⚡عقار أتلفه الهوي⚡

أشرقت شمس الله ببهاءها لتنير سماؤه وبحره ؛ لتزقزق العصافير مغردة تنبأ ببزوغ يوم جديد لبني الأنسان ؛ فمنهم من أقام ليله وصل صلاته لفجر يوم مبارك جديد تتهلل له الأنفس لمد الله لها بعمر جديد؛ ومنهم أستغرق في نوم عميق بعد ليلة مسهدة عيونها جراء اللعب علي هاتف محمول أو ما يسمي بالهاتف اللوحي ؛ أو منهم من يستعد بالأستيقاظ للذهاب إلي مقر عمله وباب من الله عليه كمصدر لرزقه لتتناثر روائح المشروبات التقليدية وطعام أفطار بسيط قبل التوجه للعمل؛ وعندما دقت عقارب الساعة لتنبأ بتمام الساعة الثامنة صباحا في الحي الراقي بعروس البحر الأبيض المتوسط الأسكندرية بشارع من الشوارع التابعة لحي المنتزة مقصد للسكان من أهل أسكندرية وعشق المصطافين للأستئجار بها ؛ وبعقار بأحد شوارعها المطلة علي البحر أدرك من أستيقظ بالعقار في حينها أو يتقلب في فراشه أصوات مخيفة تشبه الطقطقات لتمتليء القلوب رعبا من زحف سريع لشروخ سريعة بالحوائط الحاضنة لسكانها كزحف ثعابين غادرة لتشق الحوائط شقا بهجومها المباغت ؛  لتسرع فتاة صارخة مناديه لوالدتها وزوج الوالدة وشقيقها بأن هناك شيء مخيف يحدث وأسرعت تحتضن شقيقاتها الصغيرتان لتخرجهن من هذا المصير المخيف والذي يبث في النفس الرعب وفزع يدوم فيتوقف عندها العقل من هول ما يحدث وبشكل غير متوقع أو يتم التنبأ به ؛ وأسرعت الفتاة صارخة مستنجدة تنادي علي أمها وباقي أسرتها للإسراع بالهروب من تلك الشروخ القاتلة لتحدث الكارثة فأنبوب الغاز المثبت أعلي باب المسكن حدث به ألتواء حاد ليمنع الفتاة من فتح باب النجاة وصارعت هذا المعوق الخفي لتنجح في فتحه وتسرع لنجدة الشقيقات الصغيرات لتصرخ بأسم أمها وشقيقها للحاق بها والنجاة لتصدم صدمة عمرها فلقد رأت أمها للمرة الأخيرة ؛ أنهارت غرفة الأم وغرفة شقيقها الذي لم يستطع أن يفتح باب غرفته لتودعهم صارخة وهم يتهاووا تحت وطئة أسقف المنزل لتأخذهم للهاوية .
وأسرعت لأسفل بشقيقاتها لعلها تلحق بأمها ولا تحرم من رؤية وجهها هي وشقيقها وأنهار ثلث العقار ليحدث صوت مرعب لتطيح الأنقاض بأحلام أسر بفرحة قدوم عيد الأضحي ليسعدوا فيه وبه أجمعين ؛ أنهار جزء من العقار علي من كان يقطن بداخله ويعيش بين جدرانه تستره وتحميه ؛ كارثة بكل المقاييس ليتم تداول الأتهامات بين أن هناك من قام ببناء دور مخالف وتم تحرير محضر له بذلك وتم أيقاف أعمال البناء ظاهريا إلي جانب خراب ضمير أحدهم ليفتتح ملهي ليلي ويزيل أعمدة لتوسعة المكان وكأنه قام بعمل تعطيل كامل لضميره في مقابل هواه وأهواءه لتتحكم به شهوة حب جني الأموال عابئ لأي عواقب أو كوارث تنتج من تلك الأفعال .
نحن أمام كارثة تتكرر علي مر الأشهر والسنوات لتضج الأقلام والحناجر صارخة بما يحدث الآن ووقت وقوع الحدث الجلل  وأن خراب الذمم والضمائر والفساد دائما يكون للكارثة هو العنوان ؛ وتطوي الأيام الأحداث الدامية والمحزنة والتي تعتصر القلوب حزنا لتختبيء داخل آبار النسيان لتتصاعد بعدها أحداث جديدة وتنهمر الدموع من محاجر القلوب وهكذا حزن وتفاعل ثم يطوي بطي النسيان ؛ ويبقي خراب الذمم والضمائر والفساد هو حقيقة كل عصر وأوان ؛ وعدم الضرب بيد من حديد علي كل فاسد مهما كان  هو المسئول الاول عن تلك الأحداث والأحداث التالية علي مر العصور والأزمان
بقلم / رشا سالم

 



مشاركة:
فيسبوك تويتر بنترست واتساب لينكدان

0 تعليقات

اكتب تعليق

مقالات متعلقة

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.