كاتبالظلام

Share to Social Media


يا ترى ماذا وراء الرسالة القادمه.... حديث سالي عنها مخيف...
قالت انها ستحزنني... لا ادري حقاََ ما قد يحزنني اكثر....
مررت بما لا يمر احد به.... اتوقع انها النهاية... اقتربت منها...
عدت إلى منزلي بعد أن ودعت شرحال... كان عيناه غريبتان..
أشعر انه يحبس داخله كماََ هائل من الحزن والألم... لكن لا ادري ما السبب... اله علاقه بتلك الرسالة ام ماذا؟....
هناك رهبه داخلي من معرفتها... نعم ف الإنسان يخشى دائماََ المجهول.... ذهبت إلى فراشي بعد تلك الليله المرعبه.....استرجعت ذكريات ذلك اليوم... لم أصدق رؤية تلك النسخ مني تتجول أمامي... كان أشبه بالحلم... وليس اي حلم بل انا بطله...... كما اني رأيت قوة شرحال...كم هو عظيم... رأيت تضحيته بنفسه لأجلي... بدأت تتغير نظرتي فيه... أراه الآن بطلاََ ضحَّى بكل شيء ليرشدني لمساعدة سالي... أنساني معنى الخوف.... وحتى رغم خطئي لم يتركني بل ذهب معي وساعدني.... انتظر الليله التاليه لأذهب له....حاولت النوم كثيراََ حتى غفوت أخيراََ... رأيت في حلمي سالي تقف أمامي وتبتسم... تحدثت قائله : خالد انها الرسالة الأخيرة اقتربت على الانتهاء.... اخيراََ سأرتاح.... اني أعذب كل يوم.... ج*ثتي مفقودة...ولن يعثر عليها غيرك....اخيراََ ابقى مع شرحال لأنه ربما الوداع..... استيقظت من نومي وانا اتذكر كل كلمه قالتها... يبدو انني فعلا على مقربه من النهاية... لكن ما لم أفهمه هو امر شرحال.... لماذا أسبق الأحداث سأنتظر الليل ووقتها سأعثر على كل اجاباتي... وبالفعل مر اليوم سريعاََ بين الدراسة وغيرها...
وعلى مقربة من منتصف الليل كنت قد وصلت للمقابر...
مكان التقائي المعتاد مع شرحال... وجدته ينتظرني....
تحدثت اليه قائلاََ : اهلا شرحال...
فقال : اهلا خالد... لم تعد تخافني مثل المرات السابقه هه...
فقلت : نعم فأنت الآن بمثابة رفيقي.... هيا لنتحدث عن الرسالة القادمه..
فقال : حسناََ... إن تلك الرس.........
فقاطعته قائلا : آسف لمقاطعتك ولكني نسيت ان اخبرك... لقد زارتني سالي ولكن في الحلم وأخبرتني ان تلك هي آخر رسالة...
فقال : نعم اعرف وكما كنت أقول ان تلك الرسالة بالنسبه لي هي نهاية طريقي وبالنسبة لك هي بداية طريقك.... لم تفهم أليس كذلك؟....
فقلت : نعم وضح أكثر من فضلك....
فقال : ستعرف كل شيء في وقته.... أما الآن فعليك الإستعداد لأننا سنذهب في رحله...
فقلت : رحله؟؟؟؟....
فقال : نعم رحله إلى جزيرة الوقت وهناك ستعرف كل شيء عن تلك الرسالة....
فقلت له : حسناََ ولكن متى سنذهب.....؟
فقال : الآن......
تفاجأت من قوله.... ولكن ليس هناك وقت... ذهبت بأقصى سرعه لي الى المنزل وأعددت بعض المياة معي في حقيبة...
رجعت له وكان في انتظاري... توجهنا معاََ إلى مكان خارج المدينة نعم توجهنا ناحية البحر..... كم وفقت في جلب المياة...
ركبنا سفينة كبيرة أشرعته سوداء تماماََ كنا مع نزلاء غريبون...
حذرني شرحال من التحدث لأي منهم... بدأت السفينة في التحرك كنا سنبقى يومين في البحر.... كان طعامهم غريباََ جداََ تجنبت تناوله....كنت اعيش نوعاََ ما على المياه فقط لاغير...
كانت عادات هؤلاء الناس غريبة وكان يجبرني شرحال ان افعل مثلهم... كانوا كل ليلة عندما تدق الثانية عشرة يذب*حون قارض..... ثم يعصرون د*مائه على السفينة ويتركونها حتى تمتصها اخشاب السفينة... مع بداية اليوم الثاني كانت السفينة حمراء تماماََ... وبعدما مر نصف اليوم تقريباََ فتحت أمامنا في الماء دوامه... دوامه حركت السفينة حركه دائرية سريعه أسقطت الكل على أرضية السفينة.... وعندما وقفت وجدت لون السماء قد تغير وبعدها هلل الجميع في فرحه عارمه ووقتها علمت من شرحال ان ما نفعله هو تقديم قربان وبالفعل قُبل قرباننا.... مر باقي اليوم الثاني.... وفي الصباح كنا قد وصلنا إلى تلك الجزيرة... نعم اتحدث عن جزيرة الوقت....
سألت شرحال عن تلك الجزيرة ورده الدائم سوف تعلم قريباََ...
قسمنا لندخل تلك الجزيرة وكنت مع شرحال... انتظرنا دورنا فوقتها رأيت شيئاََ غريباََ... كل من يدخل للجزيرة يختفي...
حان دورنا... توجهت مع شرحال.... وعندما طرأت قدمي أرض تلك الجزيرة رأيت العجب.... وجدت نفسي أقف في فراغ كبير انا وشرحال.... وبعدها ظهر العديد من الأشياء اللتي تخصني...
مهلا انها ذكرياتي.... هنا كسر شرحال الصمت قائلاََ : سميت هذه الجزيرة بجزيرة الوقت لأن من يدخلها يمكنه تغيير شيء واحد في ماضيه...
فقلت : وطبعاََ هذا بمقابل....
فقال : أصبحت تفهم الآن....... ونحن الآن داخل عقلك.... وهذه ذكرياتك... يمكنك تغيير أقبحهها وأسوئها....
فقلت : ما المقابل...؟
فقال : سوف تفقد أحداََ من احبائك.....
فقلت له : وان لم أغير اي شيء....؟
فقال : ستخرج من هنا سالماََ وستصل إلى النصف الآخر من الجزيرة وسأكون بإنتظارك...
فقلت له : الن تكون معي....؟
فقال : لا لا وإنما سأنتظرك هنااك وانت كل ما عليك ان تعبر هذا الطريق لآخره وإياك أن تنجذب للذكريات اللتي ستعرض عليك...
فقلت له : حسناََ.....
وفجأة اختفى من أمامي.... بدأت اتحرك متوجهاََ لنهاية الطريق... لكن الذكريات بدأت في القدوم...
رأيت في أول ذاكره نفسي أقف أمام سالي ومتردداََ... نعم اتذكر هذا وقتها كنت أريد أن أخبر سالي بحبي لها ووقتها خجلت جداََ وأنبت حالي جداََ لإنسحابي... وبعدها تذكرت رسالة سالي وكونها تحبني... فجاء شيء بداخلي يريدني ان اغير تلك الذكرى واخبرها ووقتها ستعترف هي الأخرى بحبها....
لكن مهلا لا لن افعلها.... تحاملت على نفسي ذكرى وراء أخرى حتى وصلت اخيراََ للناحية الأخرى....
وجدت شرحال في انتظاري... لكني لاحظت بقايا دموع في عينيه....
ف سألته : اكنت تبكي يا شرحال.....؟
فقال : ماذا لا انا لا أبكي....
فقلت له : اذا ما بك لماذا أشعر بكم حزن هائل داخلك....؟ ولماذا أخبرتني سالي ان ابقى معك لأنه الوداع....؟ هيا أخبرني ماذا يحدث....؟
فقال : انك وصلت للنهاية وعليك أن تعلم.... الرسالة القادمه هي الأخيرة.... ومكانها...
ثم صمت ولم يستمر في الحديث....
فقلت له : نعم أكمل أين مكانها.....؟
فأشار إلى قلبه وقال : هنا....
فقلت له : ماذا لم أفهم....؟
فقال : سأشرح لك..... الرسالة القادمه ستكون الأخيرة.... ومكانها هو داخل قلبي... اعلم انها مفاجأة ولكن ليس باليد حيلة.... جئنا هنا لأن الرسالة بدأت تزرع في قلبي ولن يمكننا فتحها الا هنا...
ووقتها سأكون قد رحلت إلى الأبد.... وفور استلامك للرسالة من قلبي ستنقل تلقائياً إلى منزلك... وها نحن ذا في آخر لقاء بيننا...
سعدت بمعرفتك وبالأوقات اللتي مرت ونحن معاََ....
كانت الدموع تملأ عيني بعدما سمعت كلام شرحال.... ولم يدعني اتحدث اي كلمه بل أمسك بخنجر كبير وضربه في قلبه...
كان يسقط أمامي وهو ينذف وانا ابكي وابكي.... لقد كان خير رفيق..... ثم اخرج الخنجر وبه تلك الرسالة......
وبمجرد ان مسكتها حتى نقلت في لمح البصر إلى المنزل....
تحديداََ لغرفتي.... لم أصدق ما حدث... حياة شرحال انتهت الآن... فهمت مقصده.... سالت الدموع رغماََ عني... تذكرت كل لحظة انقذني فيها... كل دقيقة ساعدني فيها.... نظرت في يدي وجد الرسالة فقمت بفتحها وكانت كالآتي :
لا تحزن.... فشرحال كان يعلم بهذا من البداية.... اعلم انك وهو اصبحتما اكثر من أصدقاء...... لكن اعتذر حقاََ على ما رايته بسببي كل المده الفائته...... لكن ها أنت وصلت للنهاية....
ان هذه آخر رسالة كما تعلم..... والمعلومه هي أن قاتلي كان مشركاََ بأحد الأندية وكان عنوانه في بلد جازان.....................
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.