DarMolhem

Share to Social Media

عندما وصل مازن وعنود وريم إلى الإسكندرية، تعرفوا على جارة تسكن في الشقة المقابلة لهم، ولم تكن متزوجة، وكان كل من في المنطقة لا يحبونها، لأنها دائمًا ما تذهب للدجالين والسحرة.
أعجبت بطريقة مازن جدًا مع ريم، وحاولت الاقتراب منه أكثر من مرة، ولكن لم يجدي نفعًا، فذهبت لأحد السحرة، وطلبت منه أن يقوم بعمل سحر لمازن ليحبها ويكره ابنته وزوجته ولا يطيق الجلوس في البيت، ولكي تشتت عقل ريم عن ما فعلته كانت دائمًا ما تزرع بداخلها أن زوجها تغير معاها بسبب عنود.
في منتصف الليل عنود تصرخ دون توقف، ولا تعرف ريم السبب، ولكنها حقًا تشعر بأنها سوف يغشى عليها من الإرهاق، وحاولت بكل الطرق إسكاتها، ولكن لم تستطع، فبدأت بضرب الفتاة، واستيقظ مازن على صوت عنود المرعب وأخذها من ريم بسرعة وحاول تهدءتها حتي نامت الفتاة، وظلت ريم واقفة لا تتحرك لا تدري كيف فعلت هذا؟ كيف لها أن تؤذي طفلتها التي تمنتها من الله لسنوات؟ ولكنها تدري أنها ليست بخير، لأنها دائمًا ما تشعر بالتعب والإرهاق حتى لو لم تبذل أي جهد، وتحدث لها تقلبات مزاجية حادة، وتفقد الشهية أغلب الوقت.
حدثت طبيبها عن أعراضها وأخبرها: انتي عندك اكتئاب ما بعد الولادة، والطفله أكتر واحدة حاسة بيكي وحزينة على حزنك، متقعديش معاها لوحدكم، أهم حاجة لأنك مش كويسة، وروحي لدكتور نفسي هيساعدك أكتر.
مرت هذه الفترة على مازن وريم بصعوبة جدًا، ريم تحاول التعافي في أسرع وقت من أجل ابنتها، ومازن خائف من ترك عنود مع ريم بعد ما حدث.
تعافت ريم وعنود من اكتئابهما ومازن استطاع أخيرًا تخطي ما حدث، ولكنه ما كان دائمًا يشعر بعدم الرغبة في الجلوس مع زوجته وابنته، فنقلهما من هذه الشقه لأخرى متحججًا بأن الأخرى أكبر في الحجم وأجمل، ولكنه كان يريد أن يكون مع جارته من دون إزعاج، وكان يذهب لهما بين الحين والآخر، وعند ذهابه يتشاجر معهم ويذهب.
كبرت عنود في ظل خلافات دائمة بين ريم ومازن، الذي قام بخيانة ريم مع جارتهم، وكان دائمًا ما يحاول أن يبتعد عن تلك الجارة، ولكن لا يستطيع، ولا يفهم ماذا يحدث، وحاول أن يقنع نفسه هو وريم أن السبب هو أنها أصبحت منشغلة عنه طوال الوقت بعنود، وريم أصبحت تلوم عنود على كل ما حدث بينها وبين زوجها، وعلى أتفه الأسباب تقوم بضربها، ودائمًا ما تخبرها بأنها فاشلة، وأنها لن تفلح مهما حاولت، ومازن أصبح لا يأتي إلى المنزل كثيرًا بسبب كثرة الخلافات بينه وبين ريم، أجمعا الإثنان على تحطيم طفلة لم تبلغ من العمر السادسة، كبرت هذه الطفلة ووجدت نفهسا تلام على خطأ لم تقترفه، وتحاول بعقلها الصغير إصلاح أمر لا تفهمه، كما أنها دائمًا تعتذر من دون أي أسباب لكل الأشخاص، لأنها تشعر بأنها دائمًا المخطئة، وعندما تنظر إليها تشعر من الحزن الذي ارتسم على ملامحها بأنها امرأة بالغة، لا تفهم ما هو الذنب الذي اقترفته لتستحق كل هذا.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.