بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده مُعِزُّ مَن أطاعَهُ واتَّقاهُ ومُذِلُّ مَن خالَفَ أمْرَهُ وعصاه، والصلاة على نبيِّهِ وآلِهِ، اللهم أعِزَّنا بالإسلام فقد ذُلِلْنا؛ وبِعِزَّتِكَ يا ربِّ سنغادر ذُلَّنا؛ فالعزة والمنعة والنصرة والقوة والغَلَبَةُ مِن عندك ولك، فأنت الذي قلت (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) وأنت سبحانك الذي قلت (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) ثم أمَّا بعد،،
فإنه بعد التعرض لكثير من حملات الإساءة المتتالية على الإسلام ورسوله والمسلمين؛ كان واجبًا على كل مسلم غيور أن يرد على تلك الإساءات بالفكر والفعل والقلم، وهو ما انتهجناه في مبحثنا اليوم، وبعد قراءة المشهد بشكل متعمق للرد على تلك الإساءات، اتضَحَ أن سببها هو ضعف الأمة الإسلامية وتأخرها؛ وأن سبب ضعف الأمة وتأخرها راجع لنا نحن المسلمون، نعم، نحن المسؤولون عنه جملة وتفصيلًا! فالواقع أن الإسلام ليس هو المسؤول عن تأخر المسلمين، بل حقيقة الأمر أن تأخرنا هذا جاء نتيجة البعد عن الإسلام الحقيقي، والتمسك بقشرته دون لُبِّهِ، ولكن حتى وإن كان تأخُّرُنا اليوم هو السبب الأول في محاولات النَيْل من الإسلام ورسوله والمسلمين فإن هذا التأخر عارض ولن يبقي طويلًا إن شاء الله تعالى.
فلذا لابد من الاستفاقة والتحرر من القيود التي قيدَنا بها أعداؤنا ونحن بتخاذلنا ساعدناهم على ذلك، والرجوع إلى ما كان عليه سلف الأمة في قرونها الأولى لننتقل اليوم إلى ما انتقلوا إليه، حتى نسود العالم والحياة من جديد بالإسلام ونقدم النهضة التي من خلالها بإذن الله لن يجرؤ أحد على إساءتنا، فالإسلام دين ودنيا وعبادة وقيادة دين متكامل فيه الجانب الرباني والجانب الإنساني وفيه الروح والمادة وفيه المسجد بجوار المصنع دين جاء ليعز ويكرم الخلق جميعًا، ويبدل حال الضعف بالقوة المغلفة بالأخلاق والحكمة والرحمة، دين جاء ليخرج الأمم من الظلمة إلى النور.
وعليه؛ حاولت أن أضع بين يدى هذا البحث منهجًا تطبيقيًا يتعزز به اليقين مع إشارات إلى أن محاربة الحق متجذرة في نفوس أهل الباطل منذ القدم ولكن الله غالب أمرهم وتناولت الأسباب التي تدعوهم لمحاربة الإسلام وأيضًا أشرت إلى حال الأمم قبل الإسلام، وكيف جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمنهج الرباني وتمَلَّكَ به الدنيا رغم ما حصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- من إهانات وضغوطات ولكن بالصبر والأخلاق والثقة في الله والعلم والعمل والأخذ بالأسباب شق الطريق وملك القلوب والعقول وأضاء لنا النور وأسكت الألسنة المسيئة بالمنهج القَسُور وعليه فإن قوة الرد تأتي بتطبيق نهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في خُلُقِهِ ورحمته وعلمه وعمله وغير ذلك
محمد سيد صالح
إن أعظم صورة من صور الرحمة التي أنزلها الله -عز وجل- على عباده هي أنه -سبحانه- أرسل فينا نبيه المختار -محمد صلى الله عليه وسلم-؛ إذ أن جميع البشر على اختلافهم، مؤمن وكافر، رجل وامرأة، صغير وكبير يريد السعادة، ولعل السعادة الحقيقة تكمن في دخولنا الجنة، ولا شك الوصول للجنة يكون بالإيمان والتصديق بكل ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته؛ ولذا هو أعظم صور الرحمة لأن خطاه طريق الجنة.
محمد سيد صالح