الجد «مانيثون»
«زوسر عبد المجيد حسين الطواف»
مدرس تاريخ في مدرسة (........) الإعدادية بنات بمركز البدرشين التابع لمحافظة الجيزة..
كان المفترض أن يكون اسمي «المنحوس» أو «الأبله»!
فكيف أكون أنا «زوسر»؟!
زوسر، الملك الفرعوني العظيم، مؤسس الأسرة الثالثة، صاحب الهرم المدرج، أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.. وفي النهاية أحمل أنا اسمه!
عزائي هو أنني لست الوحيد الذي يحمل اسما مخالفًا لطبيعته، فكم من «فارس» لا يستطيع الاقتراب من الخيل!.. وكم من «عادل» وهو ظالم لنفسه وللآخرين!
«عائلة المدرسين».. هذا أبلغ وصف لعائلتي الكريمة:
الجد: كان مدرسًا لمادة التاريخ، وناظرَ مدرسة ابتدائية قبل خروجه على المعاش.
الأب: مدرس لغة عربية، ووكيل مدرسة إعدادية قبل وفاته.
الحفيد: مدرس أول لمادة التاريخ.
جدي الأستاذ «حسين الطواف» –رحمه الله– كان موسوعة تاريخية متنقلة؛ تجده في التاريخ اليوناني القديم والميثولوجيا الإغريقية، عالمًا بأدق التفاصيل، وكأنه هو من أملى «هوميروس» الإلياذة والأوديسة!.. في التاريخ الفرعوني هو «مانيثون»، أو «مانيتون السمنودي» الكاهن والكاتب والأديب المصري، صاحب كتاب «المصريات» أو كما أُطلق عليه «أجيبتياكا»، والذي ذُكر فيه ثلاثون أسرة مصرية ملكية فرعونية حكمت مصر، وبالترتيب الزمني مع الاسماء والأحداث والتفاصيل الدينية والاجتماعية!
حتى التاريخ المصري الحديث، لم يسلم من الخواطر والملاحظات العميقة لجدي المؤرخ المجهول، عديم الشهرة، فمن يهتم حاليًا بمثل هذه الأمور؟
من يهمه أن يعرف الفرق بين الديانات المصرية القديمة وتطورها؟!
وهل تجد من يشغف بالقصص الأدبية في مراحل اليونان القديمة والكلاسيكية والهلنستية؟!
لذلك مات الأستاذ «حسين الطواف» في هدوء، ولم يحزن عليه إلا عددٌ محدود من أهلِه..
راح.. وراحت معه كل المعلومات الضخمة القيمة، المخزنة بداخل عقله المنظم المرتب كمكتبة «الفاتيكان»، ولم يستفد من هذا الكم الأسطوري من الأحداث والروايات التاريخية التي كانت بعقل جدي، سوى شخص واحد وهو العبد لله!
عندما توفي جدي، كنت في العاشرة من عمري، مجرد طفل صغير لا يعرف ولا يعي معنى كلمة موت وفراق، فالموتُ بالنسبة للصغار هو مشوار طويل أو رحلة قد تستغرق عدة أيامٍ ثم العودة للحياة مرة أخرى!
لم استوعب وقتها فكرة إنني لن أرى جدّي مرة أخرى -وأحمدُ اللهَ على ذلك-؛ فأنا كنت أحبه بجنون..
أوقات كثيرة، أغمض عينَيّ..
أتذكر أحداثًا قديمة، وكأنها أطيافٌ ساحرة، تداعب أعمق أعماق ذكرياتي:
رجل عجوز وقور، يجلس على كرسي خشبي متهالك، ولولا أن هذا العجوز نحيلٌ للغاية، ما تحمل الكرسي المسكين عبء وزنه البشري..
أعصر ذهني أكثر وأكثر، وأسافر إلى زمن كنت أرتدي فيه السروال القصير، وأقترب من الصورة لأشاهدها بشكلٍ أوضحٍ:
العجوز الوقور يقرأ بتركيز -من خلال عُييناتٍ سميكة– في مجلد ضخم، أصفرت أوراقه، وأصبحت لهذه الأوراق رائحة المقابر القديمة، رائحة الماضي ورائحة الموت..
جدي: زوسر... زوسر... يا زوسر، أين أنت؟
أدخل أنا إلى كادر الصورة..
وجهي شديد الاحمرار، ألهث بقوة من شدة الانفعال والحماس:
- "نعم يا جدي، هل تريد مني شيئًا؟"
- "أين كنت يا زوسر؟"
- "ألعب مع أولاد عمي، وهناك أيضًا محمد، وعامر، أريدك أن تتعرف عليهما!"
- "فيما بعد يا صغيري، أريدك الآن أن تجلس أمامي وتنصت جيدًا.."
- "أرجوك يا جدي أتركني لألعب معهم، نحن لا نأتي إلى قريتنا كثيرًا!"
- "سأتركك لتلعب كيفما تشاء، ولكن أولا استمع إلى هذه القصة الجميلة.."
ثم يبدأ العجوز بصوته الرخيم، وأسلوبه الجذاب، في القراءة من المجلد الضخم..
في البداية أكون متأزمًا، متأفِّفًا..
ورويدًا.. رويدًا.. انتبه بكل حواسي إلى حكايات الجد التاريخية الممتعة، وأغوص فيها بكل مشاعري حتى النخاع:
أنا الآن «أحمس» أحارب «الهكسوس» وأقهرهم..
ثم ينقلب الحال تمامًا ولا يكون النصر حليفي هذه المرة، فأنا «قائد فيلق رع» في معركة «قادش»، وتكون الغلبة للحيثيين، الأمر الذي يغضب الملك «رمسيس الثاني» بشدة..
ألكزُ جوادي بضربة عنيفة، فيقفز قفزةً عاليةً فوق أسوار قلعة صلاح الدين، أُلقي بنفسي قبل أن يصل الحصان إلى الأرض..
أتدحرج عدة مرات..
أنظر بحسرة إلى جوادي الأصيل، والذي ضحَّى بحياته من أجلي..
وقتها لم أكن أعلم أن التاريخَ سيخلِّد اسمي: «أمين بك الألفي»، الوحيد الذي نجا من مذبحة القلعة.
ومازال الجد يحكي، ومازال الصغيرُ ينصت..
رغم اقتراب سنوات عمري من الأربعين، فإنني لا أملُّ أبدًا من استرجاع عادة حميمية دافئة..
عادة تعودُ بي إلى أيام البراءة والنقاء، والضحكة الصافية من القلب:
الخميس الأول من كل شهر، يأخذُنا جدي إلى قريتنا، قرية «منشية دهشور» -التابعه لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة-..
قريتنا هي قرية الأهرامات الفريدة، والتي تشكل جزءًا من جبانة منف وأهمها:
الهرم الأحمر: بناه الملك «سنفرو»، وهو أول هرم كامل في تاريخ الأهرامات في مصر، سمي بهذا الاسم؛ لأن حجارة هذا الهرم كانت مقطوعة من الجبل الأحمر (عندنا في البلد بنسميه «الهرم الوطواط»).
الهرم المنحني: أو هرم سنفرو المائل، لم يعجب هذا الهرم الملك سنفرو فقرر بناء الهرم الأحمر.
هرم الملك أمنمحات الثاني: أمر الملك أمنمحات الثاني ببناء هذا الهرم جنوب شرق هرم سنفرو من الطوب اللبن، دُمر الهرم ولم يبقى سوى جزء صغير منه.
الهرم الأسود: بناه الملك «أمنمحات الثالث» خلال عصر الدولة الوسطى، وسُمِّيَ بهذا الاسم؛ لأن الطوب الطيني الذي يغطي هذا الهرم أسود اللون.
هرم سنوسرت الثالث: يقع هذا الهرم بالقرب من هرم أمنمحات الثاني.
نعود للخميس الأول من كل شهر..
كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر من الشهر للشهر، ويمر علي الشهر وكأنه دهرًا كاملًا..
قبلها بيومين، تقوم أمي –رحمها الله– بإعداد ما لذَّ وطاب من الطعام، ويتأكد والدي –رحمه الله– من قدرة سيارته «المهكعة» على الوصول بنا إلى قريتنا سالمة..
بالطبع لاحظتم تكرار جملة "رحمه الله" بعد كل اسم، وأنا أقول لكم انتظروا قليلًا، فبعد قليل سيأتي دور أخي الأصغر «عبد الجليل» -رحمه الله!-.
المهم، كانت الأسرة كلها تجتمع تحت إشراف الناظر: الأستاذ «حسين الطواف» نجلس جميعا حول الراديو الكبير، والذي تم «تلصيمه» ببكرة شاش حتى لا ينفصل عن بعضه ( كانت حادثة لا تنسى وكنت أنا وأخي المتسببان بها، ونلنا بسببها جوزين أقلام محترمين!!)
نستمع إلى كوكب الشرق بتركيز كامل، والويل كل الويل لمن ينطق بكلمة أو حتى يعطس أثناء الوصلة الغنائية «للست»!
الصوت الوحيد المسموح به هو صوت «قزقزة» اللب، أو همهمات خافتة من نوعية: "أمممممم"، "يا سلام"، "يا عيني"..
وصوت رشفة طويلة من الشاي الساخن، يعقبها تجشؤ لابد منه، تجشؤ له رائحة البطة التي فتكنا بها قبل الإستماع إلى «أم كلثوم»!
واللعب في القرية كان له طعم آخر، فالجميع -وأقصد بالجميع أولاد عمي وبعض الصبية الآخرين-، كانوا ينظرون إلينا -أنا وأخي- على إننا علماء من كوكب آخر!
نحن أبناء المركز نعرف ونفهم كل شئ، وبناءً عليه نحن فقط من له الحق في إدارة اللعب كيفما نشاء!
يحرز «سالم» ابن عمي هدفًا صحيحًا، فأقوم أنا بإلغائه رغم صحته!
لماذا؟
لأنني «سوبرمان»، الذي يعلم وهم لا يعلمون!
يا لها من أيام وذكريات لا تُنسى..
ولكن جدي كان لا يتركني وشأني، وكأنه كان يشعر بدنو أجله، ويريد أن ينقلَ بأسرع وقت ممكن ما لديه من معلومات لعقلي الصغير المتواضع!
لذلك كان الهتاف المعتاد: "زوسر، أريدك في أمر هام!".
ويكون هذا الأمر الهام حكاية أو حدوتة تاريخية لها مغزى وحكمة لا يفهمها سوى جدي!
وماذا عن أخي «عبد الجليل»؟
أنا أكبر من أخي عبد الجليل بعامين فقط..
صمَّمَ جدي على تسميتي بـ «زوسر»؛ ووافقت أمي على مضض، وعندما جاء أخي إلى الدنيا، أطلقت عليه أمي اسم والدها: «عبد الجليل».
كنت أسأل جدي في حيرة طفولية -عندما يستدعيني للجلوس والاستماع إليه-: "ولماذا أنا وليس «عبد الجليل»؟ أريد لعب الكرة، فأنا كابتن الفريق!"
فيكون الرد دائمًا: "لأنك مثلي، عاشقٌ للتاريخ، وإن كنتَ لا تدرك هذا حتى الآن!"
مع جدي، وفي إحدى غرف بيت العائلة بقريتنا الصغيرة، سافرت بخيالي إلى كل دول العالم تقريبًا!
من هذه الغرفة الواسعة، ذات الإضاءة الصفراء الكئيبة، انفجرتْ بداخلي براكين الخيال والإبداع، وكيف لا يكون هذا وأنا بصحبة آلة زمنية بديعة، تنقلك بسلاسة ونعومة إلى عوالم زمنية مختلفة، وتقابل علماء وأبطالًا خالدين تارة، وخونة وسفاحين تارة أخرى..
قبل بلوغي العاشرة، حَفِظتُ عن ظهر قلب تاريخَ مصر الفرعونية، وأهم الملوك الذين حكموا مصر منذ العصر العتيق، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، وجميع الأسرات، أبتداءً من الأسرة الأولى وحتى الأسرة الحادية والثلاثين!
عشت أجملَ الأوقاتِ مع الإسكندر الأكبر، وملوك البطالمة..
ومع الفتح الإسلامي، عرفتُ معنى الفروسية والتضحية..
كنت بطلًا بخيالي فقط، أما على أرض الواقع، فأنا البكري الساذج!
دعونا نتوقف الآن عند نقطة في غاية الأهمية، وهي سبب كتابتي لهذه الرسالة الطويلة:
في حياة جدي، أصر على تعليمي رموز الكتابة الهيروغليفية (كان رحمه الله يجيدها بكل إتقان)..
(بالتأكيد لاحظتم أنني استخدمت كلمة "كتابة" لا "لغة"، فالإشارة إلى لغة مصر القديمة باسم "اللغة الهيروغليفية" -بين العوام ووسائل الإعلام- هو خطأ شائع؛ لأن الهيروغليفية هي نظام كتابة، أما الخط الهيراطيقي فهو تبسيط للخط الهيروغليفي أو بمعنى آخر اختصار له، ويمكننا القول أن الخط الهيروغليفي هو خط العلامات الكاملة ولا يتناسب مع طبيعة النصوص الدنيوية والدينية التي ازدادت بازدياد حركة الحياة والتي تطلبت خطًا سريعًا، أما الديموطيقية فهي خط مبسط من الخط الهيراطيقي).
وقبل بلوغي سن الثلاثين، أصبحت ملمًا بالكتابة الهيروغليفية، بل وأصبحت أجيدُ اللغة القبطية، لغة المصريين القدماء!
هل أستفدت من هذه المعرفة ماديًا؟
إطلاقا!
فتعليمات جدي في هذا الأمر مشددة:
- "لا تعطي علمك إلا لمن يستحقه، لا تترك مجال التعليم أبدًا، لا تذهب بعلمك إلى الأقصر وأسوان أو أي مكان سياحي آخر، ينتشر فيه الأجانب، وهم يلبسون سراويلَ قصيرة، ونظارات شمسٍ سوداء، يتبادلون العناق والقبلات طوال الوقت، وأنت تقف بينهم، تتصبب عرقًا، وتحكي لهم «حدوتة» قبل النوم عن تاريخ أجدادك العظام!"
- وهل طلبة المدارس هم من يستحقون هذا العلم؟!
- قد تجد بينهم واحدًا، عاشقًا –مثلي ومثلك– لكل ما هو مصري أصيل، وعندما تجده، لا تبخل عليه بكل ما تعلمته!
وبسبب هذه الوصية، والتزامي الدقيق بها، صرت ما أنا عليه الآن، أستاذ زوسر، مدرس التاريخ بمدرسة إعدادية للبنات، مرتبي يكفي بالكاد لشراء الكتب والمراجع التاريخية، والتي يمكن اعتبارها بمثابة آلة للزمن، تنقلني من واقعي المرير، إلى عوالم ساحرة..
وماذا عن المسكن والمأكل والملبس؟
أعيش في شقة والدي، وهي إيجار قديم، بضعة جنيهات تحميني من البيات في العراء!
أما المأكل، فطوال عمري، بضعة لقيمات بسيطة تكفيني (على عكس شقيقي الراحل)..
وبالنسبة إلى الملبس، فهي مجرد شكليات، أي قماش يستر جسدك يفي بالمطلوب!
دعونا الآن -وفي السطور القليلة القادمة- نتعرف أكثر على والدي (السيد وكيل المدرسة):
الأستاذ «عبد المجيد الطواف»، مدرس اللغة العربية، والذي يرى أن العلم الوحيد الذي يجب احترامه هو قواعد اللغة العربية!
فكان -رحمه الله- غيورًا على النحو والصرف أكثر من «أبو الأسود الدؤلي» نفسه!
وكان ينظر إلينا –أي أنا وجدي– نظرة من يشفق على المجهود المهدر وضياع الوقت بدون جدوى، فما أهمية معرفتك لتاريخ معركة وقعت بين جيشين منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة؟!
وبعد وفاه جدي، حاول بشتى الطرق إقناعي بطريق الحق، وهو طريق حب اللغة العربية والتعمق فيها كما تعمقت في بحور التاريخ، ولكن محاولاته باءت بالفشل، فالناظر دق في قلبي وشم عشق التاريخ للأبد..
أما أمي، فهي من بقايا جيل الفضليات، جيل من تمسح وتكنس وتطبخ، ولا تنتظر جزاءً ولا شكورًا..
تذهب للمصيف مرة كل عشر سنوات، وتحمد الله، فغيرها لا يغادرون منزلهم..
تأكل الطعمية والباذنجان، فكأنها تأكل اللحوم والاسماك باهظة الثمن!
أعتقد أن العالم –كما نعرفه– سينتهي مع وفاة آخر سيدة من هذا الجيل.
أخي «عبد الجليل الطواف»، يطبق حرفيًا رواية الكاتب الكبير «إحسان عبد القدوس» «لن أعيش في جلباب أبي»، والتى تم تجسيدها في مسلسل تلفزيوني شهير بطولة العملاق الراحل نور الشريف..
عبد الجليل رفض تماما فكرة التدريس، وابتعد عن منهج عائلتنا، بل كان يسخر من الوسط التعليمي كله:
يسخر من الطلبة، ومن المدرسين، ومن التعليم ذاته!
منذ نعومه أَظْفَارِهِ، وهو تاجر بالفطرة، ولولا خوفه من والدنا –الذي لا يعرف المزاح–؛ لكان ترك الدراسة مبكرًا، وركز في التجارة و«البيزنس»!
لا أنسى أبدًا شقاوته وخفة دمه، وحرصه –رحمه الله– على وجود أوراق كوتشينة معه، عندما كنا نذهب للقرية بصحبة جدي ووالدينا، وبراعته في لعبة الثلاث ورقات أو «فين السنيورة»، ومن ثم التحايل على الصبية الصغار -أو حتى الكبار الفضوليين-؛ لتحقيق مكاسب زهيدة، ولكنها كانت في وقتها أرباحًا عظيمة..
على غرار (خمسة قروش، بلية زجاجية، سندوتش جبنة)!
تخرج من كلية التجارة.. قام بتعليق شهادة التخرج على حائط في غرفة الصالون، ثم سافر إلى دولة عربية شقيقة!
الوطن بالنسبة لأخي هو معبر، أو طريق غير ممهد، ولكن المرور فيه إجباري للوصول إلى الجانب الآخر، الجانب الذي يضمن له حلم الثراء السريع!
أقرب الناس لـعبد الجليل كان عمي «طاهر الطواف»، فكما يقولون في المثل المعروف: "الطيور على أشكالها تقع"..
تمرد عمي على حضرة الناظر، فترك الدراسة سريعًا، وسلك طريق «الفهلوة» بمعنى الكلمة (جني الأموال بأي شكل ومن أي طريق حتى لو كان تجارة الآثار!).
ومثلما سافر أخي سريعًا، عاد أيضًا سريعًا..
ولكن داخل صندوق خشبي!
مات بعد مشاجرة.. في الدولة العربية الشقيقة!
مات في الغربة..
ولم يتحمل والداي الصدمة..
ماتا بعده بعامٍ واحد!..
فالحزن والإكتئاب، أكثر فتكًا من كل الأمراض الخطيرة..
وأصبحت وحيدًا بعدما تحوَّلَ أحبائي إلى ذكرياتٍ!..