كان أشرف يحب الزهور والنباتات ويزرعها في شرفات المنزل، وكان يفرح كثيراً حينما يزرع البذور وبعد مرور الوقت تصبح نبات أو زهوراً، كان ينادى على أخته منى في لهفة، حتى ترى النباتات الجميلة والزهور التي زرعها، وكانت منى تعجب بهذه النباتات ورائحتها العطرة التي تسر النفس، إلا أن أشرف كان ينشغل أحياناً بدراسته، وينسى أن يروي زهوره ونباتاته التي زرعها، فكانت تذبل بعض أوراقها، مما كان يحزنه وأخته وفى أحد الأيام فكرت منى في حل، أن كل منهما يحاول أن يروى النباتات في الوقت الذي يكون فيه الآخر مشغولا، حيث أن النباتات تحتاج إلى الماء والهواء، فهي تتغذى وتتنفس مثل الإنسان والحيوان، لأنها كائن حي، وقد كان هذا أفضل حل وهو التعاون بين الاثنين معاً، ومرت الأيام والتحق أشرف بالجامعة وقرر أن يقوم بعمل مشتل صغير يشرف عليه في وقت فراغه على أن يتعاون مع أخته وقد قررا أن يزرعا معاً بعض النباتات التي يحتاج إليها الكثيرون حولهم، كالنعناع والريحان وبعض الخضر التي يحتاج إليها الجميع وكتبوا إعلان بجوار منزلهم حتى يعرف الجيران فيشتروا منهم بعض الخضر ونباتات الزينة، ومرت الأيام فتخرج أشرف وأخته من الجامعة وأخذا يعملان بجد إلى أن أصبح لديهما أرض زراعية ومحلات لبيع الخضر والفاكهة وزاد نجاحهما ووسعت تجارتهما ورغم ذلك ظلا يحتفظان بالمشتل الصغير الذي بجانب بيتهما.