قبل أن أبدأ…
اعرفوا هذا أولًا:
هذه القصة ليست كاملة.
وما سأكتبه هنا ليس كل ما حدث،
بل فقط ما استطعت أن أعيشه،
وما علق في ذاكرتي كظلٍ لا يفارقني.
سأروي ما رأته عيوني،
وما اهتزّ له قلبي،
وما لم أستطع أن أنساه، حتى لو أردت.
لكن هناك جزء غائب،
جزء لا أعرف تفاصيله…
ولا حتى إن كان يريد أن يُروى.
لأن في هذه الحكاية،
صوتٌ آخر،
ظلّ آخر،
وذاكرة أخرى…
يسكنها مارل.
مارل كان يرى أكثر،
يعرف أعمق،
يصمت أطول.
ولا أعلم حتى هذه اللحظة إن كان سيتكلم.
ولا متى…
ولا إن كان سيكتب شيئًا من حكايته يومًا ما.
أما أنا…
فقد تعهّدت على نفسي أن أكتب.
أن أروي نصيبي من هذه الحكاية كما هو،
بكل صدق، بكل وجع، بكل حبّ،
دون تزيين،
ودون خوف.
تعهدت أن لا أرحل من هذه الأوراق ويدي خاوية،
أن لا أترك الصمت يربكني بعد الآن،
ولا الذكريات تأكلني في الظلال.
سأكتب،
حتى آخر شعور،
حتى آخر سؤال،
حتى ولو لم تأتِ الإجابات.
ربما يُكمل هو ما بدأته…
وربما لا.
لكنني الآن… أكتب،
كي لا تضيع الحقيقة بين قلبي وقلوبكم.
——————————————————————
مقدمه " حين كنت نافي الصغيره "
أكتب الآن، لا لأتذكّر، بل لأتخفّف.
من كل شيء.
من طفولتي التي لم تكن ناقصة، لكنها لم تكن كاملة أيضًا،
من ذلك الشعور الذي كان يلازمني،
كأنني في مكان مزدحم ولا أحد يراني.
كنت نافي.
فتاة في الثانية عشرة من عمرها،
تعيش بنصف انتباه، ونصف براءة.
عالمها بسيط… لكنه مزدحم بالأغاني، بالألوان، بالضحك الذي يشبه الطيران.
لا تهتم بمظهرها كثيرًا، ينسدل شعرها كما اتفق،
ملابسها تختارها كما تختار الأحلام—عشوائية، صادقة، لا تخضع لقوانين أحد.
لم تكن الجمالَ الذي يتباهى به الآخرون،
كانت الجمال الذي لا يُرى… إلا حين تضحك.
كل ما يشغلها هو لحظة تركض فيها خلف ظلٍّ،
أو تقفز على الرصيف،
أو تغني بصوت منخفض كي لا يوقظ أحدًا في الداخل.
أمها تحبها، لكنها بعيدة،
مشغولة بأخٍ يحتاجها أكثر،
أما نافي… فكانت تنضج بصمت،
تتعلم وحدها كيف لا تبكي كثيرًا،
وكيف تحتضن نفسها دون أن يلاحظ أحد.
ما كانت تعلم أن أحدًا يراقبها…
أن هناك عيونًا تشتعل من غيرتها،
وأن مارل، ذاك الظلّ المختبئ،
كان يرى فيها كل ما لا تفهمه هي عن نفسها.
كانت تظنه مجرد حلم…
حتى جاء الليل،
وكشف لها وجه الحقيقة،
التي لم تكن تعرف أنها كانت تجهلها.
——————————————————
نافي بطلت روايتنا تبلغ من العمر اثنى عشر عاما تعيش حياه بسيطه مع عائلتها الصغيره أبها و امها و اخوتها
نافي شخصيه مرحه جدا و ضحوكه و اجتماعيه بعد الشيء تحب الموسيقى الرسم و التخيل تحب الحيوانات كثيرا لطيفه فتاه مرحه و بريئه فوضويه غير مباليه من الصعب جدا ان نفهم شخصيه نافي وهل ستتغير شخصيه نافي مع احداث القصه ؟ ولكن احداث الروايه سوفه تشرح لنا شخصيه نافي و الأحداث الغريبه و المشوقه التي سوفه تحدث لها وما القدر سيخفي عنها ايضاً ؟ و ماذا سوفه يكون مارل في حياتها ؟ اسئله كثير حتى نافي نفسها قد لا تكون تعرف أجابهتها هنا تبدا قصه نافي
—————————
مارل…
رجلٌ لم أكن أعلم بوجوده حتى صار جزءًا من حياتي.
صامتٌ لكنه يملأ كل فراغاتي بصوته المجهول.
ظِلٌّ غريبٌ يرافقني رغم كل محاولاتي للهرب.
أحبه وأخافه، لا أدري إن كان ملاكي أو شيطاني،
هو لغزٌ لا أستطيع فكّه، لكنه الأثر الذي تركته روحي .،
…