لقد صبرني كلامها قليلاََ... اقترابي على الانتهاء زاد من شغفي للإستمرار... أشعر أني لن افعل أفظع مما فعلت...
خرجت من ذلك الكهف ولم أجد اي كائن ممن هاجمني او اسمع حتى أصواتهم....
يبدو أن عثوري على الرسالة هو بمثابة قنبلة إباده لعشيرتهم...لذلك يقفون حراساََ لها دائماََ.....
ركبت السيارة ثم عدت إلى المنزل....كان الليل على مشارف الحضور... نظرت إلى السماء وتمتعت بمنظر القمر الرائع ومع نسيم أخذني لعالم آخر...لم اتنفس الصعداء بهذه الارتياحية من قبل...إن خبر الاقتراب أراح كل جزء بداخلي....
خلدت للنوم وانا على أتم الاستعداد ليوم غد.....
في الصباح أعددت نفسي ثم توجهت لدراستي....
كان اليوم بسيطاََ جداََ...وأكثر ما زاد اشتياقي عندما نظرت لنافذة المنزل وجدت سالي تقف هناك وتبتسم.....
امدتني ابتسامتها تلك بقوه لم أشعر بها من قبل...
وعلى مشارف منتصف الليل كنت في طريقي نحو المقابر تحديداََ نحو شرحال....
شرحال اللذي قابلني بإبتسامته المخيفة...
نعم فهو لا يمتلك الا سناََ واحداََ في كل فك....تحدث قائلاََ :
يبدو أن مزاجك رائع اليوم.....
فقلت له : نعم ولكن كيف عرفت؟......
فضحك وقال : نعم اني ارى كل شيء... ارى حماستك وفرحتك... أرى خوفك من ما هو قادم على الرغم من انك لا تبدي اي خوف...
ولكني سأصدمك مما هو اتي.... فمكان اليوم ليس لغزاََ عليك حله....
فقلت له : ماذا اذاََ؟......
فضحك ضحكة شريرة وقال : ستذهب إلى حديقة الم*ووت....
أثارت كلماته ذكرى دفينه داخل أعمق خلايا عقلي...
ذكرتني خوفي القديم من المهرجين....
كم ارتعب من أشكالهم تلك.... وسبب خوفي ذاك اني عندما كنت صغيراََ حيث كان عمري ما يقارب الخمس سنوات تركت وحيداََ أشاهد فيلماََ مربعاََ وكان الوحش فيه مهرج...
بسببه أصبح عندي فوبيا من المهرجين....
افقت من كل هذا على شرحال اللذي تحدث : أين ذهبت...
فقلت له : ها أنا هنا معك....
فتحدث : لماذا تغيرت ملامح وجهك... اعرف عن لديك خوف قديم من المهرجين....
ثم صمت ولم يكمل كلامه فسألته : هيا لماذا توقفت؟.....
فقال : تعجبت لأنك لم تسألني كيف عرفت بخوفك....
فقلت له : لقد اعتدت الأمر.... لقد اعتدت ان تتدخل في أفكاري.... لا جديد...
فقال لي : اذا عندما تكون مستعد أخبرني لنذهب هناك....
فقلت له : الا أبدو مستعداََ؟....
فقال : بلى ولكن أفكارك توحي بالعكس.....
فقلت له : لا تتدخل في أفكاري..... انا مستعد تمام الإستعداد...
فقال : حسناََ ولكن هناك معلومه اخيره...
فقلت له : ما هي؟....
فقال : كنت تسأل لماذا أتدخل في أفكارك... سأخبرك الآن..
لم تسمى تلك الحديقة بحديقة الم*وت بدون سبب...
فبمجرد عبورك لبوابتها تتسل كل مخاوفك لتخرج من رأسك وتتجسد لك...
لذلك قبل دخولك هناك حاول أن تحافظ على تركيزك وهدوئك افضل لك من ان تقع في بحور مخيلتك المريضة تلك... لقد رأيه داخلها وحوشاََ قادره على غزو العالم لا أصدق فعلا ما رأيت... أؤكد انك ان تخيلت القليل منهم عن طريق الخطأ سأقولها بقمة وثوقي انك انتهيت...ولتحذر أيضاََ فهناك اذا لم تتمالك نفسك ستعمل مخيلتك رغماََ عنك.... ولن تستطيع ايقافها.....
فقلت له : حسناََ شكراََ لك سأحاول الهدوء هناك...
ولكن كيف اصل هناك؟....
فقال فور ذهابك للطريق السريع المؤدي لخارج المدينة ستجد حافلة في انتظارك ولكن إياك والتفكير في التحدث للسائق فانك لن تعثر عليه من الأساس ولكن بعدها ستدمر السيارة تلقائياََ وانت بداخلها.....
فقلت له : حسناََ شكرا لك سوف اذهب الآن.....
تركته واقفاََ في المقابر وتوجهت إلى الطريق السريع....
لقد هزت كل كلمه قالها جزء من شجاعتي...
كيف امنع نفسي من التفكير او التخيل.....
ونعم ان معه حق فإن لي مخيلة مريض عقلي......
أخشى ألا استطيع السيطرة على نفسي هناك.....
لكن لا مجال للتراجع..... سوف اذهب وهناك وانتهى الأمر....
وصلت عند الطريق وجدت حافلة مريعة......
مليئة بالرسومات الغريبة لا يمكنك تفسيرها من غرابتها.....
كان الباب مفتوح..... دخلت وانا في كامل تركيزي.....
لا اريد ان أخطئ بأي شيء....
بدأت تلك الحافلة في التحرك... كنت الراكب الوحيد فيها....
لكني تفاجأت من سرعة تلك الحافلة... منظرها المذري لا يوحي بسرعتها تلك.....
ففي اقل من خمس دقائق كنا قد وصلنا إلى تلك الحديقة....
فتح الباب تلقائياََ مره اخرى وعندما خرجت منها رأيت سرعتها تلك ولكن من الخارج....
كانت تترك خلفها شراراََ من شدة سرعتها....
نظرت للحديقة واللتي كانت عملاقة جداََ...
عند بوابتها كان هناك لافته كبيرة مكتوب عليها بخط عريض
"Death park" وليس هذا فقط بل وجدت منشوراََ قديما معلق مكتوب عليه "حذاري لا دخل هناك خطر".....
تجاهلت كل شيء مكتوب وصفيت ذهني بقدر استطاعتي...
عبرت تلك البوابة ومن بعدها شعرت برعشة ما أصابت جسدي.....
يبدو أن هذا ما تحدث عنه شرحال....
الحديقة بأكملها فارغه.... مليئه بالكثير من الألعاب المهجورة..
هدووء مخيف جداََ.....بدأت مخيلتي المريضة في العمل...
حاولت عدم التفكير لكن بلا جدوى..... تخيلت حصول شيء الآن...
يا الله ماذا فعلت بي مخيلتي لقد تخيلت شيئاََ مفتوحاََ.....
لقد وضعت أمامي خطراََ مجهولاََ...... يا ترى ماذا سيحدث...
وجائتي الرد أسرع مما تصورت.....
سمعت صوتاََ مرتفعاََ جداََ..... توجهت سريعاََ نحو مصدر الصوت.....
انه صادر من إحدى الألعاب..... تحديداََ القطار السريع....
كما كان يبدو عليها انها معطله..... اقتربت اكثر لأعرف من أين ذلك الصوت وكلي قلق....
انه صادر من احد المقطورات.... وقفت داخل تلك المقطورة...
ولكن فجأة اغلقت علي وانا داخلها....
وعلا صوت يقول اهلا بكم في قطار الموت......
سرعة القطار كانت مريعه..... لم يكن هناك حاجز حماية...
مع كل انحراف أكاد أسقط...... لقد ارتفع كثيراََ... زادت سرعته بطريقة جنونية....
ولم تكتفي مخيلتي بذلك فقط..... بل عندما نظرت خلفي وجدت العديد من الوحوش غريبة الشكل تجلس خلفي في باقي المقطورات..... لكن مهلا انهم يقتربون مني...
يحاولون التنقل من مقطورة لأخرى....
يبدو انني وقعت في المصيدة اللتي حذرني منها شرحال...
لن يمكنني إيقاف مخيلتي تلك....
مازال الوحوش في الاقتراب اكثر واكثر والقطار يسرع وانا في المنتصف....
اغلقت عيناي وهنا صرخه لا إرادية خرجت مني....
وانتهى كل شيء.... فتحت عيني وجدت نفسي لازلت واقفاََ امام القطار السريع ولك ادخل المقطورة بعد.....
يبدو أن مخيلتي وجدت فقط لتعذيبي....
تحركت في أنحاء تلك الحديقة حتى تخيلت اسوء تخيل لي....
نعم تخيلت وجود مهرج يلاحقني.....
يا ربي كيف اخرج من هذه المعضله...... وأكثر ما يخيفني ذلك الغموض..... لا أعلم متى ومن أين سيهجم ذلك المهرج اللعين...
اتحرك في أنحاء الحديقة بدون وجهه.... لا أعلم كيف سأعثر على تلك الرسالة....
لكني تفاجأت عندما سمعت ضحكته المستفذة نعم اني اتحدث عن اكبر مخاوفي عن المهرج اللعين .....
كان يقف خلفي تحدث قائلا : اتريد ان تهرب مني هههه
انك تريد المستحيل..... هذه الحديقة ملكي ولا يمكن أن تهرب مهما حاولت....
لم يكمل كلامه حتى فتح فمه الممتلئ بآلاف الأسنان....
انقض ناحيتي..... رقضت وهو ورائي.... صرخ صرخه لن انساها في حياتي.... ومعها خرج العديد من المهرجين من كل أنحاء الحديقة.... من أمامي ومن خلفي ومن كل زاوية.... إن اسوء أحلامي تتحقق...
أكاد ابكي من الخوف... لم اتخيل في حياتي أن أقع في ذلك الموقف....
لقد أخطأت عندما قلت ان الباقي سيكون ابسط بقليل...
ان هذا اسوء من اسوء شيء حدث لي.....
لكن مهلا هناك مكان مفتوح....
توجهت سريعاََ هناك لانفاحأ بالمنظر لقد كان مكان ما يقارب منزل لكنه مصنوع من الزجاج العاكس....
وفور دخولي أغلق المكان من خلفي وهناك كتب على لافته نزلت من السقف اهلا بك في متاهه الزجاج....
وبعدها ظهر صوت المهرج وهو يقول : حانت نهايتك ههه....
حاولت الخروج من تلك المتاهه لكن انعكاسي كان يظهر في جميع المرايا أمامي كانت هذه المرايا تغير من شكلي اكثر واكثر كم شعرت بالغثيان بسبب تحركاتي الكثيره...
ان فكرة وجود المهرج معي هي ما تجعلني اتحرك بدون تفكير....
لا لا لا لقد وصلت لطريق مسدود وها هو المهرج قد لحق بي
ها هو يفتح فمه وصرخ تجاهيي.....
فتحت عيني لاجد نفسي جالساََ في أرضية الحديقة يا الله لا يمكنني أن أميز بين الخيال والواقع...
سوف انتهى بسبب مخيلت تلك....
حاولت الإسراع في البحث لكيلا تبدأ مخيلتي مره اخرى....
بحثت كثيرا حتى سمعت ما دمرني كلياََ....
سمعت صوتي انا.....
من بعيد ينادي علي.... توقفت وانا في حالة ذهول كليه...
انه يأمرني ان اتوقف... والغريب ان جسدي يستجيب له....
تحاملت على نفسي ورقضت سريعاََ.....
وجدت تلك الرسالة اخيرا هناك معلقة على رقبة تمثال مرتفع جداََ...
بدأت اتسلق ذلك التمثال حتى وصلت ليد التمثال وامسكت بالرسالة وكانت كالتالي :
خالد اقسم انك من استحقيت فعلا ملك قلبي....
اعلم انك تخاف من المهرجين ومع ذلك قاومت ذلك من اجلي......
مر الكثير ولم يعد الا القليل....
المعلومه هي : وجد أيضاََ فاتوره لمتجر يدعى "star"..
والرسالة القادمة ستكون مع شرحال ولا تقلق سوف تجد الحافلة أسفل التمثال....
صحيح ان لعنه الحديقة ستسبب لك مشاكل في أحلامك آسفه................