: وأنا أيضا أشعر وكأنني أحلم.
سيف: هل تعتقدين أننا جاهزان تماما؟
سلمى: أعتقد، عندما نكون سويا سيكون كل شئ جيد.
سيف: إذا هيا بنا.
بينما كان جميع الناس منشغلون بسماع الموسيقى، فتح باب القاعة ببطء ليظهر العريس والعروس وعما يهبطتن إلى منصة الزفاف. كان يرتدي العريس بدلة أنيقة مما ساهمت بإظهار أناقته وثقته بنفسه، كما كانت ترتدي العروس فستانا أبيضا متلألئا ينساب بشكل مثير.
ومع كل خطوة يخطونها، كان الحضور ينظرون إليهم بإعجاب ومنهم من كان ينظر بحقد.
وعندما وصلوا إلى مكانهم تبادلوا النظرات والضحكات، مع رقصة بسيطة تدل على فرحتهم الكبيرة، فتجمع حينها الأهل والأصدقاء؛ ليبدؤوا معا في تخليد حبهم حتى نهاية العمر.
بعد انتهاء حفل الزفاف بالمباركات، اتجه سويا إلى منزل الزوجية بالفرح، وعند وصولهم كان المنزل مزينا بالشموع والزهور التي جعلت المنظر رائع يخطف العقل، وصلا سويا إلى الغرفة جلس كلاهما في صمت ملئ بالراحة، بدأ كلاهما يتبادلان القبلات الرقيقة والابتسامات الرائعة، حتى انتهى اليوم في هدوء وسكينة.
في الصباح الباكر
استيقظ سيف من النوم تفاجأ بوجود الكثير من الدماء تملئ المكان، لم يستطيع التصرف غير الاتصال بوالدته.
والدة سيف: ماذا حدث؟
سيف: مر كل شئ على ما يرام، حتى استيقطت ووجدت الدماء تملئ الغرفة.
والدة سيف: لا تقلق يا بني، سنذهب إلى المستشفى وسينتهي كل شئ.
سيف: حسنا أمي.
في المستشفى
سيف: كيف حال زوجتي؟
الطبيب: قد تعرضت لإعتداء جنسي شديد، بالإضافة إلى العديد من الضربات الشديدة، مما أدي إلى حدوث نزيف في المخ، وكسر في الذراع الأيمن.
سيف: هل هي في خطر الآن؟
الطبيب: ليس كثيرا، فقد استطاعنا السيطرة على الوضع ولكن ننتظر خلال الأربع وعشرون ساعة القادمة إن استيقظت فتستطيع الخروج بعدها.
سيف: شكرا لك.
وبعد مرور الوقت وكان سيف جالس بجانب سلمى
قامت سلمى ببطء من الغيبوبة، ووجدت نفسها في المستشفى متصلة بالأجهزة، والجميع حولها وعندما رأت سيف صرخت بصوت عالي، حاول تهدئتها
قائلا: سلمى، حمد الله على سلامتك، كيف حالك الآن؟
سلمى: لا أريدك بعد الآن، كيف استطعت القدوم إلى هنا بعد فعلتم تلك؟
سيف: اعتذر على ما حدث، ولكن لا أستطيع تركك بمفردك.
سلمى: أنا لا أريدك بعد الآن، فأنا أريد الطلاق.
سيف: بعد أذنك أمي، هلا تتركينى وحدنا؟
والدة سيف: لا مانع لدى، حمد الله على سلامتك سلمى.
سيف: كيف تجرؤين على طلب الطلاق؟
سلمى: نعم أتجرأ، فأنا لن أتناول عن الطلاق، لا أستطيع تحمل ضربك لي بعد الآن؟
سيف بغضب: إن كنت تظنين أن هذا سيحدث بسهولة فأنت تحلمين، أنا لن أتركك أبدا إلا بموتك.
سلمى ببعض من الخوف:أنا جادة في قراري، أنا لن أعامل كالعبد بعد الآن، ولن أستسلم لك.
سيف بغضب وقام بضربها بشدة: أنا لن أتركك أبدا، فأنت لي وليس لغيري.
سيف: أنا الآن خارج إلى أمي إن تكلمتي بشئ فلن يكون خيرا لك.
سلمى: لن أسامحك على ما تفعله بي.
بعد دخول والدة سيف؛ للاطمئنان عليها وفي تلك الأثناء دخل الطبيب إلى الغرفة، امتلاءت الغرفة بالهدوء والتوتر وبالأخص بين سيف وسلمى، بدأ الطبيب بتقديم تقرير مفصل عن حالة سلمى محاول طمأنة الجميع، كما أوضح أهمية الراحة لها وكذلك الدعم النفسي، وسمح لهم بالخروج من المستشفى مع كتابة ما يلزم من الأدوية للشفاء السريع لها.
بعد خروجهم من المستشفى، وصل سيف وسلمى إلى المنزل، بدأ بالصراخ عليها بعصبيه، وقام بتقديم وأرجلها بالأصفاد متلذذ بتعذيبها وضربها للحصول على احتاجته الشخصية، في مشهد محزن متجاهلا تماما حالتها الصحية، طالب منها تحضير الطعام وتجهيز نفسها كل ليلة لتلقى من عذبها ما تلقاه لتحقيق أغراضه الشخصية.
مع مرور الأيام، ساءت حالة سلمى جراء التعذيب اليومي الذي تعرضت له بالإضافة للتعذيب الذي كانت تتلقاه كل يوم عندما كانت تحاول إقناع سيف للذهاب إلى الطيب لمعالجه ذلك الوضع، وكان يرفض دائما ويقوم بضربها وشتمها، حينها شعرت سلمى بضرورة تغيير الوضع ذاهبة إلى والدة سيف متحدثه معا عن حجم المعاناة التي تعاني منها، حاولت بجدية إقناعها بضرورة أن يرى سيف طبيب نفسي. تحدثت سلمى عن تأثير هذه المشاكل على حياتها وحياة سيف، وأهمية دور العلاج النفسي في تحسين سلوك سيف والحياة الزوجية بينهما، بعد تلك المناقشة اقتنعت والدة سيف وقررت المساعدة.