tafrabooks

Share to Social Media

إهداء 1


ما سيذكر عنك بعد وفاتك أهم كثيرا مما قد تستمتع به فى حياتك ...

انتصر للحق و للحق فقط ...

لا تكذب و لا تجامل و لا تنافق .. الأحوال تتغير و الأيام تتبدل و الدنيا كلها زائلة ...
احترامك لنفسك أغلى من كل ثروات الدنيا ...
لا تنخدع فى سلطة أو منصب أو مال أو شهرة فكل هذا إلى زوال ...



إلى قائل هذه العبارات ..
وأحد النادرين المميزين الذين يجعلونك تطمئن لوجود من مثله في هذه الدنيا ...
أحد أصحاب الضمائر اليقظة الحية....والذي جعلني اتسائل ..هل ضميره الحى هذا هو عطية الله التي ملأت وجهه نورا .. ام هو تلك القطعة الإنسانية التي تضوي في روحه ؟ .. ام تلك التي تتلألأ من عقله فتجذب إليه خيرة الأفكار وتخرج منه أجملها ؟

حفظك الله ايها الكريم
وشكرا ,,,

إهداء 2
إلى
العزيز الثابت برغم كل ما تبدل ... والراسخ فوق كل ما سقط واهتز... إلى من استقر وحفظ مكانته
وكان مرآتي...وبوصلتي ...و مصدر فخري ...

إلى
مصر التي أحبها كثيرا ...

إلى
روح جدتي الحبيبة ( صافية ) ..التي انتقلت لرحمة ربها عند صدور هذا الكتاب.. وكانت ستسعد به كثيرا
الفاتحة على روحها الطيبة

إلى
من لم تمنحهم الحياة الكثير من التدليل وتقلبت بهم الأحوال فجعلتهم ذات يوم يلمسوا بأيديهم نجوم السماء .. ثم ألقت بهم فجأة في نقطة سحيقة بأعماق الأرض...فتمردوا وعاندوا ... ولم يتركوا دربا إلا وسلكوه ..ولم يعاصروا حربا إلا وخاضوها .......إنهم أبناء جيلي .. جيل الثمانينات .

إلى
أمي ... أحب وأغلى خلق الله لقلبي .. ومن بثت في روحي حب الناس ودعمهم ..
أبي.. الذي شجعني كثيرا على القراءة والإندماج في المجتمع .. ولولاه لما أصبحت أنا ..

إلى
كل أصدقائي ..وكل من ساندني يوما ..و آمن بي ... وساعدني .... وكل من سيقرأ كتابي ..



إليهم جميعا أهدي هذا الكتاب

سمر


مقدمة

كلنا حكايات محدش هيصدقها إلا اللي عاشها...

اسمي سمر .. والسمر هو الحكايات اللي بتتحكي في أول الليل ...

حكايات سمر ...هي مواقف حقيقية شفتها بعيني أو عشتها بنفسي أو كنت طرف فيها ...... هخليك تعيشها معايا زي ما حصلت... يمكن تخليك تسرح بخيالك شوية ... يمكن تخليك تبتسم ...يمكن تيجي عالجرح وتخليك تدمع...

هي عن قصص مع الغربة والبعد في قلب البلد، وبراها ..
عن مصر ....
عن معجزات ربنا في أمور محدش كان يصدق حصلت إزاي واتدبرت إزاي ..واليقين والثقة فيه...
عن حكايات حلوة كتير انتهت بمفاجآت.. عن حب الحياة، وعن الصمود والمقاومة، عن الناس اللي حياتهم زي موج البحر الثائر اللي عمرها ما عرفت الركود والموات.. وعن أشخاص أجمل وأجمل..












الدكاترة دول كائنات استثنائية..وبالذات بتوع المستشفيات الحكومية..
فجأة واحنا بنتسحر لقيت إيدي ورجلي تقلوا تماما، وعيني مش شايفة ومش قادرة آكل...ماما وأخويا خدوني على المستشفى ..كذا مستشفى منلاقيش طوارئ ...لحد ما وصلنا مستشفى الزيتون ..دي أقرب حاجة..
كمية ناس كتير كتير.. ربنا يلطف يارب ويشفي كل مريض.. أنا اتخضيت من المشهد.. ودخلت للدكتور اللي شاف إيدي ورجلي..
قاس الضغط لقاه مرتفع جدا.. قال لهم: حد زعلها؟...قلت له: أنا كنت زي القرد، دراعي بقى كأنه شيلة عليه تقل.. وأنا من أصحاب الضغط المنخفض طول عمري .. فمعرفش الضغط أما يعلى فجأة بيعمل كده.. إداني حاجة تحت اللسان.. وقال لي استني شوية بره .. واهدي خالص متخافيش.

أنا دخلت مستشفيات كتير وقليل...بس عمري ما تابعت الطوارئ ولا قعدت أتفرج زي النهاردة،
3 ساعات تقريبًا من لحظة ما دخلت المستشفى لحد ما خرجت منها.. دخل لهم فيها ما لا يقل عن 60 مريض.. ست شايلة طفلة وبتعيط والبت شبه قاطعة النفس.. حامل.. طفل قلبه واجعه.. واحد مات وست بتصوت عليه بره.. إسعاف جايب حوادث..4 ضباط ومعاهم زوج و زوجة متكلبشين مشرحين وشوش وجسم بعض .. كنت هقع من طولي من الرعب..
هي الناس دي بتشتغل في المناخ دا إزاي!!
أنا قلت لماما روحيني ... قالت لي استني نتطمن...رحتله تاني قال لي متقلقيش استني بس شوية..
دكتور صغير شاب لطيف.. وشاب تاني ممرض نشط.. النحل بينتقل من زهرة لزهرة.. ودول ينتقلوا من سرير لسرير يركب الكانيولا هنا، ويقيس ضغط هنا ويدي حقنة هنا.. لو كنت قادرة أحرك دراعي، لو كان مسموح بتصوير كنت صورتهم وصورت تعبهم وكمية البشر اللي بيخدموهم.. والظروف اللي بيشتغلوا فيها اللي تحطم الأعصاب!

بدأت أتحسن والحمدلله يارب تحركت إيدي ورجلي كويس.. واستنيت يفضى مكان لأنه فيه بشر كتير.. جه الدكتور تاني وقاس لي الضغط.. قال لي شفتي بقى كويس إزاي؟ قال لي على شوية فحوص للإطمئنان.. وختم بألف سلامة عليكي وربنا يديكي الصحة..

شكرتهم وأنا مبهورة بيهم وبتعبهم..وخرجت
وكان خارج قبلي الست الحامل.. اللي قالتله ربنا يخليك يا دكتور. .والست اللي دخلت وهي شايلة طفلتها اللي عمرها 7 سنين.. خرجت وهي حاضنة بنتها اللي بقت ماشية جنبها على رجليها.. وفرد الأمن من ورايا بيقول للدكتور الحمدلله يارب تسلم إيدك يا دكتور.. البنت دي أمها كانت ميتة من العياط عليها..

بصيت بصة طويلة على المستشفى وعلى اللي فيها.. وابتسمت لأول مرة من 3 ساعات..
دول مش جيش مصر الأبيض..

دول أبطال مصر المجهولين..

**********************
بتنقي معايا لبس العيد للأطفال وبسألها عن حالة ابنها التاني.(ولادها الاتنين ملكين كرام مسهم المرض اللعين). أم صابرة وقنوعة وجميلة.. شابة صغيرة من طراز السوبر هيرو..

قالت لي الكانسر وصل للطحال يا أبلة سمر.. وهيبدأ الكيماوي بعد العيد..
وقالوا إنه ممكن بعد الشر يستأصلوا الطحال.. هو مهم الطحال دة يا أبلة سمر؟

بصيت لطفلها اللي جه معاها.. واديتها ظهري بحركة عفوية وعملت إني بلم حاجات وهمية عشان أعرف أتمالك أعصابي ...واحتفظ بنفس تعبيرات وشي اللي أصابها الجزع.. وأتحكم في ضربات قلبي.. وآخد نفسي اللى حسيته بيضيق أول ما سمعت كلماتها..
ورديت: متخافيش..بعد الكيماوي هيبقى زي الفل وهتشوفي ..
ـــ يارب يا أبلة سمر.. يارب..

مشيت من عندي ...وأنا وقفت في بلكونة المكتب ادعي الكريم إنه يصبرها على الابتلاء الصعب مع طفليها، ويزود ثقتي ويقيني، وميخيبش ظني ويشفيه ويعافيه هو وكل مريض..

**********************
والدته توفت.. فقالت ابنته ـ ٦ سنوات ـ : "متزعلش يا بابا ما إحنا هنشوفها تاني في يوم القيامة.."

ساعات كتير أوي الناس بيفتكروا إن آخر عهدنا بمن فارقونا هو لحظة دخول القبر.. لكننا بننسى أننا في مجرد غفوة بسيطة.. وهنرجع كلنا هنقابل الأحباب تاني في يوم القيامة..
الكلمة من الطفلة اللي على الفطرة.. فكرتني..

**********************
أم وبنتها مش ميسورين.. فقط مستورين بيحكوا لبعضهم تفاصيل اليوم..
البنت بتحكي إنها توجهت للباعة الجائلين وتحديدًا المسنين منهم، تشتري منهم الحاجة البسيطة وتدفع ثمنها وتهديها لهم.. لقت علامة دهشة على وشهم وأعقبها إبتسامة أشرق لها وجه الدنيا.. مهما حاولت توصف إبتسامتهم دي مش هتعرف..

الأم ضحكت و قالت لها ايه حكاياتنا مع المسنين النهاردة ؟ وحكت أنها لقت اليوم ست مسنة ماشية في السوق تضرب أخماس في أسداس لدرجة أنها بتفكر بصوت عالي.. طب أنا هجيبها منين.. فكرتها بوالدتها الفلاحة المسنة اللي كانت بتعمل كدة برضه وتمشي محتارة لما الفلوس تخلص أو متكفيش.. ابتسمت للحظة.
وبعدها عدت اللي معاها وطلعت اللي تقدر عليه منه.. وقالت لها خذي يا أمي هاتي اللي نفسك فيه كله من السوبر ماركت أو من السوق اللي انتي محتاجاه، انتي زي أمي لما تتحير عشان تعرف تدبر اليوم.. الست جابت اللي عايزاه وكان بالمناسبة بسيط.. وقالت لها ربنا يردك مجبورة الخاطر يا بنتي..

اليوم بالنسبة للاثنين تم واكتمل ومش عايزين حاجة تاني من الدنيا..

**********************
متنكنزش ولا تحرم اللي حواليك من خيرك لو ربنا وهبك خير ...
أنا أعرف واحد شايل كمية ضخمة من الخزين الزائد في بيته وحارم أولاده منه مع إنهم عندهم أطفال وفي أمس الإحتياج له ..ومخبي الحاجة تحت السرير ... المرة الأولى المجاري انفجرت - وهو دور أرضي - والمياة الغير نظيفة طالت الحاجة واترمت ... والمرة التانية صلاحية الحاجة خلصت واترمت برضه بورقها ... الراجل دة لسة عايش ... ومبيتعظش.. ربنا يهديه ...
والتانية كانت بتنزل تجمع كراتين وشنط رمضان وهي مش محتاجة وعايشة هي وزوجها فقط ... اتوفت ... ربنا يرحمها ويسامحها .. ولقوا في بيتها شنط وكراتين لرمضان من ٢٠١٩ وأغلبها باظ ...
أوصيكم ونفسي بالفرحة للغير وهو فرحان معاك .. حوش وادخر واعمل حساب المستقبل باللي يحفظ كرامتك قدر الإمكان ... بس بلاش الشح والطمع والتكويش.. متكنزنش حاجات مش محتاج لها أو فاضت عن احتياجك وأقرب الناس ليك محتاج لا اكل ولا لبس ولا أي حاجة غيرهم سواء كانت فلوس أو غيره ...
جبت لبس جديد .. فرح غيرك بالقديم.. العفش ..الأجهزة .. متسيبوش الحاجة جنبكوا تعطن وتعلن وتتلف ...
طلعوها صدقة للبسطاء والمساكين .. وهدية لمعارفكم وأقاربكم... متع بيهم اللي حواليك وشوف الفرحة والرضا في عنيهم...خلي وأنت عايش اللي يفتكرك يدعيلك ..ووأنت ميت يترحم عليك ...
أذكركم وأذكر نفسي ... أوصيكم وأوصي نفسي...

**********************
كنت عاوزة أسرح شعري وأنا عند صاحبتي وبدور على مشط ملقيتش قلتلهم فين المشط... لقيت ابنها الصغير جه من ورايا وبيسرحلي شعري ... قلتله حبيبي يا صغنن 😍❤️
لقيت أمه داخلة بتقوله ليه كدة يا ابني ... بتسرح شعر سمر بفرشاة القطة ؟؟
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.