صفراءٌ خريفية

تلك الورقة الصفراء الخريفية المنشأ كانت أبهى حِلَّة وصِدقاً مِمَّا ستراني عليه الآن، لو استطعت الولوج إلى داخلي و قراءتي عن قُربٍ!

أنا التي حاربتُ الدُّنيا بأكملها وقامت بالنجاحِ في ميدانِ معاركها، بل إنني أخذت جميع ما أملك من يد الحياةِ بِقوَّةٍ و  ثقة تامَّة أنني قادرة على فعلها مهما بدا الأمر شائكاً أو       مستحيلاً.

تلك اللحظة الفاصلة التي جعلتْ مني فارسة ومُحاربة شرسة، قبلها كنتُ طفلةً صغيرةً تركضُ بين حقول الياسمين مُحبَّة للناس من حولها.

مازلت أذكر السقوط الأول لي، اللحظة التي كُسِرَ قلبي أمام أعيني دون قدرتي على البُكاء أو أحقيتي بالصراخ.

كُنتَ آنذاك حُلمي الوحيد الذي رافق طموحي في إكمال دراستي، حتى أنني لم أطلب من الحياة شيئاً سواكَ أنت.

غنيَّةٌ بِكَ أنت و بِحُبِّك كما لم أفعل بعدها، وأعلم جيداً بأنَّ ذاك السقوط كان الأقوى والذي قام بتغييري بشكل كبير.

بعدَكَ لم أعد أؤمن بالحبِّ وإن كتبتُ عنهُ الكثير والكثير.

كاذبةٌ أنا مُحترفة في طرقاته ومبادئه، صدقني الناس وبدوري صدقتُ كذبتي!

توالت الصفعات وربما السقوط لمرات عديدة، لكنني في كُلِّ مرة كنتُ أنهض بأسرع مما توقعتُ أن أفعل.

حتى أنني ما عدتُ أشعر بالمرارة والألم جرَّاء خيبة أو      فشل، أقابل كل شيء بابتسامة هادئة وخطوات ثابتة،.      بعض الخيارات تُعلَّمنا أن كل شيء يهونُ بعدها..

إلى هذا الحدِّ من الجنون جعلني الأمر أعلم أن الورقة الهشَّة تلك كانت أقوى وأكثر حُريَّة مني، هي اختارت السقوط في شهر أيلول تحديداً والسفر نحو المجهول، أما أنا كُلَّما غمرَني شعاع الشمس وبريقها، ازدادت المسافات ضيقاً،       وجعلتُ ممحاتي أداةً لي أستخدمها أكثر من القلم..

لذلك إذا أردت أن تقرأني، عليك أن تجدَ ما بين السطور، ما بين الشمسِ وظِلِّها هُنا تكمُنُ الحقيقة الوحيدة التي منها.   أكون.


 


 


مروة القباني



مشاركة:
فيسبوك تويتر بنترست واتساب لينكدان

0 تعليقات

اكتب تعليق

مقالات متعلقة

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.