مقدمة
١ ما قبل التدوين
كلّ صباح يتسلل شعاع الامل إلى نفسي ، تسخر مني أيامي ، و يجتاح اليأس روحي،
احمل دائما تناقض غريب: بين ما انا فيه وبين ما انا عليه ؛ تقودني ضحكاتي الي اختراعِ افراح جديدة، ولكني افشل في اعادتها بذات الايقاع، وبعد كلّ ضحكةٍ اتسأل اذا ما كنت جالسة داخلَ عالم خيالي ابتكرته بنفسي هروباً من تحمل الاعباء تجاه واقع ربما لا استطيع مواجهته بما املك من مبادئ؟!.. أو أني اشعر بالاشياء بما لا يستطيع الاخرين إدراكه ، أو لعلّي ارى ما لا يراه الاخرون؟!
يقولون تتحمل الكثير ، لديها من التجارب ما يجعلها تعرف ما لا يعرفه أحد هكذا يصفوني من حولي، يلوحون لي منتصرين على قضايا الحياة التافهة ، وربما يدافعون عن صورتهم أمام أنفسهم، و لا ابالي، فأنا عادية احتسي مشروبي الصباحي، استيقظ مسرعة لأداء مهامي اليومية ، انتظر بفارغ الصبر انتهاء اليوم ومجئ الليل لالتقي بنفسي وأمسك هاتفي وأدون أفكاري ، احترقُ في انتظارِ موعدٍ لا اعرف مع من او متى، وحين يصيبني اليأس القي ابيات شعري للقمر ، عله يرسم لي لوحة في السماء بما اريد فيرسمني امرأة بسيطة تعيش هنا فقط تعيش داخل منزلها الصغير.
و قبل البدء بسرد بعض أفكاري اليومية علينا معرفة لماذا نحن هنا؟!
لا أخفيكم سرا أن الأوراق سحرا يجذب الكاتب ليلقي عن كاهله ما شق عليه ويرسم صورة بالأحرف وعندما يُنهي سطرا بعد سطر يكتشف عالمه الخاص، وتتكون علاقة صداقة تدوم طويلًا، اليوم أصبحت الرقمنة أمر واقع وكل يوم يظهر شئ جديد،فالامس كان القلم ينير ظلمات الاوراق وبعد ذلك اصبحنا خلف شاشة أمامنا الاحرف بضغطة زر تُكتب الاحرف وتمتزج بفعل التكنولوجيا لتظهر الأسطر منمقة فعرفنا وقتها الكتابة الرقمية ، وتناسينا الاوراق بل وتركناها تبكي وحدها في صندوق الذكريات وهذا لا ينفي ابداع الكاتب لو كان يمتلك أدواته سوف يبدع بأية طريقة، اما يومنا هذا كل منا كبيرًا كان أو صغيرًا يحمل جهاز صغير يكتب من خلاله باللمس حتى ما اكتبه ويصل إليكم الان يصل بتلك الطريقة، أصبحت السرعة مطلوبة وان لم تواكب العصر سوف تختفي أو تُنسى أو تستبدل بمن يواكبها ،للاوراق سحرًا وللقلم رونق لا يمكن استبدالهما بأية ألية أخرى ولكن علينا مواكبة كل حداثة طالما تستخدم في الطريق الصحيح بنفس الابداع،لذلك سوف ترتحل يا صديقي مع كاتب لمدة لبضع ايام في عالم الابداع، بأشياء أثارت اهتمامه فدونها لتصبح ميثاق أمانة ينبع بالكلمات الصادقة ليجعلها بين يدي القارئ فما الكتابة الا إعادة كتابة الواقع في خيال الكاتب ليصبح واقع يثير خيال القارئ