كيف نشأ العالم؟
الكون: بالإنجليزيّة :(Universe) هو مجموعة الظواهر الحقيقيّة التي تنتشر في أنحاء الفضاء، ويُعرَّف الكون بأنّه" جميع المكونات الماديّة التي تشمل المجرات، والكواكب، والنجوم، وغيرها من المكونات الفضائيّة".
ومن التعريفات الأخرى للكون؛ "هو جملة الموجودات التي لها مكان وزمان كالأجرام".
نشوء الكون
اهتمّ الإنسان منذ القِدم بالعديد من الأمور، مثل سبب وجوده على الأرض، وكيفية ظهور الكون بجميع ما يحتويه من كواكب ونجوم، فظهرت العديد من المعتقدات التي أدت إلى فرضيات حول وجود الكون، ومنها ما اعتمد على خرافات، ومنها ما اعتمد على علوم أو معلومات دينيّة، ويعدُّ التفسير الإسلاميّ لنشوء الكون هو الأقوى والأكثر منطقيّة، وفيما يأتي معلومات عن كيفية نشوء الكون؛ من خلال المراحل المعتمدة على النصوص الشرعيّة الإسلاميّة، والدراسات العلميّة الخاصة بالعلماء:
نشأة الكون وفقًا للنصوص الشرعية:
حرص الإسلام على توضيح الصورة الصحيحة والدقيقة لنشأة الكون؛ من خلال الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة، وفيما يأتي معلومات عن نشوء الكون كما ورد في النصوص الشرعيّة الإسلاميّة: الكون الواسع المتوسّع: هو النموذج الذي يؤكد علماء الكون صحته،
فخلق الله تعالى الكون واسعًا ومتوسّعًا، ويستدلُّ على ذلك بقول الله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الذاريات/47 . ويرى العلماء المتخصّصون بالتفسير أنّ الله سبحانه وتعالى خلق السماء واسعة، وأنّها تستمر بالتوسع. قال الله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). فصلت/ 11و12.
خلق السماء والأرض:
هو النموذج الثاني المرتبط بنشأة الكون، ويستدلُّ على ذلك بقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). صدق الله العظيم. تنوعت التفسيرات المقدمة حول هذه الآية الكريمة، ولكن اتفقت الآراء كافة حول التفسير الذي يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الكون أخرج من الماء دخاناً؛ أي الجسيمات الأوليّة والأشعة، ومن ثمّ خلق الله تعالى سبع سماوات والأرضين السبع من الدخان والماء، وتدلُّ كلمة السماء في الآية الكريمة على السماوات السبع، فاستخُدمت بمعنى الجمع. طول أيام الخلق والحقائق الكونيّة في النصوص الشرعيّة: هو النموذج الثالث المرتبط بنشوء الكون، ويشير إلى مدة خلق الله تعالى للكون، ويستدلُّ على ذلك بقول الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ). صدق الله العظيم. ويرى معظم المفسرين أنّ تميز اليوم بالقصر هو أتمُّ وأفضل لإظهار قدرة الله تعالى على الخلق.
- دَحْو (بسط) الكرة الأرضيّة: إنّ الأيام الخاصة ببسط الأرض لا تدخل ضمن الأيام الستة التي خلق فيها الله سبحانه وتعالى الكون، ويستدلُّ على أيام دَحْو الأرض؛ من خلال الحديث النبويّ الشريف الآتي عن أبي هريرة - رضيّ الله عنه- قال أخذ رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- بيدي فقال (خلق اللهُ عزَّ وجلَّ التُّربةَ يومَ السبت، وخلق فيها الجبالَ يومَ الأحد، وخلق الشجرَ يومَ الاثنَينِ، وخلق المكروه يومَ الثلاثاء، وخلق النُّورَ يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدوابَ يومَ الخميسِ، وخلق آدمَ - عليه السلام - بعد العصرِ من يومِ الجمعةِ في آخرِ الخلقِ، في آخرِ ساعةٍ من ساعاتِ الجمعةِ فيما بين العصرِ إلى الليل).
هل آدم هو أول إنسان وجد على الأرض؟
طبقًا لما جاء في القرآن الكريم، فإن أبا البشر آدم هو أول إنسان أوجده الله في هذا العالم.
حيث يقول الله عز وجل في سورة البقرة:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون) البقرة/30.
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير عند تفسير هذه الآية: "أَيْ: جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ مُدَبِّرًا يَعْمَلُ مَا نُرِيدُهُ فِي الْأَرْضِ ... فَإِنَّ تَعْقِيبَ ذِكْرِ خَلْقِ الْأَرْضِ ثُمَّ السَّمَاوَاتِ بِذِكْرِ إِرَادَتِهِ تَعَالَى جَعْلَ الْخَلِيفَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ جَعْلَ الْخَلِيفَةِ كَانَ أَوَّلَ الْأَحْوَالِ عَلَى الْأَرْضِ بَعْدَ خَلْقِهَا"..
وقد وردت كذلك في القرآن الكريم، والسُّنَّة النبويّة الشريفة أدلّة كثيرة تبين أن أبانا آدم -عليه السلام- هو أول إنسان خلقه الله تبارك وتعالى، ومنه خلق أمّنا حواء -عليها السلام-، ومنهما -آدم وحواء- خلق البشرية كلها، وهذا من المسلّمات التي لا شكّ فيها؛ فقد قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) الأعراف:189، وقال الله تعالى ): "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً (النساء: من الآية1 وقال تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) الزمر:6.
قال أهل التفسير: خلقكم من شخص واحد هو آدم وخلق منه أمكم حواء -عليهما السلام.-
وقال الشعراوي في تفسيره: فتكلم الله -سبحانه وتعالى- عن أول البشر وأول الأنبياء وهو آدم -عليه السلام-.
ومن السُّنَّة ما جاء في صحيح البخاري: أن الخلائق يأتون آدم يوم القيامة يطلبون منه الشفاعة ويقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا؟. وقال صلى الله عليه وسلم: "الناس من آدم، وآدم من تراب" رواه أحمد، وغيره، وحسنه الأرناؤوط.
أقدم الحضارات على الأرض
(حضارة بلاد ما بين النهرين): تعد حضارة بلاد ما بين النهرين: Mesopotamia) ) أقدم الحضارات على وجه الأرض، حيث تعد أول حضارة ظهرت في تاريخ البشرية، حيث تقع بلاد ما بين النهرين بين نهري دجلة والفرات، وتحديداً بين آسيا الصغرى والخليج العربي، وتشتهر هذه المنطقة بأراضيها الزراعية الخصبة، ويعود تاريخ حضارة ما بين النهرين إلى عام 10000 قبل الميلاد، حين عرف الناس مفهوم الزراعة في المنطقة، وبدأوا بتدجين الحيوانات، ويقدر الخط الزمني لدول ما بين النهرين القديمة بحوالي 3300 قبل الميلاد، إلى 750 قبل الميلاد، ولعب كل من البابليين، والسومريين، والآشوريين دورًا رئيسيًّا في بناء هذه الحضارة، كما تم نقل العديد من الأدب المكتوب عنها، خاصة المتعلق بالفن، والثقافة، والتجارة. حضارة مصر القديمة تعد حضارة مصر القديمة : (Ancient Egypt) ثاني أقدم الحضارات في العالم، وقد نشأت هذه الحضارة منذ حوالي 30 قرنًا، خلال الفترة الممتدة بين توحيدها في عام 3100 قبل الميلاد، إلى حين غزوها من قِبل الإسكندر الأكبر في 332 قبل الميلاد، وقد برزت هذه الحضارة في البحر الأبيض المتوسط، وتم الاستعانة بالعديد من علماء الآثار والمؤرخين لدراستها، بما يُعرف بعلم المصريات، حيث تعد المعالم الأثرية، والتحف التي تم استعادتها من المواقع الأثرية هي المصادر الرئيسية للمعلومات عن هذه الحضارة، حيث تم فك شيفرتها مؤخراً، وتتميز هذه الحضارة بالثقافة والفن الجميل، والبنية المعمارية الرائعة المتمثلة بالأهرامات، وبثراء تقاليدها الدينية. الحضارة الرومانية تعد الحضارة الرومانية بالإنجليزية :( Roman Civilization) ثالث أقدم الحضارات في العالم، حيث وجدت هذه الحضارة في مدينة روما، ويعود تاريخ نشأتها إلى عام 753 قبل الميلاد، وقد تم تأسيس الجمهورية الرومانية في عام 509 قبل الميلاد، وبعد ذلك إنشاء الإمبراطورية في عام 27 قبل الميلاد، حيث تعد من أنجح القوى الإمبريالية في التاريخ، فقد نمت من بلدة صغيرة في وسط إيطاليا، لتتطور إلى إمبراطورية شاسعة احتضنت إنجلترا، وأوروبا، ومعظم آسيا، وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى جزر البحر الأبيض المتوسط، وقد حقق الرومان العظمة في معظم مؤسساتهم السياسية، والعسكرية، والاجتماعية.
حضارات أخرى قديمة يوجد العديد من الحضارات القديمة التي تمَّ فهم ثقافاتها من خلال التحف والآثار الموروثة عنها.