كان أكثر الناس عملا في المصنع ١٤ ساعة تقريبا لزيادة دخله بالساعات الإضافية والتي لاتساوي سندوتش كبده
نظراته كانت حادة وحنية في نفس الوقت، انطفأ جبروته منذ أمد طويل، سيد شقاوة الذي إذا كان مشي في شارع من شوارع كرداسه كان يهابه الرجال والنساء
كان معلما بكل ماتعنيه الكلمة مخدرات سلاح نساء والقائمة تطول
بعد سنوات الشقاوة قرر سيد التوبة وقت ماقابلته كنت مازلت موظفا حديثا في المعهد مسئول الموارد البشرية
طلبت من كل العمال مصوغات التعيين والتحول من وكالة عم الحاج الى مصنع حقيقى
جاء لى عم سيد بملامح ميتة من المشاعر أستاذ محمود انا مش هعرف اجيب الفيش الجنائى
سالت متعحبا ليه ياعم سيد عليك حاجة ؟
سيد : حاجات قديمة مش عايز افتكرها لو روحت عملتله هيترخموا عليا ونا قفلت الصفحة دى من زمان ودفعت التمن
دائما كانت جدعنتى موديانى في داهية ، ماشى ياعم سيد ويبقى ذلك بينى وبينك
ارتسمت ابتسامة مزيفة على الملامح الميتة شكرا ياستاذ محمود
وظل الود بيننا وكنا ندخن سيجارة كليوباترا في البريك والسيجارة البوكس قد تكون في يوم اجمل من الموالبارو وفى يوم اش الرز اطثر جودة منها
كان يحاول ان يتحاشى الكلام معى وانا دائما كنت أحاول ان افتح ذلك الباب اللذى بداخله ربما لانى احب انا اسمع ماباداخل الناس وهو أيضا عرض من اضطرابات الشخصية لاادرى
محمود : ازيك ياعم سيد الدنيا عامله ايه معاكس
سيد : اهى ماشيه ياستاذ محمود ربنا يخرجنا منها ع خير
محمود : و احتاجت اى حاجة مكتبى علطول مفتوح لك ياعم سعيد
سيد : متشكرين ياطيب
اصدر فرام رئيس مجلس الإدارة الذى يحتقر العمال باستمرار بان يلبسوا اليونيفورم موحد ومن لا يلبس يمشى زى الجزمة ياعم محمود
انا كنت دايما منحاز للعمال وانا أصلا كنت من الطبقى المتوسطة وغطست مع الطبقة الدنيا بعد خروج ابى على المعاش ، ولاجل جدعتنى كنت لا اعمر في شغل ابدا
تممت على العمال اليونفورم وجاءنى بعدها عم سيد قال لى أستاذ محمود مش هقدر البس اليونفيورم
ليه ياعم سيد احنا هنزر ده شغل قلت غاضبا
كان يحاول ان يخفىملامحه الغاضبة والتي تحتها وحش كاسر يمكن ان يبتلعنى او يشهونى ع اقل تقدير
ولكن ذلك الوحش وجدته ينهار باكيا وهو نحيب اكثر منه بكاء " انا مش هلبس ازرق تانى "
فهمت بعدها وقولت له : احكى لى ياعم سيد حكايتك في بير
سيد : ولدت يتيما لم أرى امى ولا ابى خالى ربانى وكانت معلم كبير وكان يصنع الأسلحة في ورشته جت الحكومة وخت خمس سنين
طريق الشقاوة هو اللى جالى أستاذ محمود مش انا اللى روحتله وبعدها اتحبست خمس سنين كمان في قضايا متفرقة
لما رزقنى الله ببنت وانا في السجن قررت التوبة وتركت بلدى وجئت لهنا وارض الله واسعة
قلت له : ساحاول ان اعمل كل ماقدر ليه لاتقلق يعم سيد
ارتمى عم سيد في احضانى وليس حالى افضل من حاله في شيء ومع ذلك شعرت بمشاعر حقيقة وانا اتحضنت رجل شارف ع الخمسين كانى اباه الذى سيخلصه من الأزرق الذى يكرهه
وتقدمت بطلب لرئيس مجلس الإدارة بتغيير زى عم سيد و المشرفين ووافق ممتعضا
ذهبت لعم يسيد ابشره ماللون الذى تريده : قالى لى احمر لان بنتى تحبه
سلمت اليونيفورم الجديد لعم سيد وهو مبتهج وسعيد وكان فعلا اجمل زى في المصنع
بعدها باشهر قليلة تركت المصنع وظل عم سيد شقاوة يكلمنى كل أسبوع ليطمئن على حالى
تمت في 6-12-2022
المنصورة – مصر
محمود عبدالغنى النقيب