خطوات
خطوات تجمعنا معاً.
ويد في الهواء تطلقني كزهره عشق.
تتفتح للمرة الأولى.
كشمس تطفىء شوقها بملامسة وجه البحر.
أغرق وجهي بداخل روحه.
وأعود
يجذبني سريعا قبل أن تضيعني عيون النجوم.
وأنا المتشبثة دوما بيديه.
لا أطلقها أبداً من يدي.
إلى مدن العشق على صدره أرحل.
وهناك أضيع، ولا أرغب بالعودة.
14 فبراير 2010
ربّمـــــــا
أي اغترابات للحظات العمر تجتاز عتمات ممر الصبر الآن.. وعلى عتبة الروح تتوقف يد الأمل عن طرق أبوابي، لتزيد من وحشة قيد تحكمه قبضة الزمان... ألا يكفي أن تنهش الروحَ أنياب الوجع و تكبس جروحها بملح الغربة... لِمَ تنشر خطوط الفجر العتمة هنا وتهب لكل الحياةَ أنفاسها... إلا لروح مصلوبة على عقارب الوقت؟!
ترتجف الأرض كلما غرست كفي فيها فتنبت شوكًا... وفي باطن القلب هياكل اللحظات تتوسد التراب... لاذع هو طعم الموت... فمن يقايضني مُر موتي برشفة مُرة للحياة... أشتاق لبعض اللون... فمن ينفخ في رمادي لأبعث من جديد؟!
أحتاج أن أزرع قدمي في الصحراء، عَلَّ برودة أوصالي حين يأتي زمن الرحيل تدفئها قليلًا شمس أحرقت الرمال هنا، وما تركت حباته إلا وهجًا لا ينبت في القلب إلا صبار الوقت... أتقدم بخطى لا تربطها بالأرض سوى وقع أقدام ما عادت تحملني... تتعثر... تتهاوى... فأسقط... هل هذي يداك من تحملني وترفعني عن السقوط أرضًا؟!............. ربّما.
5 مايو 2010
ركام
أقف أمام مدن الصبر أدق جميع أبوابها.. لماذا الحزن وحده حارسُ لجميع مدني؟ لماذا الغبار يغطي نوافذ الأمل هناك؟ أفتح أبواب قصور شيدتها من بقايا وحدتي.. لا زال ركام الوجع يغطي فراشًا تركته منذ ألف هلال لم ينر سماوات فراغي... طين طين يسرح بين اصفرارات العشب هنا وهناك... يعتلي هامة اللحظات هنا بطء حركة عقارب تتربص بنظرات أمدها غصبًا نحو ساعة الأمل فترديني بسم اللدغات... أفيق على صوت تهتز له أوراق خريف أسقطها صفير ريح كان يناديها لتنعتق من قيد شجر. ابتلت جذورها ببعض ماء الحلم فلما انحسر طوفانه بقيت جذورها تلهث طلبًا للطين ربما يسكت حرقة أصابتها.. يقترب صفير الريح فتفزع بقايا شمس كانت ترغب بفتح نوافذها فخافت أن يصيب وجهها سموم لن تستطيع لها صدّاً.. أكسر رتابة العبارة ببعض شجاعة تنتاب أوصالًا ما عادت تستطيع حمل جسد يشده التراب نحوه..أقف على قدمين حائرتي السبيل لأي باب من أبواب الجحيم أتجه... يأبى التراب أن يعتق قدمي، ويداي تمتدان نحو باب لا قبضة له... أسأل عقارب الوقت بعض رحمة فتتقافز بيني وبيني... أهوي من قمة ظلي لأسكن هاوية فراش لم تعد تسكنه سوى كلمة نداء تشققت جدرانها، فـهوت فتات فوق رأسي.
27 يونيو 2011
هل قلت لك
هل قلت لك كيف تمر اللحظات دون حضورك زاحفة تئن من مواجع الغياب تستحث عقاربها أن تسرع الخطى قليلًا... وعقارب صماء لا تسمع النداء، وتنظر بنصف عين مغلقة عن سياط تلهب ظهر اللحظات البريئة عن ذنوب لم تقترف منها سوى ذنب عشقك... وتلك التينة القابعة أمام نافذة الانتظار، تواجهني بعيون باردة كل نهار لا يشرق فيه وجهك... وألمح على شفة الغصن ضحكة شامتة، تغرس في روحي مزيدًا من اصفرار الوقت، وهي تردد بين حفيف رياح تعصف بأوراقها عن غيابك الذي تتعمد تطريز حواشيه بكثير من قسوة تدعوها أنت الحياة...
هل قلت لك أنّك بعد الاستثناء. وبعد الأمنيات السعيدة وقبل عهد الدخان... وأن حروفي بكل ما أوتيت نبضاتها من سحر تعزفه... تقف بذهول أمام بقعة الضوء النافذة من عينيك تخترق بهما صدري، وتعري ما بين الضلوع، فينكشف لك قلبي وهو ينبض بدقات لا تعزف إلا لك... وكيف تخضر مواسم الحصاد في قلب أرض هجرت تربتها الحياة، وانتبذت من المشرقيين ركنًا قصيًّا... هنااااكـ تضرب رمال الفراغ، وتقرأ على جبين الحصى ما تسطره أنامل المطر حين ترتجف الأرض في حضن السماء ...... هل قلت لك؟
19 نوفمبر 2011
عصيان
حين حل عصر الجفاف على الأرض، وصار القحط ميزان الأيام، يزن النبض بدقة لا متناهية، خمدت براكين بوح كانت تمد الروح بطينة الاحتراق الدائم، طالت عمر اللحظات على عنق الأيام، وصارت عقارب الوقت تتقافز بين المضي وبين الثبات، اعتلتها الحيرة إلى أين تمضي وإلى ما تسير.
حينها تدثرت برائحة كفيك، وأحتجبت ببعض أنفاس غفلت عنها، فلم تأخذها معك حين الرحيل، وهناك في معبدي الكائن بين رئتيك أقمت صلاتي ..... ابتهلت للرب الساكن بداخلي، ورتلت معي النبضات، فـعلا نشيد الروح، وزاد بنا الوجد فـأعلنا التمرد، وحملنا من ألوية العصيان ما استطعنا .... اقتحمنا بوابات الصد وفتحنا نوافذ الوحشة المنتشرة على أسوار الروح، هزمنا كل دفاعات النفس فكيف سـتتنفس الروح وهي تصد عن نفسها الهواء، وتبيح ذاتها للضياع بعيدًا عن يديك..
أغلقنا العينين كي لا يفيض بحار ملحهما، فتتلفا إشراقة وهمية لـ وجنات ذبلت، منذ تصحرت أرض القلب، وانقطع عنها وجه السماء، فما عاد للمطر ملاذ يحتمي به من صقيع اللحظات..
أسكتنا شفتين، كان الهمس قبلًا يغرقهما، ولما اعترت الأيام موجة جفاف، وقيل لنا هو عصر الجليد الزاحف نحو كهف الروح، تجمدت الأبجدية فما عادت تقوى على احتمال الجليد.
قيدنا يدين لا تكفان عن التنازع، تختصمان، أيهما يحمل هذا الرأس المتأرجح، بين عقائد فرضت شريعتها صيام الروح عن الكلام، واعتناق صلاة الدمع، وبين بعض التخفف تنشده شيخوخة اعترتها.
أما القدمان اللتان اعتادتا الركض، نحو نجمة الشمال الساكنة في عمق الروح، وقيدهما القهر، فما عادتا تستطيعان رفض المضي نحوك، بعد أن أزلنا عنهما قيد الألم، وهذبنا أشواك الوجع، التي طالما جرحتهما في خطوهما نحو صدرك.
أعددنا ولائم العشب الذي اكتسى يومًا بـ رائحة المطر، فما غادرته منذ مضى عهد الدخان، وأشرق عرش الرب فوق الماء، أشعلنا تلك النيران التي طالما أحرقتنا، ووهبناها بعضًا من حطب الجسد فما عاد للماء عليها سبيل.
وانتظرنا يد السماء، تمسح عن جبين الأرض غبار شهب حزينة، وتعلق النجوم في مكانها، فتشرق العينان بألوان النخيل، وتمشط غابات الكستناء أنامل اللهفة، وتمنح ياقوتتين منسيتين حق الحياة فـ تبتهلان باسمك .... وحينها سـ تتنفس الأرض في قلب السماء
1 ديسمبر 2011