نسعى جميعًا لكي نصل إلى نقطة تشعرنا أنها البداية، وتجعلنا ندرك المعنى الحقيقي للتغيير لكي نشعر بالسعادة في الدنيا والآخرة، ونمتلك سبل النجاح لنظل أحياء بعد رحيلنا بأسمائنا وأعمالنا التي نسكن بها قلوب الآخرين، فمن منا لا يسعى إلى ذلك، ويستطيع أن يصل لباب العبور ومفتاح البداية ويمتلك زمام النفس التي بدورها مفتاح التغيير.
فلنذهب ونبحث داخل أنفسنا حتى نصل إلى بر الأمان ونكون بذلك عبرنا الطريق وامتلكنا بداية حياة نُرضي بها أنفسنا، وقبل ذلك نُرضي الخالق -سبحانه وتعالى- قبل رحيلنا إلى أغلى مكان على الحياة، حيث يسكن بداخله أشخاص نشتاق إليهم لا يوجد بينهم كراهية، جميعهم يعيشون في عدل وسلام الخالق وتحرسهم ملائكة من نور، وعلى الرغم من رعب مسكنهم إلا أننا نحتار بين شعورنا بالخوف والراحة في نفس الوقت عندما نقترب منهم، ولا نستطيع تخيل الحياة بداخله، هل مريحة كما يظن البعض أم مخيفة وتقشعر لها الأبدان، لكن تظل نقطة من نقط البداية الحقيقية، نحن البشر نشعر أن الحياة تبدأ عندما نواجه الموت وما نعيشه الآن محطة من محطات الانتظار للبداية الحقيقية، وثمن الوصول إلى أغلى مكان والعيش بداخل ظلاماته بأمان، لذلك يجب أن نسأل أنفسنا ما الذي يجب فعله لنمتلك حياتنا الآن والعيش بسلام.
"أدركت أن الحياة لا تنتهي عندما نفقد من نحب، ولكن تنتهي عندما نفقد احترام أنفسنا مع من نحب"
المعصية والتوبة كل منها بداية، الخطأ والصواب، اليأس، الأمل، التحدي، الألم، النجاح والفشل، كل ذلك وأكثر بدايات لحياة ذات وجهين، إما الظلمة أو النور، فنحن يمكن أن نصنع حياة استثنائية عندما ندرك حياتنا من داخل أنفسنا، وذلك لقول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وكما ذكر في الإنجيل "إذا كان إيمانكم بمثقال حبة من خردل، لو قولتم للجبل تحرك من هنا لتحرك" وهذا يرجع إلى مدى قوة الإيمان بتغير النفس لكي نمتلك الحرية النفسية مما يجعلها أعظم الأماني وأصعبها على مر التاريخ.
لكن إذا قمنا بوضع الخطة المناسبة، تصبح الأمور أسهل وتسيير كما يجب أن تكون لنصبح في النهاية متسامحين وأحرار نفسيًا من الضغوط والأخطاء، الآن كل ما عليك هو أن تجلس في مكان تحبه وتستمتع بالرحلة.