kafoo-sama

شارك على مواقع التواصل

..

°°°

نَظَرْت الْخَادِمَة لسيدتها ثُمّ دَنَت مِنْهَا قائلة
: سيدتي ، اظنني أَسْتَطِيع مُساعَدَتِك لِجَعْل الْحَارِس لِأَيّ مِلْكًا لَك "

عَاد تَنَفَّس الأَمِيرَة الَّتِي أَسْرَعَت لِسَمَاع بَقِيَّةِ كَلَامِ الْخَادِمَة : كَيْف ؟ "

: الْأَمْر خَطِير بَعْضُ الشَّيْءِ ، لَكِنَّنِي قَدْ سَمِعْتُ عَنْ إحْدَى الساحرات اللَّوَّات يعشن فِي الْمُمَلَّكَةِ هُنَا ، يَقُولُوا أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ مَهْمَا كَانَتْ الصُّعُوبَات "

فَكَّرْت الأَمِيرَة قَلِيلًا ثُمَّ إجَابَتِهَا : كَيْف تَجْمَع
َ بَيْنَهُمَا ؟ "

: عَنْ طَرِيقِ السِّحْر انستي "

: حَسَنًا أَعْطِنِي عنوانها " هزت الْخَادِمَة رَأْسِهَا ثُمَّ قَالَتْ محذرة الاميرة : حَسَنًا لَكِنَّهَا قَدْ تَكُونُ سَاحِرَةٌ شريرة ، أَيْضًا هِيَ تُطْلَب الْكَثِير ، هِي رُبَّمَا لَا تُطْلَبُ الْمَال ، بَلْ قَدْ تُطْلَبُ شَيْئًا آخَرَ "

****
خَرَجَت الأَمِيرَة مِنْ الْقَصْرِ بِسِرِّيَّة تَامَّةٌ ، لَمْ يَعْلَمْ أَحَدًا عَنْ خُرُوجِهَا فَقَد ساعدتها الْخَادِمَة بالهروب
لَكِن أَحَدٌ الْحُرَّاس قَد رَآهَا فَأَسْرَع بِحَمْل سَيْفَهُ عَلَى رَقَبَةِ الْخَادِمَة لِتُقِرَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَدَّثَ مَعَ سيدتها .
أَسْرَع ذَلِك الْخَادِم بِالذَّهَاب للحارس لِأَيّ و اخباره


°°

" أَيُّهَا الْحَارِس لِأَيّ ، الأَمِيرَة فِي خَطَرِ " قَالَ ذَلِكَ الْحَارِس و هُو يَلْهَث " مَاذَا تُقْصَد أَنَّهَا بِخَطَر ؟ "

" إحْدَى الخادمات أَخْبَرَت الأَمِيرَة عَنْ مَكَانِ وُجُودِ سَاحِرَةٌ ، تِلْك السَّاحِرَة هِي الْأَسْوَأِ فِي الْمَدِينَةِ ، رُبَّمَا هِي تُقْتَل الأَمِيرَة "

" ماذاا ؟ هَلْ تَعْلَمُ الْمَكَان ؟ "

" نَعَم ، لَقَد كَتَبْته فِي الْوَرَقَةِ هَاك "

' ' '

كَانَ الْمَكَانُ مُوحِش بِالظّلَام ، مَرَّت الأَمِيرَة مِنْ خِلَالِ ذَلِكَ النفق الْمُظْلِم لِتَرَى بَعْدَه بَيْتٌ صَغِيرٌ عَلَى حَفِّهِ التَّلّ ، كَانَ الْمَكَانُ هَادِي جِدًّا ، كَمَا أَنَّ الشَّمْسَ أَوْشَكْت عَلَى الْغُرُوبِ

قَرَعْت الْبَاب لتفتحه امْرَأَةٌ عَجُوزٌ ، كَانَ أَوَّلَ مَا شَدَّ الأَمِيرَة هُوَ وُجُودُ الشَّامَة عَلَى خَدِّهَا ، كَانَت مخيفة بَعْضُ الشَّيْءِ ، نَظَرْت تِلْك الساحرة للاميرة و قَالَت بِصَوْت خَشِن : أَأَنْت الأَمِيرَة ؟ "

تَرَاجَعَت الأَمِيرَة نَحْو الْخَلَف و قَالَت بِخَوْف : كَيْف عَرَفَتِي ذَلِك ! "

: هَلْ أَنْتَ غبية ؟ أَنْتَ لَمْ تتركي التَّاجَ عَلَى رَأْسِكِ بِمَحْض الصَّدَفَة صَحِيحٌ ؟ " انْتَبَهَت الأَمِيرَة وُجُود التَّاجَ عَلَى رَأْسِهَا ، أَيْ أَحَدُ سَيَعْلَم أَنَّهَا الأَمِيرَة عِنْدَ رُؤْيَتِهِ للتاج

اُدْخُلِي " قَالَت و فُتِحَت الْبَابِ عَلَى مصرعيه لِتَدْخُل الأَمِيرَة و الْخَوْف يَعْتَلِيهَا ، جَالَت بِعَيْنَيْهَا الْمَكَان ، كَان بَسِيطًا جِدًّا ، الْإِضَاءَة هُنَا تُشْبِه إِضَاءَة القاعَة فِي الْقَصْرِ ، هُنَاك الْكَثِيرِ مِنْ الْمَشْرُوبَاتِ ذَات أَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ ، جَلَسَت السَّاحِرَة عَلَى الْكُرْسِيِّ الْخَاصِّ بِهَا وَ نَظَرْت للاميرة ثُمَّ قَالَتْ : طَلَبُك ، مَا هُوَ ؟ "

: كَيْف عَرَفَتِي إنَّنِي سَأَطْلُب مِنْكَ شَيْئًا ؟ "

: أَنْت بِالتَّأْكِيد لَسْت هُنَا لإطمئنان عَلِيّ . " هزت الأَمِيرَة بِرَأْسِهَا : أَحَبّ حارسي ، لَكِنَّه يَرْفُض حِبِّي "

: إذَا تُرِيدِين امْتِلاكِه ، هَذَا يُكَلَّف الْكَثِير " أُخْرِجَت الأَمِيرَة كِيس نُقُودٌ مِن حقيبتها و قَالَت : سَأَدْفَعُ لَكَ كُلَّ مَا تُرِيدِين "

: مَنْ قَالَ إنَّنِي أُرِيد مَالًا ؟ " قَالَت الأَمِيرَة بِصَوْتٍ خَافِتٍ : آه صَحِيحٍ قَالَتْ الْخَادِمَة أَنَّهَا لَا تُطْلَب
ُ الْمَال "

: إذَا مَاذَا تُرِيدِين ؟ "

: اريدك أَنْت . . . أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ الأَمِيرَة " صَرَخَت الأَمِيرَة عَلَى السَّاحِرَة بِصَدْمَة : ماذااا ، هَل تدركين مَاذَا تَقُولِينَ ! " وَقْفِه السَّاحِرَة و اُتُّجِهَت نَحْو مَشْرُوب وَرْدِيٌّ مَوْضُوعٌ عَلَى الطَّاوِلَةِ بجانبها

: هَذَا طَلَبِي ، سأجعلك مِنْ عَامِهِ الشَّعْب ، و يَقَع الْحَارِس بحبك ، فِكْرِي قَلِيلًا ، لِمَا هُوَ لَا يُرِيدُ حُبُّك ؟ هَل تعتقدين أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ بحبك حَقًّا ؟ كُلًّا ، بَلْ هُوَ يَبْتَعِد عَنْك لانك الأَمِيرَة ، هُوَ لَيْسَ غَنِيٌّ حَتَّى ليطلبك مِنْ الْمِلْكِ . " صَمَتَت الأَمِيرَة ، هِي مُحِقَّة ، أَنَّه السَّبَب الْوَحِيد الَّذِي يَرْفُضُهَا بسببه

: إنْ كُنْت لَا تُرِيدِينَ ذَلِك ، أَخْرَج الْآن . " أَخَذَت الأَمِيرَة تَفَكَّر بِالْأَمْر ، أَخِيرًا اتَّخَذَت الْقَرَار الَّذِي سيجعلها سعيدة : مُوَافَقَة "

: أَنْت ذَكِيَّةٌ " قَالَت السَّاحِرَة بإبتسامة جَانِبَيْه ، اقْتَرَبَتْ مِنْ الأَمِيرَة و مُدَّت لَهَا الزُّجَاجَة الْمَمْلُوءَة بالمشروب الوردي

" اشربي هَذَا إذَا ، أَنْت لَن تتألمي " أَخَذَت الْمَشْرُوب مِنْهَا وَ فَتْحِه لتبدء بِشُرْبِه ، بَعْدَ خَمْسَ دَقَائِق كَانَتْ قَدْ انهته ، بَدَأَت تُشْعِر بِالدَّوَرَان ثُمَّ سَقَطَتْ ارضا
اقتربت السَّاحِرَة مِنْهَا وَ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى قَلْبِ الاميرة
°°

فِي هَذِهِ الأثْنَاءِ دَخَل لِأَيّ مَنْزِل السَّاحِرَة ، كَانَتْ هِيَ تَقِف إمَامِه تَنْظُر لِلسَّاعَة عَلَى الْحَائِطِ ، عِنْدَ سَمَاعِهَا لخطواته التَّفَتُّت و ابتسمت : آيَتِهَا الأَمِيرَة هَلْ أَنْتَ بِخَيْر ؟ "

: بِالتَّأْكِيد أَنَا كَذَلِكَ " نَظَرٌ عَلَى الْأَرْضِ لِيَجِد السَّاحِرَة نَائِمَةٌ فَقَال بِاسْتِغْرَاب : لِمَا هِيَ عَلَى الْأَرْضِ "

: لَقَد حَاوَلَت قَتْلِي ، لَكِنَّنِي ضَرَبْتُهَا ، فالنخرج مِنْ هُنَا الْآنَ قَبْلُ أَنْ تَسْتَيْقِظَ " نَظَرٌ لِأَيّ لَهَا وَ تَمَعَّنَ فِي وَجْهِهَا فإرتبكت الاميرة

: أَنْت لَسْت الأَمِيرَة صَحِيحٌ ؟ " خطت للوراء و اِبتسَمَت اِبْتِسَامَةٌ جانبية : أَنْت ذُكِّي "

: مَا الَّذِي فَعَلَتْهُ لَهَا ؟ "

: تِلْك الغبية ، أَرَادَتْ أَنْ تَعِيشَ كَعَامَّة الشُّعَبِ مِنْ أَجْلِ حَبُّهَا السَّخِيف لَك ، وَأَنَا حَقَّقْت لَهَا امنيتها " نَظَرْت للاميرة نَائِمَةٌ عَلَى الْأَرْضِ ، ثُمَّ نَظَرْتُ لَهُ بفضول

: لَكِنْ كَيْفَ عَرَفْتَ إنَّنِي لَسْت هي"

: الْأَخِيرَةِ لَا تمتلك شَامَة عَلَى وَجْهِهَا ، كَمَا أَنَّ رَائِحَتَهَا دَائِمًا كَالْوُرُود لَيْس كَرَائِحَة صَابُون الْعَجَائِز " قهقهت بإزدراء

' أَنْت حَقًّا وَقِح "

" أَنَا نَذِلّ أَيْضًا " قَالَ ثُمَّ أَخْرَجَ سَيْفَهُ مِنْ غَمْضَة و طَعَنَه فِي جِهَةِ قَلْبُهَا ، لِتَظْهَر مَلاَمِحُهَا الْحَقِيقَة و تَعُود الأَمِيرَة إلَى شَكْلِهَا الطَّبِيعِيّ ، اِقْتَرَبَ مِنْ الأَمِيرَة النَّائِمَة عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ حَمَلَهَا
' أَنْت حَقًّا غبية '



°°

وَضَع الأَمِيرَة عَلَى فِرَاشِهَا ثُمَّ أَخَذَ يُداعِب شعرها
"هل تُحِبِّينَنِي لِهَذِه الدَّرَجَة ؟ حَسَنًا إذَا سأقاتل مِنْ أَجَلِك " ثُمَّ طُبِعَ قَبْلَه خَفِيفَة عَلَى شَفَتَيْهَا و خرج

°°


2 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.