أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل

كان يجلس يوسف والعم فرج صامتين ينظران إلى بعضهما البعض بتعجب، قال العم فرج:
_لا أستطيع أن أحتفظ بها هنا، ولا حتى إرسالها للمستشفى أو إخبار الشرطة؛ فنحن لا ندري ما هي قصتها، في رأيي أن تأخذها معك إلى المنزل.
.....هل تعتقدين أنه بإمكانك قتلي، يبدو أنك فقدتِ عقلك يا سما.
_لا أرجوك يا شريف أن تعفو عني، لن أفكر حتي في إيذائك، أرجوك لا أريد الموت، اتركني أرحل من هنا، وأعدك أنك لن ترى وجهي مجددًا.
_ لا أستطيع فعل هذا؛ فالحل الوحيد لكِ هو الموت، الموت فقط.
صدمت سما من هذا الكلام، وسقطت على الأرض وهي تبكي بشدة، أخذت تقبل قدمه، وتتوسل له أن يتركها ترحل.
_ شريف أرجوك، أرجوك اتركني.
قال شريف بلامبالاة:
_ هيا قيدةها جيدًا.
صرخت سما بشدة:
_شريف أرجوك ارحمني لا تقتلني، لا...
_أُف، كفى، أغلقوا فمها؛ فلقد أصابني الصداع.
كان مع شريف رجلان قاما بتقييدها.
وقفت سما والدموع تنهمر من عينيها، وجسدها يرتجف، فجأة ضربها شريف على رأسها ضربة جعلها ترتطم بالأرض وتفقد الوعي مباشرة، قاموا بوضعها في التابوت ودفنوه تحت الارض.
استيقظت سما؛ فوجدت نفسها في أحضان التراب، تكاد تختنق ولا تستطيع التحرك، قامت بضرب غطاء التابوت بكل ما أُوتيت من قوة، وعندما تتعب تصمت، وتحاول مجددًا.
...هااااااااه، أخذت سما شهقة كبيرة وكأنها عادت من الموت، جلست على السرير واخذت تبكي بحرقة وجسدها يرتجف من الخوف.
نظر يوسف والعم فرج إلى سما
العم فرج:
_هل أنتِ بخير؟
نظرت سما في اتجاه الصوت؛ فوجدت رجلا كبيرًا في السن يجلس بجواره شاب، أصبح لونه أصفر وعيناه متورمتين كأنه تحول إلى شبح من عدة دقائق.
قالت بصوت متقطع:
_ ما .. ماذا حدث؟
_نحن من يجب أن نسألك هذا السؤال، ماذا حدث لكِ؟!
_كيف أخرجتموني؟
أخبرها يوسف بكل ما حدث؛ فحمدت الله لأنه نجاها من هذا الكرب.
سألها العم فرج بصوت حنون:
_ ما اسمك يا ابنتي؟!
_ سما
_ وما الذي حدث لكِ؟
_ لا شيء، أريد أن أشرب؛ فأنا أشعر بظمأ شديد.
أحضر يوسف الماء، وشربت سما بكثرة وكأنها أرض أصابها الجفاف ثم انزل الله المطر فجأة؛ فبدأت ترتوي بشراهة؛ خوفًا من أن تذهب المياه مرة أخرى.
_هل لديكِ مكان لتذهبي إليه؟! هل تريدين أن تتحدثي إلى أهلك ع الهاتف؟
صمتت سما برهة، وشردت والدموع تتساقط من عينها، وقالت بنبرة حزينة:
_لا، لا أريد أحدًا، ولا يوجد لدي أحد.
_ فلتذهبي مع يوسف إذن.
نظر يوسف بغضب إلى العم فرج وقال:
_ماذا، كيف ستذهب معي هكذا، وأشار إلى سما.
هنا انتبهت سما بأنها ترتدي قميص نوم ممزقًا؛ فخجلت وسحبت الغطاء عليها لتستر نفسها.
_لا تنظر لي بغضب هكذا، هيا اقترح حلاً آخر.
صمت يوسف وتذكر كلام والدته له، " يا بني عندما يطلب منك أحد المساعدة وفي مقدرتك ذلك فساعده، ولا تنتظر المقابل، فلا يوجد أفضل من عوض الله لك في شيء آخر".
_حسنًا أنا موافق، ولكن كيف ستذهب هكذا؟!
نهض العم فرج، وأحضر عباءة من ملابسه، وأعطاها لسما.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.