(1)
اليوم سأحكي لكم قصتي.....
لا اريد ان تصدقوها او حتى أن تكذبوها....
لم اعد اهتم برأي الآخرين... فإهتمامي هذا سبب لي مشاكل كثيرة.....
وآسف لأني أطلت عليكم.....
____________.
انا شاب من إحدى قرى مصر....... اسكن مع عائلتي في منزل بسيط متكون من طابقين...مثله مثل باقي منازل القرية....
وكما هو معروف عن بعض القرى المصرية ان معظم اهتمامها يكون في الزراعة......كما أن الحياة تتوقف بعد الساعه 7...
نعم فنحن مستيقظ باكراََ...... وانا وإخوتي سعيد و عادل نعمل مع والدنا في الحقل بعد الجامعة....
كان اخواي سعيدين بمساعدة والدنا..... أما أنا فكنت أشعر أن هذا ليس مكاني... كنت أشعر أن هذه اهانه لي.... كيف أن أعمل انا في الحقل...... لا لايمكن.....اتركهم دائماََ في منتصف العمل واتجه الى المنزل....
دائماََ ما ينظر إلى والدي نظرة خيبة الأمل.....
كم اتحطم من تلك النظرة.... لكن ماذا أفعل.... هذا انا...ولم يكن أمامي سوى مغادرة المنزل والعيش وحيداََ....
وأثناء ذهابي إلى الجامعة اقابل ابنة جارتنا... تدعى سالي...
منذ قابلتها وانا معجب بها ولكن أخشى أن أتحدث إليها....
هي السبب الرئيسي لعدم رغبتي في العمل بالحقل......
لا اريد ان تراني بهذا المنظر... مغمساََ بالتراب والوحل....كم أتمنى أن يكون لها نفس مشاعري.... لكن لا اعتقد هذا.. إنها اجمل بنت في قريتنا حرفياََ وكل سكان القرية معجبون بها.....
كيف لها ان تنظر لي....
يبدو أنه حلم لن يتحقق.... سأبقى مشاعري تلك داخل أحلامي.... لم أبوح بها لأي شخص مهما حدث...
لن انسى اليوم الذي تركت الجميع وجلست بجواري أثناء لهونا جميعاََ...... ولن انسى اختيارها لي في فريقها الخاص دوناََ عن الأفضل مني.....
كنت أشعر للحظة انها تشفق علي....
لكنها أكدت بالعدم...... و على الرغم من ذلك كنت أرى العكس في عيونها...قررت الإبتعاد عنها لفتره لكن هذا كان أصعب قرار أخذته بحياتي....
لكن ليست هنا المشكلة..... المشكلة انني بدأت اسمع صوت والديها بدأ يعلو كثيراََ مع أصوات تحطيم في المنزل...
لم تكن اعلم ما يحدث...لكن لم أكن اهتم.... نعم لا يهمني ما يحدث اياََ كان....
تكرر ذلك كثيراََ.... وفي كل يوم في الجامعةكنا نجد سالي مصابة ببعض الكدمات..... وفجأة ودون سابق إنذار لم اعد أراها في الجامعة...لقد انقطعت أخبارها.... تغيبت اياماََ كثيرة....
شعرت ان هناك امر خاطئ......فهي لم تتغيب اي يوم منذ عرفتها.... توجهت لمنزلها مع بعض اصدقائها رغبتاََ في الاطمأنان عليها.....
طرقنا على الباب كثيراََ لكن لم يكن هناك مجيب....
وجدنا عم عبدو صاحب متجر البقاله المقابل للمنزل يخبرنا انهم هجروا المنزل دون سبب منذ اسبوع تقريباََ.....
اندهشنا قليلاََ لكن بعدها عدنا كما كنا لانه لا يوجد بأيدينا ما نفعله...
تعودت ان ابقى مستيقظاََ في وقت متأخر في الليل لأدرس قليلاََ ولأستنشق بعض الهواء النقي بعيداََ عن الازدحام والازعاج.....
ولكن حدث شيء غريب جداََ...... أثناء وقوفي في الشرفة
نظرت على ذلك المنزل واتذكر سالي واكثر من تأنيب حالي لعدم أخبارها كل تلك السنين بإعجابي بها........
لاحظت شيئاََ غريباََ... لاحظت حركة في المنزل... أطلت النظر مع تركيز زائد...... لاحظت شخصاََ يقف في النافذة.... لحظة واحده انها فتاه...... لكن ما اللذي تفعله في ذلك المنزل...
اختبأت قليلاََ وانا اشاهدها.... لكنها فجأة التفتت تجاهي....
لا أدري ان كانت رأتني ام ماذا.... نزلت للأسفل سريعاََ...
لقد اطالت النظر كثيراََ.... أيقنت وقتها انها كشفت أمري......
استعدت في وقفتي وبادلتها النظر...... كانت كالجماد لا أدري ما كانت.... لقد سكنت كأنها تجمدت... لاتفعل شيئاََ سوى انها تنظر إلي..... نظرات مخيفة.... نظرات باردة لا أعرف سببها....
بادرت انا وأشرت لها...... وهنا تحركت لاكنها فعلت شيئا غريباََ...
لقد أشارت خلفي...... اصبت بتجمد جسدي.... شل عقلي...
خشيت تماما ان انظر خلفي لا أعرف ما هو السبب....
استجمعت شجاعتي ونظرت ولكن بحمد الله لم يحدث شيء....
نظرت لها مره اخرى لاكني لم ارها وإنما وجدت رسالة غلافها اسود تماما مكتوب عليها اقرأني بلون اشبه بلون الدماء.............