الكثير منا يسيطر عليه أحساس بأن يتمني أن كان يحلق للسماء العالية قفزا ليرتفع عن همومه وأحزانه؛ تاركا أياها لعلها تجد سبيل لحلول عجزنا أن نجد لها سبيل ؛ فالهموم والأحزان أصبحت كالجبال ثقال تجثم علي القلوب والأفئدة والأرواح والأنفس ؛ فرائحة اليأس والأحباط أصبحت تزكم أنوف الروح ما بين أخبار مفزعة عن أوباء قادمة أو كارثة بيئية محتملة أو مجاعات نتيجة أنهيار أقتصاديات دول أو صراعات وغلاء معيشة وصعوبة حياة وتصاعد أسعار وهبوط همم وعزائم ؛ لتجعلنا نلتفت ونتساءل في أعماقنا ما سبب كل تلك الهموم والبلاء والأبتلاءات المتلاحقة التي لا تعطينا قدر من الهدنة أو أستراحة للنفس أليس الله قائلا في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم " ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت " صدق الله العظيم فيخلف في النفس مجادلة وعتاب خفي علي أستحياء للخالق عز وجل بأنه لا يكلفنا بما هو أكثر من طاقتنا وأحتمالنا فلماذا كل تلك الأبتلاءات تجثم علي صدورنا؟!!! وللأجابة علي هذا العتاب نستعيذ بالله منه كما نستعيذ من وسوسة الشيطان والنفس .. ببساطة نحن من نثقل كاهلنا بأحمال لم يقدرها لنا الله فنجعل الحياة في أعيننا بالغة السواد وتضيق بما يتخطي حجم وضيق عين سم الخياط أو الأبرة ؛ نحن ننظر إلي الحياة بمنظور ملئ باليأس والأحباط وكأننا نقطف همومنا ونحصدها جميعا في نفس ذات الوقت ونضعها في سلة ثقيلة وزنها كأحجار الأهرامات الثلاثة مجتمعة لنحملها فوق ظهورنا ونشتكي ونبكي ونرثي حالنا علي تحملنا ما يفوق طاقتنا وأحتمالنا ؛ غافلين أننا بأيدينا وسواعد أفكارنا نضخم الأحزان والهموم لنحصد شقاء وألم وقهر كناتج لما بدرته وزرعته أنفسنا ؛ نسعي لتحسين معيشتنا بما يثقل كاهلنا فيذهب البعض لطريق الأقتراض بفوائد لشراء سيارة من أفخم وأحدث الموديلات أو أقتناء شاليه بأحدي المنتجعات السياحية وتتوالي علينا الديون والأقساط فتتسبب في أفلاسنا وتعرض الكثير لشبح الحبس وقيد الحرية لعدم سداد المديونية ؛ ونتباكي علي أحوالنا المتردية ونغفل علي ما صنعته أيدينا ؛ كذلك نصعب الحياة علي غيرنا بانتقادنا لسلوك الغير وتصرفاتهم وكأننا ملائكة تحلق وترفرف فالسماء متغافلين أننا أيضا من بني البشر ونحمل من العيوب ما يملىء المحيطات والبحور؛ وقد ندفع البعض لتذوق الآلآم ومرارة وأحساس بالقهر فيكتمون تلك الأحاسيس بداخلهم ليحترقوا بها بالبطيء أو قد يدفع البعض ثمن باهظ بازهاق أرواحهم انتحارا بغرض الخلاص ؛ أتذكر منذ سنوات طوال كنت أعاني من علة ألمت بي مخلفة لدي الآلآم ما أنزل الله بها من سلطان وقد أعياني اللحاق بقطار الكشف لدي العديد من الأطباء في مجالات شتي ؛ ولكن دون جدوي أو معرفة لتشخيص دقيق لتلك العوارض المتزايدة ؛ وكنت وقتها بصحبة والدي رحمة الله عليه بأحدي العيادات الخارجية الملحقة لمستشفي ذو اسم عريق في منطقة مصر الجديدة نتابع حالة السكر فهو كان يعاني من مرض السكر وعاني أشد المعاناة من آثاره حتي وفاته عظم الله أجره وحسناته عما عاناه ولقاه؛ لفت أنتباهي لافتة أنيقة وقد خطت عليها جملة " أعصاب باطنة " وذهلت لبرهة من الزمن حتي تشككت في قوة نظري وأبصاري فهذا التخصص لم يمر أبدا أمامي وانتابتني حالة وأحساس بالجهل وأسرعت للممرضة التي أصبحنا أبي وأنا وأياها معرفة فكانت ترتسم البسمة علي محياها عند زيارتنا العيادات لترحب بأبي رحمة الله عليه قائلة : " أهلا يا حاج محمد " ؛ وتحدثت إليها عن صحة ما قرأته علي اللافتة أم ما هو محض تهيؤات أصابتني وتؤهلني لدخول مشفي العباسية في الحال؛ فأجابت ضاحكة بأنها حقيقة وليست خيال فأسرعت بالحجز للكشف لأجد ملاك رحمة طبيبة متوسطة العمر ذو محيا يفيض بالجمال والرحمة والنورانية ابتسامتها وترحيبها الحار أفقدني النطق والذاكرة لأتذكر أعراض ما أشكو منه ؛ وتحدثت معي باستفاضة عن الآلآمي قائلة : " أنت تعاني من داء التفكير الزايد وأنك بتجمعي كل المشاكل بعقلك دفعة واحدة لتجدي لها الحل السريع والأكيد وهذا مستحيل ؛ يا بنتي يا حبيبتي أي معادلة رياضية بتتكون من مجهولين علشان نقدر نحلها لكن لو احتوت أكتر من مجهولين يستحيل حلها ؛ لذلك أختاري دايما المهم فالأهم مشكلتين مهمين جدا ويستوجب حلهما وألغي عقلك عن التفكير في أي مشاكل آخري لحين انتهاءك من حلها ده جزء من علاجك لأنك بتكظمي غيظك ولا تعبري عنه ومع التراكمات جسمك بقي بيعبر عن سخطه وأستياؤه فبيعبر عن ده بشكل ألم عضوي كتعبير عن الأحتجاج وأجبارك علي عدم تكرار كظم الغيظ والمشاعر السلبية اللي بتتعرضي ليها " الخلاصة " أنظروا للحياة بنظرة تفاؤل دعوا الأحباط واليأس جانبا عندما ننظر للأمور بمنظور إيجابي سنجلب مظاهر الأيجابية كالفرح والبشر والسرور لأنفسنا وأن نظرنا إليها بمنظور سلبي سنجلب مظاهر السلبية من تعاسة وأحباط ورؤية ضبابية تصل لرؤية مظلمة للأمور والحياة " وختاما دعونا نتذكر كلمات أغنية بديعة تغني بها المبدع والملحن الرائع الشيخ سيد مكاوي طربا وهي ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة .. حلاوتها لما تصفى لي أنا وإنتوا واللي في بالي يبقالي وجه مرغوبي وكفاية وجه محبوبي والباقي كلو يتساوى ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة وما دام الدنيا ماهيش دايمه وقيامه على العالم قايمة .. حلوها وافرحوا بيها والطيب اعملوه فيها .. أحباب والأنس يجمعنا لافراق ولاغدر ولاعداوة .. ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة خلوها حلوة يابنات خلوها حلوة ياجدعان .. املوها سرور وإبتسامات تلقوها جنة رضوان وتدومي علينا ياحلاوة فوقنا وحوالينا ياحلاوة آه واللي يحبونا ياحلاوة واللي ويانا ياحلاوة آه وتدومي علينا ياحلاوة فوقنا وحولينا ياحلاوة آه واللي يحبونا ياحلاوة واحنا وأهالينا ياحلاوة ياحلاوة ياحلاوة ياحلاوة ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة كلمات: بيرم التونسي ألحان: زكريا احمد بقلم : رشا سالم
الكثير منا يسيطر عليه أحساس بأن يتمني أن كان يحلق للسماء العالية قفزا ليرتفع عن همومه وأحزانه؛ تاركا أياها لعلها تجد سبيل لحلول عجزنا أن نجد لها سبيل ؛ فالهموم والأحزان أصبحت كالجبال ثقال تجثم علي القلوب والأفئدة والأرواح والأنفس ؛ فرائحة اليأس والأحباط أصبحت تزكم أنوف الروح ما بين أخبار مفزعة عن أوباء قادمة أو كارثة بيئية محتملة أو مجاعات نتيجة أنهيار أقتصاديات دول أو صراعات وغلاء معيشة وصعوبة حياة وتصاعد أسعار وهبوط همم وعزائم ؛ لتجعلنا نلتفت ونتساءل في أعماقنا ما سبب كل تلك الهموم والبلاء والأبتلاءات المتلاحقة التي لا تعطينا قدر من الهدنة أو أستراحة للنفس أليس الله قائلا في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم " ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت " صدق الله العظيم فيخلف في النفس مجادلة وعتاب خفي علي أستحياء للخالق عز وجل بأنه لا يكلفنا بما هو أكثر من طاقتنا وأحتمالنا فلماذا كل تلك الأبتلاءات تجثم علي صدورنا؟!!! وللأجابة علي هذا العتاب نستعيذ بالله منه كما نستعيذ من وسوسة الشيطان والنفس .. ببساطة نحن من نثقل كاهلنا بأحمال لم يقدرها لنا الله فنجعل الحياة في أعيننا بالغة السواد وتضيق بما يتخطي حجم وضيق عين سم الخياط أو الأبرة ؛ نحن ننظر إلي الحياة بمنظور ملئ باليأس والأحباط وكأننا نقطف همومنا ونحصدها جميعا في نفس ذات الوقت ونضعها في سلة ثقيلة وزنها كأحجار الأهرامات الثلاثة مجتمعة لنحملها فوق ظهورنا ونشتكي ونبكي ونرثي حالنا علي تحملنا ما يفوق طاقتنا وأحتمالنا ؛ غافلين أننا بأيدينا وسواعد أفكارنا نضخم الأحزان والهموم لنحصد شقاء وألم وقهر كناتج لما بدرته وزرعته أنفسنا ؛ نسعي لتحسين معيشتنا بما يثقل كاهلنا فيذهب البعض لطريق الأقتراض بفوائد لشراء سيارة من أفخم وأحدث الموديلات أو أقتناء شاليه بأحدي المنتجعات السياحية وتتوالي علينا الديون والأقساط فتتسبب في أفلاسنا وتعرض الكثير لشبح الحبس وقيد الحرية لعدم سداد المديونية ؛ ونتباكي علي أحوالنا المتردية ونغفل علي ما صنعته أيدينا ؛ كذلك نصعب الحياة علي غيرنا بانتقادنا لسلوك الغير وتصرفاتهم وكأننا ملائكة تحلق وترفرف فالسماء متغافلين أننا أيضا من بني البشر ونحمل من العيوب ما يملىء المحيطات والبحور؛ وقد ندفع البعض لتذوق الآلآم ومرارة وأحساس بالقهر فيكتمون تلك الأحاسيس بداخلهم ليحترقوا بها بالبطيء أو قد يدفع البعض ثمن باهظ بازهاق أرواحهم انتحارا بغرض الخلاص ؛ أتذكر منذ سنوات طوال كنت أعاني من علة ألمت بي مخلفة لدي الآلآم ما أنزل الله بها من سلطان وقد أعياني اللحاق بقطار الكشف لدي العديد من الأطباء في مجالات شتي ؛ ولكن دون جدوي أو معرفة لتشخيص دقيق لتلك العوارض المتزايدة ؛ وكنت وقتها بصحبة والدي رحمة الله عليه بأحدي العيادات الخارجية الملحقة لمستشفي ذو اسم عريق في منطقة مصر الجديدة نتابع حالة السكر فهو كان يعاني من مرض السكر وعاني أشد المعاناة من آثاره حتي وفاته عظم الله أجره وحسناته عما عاناه ولقاه؛ لفت أنتباهي لافتة أنيقة وقد خطت عليها جملة " أعصاب باطنة " وذهلت لبرهة من الزمن حتي تشككت في قوة نظري وأبصاري فهذا التخصص لم يمر أبدا أمامي وانتابتني حالة وأحساس بالجهل وأسرعت للممرضة التي أصبحنا أبي وأنا وأياها معرفة فكانت ترتسم البسمة علي محياها عند زيارتنا العيادات لترحب بأبي رحمة الله عليه قائلة : " أهلا يا حاج محمد " ؛ وتحدثت إليها عن صحة ما قرأته علي اللافتة أم ما هو محض تهيؤات أصابتني وتؤهلني لدخول مشفي العباسية في الحال؛ فأجابت ضاحكة بأنها حقيقة وليست خيال فأسرعت بالحجز للكشف لأجد ملاك رحمة طبيبة متوسطة العمر ذو محيا يفيض بالجمال والرحمة والنورانية ابتسامتها وترحيبها الحار أفقدني النطق والذاكرة لأتذكر أعراض ما أشكو منه ؛ وتحدثت معي باستفاضة عن الآلآمي قائلة : " أنت تعاني من داء التفكير الزايد وأنك بتجمعي كل المشاكل بعقلك دفعة واحدة لتجدي لها الحل السريع والأكيد وهذا مستحيل ؛ يا بنتي يا حبيبتي أي معادلة رياضية بتتكون من مجهولين علشان نقدر نحلها لكن لو احتوت أكتر من مجهولين يستحيل حلها ؛ لذلك أختاري دايما المهم فالأهم مشكلتين مهمين جدا ويستوجب حلهما وألغي عقلك عن التفكير في أي مشاكل آخري لحين انتهاءك من حلها ده جزء من علاجك لأنك بتكظمي غيظك ولا تعبري عنه ومع التراكمات جسمك بقي بيعبر عن سخطه وأستياؤه فبيعبر عن ده بشكل ألم عضوي كتعبير عن الأحتجاج وأجبارك علي عدم تكرار كظم الغيظ والمشاعر السلبية اللي بتتعرضي ليها " الخلاصة " أنظروا للحياة بنظرة تفاؤل دعوا الأحباط واليأس جانبا عندما ننظر للأمور بمنظور إيجابي سنجلب مظاهر الأيجابية كالفرح والبشر والسرور لأنفسنا وأن نظرنا إليها بمنظور سلبي سنجلب مظاهر السلبية من تعاسة وأحباط ورؤية ضبابية تصل لرؤية مظلمة للأمور والحياة " وختاما دعونا نتذكر كلمات أغنية بديعة تغني بها المبدع والملحن الرائع الشيخ سيد مكاوي طربا وهي ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة .. حلاوتها لما تصفى لي أنا وإنتوا واللي في بالي
يبقالي وجه مرغوبي وكفاية وجه محبوبي والباقي كلو يتساوى
ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة وما دام الدنيا ماهيش دايمه وقيامه على العالم قايمة ..
حلوها وافرحوا بيها والطيب اعملوه فيها .. أحباب والأنس يجمعنا لافراق ولاغدر ولاعداوة ..
ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة خلوها حلوة يابنات خلوها حلوة ياجدعان ..
املوها سرور وإبتسامات تلقوها جنة رضوان وتدومي علينا ياحلاوة فوقنا وحوالينا ياحلاوة آه واللي يحبونا ياحلاوة واللي ويانا ياحلاوة
آه وتدومي علينا ياحلاوة فوقنا وحولينا ياحلاوة آه واللي يحبونا ياحلاوة واحنا وأهالينا ياحلاوة
ياحلاوة ياحلاوة ياحلاوة ياحلاوة الدنيا ياحلاوة ياحلولو ياحلاوة كلمات: بيرم التونسي ألحان: زكريا احمد بقلم : رشا سالم