Horof

Share to Social Media

-" كلا... لا يمكنني النوم، وأنا أجهل ما يدور حولي".
زفر ساهر وهو يلكم الوسادة بكلتا يديه في ضيق.
رد عليه حسام بصبر: وماذا يمكننا أن نفعل؟! لقد قيل لنا كل في حينه. لننل بعض الراحة حتى يأن الأوان.
اعتدل ساهر جالسًا، وصرخ فيه: ألا يمكنك أن تنحي برودك جانبًا قليلًا. إننا نواجه خطرًا مجهولًا يمكن أن يودي بحياتنا.
أعطى حسام ظهره إليه، وهو يغطي جسده؛ وأجابه بهدوء: ولأننا نواجه ما لا نعلمه يجب أن أنال قسطًا من الراحة يعينني على المواجهة والتفكير السديد، وهذا لن يتم وأنا مجهد ومستنزف القوى.
همَّ ساهر بالرد عليه، فإذا به يجد أحاميد يحكم يده على فيه، وهو يقول بحزم: يكفي يا ساهر. إنك تتعارك فيما لا طائل منه، بل إنك ستتسبب في كارثة بصراخك المستمر. أن هذا العالم لا يحتمل صراخ البشر، وأنت لا تتحدث إلا به. لقد أرهقتنا وفزعتهم. لتنم أو لتتركنا لننام. يكفي صبيانية يا أخي بالله عليك.
نزع ساهر يد أحاميد بعنف، وترك لهما الفراش، وجلس على أحد كراسي الغرفة يتأملها في محاولة لمعرفة المزيد عن هذا العالم.
الكراسي خشبية مذهبة، نحت على ظهرها تنين ضخم يجلس على جسده الذي كوره على هيئة مقعد، وذراعا كل كرسي على شكل تنين يتوجه برأسه في احترام ناحية التنين المنحوت على ظهر الكرسي في أبهة ملكية واضحة. في المنتصف منضدة على هيئة كتلة مكعبة من الجرانيت، موضوع عليها صحن فخاري ذو حافة سوداء ممتلئ ببعض الجوز والصنوبر. الفراش ضخم يتسع لخمسة أشخاص ضخام الجثة، خشبي منحوت الظهر على شكل تنينين متعانقين ينفثان اللهب على شكل كرة.
ضاق ساهر بهذا الكم الهائل من التنانين المحيطة به في كل مكان. فتوجه صوب الشرفة لعل في مؤانسة النجوم ما يهدئ نفسه.
وقف ساهر يتأمل السماء، فإذا بعينيه تصطدم بوجه أزرق داكن مقلوب. قبل أن يصرخ ساهر، كمم صاحب الوجه فمه بقوة، وقال له وهو ينزل قدميه المدلالة من الشرفة العليا: لا داعي للفزع يا صديقي. ورجاءً لا تصرخ.
ثم رفع يده عن فم ساهر ليعدل هندامه، فسأله الأخير بغضب: من أنت يا هذا؟
ضحك صاحب الوجه الأزرق ببشاشة، وأجابه بود: أنا سو-ليم بن بو-زان الحفيد الثاني الحكيم بي-زون.
تأمله ساهر ببطء؛ فوجده قصير القامة، سمينًا له كرش ضخم، يبرز من ملابسه الكتانية المبيضة الخالية من أي رسوم بقوة حتى يكاد يفسخ أوصال خيوطها المنسوجة. له شعر قصير بنفسجي خشن، وأنف كبير أفطس، وعيون عنبرية خالية من الرموش والحواجب.
تململ سو-ليم، وسأله بنبرة ضيق: هل سترسمني؟ يكفي يا هذا لقد سئمت.
سأله ساهر باهتمام: لماذا قدمت بهذه الطريقة؟
رد سو-ليم ببساطة: لأن زيارتكم ممنوعة بأمر الملك مو-را.
غضب ساهر، وسأله: ولِمَ مُنعت زيارتنا؟
ابتسم سو-ليم، وأجاب سؤاله بآخر: هل تحب أن تعرف ما لن يسمح لك بمعرفته؟
هز ساهر رأسه إيجابًا، وهو يقول بحماس: بالتأكيد.
هز سو-ليم كتفيه، وقال له: إذًا لتأتِ معي.
ثم أطلق صفيرًا منغمًا، فأقبل هاتسغوبتريكس ركب سو-ليم على ظهره، وأشار لساهر. ليلحق به.
تحرك ساهر نحوه، فإذا بقبضة يد تشد على كتفه، وصاحبها يسأل في حزم: إلى أين؟

- أحد أنواع البتروصورات وهي ديناصورات لها أجنحة جلدية كبيرة الحجم ذو رقبة طويلة جدًّا تعرف منها، وفك يشبه المنقار عديمة الأسنان ولها عرف.

0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.