NnN

Share to Social Media

الفصل الثامن

فتحت عينيها ببطء. لم يكن هناك أي أثر لي مركبات او حتى لزيار و لا جنود أو القائد، تسألت لولنا : اين جميع ؟

اجبها صمت عميق.

سادت حالة من الغموض، وبدأت تشعر وكأنها سقطت في فخ لا مفر منه. الأجواء كانت مشحونة بالتوتر، عندما استقرت المركبة، انقطع الصوت، وعمّ الصمت. فتحت لوانا عينيها ببطء، مدهوشة من الظلام الذي يحيط بها

ضغطت على زر الفتح، وأصدرت الأبواب صريرًا خافتًا أثناء انفتاحها .خرجت لوانا من المركبة، وواجهت مشهدًا مروعًا. كان كوكب الأرض قد تحول أمامها، انتشرت المباني الشاهقة، مصنوعة من الفولاذ الأسود والخرسانة، تتعالى نحو السماء الملبدة الغيوم. كانت الأسطح مغطاة بأجهزة استشعار وأبراج مراقبة، تراقب كل حركة. الأضواء الساطعة تنبض في كل مكان، تبعث شعورًا بالخوف والترقب.

الجنود كانوا يتنقلون بحماس، يرتدون دروعًا عاكسة، يحملون أسلحة حديثة، تتألق تحت الأضواء. أصواتهم

كانت تتردد في الهواء، مختلطة بأصوات الآلات التي تعمل بلا كلل. كان هناك إحساس بالتنظيم الدقيق، وكأن كل شيء هنا مُعد للحرب

وفي الأفق، كانت الطائرات الحربية تحلق بارتفاعات منخفضة، تصدر صوتًا مدويًا يخترق سكون المكان.

المركبات المدرعة كانت تتحرك على الأرض، مغطاة بالتراب، كأنها جزء من هذا الدمار.

الضباب كان يغلف المكان، يضيف لمسة من الغموض ويجعل الرؤية صعبة. كلما نظرت بعيدًا، شعرت بأن شيئًا ما يختبئ في الظلال، كما لو أن العالم يخفي أسرارًا لا تريد لوانا أن تكتشفها.

تقدمت لوانا بخطوات حذرة الى شارع الطبي نحو المشفى، قلبها ينبض بالحماس والقلق في آن واحد. كانت تعرف أن صديقتها تون تعمل هناك، وكانت تأمل أن تجدها،اتجه نحو المشفى، عندما اقتربت، لاحظت أن المبنى كان يعاني من الدمار. النوافذ محطمة، والأبواب متصدعة، وكأن الزمن قد ترك عليه بصماته القاسية. لم يكن هناك أي صوت، فقط صدى خطواتها على الأرض المملوءة بزجاجات المكسِوره. دخلت من باب جانبي، ووجدت نفسها في ممر طويل، كانت جدرانه مغطاة بالصدأ والأوساخ. الأضواء كانت خافتة، وكأن المكان يتنفس ببطء، يحتفظ بأسراره في ظلامه "تون!" نادت لوانا بصوت مرتفع، لكن لم يكن هناك جواب. تملّكها شعور بالقلق، وبدأت تستكشف المكان توجهت نحو غرفة كانت تحتوي على لافتة مكتوب عليها "مخزن الأدوية". عندما فتحت الباب، صدمت بما رأته. كانت الغرفة مظلمة ومليئة بالعلب المهجورة، بعضها مكسور، والبعض الآخر ما زال يحتفظ بمظهره القديم. تقدمت داخل الغرفة، وبدأت تتفحص المكان. كانت هناك صناديق متروكة، وبعضها مفتوح، تحتوي على زجاجات صغيرة وأدوية لم تعد تُستخدم.

وفي الزاوية، لمحت ظلًا يتحرك. "تون!" صاحت مجددًا، عازمة على العثور على صديقتها فجأة، ظهرت تون من خلف أحد الصناديق، عيونها متسعة بدهشة. "لوانا! كيف وصلتِ إلى هنا؟" احتضنتها لوانا بقوة، ودموع الفرح تتلألأ في عينيها. "كنت قلقة عليك! لم أستطع العثور على أحد."

ابتسمت تون، لكنها بدت منهكة. "لقد كان الوضع هنا صعبًا. لكننا نعمل على البقاء."

تون، ماذا حصل هنا؟" سألت لوانا، عينيها تتأملان صديقتها التي بدت مرهقة لكن قوية. تنهدت تون، وأخذت لحظة لتجمع أفكارها. "لقد كانت السنة الماضية كابوسًا. بعد ان سيطرت مجرت جاسا، تغير كل. تنهدت تون بعمق، وعيناها تعكسان مشاعر القلق. "لقد كانت السنة الماضية كابوسًا. بعد اختفائك، "اختفائي؟" تكررت لوانا، مذهولة. "ماذا تعني؟"

"نعم،" أكدت تون، وبدت عاطفية. "لقد اختفيت لمدة عام كامل. كنا نبحث عنك في كل مكان، لكن لا أثر لك. كنت أعتقد أنني فقدتك للأبد." شعرت لوانا بصدمتها تتزايد. "عام كامل؟ كيف يمكن أن يكون ذلك؟" "بعد ما "لم أكن أعلم،" قالت لوانا، وهي تشعر بضغط الكلمات. "كنت أسيره ثم قرارو تجندي. لم أفهم ما حدث في بداية لكن تمسكت بذلك لحميتك تون.

"" في وقت الحاضر

"" الان

في صباح يوم مشمس، اجتاحت الأجواء حالة من التوتر والترقب. كانت الشائعات تدور في كل مكان، لكن لم يكن أحد يتوقع ما حدث لاحقًا. كانت سيطرة جم على كوكب الأرض قد أصبحت واضحة، رغم أنها كانت مخفية لوقت طويل.

عندما أعلن جم عن استيلائه الرسمي على الأرض، كان المشهد مثيرًا. تجمع الناس في الشوارع، عيونهم تتطلع نحو الشاشة العملاقة التي عرضت خطاب القائد. كان يتحدث بثقة، يعلن نفسه ملكًا على الأرض، ويُظهر قوته أمام الجميع.

"لقد حان الوقت لتوحيد الأرض تحت رايتنا!" صرخ، بينما كانت الأعلام ترفرف في الخلفية، تعكس هيمنة جم. الكاميرات كانت تلتقط كل لحظة، وكان هناك شعور بأن هذا الإعلان هو بداية عهد جديد.

لكن، على الرغم من هذا الهجوم العلني، كانت السيطرة قد بدأت في الخفاء. كانت هناك عمليات اختراق وتلاعب، حيث تم تهميش المعارضين والقضاء على أي مقاومة قبل أن تتبلور.

المدن كانت قد بدأت تتكيف مع هذا الواقع الجديد، والجنود كانوا يتجولون في الشوارع بلا خوف، عيونهم تراقب كل شيء. لم تكن هناك مقاومة تذكر، فقد تم إخضاع الناس لسيطرة جم بسلاسة، وكأنهم كانوا في انتظار هذا اليوم.

ومع ذلك، كان هناك شعور غريب بالتسليم. الناس كانوا يمضون في حياتهم اليومية، ولكن بقلوب مليئة بالخوف والقلق. كان هناك من يؤمن بأن هذه السيطرة ليست سوى بداية النهاية، بينما كان آخرون يتطلعون إلى مستقبل غير مؤكد تحت حكم الملك الجديد.

في تلك اللحظة، أدرك الجميع أن الأرض قد دخلت مرحلة جديدة، وأن عليهم التكيف مع هذا الوضع، حتى لو كان ذلك يعني العيش في ظل سيطرة جم.

أعدك، سأعيد كل شيء كما كان،" قالت لوانا، عازمة في صوتها.

تون نظرت إليها بصدمة، ثم ابتسمت. "كيف ستفعلين ذلك؟"

"لا أستطيع أن أقول لك كل التفاصيل الآن، لكن لدي شعور قوي بأن هناك طريقة،" أجابت لوانا، عازمة على استعادة ما تم فقدانه.

"أحتاج إلى مساعدتك،" قالت تون، عينيها تلمعان بالأمل. "معًا، يمكننا أن نعيد الأمل إلى الناس."

"نعم،" أكدت لوانا، عازمة على إحداث تغيير. "سنبني نظام دعم من جديد. سنعيد الحياة إلى الأرض."

تون أومأت برأسها، محاطة بشعور من التفاؤل. "وأنا سأكون معك في كل خطوة. لن أتركك وحدك مرة أخرى."

"أعدك،" همست لوانا، "سأعيد كل شيء، حتى أنت ستعودين إلى الحياة التي كنت تعيشينها."

تبادلا نظرات مليئة بالعزم والأمل، وعرفتا أن الطريق سيكون صعبًا، لكن معًا، كانتا قادرتين على مواجهة أي تحد.

"لنبدأ،" قالت تون، متحمسة. "فلنستعد لما هو قادم."

وفي تلك اللحظة، شعرت لوانا بأنها ليست وحدها، وأن كل شيء ممكن إذا عملتا معًا.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.