tafrabooks

Share to Social Media

ألو سعيد

ألو سعيد.. منذ دخلت القطار..وجلست على مقعدي..لم أسمع غيرها..
كانت كل دقيقة تتصل بزوجها..تخبره مكانها..ماذا تفعل..ماذا يحدث..
هي امرأة بطفلها ذو السنه.. يشبهها في كل شء.. تعود من اسكندرية للقاهرة.. بادرتتي بقولها:
- أسفة أخدت مكانك بجوار الشباك..تسمحلي.؟
ابتسمت ووافقت..ظننت أني اقتربت من حكاية جديدة..أننا لن نصمت طوال الرحلة.. فرحتي لم تدم..كان سعيد هو رفيق رحلتها وحكايتها..
وبدأت قبل تحرك القطار ترسل إليه الإشارات المتتالية..
-ألو سعيد..القطار لسه واقف..
_ألو سعيد..القطار لم يتحرك..
_ألو سعيد أنا استاذنت من الاستاذ بجواري لأجلس ببودي حبيبي جنب الشباك..
-ألو سعيد القطار بيتحرك..انت عارف بقى هنوصل امتى..
_ألو سعيد احنا عدينا دمنهور..العب بكفاية ياحبيبي واشبع عشان تكون فاضي لينا لما نوصل ..
وتصمت بفرح بعض الوقت فأشعر بأن الفرصة مواتية لأحكي معها..
_ألو سعيد..هنلاقيك عالمحطة مش كده؟ ..طيب ياحبيبي مرسيه خالص..
التفت نحوها لأنطق بأول عباراتي..
_ألو سعيد احنا معديين على حته مش بعرفها..فيها شجر وبيوت وعربيات..احنا فين ياسعيد كده؟.. أنطق على الفور
-إحنا داخلين على كفر الزيات..تردد هي..
-كفر الزيات..أه..
_ألو سعيد..إحنا داخلين على كفر الزيات..شكرا لحضرتك..ولم تمهلني ثانية لأحكي..
_ألو سعيد..ايه بعد كفر الزيات ياسعيد..؟ طنطا..أه أه صح افتكرت..هتلبس امتى ياسعيد؟ ..خلاص اتفقنا أول مانوصل بنها
..ماهذه المرأة ؟ كيف تعيش لهذه الدرجة في زوجها سعيد؟ وتصورت أنه يعيش فيها..مثلها..ومرت بعض لحظات الصمت وهي تداعب طفلها بودي..الذي كان يضحك لي كعادته طوال الرحلة..
_ألو سعيد..إحنا عدينا بنها البس بقى وانزل..مرسيه حبيبي(وحشتني) همست بها لزجاج الشباك ..والهاتف..وأشجار الطريق..لاحظت انني سمعت همسها
..شعرت بارتباك وخجل فداعبت الطفل
- تشرب يابودي؟ عطشان ..؟ بابا بيلبس وجاي ياخدنا..
.. ألو سعيد إحنا داخلين محطة مصر.... هتتأخر؟؟
..ولايهمك حبيبي هنتظرك على رصيف المحطة لحد ماتوصل..
وتركتها على مقعدها بابنها وحقيبتها الكبيرة تحلم بوصول سعيد اليها.. .. وقبل أن أغادرها كانت عيونها تودعني بابتسامتها

إيد واحدة 2011

كنا في الميدان .. هتاف والاف من البشر.. ايادي ترتفع وتنخفض .. اعلام ترفرف .. دموع تنهمر من مخازن العيون .. وصرخات فرح وتهليل تهز الميدان .. لا يفصل كتفي عمن بجواري الا كتف اخر .. الكلمات تتدحرج جمرا في الهواء ..
حين نزلت دموع من بجواري على خدي؛أحسست بنار الظلم الذي أنزلها فشعرت بلسعتها .. نظرت اليه يهتف ايد واحدة .. إيد واحدة... كانت يده الوحيدة ترفع العلم .


بلا تفاصيل

في الصباح كانت حقيبة ملابسها جاهزة..اغلق الباب..نزل معها درجات السلم..قالت :لاتخبر احدا بالعملية..اومأ لها مطاوعا..في التاكسي ركب بجوارها كأيام الخطوبة..لامس باصبعه خاتم زواجهما في يدها..قال:سبع وعشرون سنة يلمع في يدك..ضحكت.قائلة:..كل مرة تلمسه بيبقى كده..
دخلا المستشفى ممسكا بيدها الباردة..كانت غرفة العمليات بانتظارها..وافق الطبيب ان يبقى ممسكا بيدها طوال العملية..سألها:مااسمك.؟..أمل..
اسمك كاملا..امل مسعود الجابري..متجوزين من امتى؟ ..كان المخدر قد سكن جسدها..ضحك زوجها وقال: اهي هي كده بتتخدر بسرعة..
وامسك الطبيب بمشرطه..فتحة صغيرة للمنظار..سقط الزوج مغشيا عليه..رفعوه على التروللي المجهز لها..حاولوا افاقته..حين انتهت العملية..وافاقت لم تجد يده ممسكة بيدها..حزنت ..ولم تصدق..لم يفعلها من قبل..لمحته هناك ممددا ويده ساقطة لاسفل لايتحرك..صرخت..لم يستطع احد اسكاتها..وغابت..نقلوها الى غرفة العناية المركزة..وارتبك الجميع.. مندهشين من تتابع الاحداث..بعد ساعات قليلة كانت مثل زوجها..ممددة لاتتحرك ويدها الممسكة بيده ساقطة لاسفل..لااحد يعلم من هما..من اين جاءا..في حقيبتها ورقة مكتوب فيها رقم هاتفه..في جيبه هاتف ليس به الا رقمها..بقيا معا في ثلاجة المستشفى بلا تفاصيل..!!



0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.