إنتحار
كل شيء يبدو صغيرًا من مكاني هذا
لماذا اعتدتُ إذًا أن أراهُ كبيرًا؟
أيًا يَكُن لم يَعُد يَهُم هذا الآن
في الحقيقة لم يَعُد أي شيء يَهُم ..
الهواء يتخلل جسدي ..
أخيرًا يُمكِنُني الشعور بالحرية !
نعم أنا حُر !
مُنذُ فترة طويله لم أتنفس كما أفعلُ الآن
قلبي ينبُض بقوة ..
إنها اللحظة الأولى منذ فترة التي أشعر فيها بالحياة
رُبما أيضًا تكون الأخيرة ..
أنا أسقُط!
إحساس بالخوف رُبما من المجهول
المجهول في حالتي هذه هو الموت
أنا أسقُط!
إحساس بالعجز
أحاول التَمسُك بشيء ما .. أي شيء
رغم أنني في هذا الموقف بمحض إرادتي!
رُبما هي غريزةُ البقاء في مُحاولة منها لإنقاذ هذه الحياة البائسة ..
أنا أسقُط
و تنتهي هذه الأفكار في رأسي مع صوت ارتطام جسدي بالأرض ..
لقد كان من المُفترض أن تكون هذه نهايتي ، لكنها بطريقة ما أصبحت بداية لهذا الكتاب!
عندما أعود بذاكرتي إلى تلك اللحظة التي وقفت فيها على حافة أحد المباني موشكًا على الانتحار و تَذكُر الشخص الذي كنت عليه و المشاعر التي اعتادت ان تراودني .. نعم فتلك لم تكن مجرد قصه قصيره و الالهام الذي أتاني من هذه القصة هو أنني كنت أنا الشخص على حافة المبنى!
لقد كنت أعاني من الاكتئاب و لم أكن أدري إلى أن قررت أن أخوض رحلة علاجية
دعني أُخبِرُك عندما تكون مريضًا و لا تدري نوع المرض الذي تُعاني مِنهُ فإن المرض يُصبِحُ أشد ألمًا ، كل ما كان يجول برأسي في تلك الفترة أن روحي قد غادرت جسدي منذ فترة و قد حان لجسدي أن يَتَبِعُها ..
لم أَكُن أتخيل للحظة واحده أنني سَأمُر بكل هذا أو أكون الشخص الذي يَشعُر بهذا النوع من المشاعر، و بالتأكيد لم أفكر في أن هذه هي القصة التي أردت أن أنشُرها و لكنها القصة التي عشتها كأنني أتكلم عن شخص آخر
أو رُبما أصبحتُ أنا شخص آخر!
«رحلة البطل»
هل سمعت عن جوزيف كامبل؟!
جوزيف جوري كامبل هو كاتب أمريكي اشتهر بأعماله في الميثولوجيا -علم الأساطير- و هو أول من قدم مُصطلح ”رحلة البطل“ في كتابه ”البطل بألف وجه“ و يتحدث في هذا الكتاب عن أساسيات النمط الروائي للرحلة البطولية، حيثُ يُخرج البطل من العالم الذي أعتاد عليه إلى عالم لم يألفه و لم يعتد عليه من قبل و يصارع في هذا العالم الوحوش و الغيلان و ينتصر عليها و يعود مُجردًا إلى حياتُه لكن هذه المرة بنظرة مُختَلِفة للأمور ؛ لأنهُ قد تَغير نفسيًا و فكريًا بصورة جذرية .. لذا قررت أن أجعل هذا الكتاب على طريقة جوزيف كامبل على طريقة رحلة البطل
الرحلة تبدأ و تنتهي بالعالم الذي أعتاد البطل أن يحيا فيه الوضع الراهن الذي اعتاد عليه حتى تأتي الحاجه أو الدافع الذي سيجعل هذا البطل يخوض هذه الرحلة و هي المرحلة الأولى في رحلة البطل (الدافع) في رواية كامبل الدافع خارجي كمثلًا هناك وحش يهجم على المدينة و على البطل الاستعداد لخوض المواجهة أما الدوافع هنا فهي داخلية لأنها معركة داخلية