سنوات طويلة مضت كنت فيها أسبح في بحور وأسرار
مرضاي بهمومهم ومشاكلهم، بحلوهم ومرهم، بضحكاتهم وبكائهم، بإحباطهم ونجاحهم.
اكتشفت كثيراً من المفاهيم والأفكار الخاطئة عند بعضهم، وسلوكيات غير واعية مؤثرة سلبًا على حياتهم وسعادتهم عند البعض الآخر.
وأيقنت أن قلة التوعية بالعلاقة الإنسانية تلعب دورًاً أساسياً في
المشاكل، بل والأمراض العضوية والنفسية.
ومشكلة مرض فوبيا الزواج مشكلة عميقة تتوارى خلف جدران من الكتمان والخجل والإهمال مع هموم الحياة ومشاغلها، وأحياناً أخرى تنمر ونظرات دونية من المجتمع ككل ليقود مرض فوبيا الزواج إلى الاكتئاب والانعزال.
لذلك فكرت في كتابة كتاب يناقش مرض فوبيا الزواج، وهو أول كتاب عربي يناقش هذه القضية من حيث الأسباب والدوافع والأعراض، والوقاية وكذلك العلاج.
وصفتي كطبيب وخبرتي الطويلة في هذا المجال، وإلمامي بعواطف البشر من خلال قربي منهم كان باعثًاً ملحًاً لعمل هذا الكتاب، وهو الكتاب الطبي السابع والحمد لله بعد سلسلة كتب شهر عسل دائم الأربعة، وكتاب أسرار وخفايا العلاقات الزوجية، وكتاب سكتة قلب، وكتاب خربشات طبيب.
أتمنى أن يكون له الدور الفعال للوقاية وعلاج حالات فوبيا الزواج في مجتمعاتنا العربية.
ولمرضى الفوبيا بكل أنواعه وأشكاله أقول: إياكَ وأن تخاف شيئًا قبل حدوثه، لا تتخيل، واصرِف فِكرك وخوفك عن الغيبيات فهي في عِلمِ الله، واعلم أن البلاء إذا نزل على العبد ينزل معه اللطف، فإذا تصوّرت البلاء قبل أن يقع فقد استقبلت البلاء بدون لُطفٍ، وأهلكت روحك. واجبٌ عليك أن تتيقن أن لك رباً قيوم لا ينام، فاطمئن به، وتوكل عليه، واستبشِر، وتفاءل دائما بالخير.
وكعادتي بالمواضيع الطبية والعلمية أن اقدمها بمحاضراتي وكتاباتي بشكل مبسط وسهل الاستيعاب، وأحياناً أضيف قصصاً لبعض الحالات التي لا انساها والكثير منها من واقع الحياة.
الباحث
د: علي ناصف