أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل

جبال أيرلندا -1464م
وقف الكاهن الاكبر أوليستر مرتعبًا أمام شلال النار العظيم وهو ينظر إلى ذلك الظل الأسود العملاق الذي يتحرك أمامه ويقول بصوته الشبيه بالرعد:
-عليك أن تشعر بالعار، لقد خذلت السيد أنت وأعوانك.
الكاهن أوليستر:
- أنا أطلب المغفرة من السيد، فما حدث كان بسبب خيانة أحد أفراد جماعتي ونحن الأن مهددون بالموت، ففرسان الملك يحاصرون قريتنا.
الظل:
– إن جزاء فشلكم في المحافظة على البوابة العظمى هو الموت ولكن السيد مازال بحاجة إليكم، لذلك سيبقي على حياتكم.
الكاهن أوليستر:
– ونحن فى خدمة السيد بحياتنا.
الظل:
- السيد يأمركم بحماية جسده الفاني المقدس والإنتقال إلى موقع البوابة الثانية لتحموه بحياتكم أنتم وأبنائكم وأحفادكم وتنتظروا عودة السيد بعد خمسمائة عام ولكي لا تحدث خيانة من قبلكم مرة أخرى ستمرون جميعكم من خلال نيران الكراهية المقدسة حتى يتم تصفية من لا يحمل الولاء للسيد وأما المخلصون فقط هم من سيستطيعون العبور من خلال نار الكراهية التي ستحملكم إلى موقع البوابة الثانية في أقصى وأبعد مكان في الأرض وستخفون حقيقتكم عن العالم البشري ولن يعلم أحد شيئًا عنكم وعن مكان البوابة الثانية والجسد المقدس حتى يحين الوقت ويعبر السيد إلى عالمكم.
الكاهن أوليستر:
–نحن وأولادنا وأحفادنا في خدمة السيد وسنخدمه حتى نهاية الأيام.
اختفى الظل شيئا فشيئا حتى تلاشى ثم استدار الكاهن أوليستر ليواجه قبيلته التي تتكون من رجال ونساء وأطفال كلهم يدينون بالولاء لسيد الظلام الذي سيطر على عقولهم وعقول أجدادهم منذ قرون ليجد من يخدمه في عالم البشر.
قال الكاهن أوليستر بصوت مرتفع مخاطبًا قبيلته:
- إن السيد قد غفرلنا وأسند إلينا مهمة حماية جسده المقدس و يأمرنا بالإنتقال لموقع البوابة الثانية من خلال شلال النار، فقط المخلصون هم من سيتمكنون من العبور.
صاح افراد القبيلة بصوت واحد:
-نحن خدام السيد المخلصين.
ثم تقدموا جميعا رجال ونساء وأطفال بخطى ثابتة نحو شلال النار المقدس واختفوا جميعا تحت نيرانه.
في الوقت ذاته وقف الكونت شون إليون وسط فرسانه ينظر إلى الكهف الجليدي العملاق ثم أتى بعض الرجال من داخل الكهف وانحنى أحدهم بإحترام قائلا:
-مولاي لقد أقدموا جميعهم على الإنتحار داخل نيران الجبل.
عقد الكونت شون حاجبيه مستغربا وقال:
- هل رايت جثثهم؟
الفارس:
- لقد أذابت النيران أجسادهم ولم يتبقى منهم أى اثر.
قال أحد الرهبان كان يقف بجوار الكونت شون:
- لقد ذهبوا وراء سيدهم إلى الجحيم يا مولاي، ولا اعتقد أن ابن الشيطان هذا وأتباعه سيعودون مرة أخرى قبل خمسمائة عام على الأقل هكذا ذكر الأمر في كتابهم المقدس.
أومأ الكونت شون برأسه متفهما ثم قال:
- بعد خمسمائة عام لن تكون مشكلتنا نحن، ونشكر الرب أننا استطعنا منع ذلك الشيطان من الإنتقال لعالمنا وبسط مملكته على الارض.
ثم أشار إلى كبير فرسانه وقال:
–اهدموا هذا الكهف واتركوا رسالة للأجيال القآدمة لتحذيرهم.
ثم شرد بذهنه وقال:
-لإن لم يرحمهم الرب ستكون نهايتهم.
ثم انطلقوا جميعا مغادرين بعد أن أتموا مهمتهم التي وقعت مسؤليتها على عاتقهم في ذلك الوقت.
*****
صحيفة الإتحاد عام 1963
–بلفاست– إيرلندا الشمالية.
ذوبان مفاجىء للجليد في إحدى مناطق الجبال الجليدية شمال البلاد مما أدى إلى اكتشاف شلال قديم متجمد، يقول العلماء أنه يعود إلى أحد البراكين التي كانت نشطة منذ خمسمائة عام. الغريب في الأمر أن العلماء عثروا على لوحة جدارية عملاقة تم نقشها على جدران الجبل الذي بداخله الشلال وإليكم ترجمة نصوص اللوحة:
(أنا الكونت شون إليوت خآدم الرب المخلص ومنفذ كلمته ومشيئته في البلاد قد تمكنت من التوصل إلى حقيقة أمر جماعة خدم الشيطان وقمت بمطاردتهم واستئصال شأفتهم وإحباط مخططهم المزعوم بإعادة أمير الظلام ليحكم الأرض مرة أخرى. وعندما قمت بمحاصرة مكانهم المقدس عند شلال النار في جبال ديرن شمال البلاد قاموا جميعا بالإنتحار عبر إلقاء أنفسهم داخل نيران الجبل مما جعل النيران تأكلهم عن بكرة أبيهم ولم تترك لهم أي أثر.
أترك هذه الرسالة للأجيال القآدمة حتى يقضوا على هذه الجماعة المهرطقة إذا ظهرت مرة اخرى.
خآدم الرب الكونت شون إليوت).
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.