مُفتتح
أنا طَائرٌ وَاجمٌ
غَلَبَتهُ الريحْ
لي جَناحٌ وَاحدٌ
ولِسانٌ فصيحْ
مَا عَاَد الفضاءُ مَفازتي
ولا سَرّني المديح
وحِينَ رَجوّتُ الضوءَ
قهرتني المصابيحْ
من هنا
أيتها الأرضُ
أنا مِن هُنا
مِن مملكةِ المجد
يَسْطعُ من رئتي
سِحْرُ الجنوب
فَيفتحُ قلبي بَابَهُ للقادمين
عَلي خيولِ التوقِ
من كل فج عميق
فَيهمُ المتعـطشونَ
إلي نبعي قبل الغروب
أناديهم ...
أن اتجهوا بسرعةٍ
إلي بوابتي
سَتلقونني هُناكَ واقـفًا
أحْمـِلُ لكمْ
أبـهي مَشاعلَ النعاس
لتختاروا أحلامكم
ولستُ ممن قسا
يَحْرمُ الغريبَ
رِواءَ القبول..
وقلبي مِيناءٌ للعائدينَ
بأشواقِ العِناق
وابتسامات الوصول..
إضاءة
عَلي ظَهري
أحمِلُ حَقيبةَ ذكرياتي وأرحل
إلي أجواءٍ أكثرَ طِيبةٍ أمضي
وجسدي مُثقلٌ بالحنين
أنادي يا بلادَ الطيبين
من يحملُ عني
فرحٌ واحدٌ مؤجل
وَستونَ عَامًا من حزنٍ دفين
وتحت اضاءة ٍخائفةٍ
أمحوُ كُل ذكرياتي البائسةِ
وأنادي :
يا بلاد الطيبين
أنا في بلادِ الطي...
طَويتُ كُلَّ حُزني لديكم
أنا في بلادِ الطيبين
أنا من بلادِ الطيـ... بين
برهة
زَهرةٌ
مِن إقبالِ الربيع
لها أريجهَا
ولي سِحرُ اللقاء
أثيرة ٌ...
إن عَانقهَا الهوي
واستطاب..
فمن يطمئنني
إذ انفضَ الربيع ؟
رُبما يتوقفُ النسيمُ برهة ً
علي صرير البابْ !
فينـتـفضُ قلبي
وَيُطلُ لحنَ الغياب
سرور
ثمةَ شيُء يَسرني
أخَبئهُ بين جوانحي
حُبي لهَذي الطرقات
وَأهلتْ باسمةً
حبيبتي بالضياء
يَمَامَة ٌ...
لها بَهْجتها
وإشراقةِ الصفاء
تغردُ أينمَا ولّتْ..
وللفؤادِ تعودْ
تلونُ أحلامي
كُلَّ مساءْ
قرابين البحر
غَدًا
يَصيرُ البحرُ أغنية ً
تُراودُ قلبي،
وَتُبهجُ الصدفَ الحزين
عِشرونَ عَامًا،
مِن حُزنٍ مؤجل
وَالبحرُ لا ينسي حُضنهُ الدافئ
ألقَ المراكبِ والسفين
هَا هُوَ البحرُ
يُداعبُ الموجَ بالكلِمَاتِ
بالبسمَاتِ يُعيدُ تْرتيبَ الحكاياتِ القديمةِ
في أمسياتِ العاشقين
هَا هُوَ البحرُ
يُضيءُ ليلَ الصبايا
وَيطوي مَسَافاتِ الرؤى
فيضًا بالحنين
هَا هُوَ البحرُ
يُغردُ مَوَّجَهُ دُفًا
ونايًا يُكفكفُ دَمْعَ الحَيارى
والتائهين
هَا هُوَ البحرُ
يَمُدُ بِسَاطهُ للعابرين
يَزيحُ شقوة َالريح المُعَنيَّ
وَيقرأ أطيافَ القادمين
فدعوني الآنَ
أسّرجُ صَهوةَ البحرِ الذي نامَ في قلبي
وَأمسِكُ الطوفان أنّ يَنأي
فلا يبقي الحّـَزَنْ
ولا انكِسَارات العيونْ ..