elnjjardoaa@gmail-com

Share to Social Media

*عنوان الرواية: قسوة الحياة
الفصل الأول
بقلم الكاتبة دعاء النجار
كانت دهب بتبكي، وقالت لمرات أبوها: "إنتي إيه؟"
ـ إنتي شيطانة..."*
ابتسمت سماح ابتسامة خبيثة وقالت لها:
"تعرفي يا دهب، إنتي صعبانة عليا."
ثم ضحكت ضحكة مستفزة وأضافت:
"بخبث، بس إنتِ اللي عملتِ في نفسك كده، يبقى أنا ماليش دعوة."
دموع دهب نازلة على خدها، وقالت لها:
"لا، إنتِ مش زعلانة عليا... ده إنتِ شمتانة فيّا، يا مرات أبوي... إنتِ وبنتك مريم."
ـ "إيه ده؟ ده إنتي طلعتي شاطرة أهو وبتقري لعيوني يا دودو."
ثم أكملت سماح الضحكة وقالت لها:
"تعرفي يا دهب، أنا مش بطيئِك، بس مستحملاكي في البيت عشان بس أقدر أستهدف أبوك.
بقول لأبوك عليكي، وعامله غسيل مخ إنك بتهينيني.
وحتى تشوفي اللي بيعمله فيك... واللي هيعمله فيك النهاردة."
قالت لها دهب بدموعها:
"إنتي إيه؟ إنتي إيه يا شيخة؟ إنتِ ما عندِكِيش لا دم... ولا ضمير."
قالت سماح بخبث:
"أما قومي بقى... أصل أبوك لسه له نص ساعة وييجي، ولازم أحضّر علقتك... الموت النهاردة."
ثم نظرت لها نظرة توجع، وقالت: "ولا شيء."
جاءت مريم وقالت لأمها:
"ماما، إحنا مش هنفضل كده كتير، إحنا عايزين نخلص من دهب، إنتِ فاهمة يا ماما؟ عشان ناخد أملاك بابا أنا وإنتِ.
إنتِ فهماني يا ماما؟ لأنك كل مرة بتقولي هنخلص من دهب، وما بتعمليش حاجة."
ردّت عليها سماح:
"اهدي يا مريم، قلت لك اهدي... أنا بقهاش على الفاضي يا مريم.
لا يا حبيبتي، لاحظي إني عملت حاجات كتير، عملت لأبوك غسيل مخ، وخليته يفكر ويهينها."
قالت مريم بهدوء:
"طب، هتعملي إيه يا ست ماما؟"
قالت سماح:
"اهدي، هتكلم مع أبوكي وهقوله إنه لازم يجوز بنتك، عشان أوجّعها بجوزها، اللي هيكون واحد أكبر منها، وهيفكر إنها اتباعت لصحبه... حاتم البسطويسي."
قالت مريم:
"أبوك في الشارع."
ردّت سماح:
"عشان أبدأ بقى، وأبدأ أعيط، وأحط مكياج كأني ببكي."
قالت مريم:
"ماشي يا ماما."
وسابتها ومشيت.
أول ما شافت سماح مجدي، ابتسمت وقالت له:
"يرضيك كده يا مجدي؟ دي العيشة اللي قلتلي هتعيّشني فيها؟
أنا كل يوم بعيش مع بنتك دهب دي في إهانة... اسألها، وكانت قاعدة معانا."
بدأ ينده بصوت عالي على دهب، اللي ردّت عليه وقالت له:
"في إيه يا بابا؟ إنت مش هتحس بقى؟"
فصفعها صفعة قوية وقعتها على الأرض، وقال:
"هو إنتِ كل مرة هتشيليها؟ والله العظيم ما إنتِ حد!
والله العظيم، كل يوم بتهيني مرات أبويك!
قالت له:
"فين مريم؟ هي اللي شاهدة."
ـ "مريم!"*بصّت لها مريم وقلبت وجه أبوها:*
ـ "أيوه يا بابا، هي كانت بتهين ماما."
ردّت دهب بسرعة:
ـ "إنتِ ما كنتيش قاعدة معانا يا مريم عشان تقولي كده! إنتِ كنتِ ساعتها برا، يعني ما شفتِيش حاجة."
مريم قالت بثقة زائفة:
ـ "لا، كنت قاعدة معاكي، والله كنت قاعدة معاهم يا بابا."
مدّ مجدي إيده بحنية مزيفة وقال:
ـ "مصدّقك يا حبيبة بابا... وأنا عارف إن هي كذابة زي أمّها، الله يرحمها!"
ثم فجأة زقّ دهب بقسوة فوقعت على الأرض، وسابوها ومشيوا: مجدي، سماح، ومريم.

دهب مسكت صورة أمّها وانهارت قدامها، دموعها بتغرق خدّها، وهمست بحرقة:
ـ "أنا محتاجاكي قوي يا ماما... محتاجاكي... تعالي خُديني.
أنا مش لاقي حد بيحن عليّا يا ماما، حتى أبويا...
أبويا مصدّق مراته قبل بنته، ومش مصدّقني... يا ماما، تعالي خُديني بالله عليكي.
أنا محتاجاكي... بيوجعوني يا ماما!
وأنا اللي بعمل كل حاجة، وهي بتقول لأبويا إنّي بُهينها،
وإنّي ما برضاش أساعدها... والله يا ماما ما حصل!"

في بيت عيلة السادات...
ـ "يعني يا آدم، يا ابني، مش ناوي تتجوز؟"
ـ "يا ماما، أنا مش هتجوز إلا لما ألاقي البنت اللي تناسبني، اللي أحسّ إني حبيتها فعلاً."
ـ "طب مليان بنات يا بابا، وهايبر كمان!"
بدأ آدم يجري وراها يقول لها:
ـ "يعني أنا هابقى هايبر يا راس الكلب؟"
كتبت عليه لي، وبدأت رمزي تتصل بضحك:
ـ "الحقيني يا ماما!"
ابتسمت أمينة وقالت لهم:
ـ "خلاص بقى يا ولاد، كفاية كده!"
ـ "ما تشوفي ابنك يا وليّه، عمال يجري ورايا في الرايحة وفي الجاية!"
ـ "يا أختي، صحة ابنك حديد... مش عارفة كنتي بترضّعيه إيه؟ برسيم؟ يا وليّه ليه كل ده!"*وبيت أهل دهب*
ابتسم مجدي وقال لها: "أنا عملت اللي إنتِ قلتِ لي عليه وخلاص، أنا قلت لحاتم البسطويسي، وحاتم هيتجوز دهب.
روحي يا دهب، روحي يا مريم اندهي... ده حتى اتلخبطت وقلت لمريم بنتك يا دهب غصب عني يا حبيبتي، روحي يا مريم يلا اندهي لدهب."
غمزت لها: "أنا مش هسأل عليكِ قوي ياه، معلش بقى، بس يمكن يكون حنين عليكِ... بس اللي أنا سمعته إنه مش حنين على حد، يعني هيهينك يا دهب، وكمان متجوز ثلاث ستات... يا حظك الأسود، عشان يخلف! يا حظك الأسود يا دهب!"
وضحت ضحكة صعبة جدًا، نزلت دموع دهب على خدّها بغزارة، وقالت:
"السلام عليكم."
ـ "وعليكم السلام يا دهب، هو إنتِ بتردي عليّا؟"
وأما ماسكها من شعرها بقوة، وفضل يصفع فيها ويخبط دماغها في الجدار،
بصّتلها سماح ومريم بشماتة، وسابوها ودخلوا وناموا.
قررت دهب الهروب، وفعلاً هربت... لكن وهي ماشية فجأة عربية آدم خبطتها، ووقعت من طولها، وأُغمى عليها.
آدم وداها المستشفى، وبعد ما فاقت بدأت تصرخ وتقول:
"أنا مش عايزة أتجوز آدم البسطويسي! مش عايزة أتجوزه! حرام عليكم!
مش عايزة أتجوز حد من البسطويسي!"
آدم: "هل تقبلين الزواج من آدم محمد أحمد السادات؟"
دهب: "موافقة."
والمأذون قال جملته الشهيرة:
*"بارك الله لكما، وجمع بينكما في خير."*
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.