لا أعرف لماذا ظهرت لي هذه الفتاة في منامي؟ إنه شيءٌ محير كثيرًا، ولماذا ظهرت لي في هذا التوقيت تحديدًا؟
هذه الفتاة قُتلت بطريقةٍ بشعة جدًا، ولكن لماذا حلت لعنتها على هذا المنزل؟
لقد أحضرنا العديد من الكهنة منذ سنواتٍ؛ لقراءة بعض التعاويذ والطلاسم؛ لحماية المنزل من روحها.
وبالفعل، من حينها وحتى اليوم وأنا لم أجد، أو أرَ شيئًا يدعو إلى الخوف أو القلق في هذا المنزل، منذ طفولتي إلى أن تزوجت فيه.
ولكن، لماذا؟ لماذا جاءت بمنامي؟ ولماذا أرادت قتلي؟ لقد حلت لعنتها مرةً أخرى على المنزل.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وضعت يدي على صدري، ونظرت لطفلتي، وقلت لنفسي: يا إلهي، لقد خفت كثيرًا، لقد عادت المأساة من جديد، إنني خائفة كثيرًا من البقاء في هذا المنزل،
ولكن إلى أين أذهب؟! وليس لي منزل آخر سوى هذا المنزل، الذي ورثته عن والدتي بعد وفاتها، كما لا يوجد لي أقارب ألجأ إليهم في تلك الظروف لمساعدتي، بعد أن تركني زوجي من أجل فتاة ليل، تعرف عليها في إحدى الحانات الليلية، وتركني وذهب معها.
تركني أعاني أنا وطفلتي بمفردنا من صعوبة الحياة، أنفق على نفسي، وعلى طفلتي من المبلغ المودع باسمي بالبنك، قد أودعته والدتي لي قبل وفاتها.
فكرت كثيرًا أن أفعل مثل ما فعلت والدتي منذ سنوات،
وأحول هذا المنزل لفندق، ولكني تراجعت، وتذكرت ما حدث منذ عشرين عامًا للفتاة التي قُتلت.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لا أعرف ما تخفيه عني الأيام القادمة.
وما هو اللغز وراء عودة هذه الفتاة؟
وما هو السر وراء محاولتها لقتلي؟ على الرغم أنني كنت أحبها كثيرًا، وهي أيضًا كانت تحبني.
سوف أرجع بالذاكرة للخلف؛ لتعرفوا ما هي قصة هذه الفتاة؟ وتعرفوا ملابسات الجريمة، وكيف قُتلت هذه الفتاة المسكينة؟
-------------------------------------------------------------------------------------
فلاش باك:
المنزل رقم 13:
هذا المنزل الذي أقيم فيه، هو منزلي الذي يقع في حي ماي فيرا أحد أحياء لندن.
حي ماي فيرا، يعتبر من الأحياء شبه المهجورة أو النائية، إنه يقع بعيدًا جدًا عن المدينة.
والدتي هي مدام جيليانا صاحبة هذا المنزل، وكانت المسئولة عن إدارته، وهي أول مَن شاهدت الفتاة قتيلة بغرقتها، ومقتولة بطريقة بشعة وغارقة في دمائها.
هذه الفتاة تدعى ليتا، كانت من أحد الأشخاص الخمسة المقيمين بالفندق، هؤلاء الأشخاص الخمسة مكثوا بالمنزل لمدة طويلة، تجاوزت ستة أشهر تقريبًا؛
نظرًا لظروفٍ قاسية مروا بها بحياتهم.
كل شخصٍ منهم كانت عنده مشكلة خاصة ولغز، وهذا ما جعلهم يمكثون طيلة هذه المدة في مكانٍ مثل هذا، ويبتعدون تمامًا عن أجواء المدينة الساحرة والمناظر الرائعة، والتعايش مع البشر.
والغريب أنهم لم يخرجوا للتنزه من المنزل، ولو لمرةٍ واحدة طيلة ستة أشهر، لا يخرجون ولا يرون نور الشمس.
كنت أتعجب كثيرًا، كنت أخرج بعض الأوقات لألعب أمام المنزل، وطلبت في إحدى المرات من أحدهم ليأتي ليلعب معي، ولكنه رفض، وطلبت من البقية أن يأتوا للعب معي، ولكن كان جوابهم الرفض أيضًا.
----------------------------------------------------------------------------
هؤلاء الأشخاص خمسة هم، الشخص الأول: كان يدعى برادلي، كان رجلًا مسنًا وعجوزًا، عمره يتعدى ستين عامًا، ولكن كانت عنده بعض المشكلات التي كان لا يبوح بها قليلًا، وتقريبًا هذه المشكلات كانت خاصة بأحد أبنائه.
......................................................
الشخص الثاني: كان يدعى سام، كان شابًا وسيمًا، يشبه نجوم هوليود، ولكن كانت طباعه سيئة؛ كان شابًا سكيرًا، وكان مدمنًا على شرب الكحول والتدخين بشراهة.
كانت والدتي هي التي ترسل لإحضار الكحول له، وأيضًا متطلبات كل شخصٍ منهم، وأيضًا إحضار متطلبات المطبخ، وإحضار الأطعمة المفضلة لهم، وهذا أيضًا كان مقابل مبالغ مالية كبيرة منهم.
............................................................
الشخص الثالث: يدعى راندي، الشخص الرابع: زوجته مدام راشيل، هذا الزوج راندي كان هو وزوجته دائمي الشجار والنزاع سويًا، وكان كل مَن بالمنزل كانوا يسمعون صراخهما وشجارهما سويًا، هذان الزوجان لجآ إلى الإقامة بمنزلنا؛ هروبًا من كثرة الديون عليهما.
...................................................................
الشخص الخامس: كانت الفتاة التي وجدت قتيلة بغرفتها، وتدعى ليتا، هذه الفتاة كانت جميلة الملامح، شقراء الوجه، كانت شبيهة للقمر، كانت أنيقة في كل شيء، ورقيقة جدًا، وجمالها ساحر يفتن مَن يراها.
--------------------------------------------------------------------
كنت أحب كثيرًا أن أقلدها في كل شيء، ولكن كانت والدتي دائمًا ما تعنفني؛ حتى لا أقوم بتقليدها، أو أتخذها قدوةً لي، على الرغم من أنها كانت طيبة كثيرًا، ولكن لا أعرف لماذا كانت والدتي تكرهها كثيرًا؟
للأسف هذه الفتاة كانت متحررة كثيرًا، وكانت دائمًا ترتدي ملابس غير لائقة، وكانت والدتي تتحدث معها دائمًا بخصوص ملابسها، وهذا لا يصح أن ترتدي مثل هذه الملابس في وجود بعض الرجال الأغراب، وهذا ما جعل مدام راشيل تغار منها كثيرًا، وأكثر من مرة وقع خلافٌ بينهما؛ لأن مدام راشيل كانت شديدة الغيرة على زوجها راندي، وأيضًا كانت تعرف أن زوجها
يتطلع إليها دائمًا، وكانت تلاحظ إعجابه بها، وكانت ترى هذا من نظرات عينيه الشهوانية لها.
---------------------------------------------------------------------------
هذه الفتاة كانت مدللة كثيرًا، وعنيدة، ولا تسمع الكلام، ولا تأخذ بالنصائح التي كانت توجهها لها والدتي، وهذا ما كان يضايق والدتي كثيرًا منها، ويعصبها أيضًا.
كانت دائمًا تقوم بتشغيل موسيقى الراب بغرفتها، وكانت ترفع الصوت عاليًا، وتقوم بتشغيل الموسيقى بأي توقيت، حتى لو منتصف الليل، وتقوم بالرقص عليها،
وهذا ما كان يزعج باقي الأشخاص المقيمين بالفندق؛ لعدم قدرتهم على النوم، وأكثر من مرة كانت والدتي تفتعل معها المشاكل، ويتكرر هذا الأمر المزعج،
ولكن دون جدوى.
----------------------------------------------------------------------
حاولت والدتي طردها من المنزل، ولكن في كل مرةٍ كانت تتراجع؛ لأنها كانت تعطيها مبالغ كبيرة.
كانت هي أكثر شخصٍ بالفندق يدفع مالًا، ولكنها كانت مزعجة جدًا، ومضطربة نفسيًا بعض الشيء، وكانت غامضة كثيرًا، وهذا واضح من افتعال حركاتها،
وهذا ما أزعج وضايق والدتي كثيرًا، ولكن حاجتنا لبعض المال هي مَن كانت تجعل والدتي تتغاضى عن فكرة طردها.
-----------------------------------------------------------------
في إحدى الليالي، وتحديدًا كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كان صوت الموسيقى صاخبًا جدًا ومرتفعًا لعدة ساعاتٍ متواصلة، لم يستطع أحد في المنزل النوم في هذه الليلة من صوت الموسيقى المزعج، ومن شدة الإزعاج، حتى أنا لم أستطع النوم.
فجاء الزوج راندي لوالدتي، وطرق باب الغرفة، فخرجت والدتي وفتحت له الباب، فشكى لها أنه يعاني صداعًا شديدًا، ولم يستطع النوم بسبب صوت الموسيقى المزعج، وطلب من والدتي الصعود إلى غرفة الفتاة؛ لتنصحها بإغلاق الموسيقى الصاخبة، أو حتى تستمع إلى ما يحلو لها، ولكن دون إثارة الضوضاء؛ حرصًا على راحة الآخرين.
------------------------------------------------------------------------
الغريب في الأمر، أن الزوج راندي هو الوحيد الذي شكا، أما بقية الأشخاص فلم يتحدث أحد منهم بكلمة، والغريب أيضًا هو سكوت مدام راشيل على الفتاة، على الرغم من أنها سيدة مزعجة، ونظراتها مريبة، وكثيرة الشجار، ولكن في هذه الليلة كانت هادئة جدًا.
صعدت والدتي للأعلى وهي غاضبة ومنزعجة مما يحدث من أفعال تلك الفتاة، طرقت بعض الطرقات على باب غرفتها، ولكن لم تفتح الفتاة، طرقت والدتي عدة مراتٍ فلم تفتح أيضًا الباب، فظنت والدتي أنها قد نامت ونسيت أن تقوم بإغلاق الصوت، فقامت والدتي بفتح الباب، ودخلت إلى الغرفة، ونظرت في أنحاء الغرفة، ولكن لم تجد الفتاة ليتا.
اقتربت والدتي من الكاسيت، وقامت بإغلاقه، ونادت عليها عدة مرات، ولكن لم ترد عليها، تعجبت والدتي كثيرًا، وقالت: أين ذهبت تلك الفتاة؟
اقتربت والدتي ناحية باب الغرفة لتخرج منه؛ للبحث عنها بالخارج، ولكنها نظرت بطرف عينيها تجاه باب الحمام، فتقدمت بخطى بطيئة متجهة للحمام، وبالفعل اقتربت منه، فوجدت الباب مغلقًا وليس محكمًا من الداخل.
طرقت على الباب، ولكن دون جدوى، لم تجب عليها الفتاة، فقامت بفتح الباب على مصراعيه، فوقعت عيناها وشاهدت ما لا تتوقعه!! لقد وجدت الفتاة ملقاة بالبانيو عارية تمامًا، وماء الاستحمام الموجود بالبانيو مليئًا بالدماء الغزيرة.
عندما شاهدت والدتي مشهد الفتاة هكذا، قامت بالصراخ بأعلى صوتها، وجاءتها حالة من الانهيار الشديد، ونوبة من الصراخ.
-----------------------------------------------------------------------