إلى من تتيَّم بالحب، وتلوَّع في عشق التاريخ...
إلى من تعلق بالماضي وتفاصيله البديعة.
عاد فخري من الكُتَّابُ متأثرًا وهو يبكي لأني أخفيت عليه حقيقة موت أبيه، ولكنه عرفها من شيخ الكُتَّابُ بعدما رفع عنه العقاب من أجل خاطر أبيه، فلم يعد أمامي مخرج للكذب، فقصصتها عليه، فصار بين الناس رافعًا رأسه وكان يقول في فخر:
- أنا ابن الجزار بلال.
عندما يسأله أحد عن اسمه!
فدفعني ذلك لأن أكتب مجلدًا يضم في طياته حياة زوجي الحبيب وأسترجع الذكريات لعلها تؤنسني في وقت فراغي ووحدتي، وأترك أثرًا طيبًا يطّلع عليه أحفاد أحفادي وكل من يقع في يده الكتاب؛ لعلهم يترحمون علينا ويذكروننا بالخير. حسنًا سأبدأ الحكاية من أولها كما سمعتها وقرأتها من مراسلات زوجي وكنت شاهدة أيضًا على أحداثها بأم عيني...