اصوات نسيم البحر...
عبق رائحة اليود مع الندي الصباحي...
وحركة الأمواج التى تحاول ان تختطف جزء من الشاظئ للحظات سريعة ثم تعود لموضعها ...
كانت تمشي بدون حذاء لتشعر بمتعة ملامسة الرمال الباردة لقدميها ...
واقتربت رويدا رويدا من البحر حتى لامست اطراف الموج قدميها وكأن الموج يتسابق لمقابلة تلك الفتاة الحسناء التى تتهادى على الشاطئ لتكمل لوحة الطبيعة...
شعرت (سها) بلهفة تخطف روحها بعد ملامسة المياه لأقدامها في النزول ليحتويها البحر بين أحضانه...
فلم تجد سها من يحتويها ويحتضنها يوما طوال حياتها فقد ولدت يتيمة ، ماتت امها وقت ولادتها وبعد موت والدتها مات والدها حزنا على زوجته وحبيبته ...
تخلي عنها الاقارب والعائلة وتربت وحيدة بين جدران دار للأيتام ،وبعد ان صارت شابة جميلة ينبض لها القلب حين رؤيتها جمعها القدر ب(سامح) الذى عشقها واحبته،ولكن القدر أبي ان تعيش إلا وحيدة ، فقد اضاعته من بين ايديها خوفا منها من رفض عائلته لها بسبب ظروف حياتها، فألهب قلبها الحنين والعشق لسامح..
وفي اليوم الذي قررت فيه الرجوع والبوح له بأنها لم تستطع تحمل الفراق، ابت الحياة ان تجمعها بمن يعشقه قلبها...
فقد اختطفته الامواج لاحضان البحر قبل شهر قد مضي ...
فقررت (سها) ان تاتى اليوم لتقابل حبيبها ..
فأتت الى البحر ليأخذها بين احضانه لعله يجمعها بحبيبها....
تحركت رويدا رويدا مبتسمه الى داخل البحر ، والبحر من جمالها ابي ان يتأخر عليها فأرسل بأمواجه ليسرع في مقابلة الحسناء وضمها اليه بين احضانه....
وبعد مرور عام...
تسابقت الأمواج حاملة زجاجة لتلقى بها على الشاطئ وتصطدم بأقدام (رقية ) تلك الحسناء الصغيرة ذات الستة عشر ربيعا لتحملها بين أناملها وتنظر اليها فتجد بداخلها ورقة...
تفتح الزجاجة وتخرج الورقة لتجدها رسالة تقول :
((في يوم ما لن تجد حضن يحتويك الا احضانه ...
لن تجد رفيق يستمع اليك الا امواجه...
انه الصديق والرفيق...
عندما تلفظك الحياة وتخونك اسمى معانيها لن يحتويك سواه...
لقد كانت (سها) اسمي معانيها وقد باعت حبي بعد سنوات من العشق اتنفس حبها...
وقد وعد ان يحتوينى بين امواجه ولا يتركنى مثلما تركتنى ...
لعلي في حياة اخري ألقاها واتنفس عبير الحب بين احضانها
فقررت ان اذهب بين أمواجه للقياها هناك (سامح فوزى 2022) ))