'الوَجه الآخر مِن العالم 🌎'
(على ورق سوليفان)
إهداء..
إلى تلك الروح الغالية الغائبة عني لكنها هائمة دومًا في سماء قلبي، بكل المعانى "إشتقت إليك"
إلى خالو الحبيب/دكتور وليدمحمد عبدالباقى (نسألكم الفاتحة)
المُقدمة..
قد يصرف الله عنك شيئًا تحبه فتأسف عليه وينفطّر قلبك أسى على فواته، وفي علم الله السابق وعلمه المحيط أن وقوعه لك ووصولك إليه وحصولك عليه يضرّك، فحماكِ منه لا بخلًا ولا عجزًا وإنما رحمة، رأفة، عناية، رعاية ،لُطفًا، عطفاً، كفاية و وقاية.
يعنى لو إتكلمنا باللغه الدارجه، هنقول أن الواقع اللى إنت عايشه دا وحاسس إنه فُرض عليك، وإن كان فيه إمكانية إنك تعيش واقع تانى راسمه خيالك لنفسك أفضل مما أنت عليه الآن!
أحب بكل شجاعة اقولك إنك غلط، وإن المكتوب عليك هو الأصلح ليك مهما كان مُتعب أو مؤلم أو مِش مُتصالح معاك وهتعرف دا مع الوقت وحكمة ربنا منه.. فلو علمتم الغيب لأخترتم الواقع!
...
قد بُنيت قلاعٌ من الغبار أمام ناظري، فحُجبت عني الحقيقة لفترة من الزمن، إلّا أن خيطًا من النور تسلل فجذب بعيني نحو ساحة من الورد الأحمر...
"چواد"
____
أتخذ السماء موطنًا لى دائماً، كانوا أصدقائى أيضًا القمر، النجوم، والسُحب .. كان القمر بمثابة مصدر الضوء لعتمة كل ليلة من ليلات، كانت النجوم تُعلّم القمر كيف يَلمع وحده وكنت مستمعه جيدًه لهما، أما عن السُحب فقد كُنت أَتيه في داخلها، كانت تبدو دائمًا وكأنها تحتضننى بمجرد النظرِ إليها!
"سچى"
____
ستعلم بعد حين يا صغيري انك كنت سجين افكارهم وارائهم وستندهش اكثر حين تعلم انك كنت تري باعينهم هم لا باعينك انت وحين ينجلي ذاك الغشاء الرقيق الفاصل بينك وبينهم ستدرك كم كانوا مخطئين ضيقي الافق وذوي عقول كالهلام.
"إسماعيل"
_____
-كان حلم دا و لا كان خيال لا ارتاحت و لا بيرتاحلي بال-
كطفل صغير يظن ان البحر حامله الى عوالم ارحب فإذ بقاربه يخذله ما كان يدرك ان البحر في مكامنه الغضب وان قاربه اضعف مما يخيل اليه بكثير.
وسط أسلاك الأجهزه الخاصه الموصلة بجسده الممدد على فراش غرفة العناية الفائقه بالمشفى، كان كل جهاز يصدر الصوت الذى يُعلم الآخرين ب أنه مازال على قيد الحياة ولكن عقله يرفض الوعى، مستسلماً تماماً لما هو عليه الآن ولايريد تغييره.
دلف الطبيب وقرأ آخر تقرير مدون ل آخر فحص له ووضع ملاحظاته ومن ثم خرج، ل تقف سيدة متقدمة بالعمر ولكن ليس بكثير وبجانبها فتاة فى مقتبل العشرينات..
_هيبقى أحسن يا دكتور؟!
أومأ الطبيب برأسه إيجاباً واردف لها
_هو حالته الجسدية بقت أحسن، لكن مفيش استجابة من عنده هو انه يفوق من الغيبوبة
تركها الطبيب وانصرف فنظرت السيدة إليه، إبنها الأكبر _جواد_ عبر زجاج النافذة وهو ممدد هكذا لاحول له ولاقوة وتتمتم داخلها
_ايه يابنى بس وصلك لكدا؟
*قبل الحادث بوقت طويل*
_جوااااااااد يا جواااااااد رد عليااااااا
ولجت نيللى إلى غرفه شقيقها بخطوات سريعه تُشبه الوثب وبصوتها العالِ حتى جعلته ينتفض من مكانه إثر جلوسه منفرداً بغرفته يفكر، ف أردف إليها مذعوراً
_إيييييه يا مجنونة، ايه ايه عاوزة إيه
_انا دلوقتشى محتارة
_دلوقتشى مش دلوقتى بتتقال
ضحكت نيللى وقالت مُبتسمه بعدما جلست أمامه
_إسمع بس، دلوقتى بمجموعى دا اكتب إيه فالتنسيق اكتب ايييييه انا خايفااااه
أمسك جواد فمها بيده واغلقه بشده حتى جعلها تضحك بهيستريه وهو يتحدث
_وليه بتعلى صوتك مانا سامعك هو انا اطرش
ترك فمها فنظرت نيللى إلى الأرض وأردفت مُتحيرة
_ماهو أصل كل الحجات اللى قصادى وحشه جداً، يامعهد خدمة اجتماعية يامعهد تعليم صناعى
كلها معاهد معاهد ميجيش على المذاكرة اللى انا مذكرتهاش، يا أخى ايه دا فيش ضمير
نظر جواد إليها ممتعضاً يلتوى بشفتيه وأردف
_فيش.. بتتقال فيش مش مفيش مثلاً زى الناس، وبعدين يعنى انتِ مُعترفه إنك مذاكرتيش وكمان عاوزة كُلية كويسه يا شيخه تباً ل أحلام الطلبه الحقيرة
ضحكت نيللى وهو يداعبها فى وجهها بيده وقالت له
_ايوة طيب اقدم على إيه ياجواد انا محتارة
_قدمى على معهد تدوير نفايات يا نيللى
تعجبت نيللى ورفعت أحد حاجبيها، وقالت بعد أن نظرت إليه فاغره فاهها
_معهد تدوير نفايات؟ فيه حاجه إسمها كدا فمصر
_ايوة فيه، لما بيكونوا اللى مقدمين مجموعهم زبالة زى حضرتك
قالها بصوت عالٍ مضحك ونهض من مكانه يفتح خزانته يبحث عن شيئاً يرتديه مناسب ولايعير شقيقته إهتماماً، ف أردفت نيللى له وهى تقف خلفه
_إنت نازل؟!
_آه
_رايح فين
استدار جواد لها وهو يرفع أحد حاجبيه مردفاً
_يابنتى نفسي تفهمى، أنتِ أختى مش مراتى، وحلّى واسرحى بعيد بقا دلوقت عشان أشوف حاجه حلوة انزل بيها
حدقت شقيقته النظر به مطولاً واضعه سبابتها على فمها وأردفت
_مممم قولتيلى نازل وعاوز حاجه مناسبه، أنا شايفه ان البليزر الأبيض وتحته القميص الكحلى والبنطلون الچينز الكحلى هيبقى قمر عشان الفرح، وللا أنت إيه رأيك؟!
وضع جواد ملابسه على فراشه واستعد ب أن يقوم ب كيّها وهو يردف لها دون النظر إليها
_أنت ِ مستحيل تكونى بنت عادية عندها ٨١ سنة مستحيل، انتِ رئيسه رابطه المطلقات الارشانات بمركز شباب حقير فى روض الفرج!
_ممم قول قول انك رايح فرح رشا مش كدا، جدع خليك راجل عشان توريا انها مش مهمه وانها مش فارقه وانك تقدر nO evom
هنا دفع جواد شقيقته خارج غرفته وأكمل فى كيّ ملابسه والاستعداد للذهاب.