الحديد والنار story
الحديد والنار وليد هاشم الفصل الأول: الرسالة (1) كانت عضلاته تؤلمه. هذا كان شعور "كيان" المفضل. الألم يعني أنه ما زال على قيد الحياة، ما زال قادراً على الدفع بجسده إلى أقصى حدوده. في نادي "القوة الذهبية" الخاص به، تحت الأضواء الباهتة قبيل الفجر، لم يكن سوى صوت أنفاسه الثقيلة وصوت الحديد وهو يصطدم. كان هذا عالمه الآمن. هنا، يسيطر على كل شيء. بينما كان يضع الأثقال في مكانها، خلف ظهره مباشرة، سمع ذلك الصوت الخافت جداً. صوت لا يسمعه سوى من تدرب عليه. صوت مظروف ورقي ينزلق على سطح أملس. التفت. لم يكن هناك أحد. فقط المظروف الأبيض الموضوع بمهارة على منضدة الاستقبال. على المظروف، لم يكن هناك اسم. مجرد رمز مرسوم بقلم جاف رفيع: هلال يخترقه سهم. توقف قلب "كيان" لثانية. هذا الرمز. رمز وحدة "النسر" في جهاز الاستخبارات. وحدته القديمة. الرمز الذي أقسم على ألا يراه مرة أخرى بعد أن ترك ذلك العالم للأبد. (2) "يارا" كانت تشعر بأنها ملكة العالم. عرضها التقديمي لتصميم "المتحف المائي" الجديد في الغردقة قد نجح بشكل مبهر. مديرو الشركة هتفوا لها، وزملاؤها صافحوها بحرارة غيورة. كانت كل خططها تسير على ما يرام. بخطوات خفيفة، خرجت من المبنى الزجاجي الفاخر في القاهرة الجديدة متجهة إلى سيارتها. رفعت هاتفها لتهدي والدتها في الإسكندرية. "ماما، نجح...". لم تكمل الجملة. صدمة معدنية هائلة قذفت بها إلى الأمام. سيارة دفع رباعي داكنة اللون صدمت سيارتها من الخلف بعنف. صدمة أخرى، هذه المرة من الجانب، حاصرت سيارتها بينها وبين الرصيف. لم تكن حادثة. كانت عملية. (3) فتح "كيان" المظروف بيد لا ترتعش. بداخله لم تكن هناك رسالة مطولة. فقط صورة واسم. الصورة: لفتاة شابة بشعر بني غزير وابتسامة واثقة تملأ وجهها. تبدو ذكية، ناجحة، لا تعلم شيئاً عن العواصف التي تستهدفها. الاسم: يارا سليم. تحت الصورة، كُتب بخط رفيع جداً: "المعلومات في التصميم. أنقذها قبل أن يصلوا إليها." أنقذها؟ من مَن؟ ولماذا؟ وأي تصميم؟ أسئلة اندفعت في رأسه مثل الرصاص. لكنه لم يكن لديه رفاهية الوقت للإجابة عليها. غريزته التي كُسرت وعُلّبت على مدار سنوات في الجهاز، صحت فجأة. كانت تنذره. الآن. يجب أن تتحرك الآن. اقتنع "كيان" بحقيقة واحدة: من أرسل الرسالة يعرف أنه لن يستطيع رفضها. يعرف أن شرف "النسر" القديم لا يزال ينب
0.00 - 0 Ratings - 0 Reviews
  11    3    3 
Facebook
Twitter
Pinterest
Whatsapp
LinkedIn

Leave a Review

Reviews (0)

No Reviews added yet.

add your review to be the first

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.