...
مر من الوقت الكثير، كان كافياً لتوطيد العلاقه مابين جواد وإسماعيل حتى أنه تعرف على حسن صديق جواد الأوحد.
حتى أتى يوماً ذهب جواد الى النيل هو وحسن كالمعتاد لم يجد إسماعيل، انتظره كثيراً مرت أيام وليال ولايوجد هناك أثر له.
إسماعيل ليس ممن يحملون الهواتف الخلوية، فالبحث عنه كان شاق حتى بمكانه السرى كان مغلقاً إلا أن علموا أنه توفى!
قاموا بتأديه واجب العزاء به، وفى طريقهم جلسوا قليلاً على النيل مكانهم الأساسى.
_هو مكانه السرى دا كان بيعمل فيه إيه ي جواد
سأل حسن بينما كان جواد شارداً ويتمتم بصوت مسموع نسبياً
_أنا كنت ناقص حيرة عشان تظهر فحياتى وتختفى من غير م أعرف ايه سبب أنى اقابلك وتدخل حياتى وتعرفنى على سرك
_ياجواد بسألك
إنتبه جواد، ف أردف له وهو ينظر أمامه فى الفضاء
_مش عارف ي حسن،. اصله سر الراجل اللى مات دا ومش هينفع اقوله لك
بس يعنى فالمجمل مكان كان بيلاقى فيه نفسه واللى بيحبه
تجاحظت عينا حسن ذهولاً وأردف
_إيه دا كان بيجيب حريم وخمرا فيه؟ مش عيب راجل كبير يعمل كدا
نظر جواد ناحيته متعجباً لما حكم به وتفوه به من هراء فوضع يده فوق فم حسن وتحدث هو
_هنزل على وشك ب100قلم اعلمك الأدب، أنا برضو قولت كدا
أنا بتكلم أن الراجل كان بيعمل حاجه مريحاه حتى لو قالو عليه مناخوليا
ضرب حسن كفاً ب كف وأردف
_لا حول ولا قوة الا بالله يبقى كان بيجيب قطط فسن تمنتشرات كدا عشرينات يعلمهم الرقص ويصور فيديوهات
_قوم يالا من جنبي!
نهضا الإثنين من مكانهما، عاد جواد إلى منزله ومن ثم إلى معتاد يومه الروتينى الممل
ويوم يتبعه يوم خلفه يوم، حتى كان هناك يوم على غير معتاده نسبياً..
خطوات لحذاء حريمى تدلف إلى مكتب المدرسين بالمدرسة، جلست إلى أقرب مقعد وهى تنفث حانقه
نظر إليها جواد وأردف
_صباح النور..
نظرت إليه الفتاه متعجبه ف أكمل هو
_على أساس إنك قولِتٍ صباح الخير وكدا، الاستاذة تعيين جديد معانا؟
إلتوت شفتى الفتاه ونظرت الناحية الأخرى وهى تهز ساقها علامه توترها، ف تمتم جواد إلى نفسه
_هى الأيام هتبقى فوحلقى أنا عارف
....
وبعد شهور، على موقع التواصل الاجتماعي _الفيس بوك_ كان يسطر جواد منشوراً يكتب فيه
_اليوم اتممت عامى الثلاثون، لا أعلم ماذا سيكون ب انتظارى وما الذى سيلحق بي
لكن الذى اعمله جيداً هو أننى سألتزم الصمت حتى تفعل بي الأيام ماتفعله ككل مرة!
طرق الباب عدة طرقات، همت نيللى بفتح الباب لتجده حسن صديق شقيقها تدعوه للدخول وتغلق الباب
يخرج جواد لملاقاته مردفاً
_إيه يابنى كل دا وقايلى من بدرى جاى؟
_ ملاقتش مواصلات، وجيت مشى وأنت عارف رجلى لو هاجى فمشوار ياخد عشر دقايق هوصلك بعد نص ساعه
ولج إلى غرفه جواد واعطاه كيس بلاستيك مبتسماً
_كل سنه وانت طيب يا اسطا
فتح جواد الكيس ليجد بنطال ذا اللون الاسود، إبتسم وقام بعناق حسن سريعاً ف جواد لايحبذ العناق بين الرجال.
_عجبك؟! إنت من فترة قولت قدامى ان ناقصك بنطلون اسود فهدومك
نظر جواد ناحيته وأردف مداعباً إياه
_عارف يا حسن أنت لو مراتى مش حتهتم بيا الأهتمام دا
قالها واصتنع الشهقات فضحك حسن وأردف
_المفروض ابوسك فبوئك بعد الجملة دى طيب؟
صفعه جواد بخفه على أحد كتفيه،. ف أخرج حسن علبه صغيرة من سرواله ووجهها نحو جواد وهو يتحدث إليه
_اه صحيح ليك هديه كمان معايا
عقد جواد حاجبيه وذراعيه وأردف
_متقولش رشا؟
_ياعم رشا مين، رشا دى ست متجوزة دلوقت.. الهديه دى معايا من شهور
ادهالى صاحبها لأنه كان حاسس انه مش هيقدر يوصلهالك
والحمدلله تمت مهمتى بنجاح.. اتفضل
تناول جواد العلبه واعطاه حسن ايضاً_كتيب صغير_معه شارحاً له
_قالى حتفهم كل حاجه لما تقرا البتاع دا
قرأ جواد خارج العلبه مكتوب من إسماعيل إلى جواد، فتح العلبه ليرى عدة ورقات من ورق السوليفان!
"لا تهجى في كفوفي مو مهم راي الكفوف
دربنا واحد ولو ما يلتقي خطيننا
ومو على كيف الزمان ولا على كيف الظروف
لعن أبو حي الظروف اللي بتوقف بيننا"