تعيش عائشة مع اولادها الثلاثة في بيت صغير؛ شبه متهالك تحاول الصمود في وجهِ الصعاب، حلمها الوحيد أن تتمكن من تربية ابناءها وتعليمهم تعليم جيداً ذات شأن عظيم؛ ليرفعوا عنها قساوة الحياة ومر الأيام التي عانتها في تربيتهم.
الأيام تسير ببطئ مقيت وقاتل، يثقل كاهلها.
هي امرأة فقيرة لكن غنية بأولادها.
تصحو وعلى رأسها صينية قطع رغيف الخبز صنعتها بيدها؛ لتجلس على ناصية الشارع لتكسب قوت يومها.
تتعرض دائماً للكثير من المضايقات من المارة وعابري السبيل، يتهمونها بعض العقول المريضة بأنها إمرأة سوء.
وبعض الباعة المتجولين يعتبرون مكان تواجدها منافسة لمبيعاتهم البسيطة.
تتحمل كل تلك الإهانات من أجل هدف أسمى أبنائها الصغار.
تلك الأم الضعيفة بائعة الخبز، الزهرة الندية نقطة الإمتنان، قد نجدها أمامنا يوماً ما، موجودة في كل شارع وبيت، هي تلك الأم المعجزة وهذا ما عهدناههُ غذاء الروح وقوت القلوب
قنديل الحب الذي لا ينطفىء، صانعة الرجال ومربية الاجيال.