نترنَّح ذهابًا وإيابًا كمسافرٍ ينتظر طائرته في صالة المطار، ونبصق على العالَم عندَ كُل إفاقة..
ننغمس بصمتٍ عميق في أرواحنا كصمت القبور،
ونطوي ذواتنا بعيدًا عن كُلِّ شيءٍ يؤلمنا ويتعبنا؛ لأنَّ لا شيء هُنا أصبح يعنينا أو يمت لنا بأي صلة..
نعيش حياتنا هزلًا وثُقلًا.
نحاول صنع شيء جديد يغير مسيرة حياتنا، نترك رؤوسنا على الوسادة في كُل صباح. ونطِلُّ على العالَم من نافذة الأمل، وبكل صبر.
نحن مُتعبون منذُ الميلاد،
نحاول إيجاد لحظات الفرح والسعادة،
نحاول التمسك بكل نَفسٍ قد يصنع فارقًا في حياتنا..
آه ثم آه من كل أيامنا التي نحاول فيها أن نعلو ونرتفع ونرتقي؛ فنجد شعور الخيبات والحزن يتسلل خلسة بين أضلُعنا..
صراع الروح متعب، وصمت القلب قاتل.
متناقضون، تائهون..
تهالكت أيامنا ونحن نسعى ونكابر ونخفي دموع الحيرة خلف ابتسامتنا الخافتة.
مذبحةٌ في أرواحنا جراء هذه التناقضات.. بصمة قوة وضعف طُبعت على جبيننا..
ننظر للمرآة فنرى أرواحنا القوية تقاوم في أعماقنا، ونؤمن يقينًا بأن بعد العسر يسرًا وبعد الحزن فرحًا وبعد الضعف قوة.. فنستعين بالله ونتجرد من كل ما مضى وأحبطنا، ونسمع صوتًا خفيًّا نابعًا من الأعماق يخبرنا أننا أقوياء، قادرون على الاستمرار ولن نيأس رغم كل المعطيات.. ولن يعجزنا شيء..
سنحيا ونقاوم رغم الصعوبات ..