kafoo-sama

شارك على مواقع التواصل

رَفَعَتْ ثَوْبُهَا الأَزْرَقُ الامع بِرِقَّةٍ مُتَوَجِّهَةً إِلَى قَاعَةِ الحَفَلَاتِ, بِكَامِلٍ أَنَاقَتُهَا تَأَلَّقَتْ وَ هِيَ تَصْعَدُ الدَّرَجَاتِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى البَابِ المَلَكِيُّ, وَ فِي خَلْفِهَا هُوَ يَمْشِي بِهُدُوءٍ عَيْنَاهُ مُثَبَّتَتَانِ عَلَى قَدَمَيْ الأَمِيرَةِ مِنْ الخَلْفِ, هُوَ قَلَقٌ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ, وَقْتُهَا عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَمَّلَ المَسْؤُولِيَّةَ كَامِلَةً.



دَخَلْتُ القَاعَةَ وَ رَأَّسَهَا مَرْفُوعٌ بِتَكَبُّرٍ, تَوَجَّهَتْ أَنْظَارُ الحَاضِرِينَ إِلَيْهَا, هِيَ أَمِيرَةٌ وَ عَلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ هِيَ جَمِيلَةٌ, بَلْ كَلِمَةُ جَمِيلَةٍ قَلِيلَةٌ عَلَيْهَا, مَلَامِحُهَا البَارِزَةُ مُنَسِّقَةٌ, شِبْهُهَا الحَاضِرُونَ بمنحوتة تَمَّ نَحْتُهَا مِنْ قِبَلِ بِيكَاسُو.

أَفْسَحَ الجَمِيعُ المَجَالَ لِتَمْضِيَ الأَمِيرَةَ لِلأَمَامِ, وَقَفَتْ بِجَانِبِ وَالِدِهَا المُلْكِ الَّذِي اِبْتَسَمَ لِرُؤْيَةِ جَمَالِ اِبْنَتِهِ يُغَطِّي عَلَى الحَفْلِ وَ زَائِرِيهِ. بِعَيْنَيْهَا جَالَتْ المَكَانَ تَتَفَحَّصُهُ, مُمِلٌّ, هَذَا مَا تَعْتَقِدُهُ, مُنْذُ وِلَادَتِهَا اِعْتَادَتْ عَلَى حُضُورِ حَفَلَاتٍ رَاقِصَةٍ, فَأَصْبَحَتْ تَجِدُ الأَمْرَ عَادِي يَخْلُوا مِنْ الاِخْتِلَافِ.

هَمَسَ المَلِكُ فِي أُذْنِ الأَمِيرَةِ قَائِلًا "تَأَكَّدِي مِنْ أَنَّ تَعَامُلِي اِبْنُ المُلْكِ بِطَرِيقَةٍ لَائِقَةٌ" أَلْقَتْ نَظْرَةُ اِشْمِئْزَازٍ لِلأَمِيرِ الَّذِي أَخَذَ يَخْطُوا نَحْوَهُمْ وَ اِبْتِسَامَةً جَانِبِيَّةً عَلَّتْ وَجْهَهُ.

"الأَمِيرَةُ الجَمِيلَةُ" قَالَ فَنَظَرَ الحَارِسُ لِأَيِّ اِتِّجَاهُهِ "لَمْ أَرَكِ مُنْذُ وَقْتٍ" قَالَ وَ هُوَ يَنْظُرُ لِعَيْنَيْهَا مُبَاشِرَةٌ فَرَفَعَتْ شَفَتَهَا لِأَعْلَى بِاِشْمِئْزَازٍ, أَرَادَتْ بِشِدَّةٍ لَعَنَهُ لَكِنَّ نَظْرَاتُ وَالِدِهَا الَّتِي تُرَاقِبُهَا أَخْرَسَتْهَا فِي الحَالِ.



"الأَمِيرُ جَادٌّ, مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ بِالفِعْلِ" رَدَّتْ عَلَيْهِ مصطنعة اِبْتِسَامَةٌ
"أَشْعُرُ بِالحَمَاسِ لِأَنَّكِ تَذْكِرَتَيْ أَسْمَى, دَائِمًا مَا كُنْتِي تَنْسَيْهُ أَوْ بِالأَحْرَى تَتَنَاسَيْهُ"

"أَنْتِ ذَكِيٌّ حَقًّا"

"أَلَا تَعْتَقِدِينَ أَنَّنَا ثُنَائِيٌّ رَائِعٌ!"

"بِالفِعْلِ" قَالَ لِأَيٍّ بِصَوْتٍ خَفِيفٍ وَ هُوَ يَنْظُرُ لِلجِهَةِ الأُخْرَى بَعْدَ أَنْ أَكْمَلُ فَحْصِهِ الشَّامِلِ بِعَيْنَيْهِ نَظَرٍ نَحَّوْهُمَا لِيَجِدَهُمَا يُحْدِقَانِ بِهِ فَأَنْزَلَ رَأْسَهُ



"مَنْ أَنْتِ لِتَتَكَلَّمَ بِوَقَاحَةٍ هَكَذَا

" "هُوَ دَائِمًا هَكَذَا" قَالَتْ الأَمِيرَةُ مُبَرَّرَةَ فَعَلَّتْهُ بِغَيْرِ اِهْتِمَامٍ
"إِذَا أَلَنْ تَعْتَذِرَ!" رَفِّعْ لِأَيُّ رَأَّسَهُ نَاظِرًا بِعَيْنَيْهِ بِكُلِّ ثِقَةٍ, ثُمَّ أَشَاحَّ وَجِهَةٌ "أَخْبِرْنِي مَاذَا تَعْمَلُ!"

"حَارِسِي الشَّخْصِيُّ" قَالَتْ بَعْدَ أَنْ كَتَّفَتْ يَدَيْهَا

"أَتَفَهَّمُ هَذَا, مَا رَأْيُكَ أَنْ نَذْهَبَ لِلخَارِجِ قَلِيلًا"

هَزَّتُ رَأْسُهَا مُوَافِقَةٌ, خُطِيَ الحَارِسُ مَعَهُمَا تَوَقَّفَ الأَمِيرُ عِنْدَمَا أَحَسَّ أَنَّهُ قَدْ رَافَقَهُمَا فَاِسْتَدَارَ لِتَتَضَارَبَ أُعِينُهُمَا.

"لِمَا تَتَبَّعْنَا أَيُّهَا القُمَامَةَ"
قُمَامَةٌ? هَلْ دَعَانِي بِالقُمَامَةِ لَتُّوا! هَلْ هَكَذَا طَبِيعَةُ الأُمَرَاءِ! يَظُنُّونَ الشَّعْبَ قُمَامَةً! لَا بَأْسَ سَأَتَحَمَّلُ هَذِهِ المَرَّةُ لَا أُرِيدَ أَنْ يَقْطَعَ عُنْقِي اليَوْمَ

أَخَذَ نَفَسًا عَمِيقًا ثُمَّ أَنْزَلَ رَأَّسَهُ قَائِلًا "هَذَا عَمَلَيْ"

"عَمِلَكَ ؟ " قَالَ بِنَبْرَةِ اِسْتِهْزَاءٍ "أَنَا حَقًّا أَوَدٌ قَتَلَكَ "

"أَلَيْسَ غَرِيبًا أَنَّكِ تَوَدُّ قَتِّلِي بِمُجَرَّدِ رُؤْيَتِي لِدَقَائِقَ! أَمْ لِأَنَّكَ أَمِيرٌ فَلَا شَيْءَ يُعِيقُ طَرِيقُك "َ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى سَيْفِهِ لِيَسْتَخْرِجَهُ مَنْ غَمَّضَهُ "سَوْفَ تَمُّوا..." قَالَ الأَمِيرُ جَادَ بَيْنَمَا يَقْتَرِبُ نَحْوُهُ, لَكِنَّ جَسَّدَ مَا أَحَالَ بَيْنَهُمَا, اِبْتَعَدَ لِلوَرَاءِ لِيَتَّضِحَ جَسَدُ الأَمِيرَةِ.



"لِمَا أَوْقَفْتَنِي!"

"أَنَا فَقَطْ أَوْقَفْتُ فَعْلَتَكَ الشَّنِيعَةَ, تَوَقَّفَ عَنْ صُنْعِ جَلَبَةٍ, أَنْتَ هُنَا أَمِيرٌ وَ مَرْكَزُ اِهْتِمَامٍ الجَمِيعُ" هَزَّ رَأْسَهُ وَ ضُحُكٌ بِسُخْرِيَّةٍ عَلَى كَلَامِهَا

°°°°

"اللَّعْنَةُ, كَمْ أَكْرَهُ الحَفَلَاتِ" قَالَتْ وَ هِيَ تَرْمِي نَفْسَهَا عَلَى السَّرِيرِ الكَبِيرُ نَظَرْتَ لِالبَابِ حَيْثُ هُوَ يَقِفُ هُنَاكَ بِثَبَاتٍ "يُمْكِنُكَ الذَّهَابُ الآنَ, لَقَدْ اِحْتَسَيْتَ الكَثِيرَ اِعْتَقِدْ أَنَّنِي لَنْ أَسْتَيْقِظُ غَدًا" "هَلْ يُمْكِنُنِي سُؤَالُكَ شَيْئًا؟" نَظَرْتَ بِاِسْتِغْرَابِ نَحْوِهِ "لِمَا فَعْلَتَيْ ذَلِكَ؟"



"فَعَلْتَ مَاذَا ؟" قَالَتْ وَ أَغْلَقَتْ عَيْنَيْهَا بِتَعَبٍ, هِيَ لَوْ تَسْتَطِيعُ إِكْمَالَ الحَدِيثِ "مَنَعَهُ مِنْ قَتْلِي!" هَزَّتُ رَأَّسَهَا وَ هِيَ تَضَعُ يَدَهَا عَلَيْهِ لتتكئ "لِكَيْ أَوْقَفَ فَعْلَتَهُ الشَّنِيعَةَ, هَذَا مَا قَالَهُ لِي أَحَدُهُم "

ْ رَفَعَت رَأْسُهَا لِتُوَاجِهَهُ ثُمَّ يَدُهَا لِلهَوَاءِ تَدْعُوهُ لِيَقْتَرِبْ مِنْهَا فَلَمْ يَتَرَدَّدْ لِفِعْلٍ ذَاكَ, اِقْتَرَبَ نَحْوُهَا وَ رَكَعَ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٌ, وَهِيَ بِدَوْرِهَا اِقْتَرَبَتْ مِنْ أُذْنِهِ وَ هَمْسَتِ "لَسْتُ شَخْصًا سَيِّئًا لِهَذِهِ الدَرَجَةِ"



°°°

"أُرِيدُ الزَّوَاجَ بِك "َ قَالَهَا الأَمِيرُ جَادَ بِجِدِّيَّةٍ "عُذْرًا؟" قَالَتْ بِصَدْمَةٍ وَ هِيَ تُحَاوِلُ إِخْفَاءًا تَجْحَرُ عَيْنَيْهَا, نَظَرَتْ مِنْ حَوْلِهَا بِاِسْتِغْرَابٍ, لَيْسَ هُنَاكَ أَحَدٌ يَسْتَرِقُ السَّمْعَ أَوْ مَا شَابَهَ, الشُّرْفَةُ خَالِيَةٌ مِنْ أَيِّ أَحَدٍ "رُبَّمَا تَظُنِّينَنِي غَيْرَ كُفء لِأَكُونَ زَوْجًا, لَكِنَّنِي لَا آمِلَ مِنْ التَّفْكِيرِ بِكَ, أَظَنَّنِي أَحَبَّكَ "



كَلَامُهُ كَانَ غَرِيبًا هِيَ لَمْ تَعْهَدْهُ هَكَذَا, لطَّالَمَا كَانَ جَادٌّ طَائِشًا وَ غَيْرُ مُهْتَمٍّ لِأَيِّ أَحَدٍ, هَا هُوَ الآنَ يَعْرِضُ عَلَيْهَا الزَّوَاجُ, فَكَّرْتُ قَلِيلًا بِكُلِّ شَيْءٍ يَحْدُثُ, هَلْ يَغْصِبُهُ وَالِدُهُ عَلَى الزَّوَاجِ مِنْهَا؟ حَتَّى وَ إِنْ فِعْلٌ فَهُوَ لَنْ يَحْصُلُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ زَوَاجِهَا لَيْسَ وَ كَأَنَّ وَالِدُهَا سَيُقَدِّمُ أَرْضًا لَهُ, كَمَا أَنْ وَالِدَةٌ لَيْشْ جَشَعًا, هَلْ هُوَ حَقًّا يُحِبُّهَا؟ أَمْ هِيَ لَعْبَةٌ أَطْلَقَهَا كَمَا هِيَ عَادَتُهُ!

"تُحِبُّنِي؟ هَلْ ثَمِلْتَ بِالفِعْلِ؟ أَنْتَ حَتَّى لَمْ تَشْرَبْ كَأْسًا كَامِلًا"

"أَوَّلَا أَنَا لَمْ أُعِدْ أَشْرَبُ, إِنَّهُ مُضِرٌّ بِالصِّحَّةِ, وَأَنَا لَا أُرِيدُ المَوْتَ كَعَمِّي ثَانِيًا أَنَا أَعْنِي مَا قُلْتَهُ حَقًّا بِشَأْنِ الزَّوَاجِ مِنْكَ "

"إِذَا هَلْ أَخْبَرْتَ, المَلَكَ ؟"

"لَمْ أَفْعَلْ, أَرَدْتُ ضَمَانَ إِجَابَتِكَ أَوَّلَا قُبَيْلَ التَّكَلُّمِ بِهَذَا الأَمْرِ رَسْمِيًّا"

"لَكِنَّكِ فَاجَأْتِنِي حَقًّا"

"خُذِي وَقْتُكِ, لَا تَسْتَعْجِلِي كَثِيرًا"



بَعْدَ أَنْ سَمِعَتْ كَلَامُهِ لِلنِّهَايَةِ أَطْلَقَتْ تَنْهِيدَةٌ ثُمَّ هَزَّتُ رَأْسُهَا يُبْطِئُ وَ عَادَتْ الدُّخُولَ لِلقَاعَةِ

°°°°

بَعْدَ يَوْمَيْنِ مِنْ الحَفْلَةِ, كَانَتْ الأَمِيرَةَ كَعَادَتِهَا تَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهَا فِي الحَدِيقَةِ وَ بِيَدِهَا كُوبِ قَهْوَةٍ تَرْتَشِفُ مِنْهُ كُلَّمَا تَذْكِرَتُهِ, فَعَقْلُهَا بِفَوْضَى تَامَّةٌ, هِيَ تَفَكُّرٌ بِجَدٍّ بِالأَمْرِ, هَلْ تَرَفُّضُهِ أَمْ تَقَبُّلُهِ!



اِقْتَرَبَتْ قِطَّةٌ بَيْضَاءُ مِنْ النَّوْعِ الشيرازي نَحْوَ الأَمِيرَةِ وَ أَطْلَقَتْ مواء عَالِي لِتَسْتَفِيقَ الأَمِيرَةُ مِنْ شُرُودِهِ

"لُولُو" قَالَتْ الأَمِيرَةُ مُبْتَسِمَةً ثُمَّ اِلْتَقَطَتْ القِطَّةُ وَ وَضَعَتْهَا بِحِضْنِهَا وَ أَخَذَتْ تُمَلِّسُ شَعْرَهَا الكَثِيفَ بِلُطْفٍ لِتَرْتَخِيَ القِطَّةُ فِي حِضْنِهَا تَمَامًا.

"هَلْ كُنْتَ بِخَيْرِ لُولُو! هَلْ تَشْتَاقِينَ لِلأَمِيرِ! حَقًّا أَنَا أَيْضًا, أَوَدُّ بِشِدَّةٍ آَخِذَ مَشْوَرَتَهُ, كَانَ سَيَسْتَطِيعُ
نُصْحِي "



قَالَتْ مُخَاطَبَةَ القِطَّةِ الَّتِي بَدَتْ غَيْرَ مُهْتَمَّةٍ بِحَدِيثِ الأَمِيرَةِ العَمِيقِ, حَتَّى أَنَّهَا سَئِمَتْ لِتَقْفِزْ عَلَى العُشْبِ وَ تَرْكُضُ نَحْوَ بِرْكَةِ المَاءِ تُدَاعِبُهُ

"لَقَدْ أَخْفَتَّنِي, فِي المَرَّةَ القَادِمَةُ حَذِّرِينِي قَبْلَ أَنْ تَفْعَلِي شَيْئًا طَائِشًا" صَرْخَتِ عَلَيْهَا بِصَوْتٍ طُفُولِيٍّ أَغْمَضْتِ عَيْنَيْهَا لِتَنْعَمَ بِالهُدُوءِ لِثَوَانِي.

اِسْتِدَارَتُ لِتُسْقِطَ عَيْنَيْهَا عَلَى الحَارِسِ تَتَمَعَّنُ بِمَظْهَرِهِ. "اِقْتَرَبَ قَلِيلًا, أُرِيدُ الحَدِيثَ مَعَكَ "



اِمْتَثِلْ لِأَمْرِهَا وَ اِقْتَرِبْ كَمَا طَلَبَتُ "هَلْ عُمْلَتُ لِأَحَدِ المُلُوكِ مِنْ قَبْلُ؟

" "فَعَلْتَ ذَلِكَ سَيِّدَتَي "

"بِأَيُّ فُرْصَةٍ, هَلْ شَهِدْتَ عَلَى زَوَاجٍ لِأَحَدِ الأُمَرَاءِ؟"

"سَبْقٌ وَ فَعْلَتُ"

"كَيْفَ كَانَ؟" اِسْتَغْرَبَ مِنْ سُؤَالِهَا الَّذِي كَانَ كَاللُّغْزِ بِالنِّسْبَةِ لَهُ, صَمْتٌ قَلِيلًا فَنَظَرَتْ لَهُ لِتَعَلُّمٍ أَنَّهُ يُرِيدُ مَزِيدًا مِنْ التَّوْضِيحِ

"مَا أَقْصِدُهُ, هَلْ يَتَزَوَّجُ الأُمَرَاءُ كَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ!"

"بِالتَّأْكِيدِ, فَهِمَ مِنْهُمْ وَ فِيهِمْ, مَا أَرْمِي إِلَيْهُ أَنَّ جَمِيعًا بَشَرٌ, سواسية, كُلٌّ مِنَّا يَمْلِكُ مَشَاعِرَ"

"هَلْ يَسْتَطِيعُ الشَّخْصُ الزَّوَاجَ مِنْ أَحَدٍ لَا يُحَبِّذُهُ؟" قَالَتْ وَعَلَامَاتُ الاِسْتِغْرَابِ عَلَّتْ وجهاا, هِيَ تُرِيدُ مَعْرِفَةً كَيْفَ يَسِيرُ العَالَمُ خَلْفَ أَسْوَارِ القَصْرِ

"إِنْ قَرَأَتْ الرِّوَايَاتُ فَسَتَجِدِينَ الكَثِيرَ مِنْ الكُتَّابِ يَعْتَمِدُونَ هَذَا أَسَاسُ فِكْرَتِهِمْ لِلكِتَابَةِ, فَهْمٌ يَجْعَلُونَ الأَبْطَالَ اللَّّذَانِ يُكِنَّانِ كُرْهًا لِبَعْضِهِمَا البَعْضُ يَقَعُونَ بِالحُبِّ بِمُجَرَّدِ كَلَامٍ أَوْ تَصَرُّفَاتٌ سَخِيفَةٌ لَا تَمُدُّ لِلمَنْطِقِ بِأَيُّ صِلَةٍ"

"أَرَى أَنَّكَ تَعْتَبِرُ الحُبَّ غَيْرَ مَنْطِقِيًّا"

"لَيْسَ تَمَامًا, لَكِنَّ لَمَّا دَائِمًا يَقَعُ الفَقِيرُ بِحُبِّ الغِنَى! أَوْ العَكْسُ!"

"رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ التَّحَكُّمَ بِمَشَاعِرِهِمْ!"

"تَمَامًا, نَحْنُ لَا نَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَى مَشَاعِرِنَا, وَ ذَاتُ الشَّيْءِ يَنْطَبِقُ عَلَى القَلْبِ, فَهُوَ الَّذِي يَخْتَارُ نِصْفَهُ الآخَرَ, لَكِنْ الَّذِي سَيَتَحَمَّلُ المَسْؤُولِيَّةَ هُوَ العَقْلُ, هُوَ سَيُفَكِّرُ كَثِيرًا بِكَيْفِيَّةِ التَّخَلُّصِ مِنْ مَشَاعِرِهِ أَوْ المَوْقِفِ الَّذِي وَقَعَ فِيه "

ُ "إِذَا هَلْ تُرَجِّحُ أَنْ أَتَزَوَّجَ الأَمِيرَ قُبَيْلَ إِنْ أَقَعُ بِحُبِّ الفَقِيرِ ؟"

"نَعَمْ"

"وَ مَاذَا بَعْدُ ؟ هَلْ تَظُنُّ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ سَيَتَّجِهُ لِلطَّرِيقِ الصَّحِيحِ!"

"وَ هَلْ تَظُنِّينَ أَنَّ الزَّوَاجَ مِنْ فَقِيرٍ سَيَجْعَلُكِ تَعِيشِينَ فِي عَالَمٍ وَرْدِيٌّ؟ أَلَمْ تَسْمَعِي مَقُولَةً" "إِنَّ دَخَلَ الفَقْرُ مِنْ البَابِ, هَرَبَ الحُبُّ مِنْ النَّافِذَةِ؟"

"وَ هَلْ الزَّوَاجُ مِنْ الأَمِيرِ مِنْ سَيَجْعَلُنِي أَعِيشُ فِي العَالَمِ الوَرْدِي الَّذِي أُرِيدُهُ!"

"لَيْسَ تَمَامًا, فَكِلَاهُمَا سَيَتَّجِهَانِ لِنَفْسِ الطَّرِيقُ, هُمَا فَقَطْ طَرِيقَيْنِ, اُحْدُهُمَا قَصِيرٌ وَ الآخَرُ طَوِيلٌ, وَ النِّهَايَةُ وَاحِدَةٌ"

النِّهَايَةُ وَاحِدَةٌ هَذَا مَا رَدَدْتَهُ مُجَدَّدًا وَ مُجَدَّدًا لِثَوَانٍ هَلْ يُمْكِنُهَا تَغَيُّرُ النِّهَايَةِ ؟

"وَ مَاذَا عَلَى إِنْ أَفْعَلُ لِأَعْلَمَ النِّهَايَةَ"

"عَلَيْكَ الاِخْتِيَارُ بَيْنَ عَقَلَكِ وَ قَلَّبَكِ, اِكْسِرِي أَحَدَهُمَا وَ اِجْعَلِي الآخَرَ حَيًّا"
نَظَرْتِ لِلشَّجَرَةِ الكَبِيرَةِ الَّتِي تُدَاعِبُهَا الهَوَاءُ وَ تَمَعَّنَتْ بِكَلَامِهِ *لقد أَصَبْتُ بِحَيْرَةِ أَكْبَرَ *
٧٧٧٧٧٧

3 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.