مِــعْــرَاجُ الْــحُــبِّ
هَـامَ الْـفُـؤَادُ بِـحُـبِّـهَا وَتَـسَلَّىٰ
لَـمَّـا تَـجَـلَّـتْ لِلْـغَـرَامِ تَـجَـلَّىٰ
خُـوْدٌ أَطَلَّتْ مِـنْ ثَنِيَّةِ خِـدْرِهَا
وَكَـأَنَّ نُـوْرًا فِي الـظَّـلَامِ أَطَـلَّا
زَهْـوًا تُـبَاهِي بِالْجَـمَالِ وَتَعْتَلي
بُـرْجَ الْجَـمَالِ إِذَا الْجَمَالُ تَـعَلَّى
مِنْ قَابِ قَلْبٍ أَشْرَفَتْ وَتَبَسَّمَتْ
وَحْــيًا فَــأَشْـرَقَ وَحْـيُـهَـا وَأَهَلَّا
أَوْحَـتْ إِلَيَّ بِحُسْنِهـا فَاصْطَادَنِي
وَدَنَـا فُـــؤَادِي مُـرْهَـبًا؛ فَـتَـدَلَّى
يَا سِــدْرَةً، صَـاغَ الْإِلَـهُ بَـهَـاءَهَـا
مِعْـرَاجُ حُـبِّي عِنْدَ حُسْنِكِ جَـلَّا
لَاذَتْ بِكِ الْأَشْوَاقُ وَامْتَنَعَ الْهَوَى
وَالْـقَـلْبُ عِـنْـدَكِ خَـاشِـعًا صَـلَّى
مَـا ضَلَّ قَلْـبِي مِنْذُ غَشَّى نُـوْرُهَا
كَـــلَّا؛ وَلَا عَــــنْ وَحْـــيِـهَـا ؛ زَلَّا
إِنْ مَـرَّتِ الْحَسْناءُ فَـاحَ عَبِـيْرُهَا
رُوْحًـا؛ تُـنَـرْجِـسُ فِي الْهَوَى تَلَّا
يَـشْـتَمُهَا قَـلْـبِي وَ يَـعْـلَـمُ أَنَّـهَـا
مَـــرَّتْ وَخَــطْــوُ نَـسِيْـمِـهَـا دَلَّا
تَمْشِي عَلى قَلْبِي وَتَعْبُرُ لَهْفَتِي
كَـسَـحَـابَــةٍ عَـبَـرَتْ هُـنَـا ظِـلَّا
لا ظِــلُـهَـا يَــرْوِي تَـلَهُّـفَ هَـائِـمٍ
كَــلَّا وَ لَا يَــشْـفِـي الْـهَــوَى غِــلَّا
فَالنَّاسُ تُـكْوَى بَالْحَـدِيدِ مُجَـمَّرًا
وَأَنَـا بِــظِـــلِّـكِ؛ أَكْــــتَـــوِي إِلَّا
هِـلِّي بِمُزْنِكِ أَغْدِقِي ظَمَأَ الْجَوَى
لَا تَــتْـرِكِــيْــهِ؛ كَــمُـجْـدِبٍ مَـلَّا
وَاسْقِـي فُؤَادِي مِنْ فُؤادِكِ شَرْبَةً
مِـنْ فَيْضِ حُسْـنِكِ؛ "عَـلِّلِي نَـهْـلَا"
عَذْبٌ وصِالُكِ وَالْـوِصَـالُ نَعِيْمَـهُ
خِـــلٌّ يَــضُـــمُّ؛ لِــصَــدْرِهِ خِــــلَّا
شِبَاكُ الْمُتَخَيِّلِ
أَغِيْبُ عَنِ الْوَعْيِ
حِيْنَ أَرَآكْ
وَأَدْخُلُ فِي عَالَمٍ
مِنْ شِبَاكْ
وَأَسْأَلُ أَسْأَلُ
عَنِّي هُنَا
وَأَسْمَعُنِي كَالصَّدَى
مِنْ هُنَاكْ
وَأَهْـتَزُّ فِي رَعْشَةٍ
مِنْ جُنُونْ
وَأَخْتَالُ بَيْنَ الْأَسَى
وَالظُّنُونْ
وَأَرْحَلُ فِي سِرْبِ
غَيْمٍ طَوَى؛ خَيَالِي
إِلَى مَا وَرَاءَ الْغِيُومْ
لِأَفْتَكَّ مِنْ آخِرِي أَوَّلَهْ
أَنَا مَنْ أَنَا...؟!
حَائِرٌ؛ يَا نُجُومْ
وَرُحْتُ أُحَاوِرُ
وَجْهَ الْقَمَرْ
وَأَرْسِمُ فِي
وَجْنَتِهِ الْتِيَاعِي
بِصَمْتٍ عَلى شَفَتَيْهِ
الْحَذَرْ
وَأَسْقَيْتُ صَحْوَ
الْكَوَاكِبِ سُكْرِي
وَأَدْرَكَنِي الْخِلُّ
قُـرْبَ السِّمَاكْ
فَعَرَّفَهَا خَافِقِي وَلَهًا
وَأُنْسٌ تَمَلَّكَهُ الْارْتِبَاكْ
فَقَالَتْ: إِلَى أَيْنَ تَنْوِي
الرَّحِيْلَ…؟!
وَتَضْحَكُ تَضْحَكُ
هَذَا لُقَاكْ
فَقُلْتُ: إِلَى حَيْثُ
عَيْنَيْكِ؛ يَا(…)
فَقَالَتْ:
وَمَالَكَ عَنْهَا فِكَاكْ
يَدِي بِيَدَيْكَ أَقُوْدُ
خُطَاكْ
فَأَمْشِي وَ تَمْشِي
وَتَمْشِي السَّمَاءْ
وَنُوْرُ الْحَبِيْبَةِ
كُلُّ الضِّيَاءْ
فَمِنْ نُوْرِهَا
يَسْتَمِدُّ الْقَمَرْ
وَتَدْنُو النُّجُوْمُ
وَتُلْقِي السَّلَامْ
فَيَارَبَّةَ الْحُسْنِ
أَنْتِ اْلغَلَا
وَهَذِي النُّجُوْمُ
تُحَيِّي غَلَاكْ
لَا تَـبْتَـئِسْ
اِكْتُـبْ وَ دَوِّنْ لَا انْقِطَاعَ وَلَا كَلَلْ
لَا تَبْتَئِسْ فَـالْقَـوْلُ أَغْلَـبِهُ هَـزَلْ
إِنْ كَـانَ يَوْمُكَ بَـالْكَـآبِةِ غَـارِقًـا
فَغَدًا سَتَغْـرَقُ بَيْنَ أَحْـرُفِكَ الْقُبَلْ
عِـشْ لِلْحَـقِـيْـقَـةِ فَالْحَـيَاةُ مَلِيْئَةٌ
بِالْكَـذْبِ بِالـزَّيْـفِ الْمُنَمَّـقِ بِالْجُمَلْ
فَالزَّيْفُ يَـذْهَبُ وَ الْجُفَاءُ مُصِيْرُهُ
وَالْبُـهْرُجُ الْخَـدَّاعُ يَفْـنَى لَا تَـسَلْ
لَا تُخْـدَعَـنَّ بِـذِي التَّمَلُّـقِ وَالْغِوَى
فَالْـمَـجْدُ لِلْقَـوْلِ السَّدِيْدِ بِـلَا جَدَلْ
كَـمْ مِـنْ أُنَـاسٍ كَـانَ هَـذَا دَرْبُـهُمْ
فَـغَـدُوا مَعَ كُلِّ الثَّنَاءِ إِلَى الْوَحَـلْ
يَفْـنَى الْهَـزِيْلُ وَ كُـلُّ قَـوْلٍ سَـاذِجٍ
يَفْنَى وَ مَا ظَنِّي بِـأَنْ يَبْقَى الْهَـزَلْ
أَنْسِنْ حُرُوْفَكَ وَ اصْطَفِيْهَا وَأَنْتَخِبْ
فَـالْقُوُلُ بَاقٍ حِيْنَ يَصْدُقْهُ الْـعَمَلْ
وَ"الـنَّاسُ أَجْـنَاسٌ" وَفِيْهِمْ طَـيِّـبٌ
وَالْـغَـثُ مُـوْجُـوْدٌ وَ مَـوْجُوْدُ الـزَّلَلْ
فَاصْـنَعْ بِحَـرْفِكَ لِلْجَـمَالِ مَـوَاطِنًا
لَا ضَـيْرَ إِنْ شَـحَّ الزَّمَانُ وَإنْ بَخَلْ
وَانْظُمْ بِأَحْـرُفِكَ الْحِـسَانِ قَصَائِدًا
وَجْعَلْ مِنَ النَّظْمِ الْحَكِيْمِ لَهَا مُـقَلْ
إِنَّا وُجِدْنَا كَيْ نَعِـيْشَ عَلى الـذُّرَا
وَنُـتَـوِّجُ الـدُّنْـيَا بِقَـافِـيَـةِ الْأَمَـلْ
أَجْــــرَاسُ الْـحَـنِيْنِ
أُفَـتِّشُ عَنْكِ
حَـقًا فِي زَوَايا اللَّيْلِ
فِي صَمْتٍ مُرِيبْ
أَوَّآهُ! مَا أَقْسَى الْتِيَاعِي
حِيْنَ يُدْرِكُهُ النَّحِيبْ
وَاللَّيْلُ يَسْخَـرُ
مِنْ عِيُوْنِي مِنْ يَدِي
مِنْ ضَوْءِ رُوْحِي
مِنْ مَـرَآيا الشَّوْقِ
فِي وَجْـهِ اللَّهِيبْ
وَالْيَأْسُ يَعْبُرُ تَحْتَ جِلْدِي
حِيْنَ لَا أَلْقَى الْحَبِيبْ
وَأَرَى الْمَكانَ كَأَنَّهُ
قَعْرُ الْجَحِيمْ
وَالذِّكْرَياتُ عَلى جِدارٍ
بَائِسٍ مِثْلِي كَئِيبْ
قَـدْ كَانَ يَبْسُمُ
فِي وُجُوْدِكْ
وَيُصَافِحُ اللَّيْلُ النَّهَارَ
عَلى خُدُوُدِكِ
حِيْنَما تَتَسَرَّحِينْ
وَالْأُمْنِيَاتُ عَلى
يَسَارِيَ وَالْيَمِينْ
وَيْلَاهُ! مَا أَقْسَى اللَّيَالِي
حِيْنَ يَعْلُوهَا الْحَنِينْ
فِي سَاعةٍ قَتَّالَةٍ
تَجْتاحُ كَالْغَزْوِ اللَّعِينْ
وَالْقَتْلُ فِي تِلْكَ الدَّقَائِقِ
رَحْمَةٌ لِلْعَاشِقِينْ
فِي سَاعَةٍ هَمَجِيَّةٍ…
أَوْهَى وَ يَضْطَجِعُ النَّحِيبْ
وَاللَّيْلُ مُنْتَصِرٌ يُهِيبْ
وَالشَّوْقُ يَسْقُطُ مُنْهَكًا
بِيَدِ (الْأَزِيبْ)
فَأَرَى شُعَاعَ الْفَجْرِ
أَحْسِبُ طَيْفَهَا
مِـنِّي قَـرِيبْ
وإِذَا خَيَالٌ فِي ضَبَابٍ
قَابِعٍ مِثْلِي غَرِيبْ
مَنْ أَنْتَ؟ أَسْأَلُهُ
وَيَأْبَى أَنْ يُجِيبْ
فَأُدِيْرُ ظَهْرِي لِلْخَيَالِ
وَلِلتَّوَهُمِ وَالنَّحِيبْ
وَأَغِيْبُ فِي نَوْمٍ حَنُونْ
أَمَلًا بِأَنْ أَلْقَى الْحَبِيبْ.
مُـتَـدَفِّـقٌ فَــوْقَ الْـقَـرِيْـضِ
يَــا دَارُ إِنِّــي هَــائِــمٌ مُتَــدَفِّــقُ
تَــتَــمَزَّقُ الــدُّنْـيَـا وَلَا أَتَـمَـزَّقُ
فَأَنَا الَّذِي يَجْرِي الْبَيَانُ عَلى فَمِي
عَــذْبًـا نَـمِـيْـرًا بِالْبَـهَاءِ يُـرَقْـرِقُ
وَتَـغَـرُّبِي بَيْنَ الْحُرُوْفِ أَمَا تَرَى؟
دُرَرَ الْحُرُوْفِ عَلى لِـسَانِي تَـنْطُقُ
فَالشِّعْرُ مِنْ وَحْيِي وَ نَبْضِيَ وَالْهَوَى
وَمِــدَادُ قُـلْبِـي بِالْـقَصَائِـدِ يَعْـبِـقُ
وَالطَّيْرُ يَشْدُو تَحْتَ ظِلِّ قَصِيْدَتِي
وَالـنَّـهْرُ يَعْـزِفُ فَـرْحَةً وَيُصَــفِّـقُ
وَالْحُبُّ يَثْـمَلُ مِنْ حُرُوْفِيَ عِنْدَمَا
أُطْغِـي عَلى وَحْي الْقَصْيْدِ وَ أُرْهِـقُ
لِأُلَامِـسَ الشِّــعْرَ الْبَـهِيَّ صَـبَابَـةً
وَعَلى فَمِي رُوْحُ الْقَصِـيْدِ تُـحَـلِّقُ
فَأَبُـثُـهَا فَــوَقَ الـنَّسَـائِـمِ قُـبْـلَـةً
لِأُنِـيْـرَ دَرْبَ الْعَـاشِـقِـيْنَ وَأُغْـدِقُ
فَـلَـعْـلَّهَا إِنْ لَامَسَـتْ أَسْـمَـاعَـهُـمْ
تَـرْوِي قُـلُوْبَ الـظَّامِئِيْـنَ وَتُـوْرِقُ
يَا مَنْ تَأَرَّقَ فِي الصَّـبَابَةِ وَالْجَوَى
كَـمْ عَـاشِـقٍ بِـدَمِ الصَّـبَا يَتَـغَـرَّقُ
"أَفَتَـطْلُبَـنَّ مَـعَ الـصَّـبَابَـةِ لِــذَّةً؟
فَـالضَّـائِعُ الْمَـوْجُـوْدُ نَـارٌ تُـحْـرِقُ"
قَـدَرِي الْجَمِيْلُ بِأَنْ أَعِيْـشَ مُتَيَّمًا
مَـا بِيْـنَ قَـافِـيَتِـي وَعَيْـنِكِ أَشْهَقُ
أَتَنَـفَّـسُ الْـعِشْـقَ الْـعَلِـيْلَ لَعَـلَّهَـا
نَـارُ الصَّـبَابَـةِ تَـسْتَـكِيْـنُ وَتُـرْفِقُ
لِأَرَى بِأَطْـيَـافِ الْـخَيَـال جَـمَـالَهَا
رُوْحًـا تُـلَـمْـلِمُ أَحْـرُفِـي وَ تُـنَـمِّـقُ
وَعَلى ضِفَافِ قَصَائِدِي أُلْقِي الْهَوَى
ظِــلًا ظَـلِـيْـلًا بِـالْـمُتَـيَّمِ يُـحْـدِقُ
مَا ضَـرَّنِـي سِحْـرُ الْبَيَانِ وَ لاغَـشَى
وَمَعِي عَصَا مُـوْسَى تَجِـنُّ وَتَصْعَقُ
فِـرْعَـوْنُ كُـلِّ قَصِـيْدَةٍ مُتَقَـهْـقِـرٌ
وَأَمَــامُ شِـعْـرِي فَـالْبِـحَارُ تُـفَـرَّقُ
مُتَدَفِّـــقٌ فَوْقَ الْقَرِيْضِ وَهَــامَتِي
فَوْقَ النُّجُوْمِ وَوَجْهُ شِعْرِي مُشْرِقُ
كِـي أُطْـعِمَ الْأَيَّــامَ شِعْــرِي عَـلَّهَا
تَنْأَى بِنَــا عَــنْ ذَا الْـخُنُوْعِ وَ تَأْلَـقُ
الْحُبُّ رَمْـزِي وَالسَّـمَاحَةُ شِيْمَتِي
وَالْـعِزُّ تَـاجِي وَالْفَـضَائِلُ؛ أَعْـشَقُ
يَـا مَـنْ يَـرَى دُرَرَ الْبَـيَانِ وَلَمْ يَهِمْ
إِنَّـي عَلَـيْـكَ مِـنَ الْحَـمَـاقَـةِ أُشْـفِقُ
سَـاعَـةُ حِصَارٍ
مَنْ أَنْتَ؟ وَانْصَدَمْ.
:هَذَا أَنَا، يَدِي..، مَدَائنٌ،
مَقَابِرٌ..، وَنَهْرُ دَمْ
وَلِدْتُ جَائعًا؛ مُلَطَّخًا
بِمَأْتَمٍ وَ هَـمّْ
أَتَيْتُ كَـ(الْعِيَارِ)
كَالشَّـرَارِ كَالْوُجُوْدِ
كَالْعَـدَمْ
مَتَى أَرَآكَ؟ هَلْ أَرَآكَ؟
هَلْ تَقُوْلُ لَا..؛ نَعَمْ،
وَ كُنْتُ قَادِمًا... فَأَوْصَدُوا
بَوَجْهِيَ الضِّيَاءَ لَمْ أَفُقْ
مِنَ الظَّلَامِ، وَالسَّلَامِ، وَالْقِيَمْ
وَ صَدَّعُوْا جَبِيْنَ خَافِقِي
بِمِعْوَلِ الْحَيَاةِ؛ مَزَّقُوا
النَّشِيْدَ وَ الْعَلَمْ
وَفُقْتُ أَسَأَلُ الْحُطَامَ:
عَنْ مَنَارَةٍ هُنَا..، هَنَاكَ،
أَحْتَسِي جَنَائِزَ الْحُضُوْرِ
وَالْعُبُوْرِ؛ أُطْعِمُ النَّـدَمْ
وَكُنْتُ أَسَأَلُ السَّرَابَ:
هَلْ أَنَا أَنَا؟ يُجِيْبُ:
أَنْـتَ مَـنْ؟!
أَنَا الَّذِي..
وَارْتَدَّ كَالصَّنَمْ
يَا وَهْمُ، يَا سَرَابُ،
يَا دَمَارُ، يَا خَرَابُ، يَا رِمَمْ
فَقْلْتُ رُبَّمَا صَمَمْ
مَاذَا..؟
أَصِيْحُ ؟! لَا أَصِيْحُ؟
أَسْتَفِزُّ غَيْمَتَيْنِ مِنْ (إِرَمْ)؟!
لِتَصْهَرَا الْجَلِيْدَ وَ الْحَدِيْدَ
عَنْ يَـدٍ وَ فَـمْ
فَفِي فَمِي زَنَازِنٌ لِلرَّأْيِ
لَمْ تَنَمْ
وَالْقَيْدُ فِي دَمِي
يُعَابِثُ الْأَلَمْ
وَزَوْجَةٌ تُنَاشِدُ الْأُمَمْ
مَاذَا تَقْوْلُ؟ هَـلْ...؟
وَيَا تُرَى أَ يَسْمَعُ الصَّمَمْ؟!
وَجَمَّلُوْا بِوَجْهِنَا الظَّلَامَ
كَيْ نَنَامَ، كَيْ نَمُـوْتَ
وَالظَّـلَامُ مُحْتَـرَمْ
وَزَيَّفُوا الْيَقِيْنَ؛ لَا يَقِيْنَ
لَا ضِيَاءَ؛ لَا ذِمَـمْ
وَقَالَ ثَائرٌ مُعَتَّقٌ بِثَوْرَتَيْنِ
مِنْ ضَلَالَةٍ وَ لَمْ يَزَلْ يُفَلْسِفُ
الْخَوَاءَ؛ لَا يُجِيْدُ غَيْرَ نَكْسَةٍ
وَالرَّكْضِ فِي الْقِدَمْ
***
وَكَانَ يُسْمِعُ الْجِيَاعَ
نَغْمَتَيْنِ مِنْ حِمَمْ
وَكَانَ يَخْمِدُ الْجَحِيْمَ
بِالْجَحِيمْ
وَظَلَّ ثَائِـرًا؛ يُوَزِّعُ الضَّيَاعَ
لِلْعُرَاةْ
وَيُكْثِرُ الصِّيَامَ وَ الصَّلَاةْ
وَكُنْتُ لَا أَرَآهُ مُتَّـهَـمْ!
بَعْدَ أَنْ فُتِنْتُ
بِـ(الْمَسِيْخِ) سَيَّخَ الظَّلَامُ
أَضْلُعِي؛ وَ عَاثَ وَ انْسَجَمْ
فَقُمْتُ ثَائرًا
عَلى الضَّيَاعِ وَ الضَّلَالِ
وَالظَّلَامِ وَ الزَّوَالِ
وَالْخِـرَافِ وَ الْغَـنَـمْ
رَكَلْتُ ثَوْرَتَيْنِ؛ لَعْنَتَيْنِ
حَـافِيًا؛ بِلَا قَــدَمْ!
سَئمْتُ؛ مَا يَئسْتُ؛ وَ انْتَكَسْتُ؛
مَا انْكَسَرْتُ، لَمْ أَكُنْ سَـرَابَ
وَهْمٍّ؛ أَوْ غُبَارًا؛ لَمْ أَكُنْ
شَـرَارَةَ النِّقَـمْ
أَتَسْأَلُوْنَ مَـنْ أَنَا؟
أَنَا الرَّصِيْفُ وَ الْمُخِيْفُ
وَالْمُنِيْرُ لِلظُّـلَـمْ.
أَتُرْعَبُوْنَ إِنْ صَحَا الضَّمِيْرُ
وَالْجِيَاعُ قَادِمُوْنَ قَادِمُـوْنَ
وَعْيُهُمْ يَفِيْضُ كَوْثَرًا
وَحُـوْرَ عِيْنْ..
وَأَنْتَ يَا لَعِيْنُ مُتْ
هَا مَـنْ أَنْتَ؟! مَا تَقُوْلُ؟
قُلْتُ مُـتْ.