غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
............................... انتهي الجزء الثامن