Mahmoud Shoper

Share to Social Media

في صباح يوم جمعة، كان الهواء رطب والسماء ملبدة بالغيوم... ظهرت أشعة الشمس الذهبية لتسقط على عدسات نظارتي الطبية الموضوعة بجواري، على أحد كتب القانون الخاص بي؛ ومن ثم تنعكس على عيني؛ لتوقظني من حلم ليس كالأحلام الطبيعية التي أحلم بها كل يوم في منامي، ولا أعتقد بأن البشر العادية يحلمون مثل تلك الأحلام الغريبة .
‏فنهضت من علي فراشي، وإعداد قهوتي الصباحية لتنعش حواسي؛ معلا استيقاظي من هذا الحلم الغريب، وذهبت لأداعب وجهى بقطرات من الماء حتى افق، ناظرا الي ذلك الوجه المجعد قبل اوانه، وتلك العين السوداء أسفل ذلك الشعر الخفيف من الأعلى والكثيف من الجانبين ، تناولت قهوتي بينما أجلس في الشرفة الخاصة بمنزلي، والتي تطل مباشرة على واجهات العمارات الشاهقة أمامي، بينما أقطن في الطابق السابع، تناولت زجاجة ماء لأروى أواني النباتات والزهور الخاص بي الموجودة في الشرفة، حتى لا يذبل من حرارة الشمس في وقت الظهيرة، وقطفت بعض من الياسمين والفل ووضعتهم في اناء الورد على مكتبي حتى تنتشر الرائحة العطرة في كافة انحاء الشقة، ‏أحضرت مذكرتي وبدأت أكتب هذا الحلم وأنا أروي حواسي من القهوة كي استطيع تجميع معظم تفاصيل الحلم بدقة فالحرف في الحلم يساوى معنى وتفسير مختلف .
وكان فيه :
( في صباح يوم بدأت غرابته من بدايته بكسوف الشمس، وكانت حجرتي كأنها دحمس الليل في نهار يوم جديد، ويا له من أمر عجيب، ‏استيقظت من نومي بعد أن دق جرس المنبه الذي بجوار سريري، ‏وقد ظننت بأنه قد غلبني النوم ونمت لفترة طويلة ‏بسبب عدم ظهور أشعة الشمس في حجرتي التي أرتاح بمجرد النظر إليها.
‏ذهبت مفزوعًا إلى النافذة فانصدمت مما رأيت، كانت الشمس تتوسط السماء وأشعتها تسقط متعامدة على جميع البنايات التي امامي، مغذية تلك المباني القديمة بأشعتها إلا بيتي، كان يقع في الظلام الدامس؛ ‏فاستمريت في إقناع نفسي باني لا أحلم، ونزلت بفزع كبير إلى الشقة التي تقع أسفل شقتي، كان يغمرها ضوء الشمس وكأنما حدث كسوف للشمس وأظلمت فجأة بعد دخولي إليها فازدادت حيرتي وتوتري، صعدت إلى الشقة التي تعلو شقتي مباشرة، وكذلك مرة أخرى تكرر معي نفس الشيء، عندما دخلت إليها، بعدت أشعة الشمس عنها عند دخولي إليها.
عدت إلى شقتي وذهبت لأحضر لنفسي مزيدًا من القهوة كي أقلل من توتري الذي كان في تزايد مستمر وأحاول أن أفهم ما يحدث، هل انا مستيقظ أم ما زلت نائم أحلم، كل شيء يوكد أنني مستيقظ، عاودت الجلوس وبيدي فنجان القهوة ارتشف بعض منها، وافكر قبل أن ارتشف الرشفة التالية، فإذا بنور يخرج من أحد كتب القانون في مكتبتي الخاصة المليئة بكتب القانون والسياسية وايضا التاريخية؛ فذهبت إليه وأمسكته محاولا أن أفتحه ولكن كانت أوراقه مثل الحديد في ثقله والزجاج في ملمسه الناعم وكان مغلق كالقفل في صلابته.
وبعد وقت طويل وأنا أحاول فتحه فإذا بورقة تنزلق منه وتهبط على الأرضية ببطء كأنها ريشه طائر يحلق في السماء سقطت منه ريشه بعد أن ارتطم الهواء في أحد جناحيه، فأصبحت تتمايل يمينًا ويسارًا حتى لامست الارض، تلقيتها وأخذتها وذهبت بها إلى مكتبي، بعد أن حركني فضولي أن افتحتها، وكانت المفاجأة، كان مرسومًا فيها محكمة فيها ميزان، وبجواره ستة كتب، كل كتاب بلون وحجم مختلفين، كل كتاب ملفوف حوله سلسلة صدئه بقفلين مختلفين، وكان مكتوب في آخرها:
"المفاتيح في الساحة قبل طبة الميزان بشهادة، والأخير حزين ولكن الضمير أمير" فتوقفت كثيرًا أفكر في تلك الرسومات وتلك العبارة التي يعجز العقل أن يفسرها و يدرك معناها ).
وعندها انتهى الحلم .. ولكن فضولي لم يجعلني أمرر هذا الحلم بغرابته مرور الكرام...
5 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.