elsayed elrayess

شارك على مواقع التواصل

#مذكرات_ذو_الألف_وجه
#الطبيبة
اليوم هو اليوم الخامس الذى أتى فيه لنفس المكان، أنا أحمد اسماعيل الحسينى رجل بأواخر العقد السادس من عمرى، تنقلت طوال حياتى بين العديد من الوظائف التى تنوعت بين الوضيع و الغير قانونى حتى استقريت اخيرا بوظيفتى كنادل منذ ما يزيد عن العشرين عاما، كل هذا من اجلها هى .... فخرى و مجدى و اعتزازى..... ابنتى الوحيدة التى رزقت بها و توفت والدتها يوم ميلادها، يومها قررت التوبة بلا رجعة و الابتعاد عن طريق الأجرام، وهبت حياتى بأكملها لها، رأيتها تنمو يوما بعد يوم أمام عيناى لتصبح أنسة جميلة، تحملت كل ما تعرضت له من اهانات من اجلها، حتى تخرجت من كلية الطب و اصبحت طبيبة، يومها شعرت اننى ملكت الدنيا بما فيها، ظننت ان الحياة ابتسمت لى اخيرا حتى أتى ذلك اليوم. ابنتى ... زهرة حياتى تعرض لها ثلة من الأوغاد عند عودتها من المستشفى ليلا، حاولوا التعدى عليها و عندما قاومتهم، انهالوا عليها بالضرب المبرح، طعنوها عدة طعنات و سحلوها بالشارع، و تركوها تنزف بين الحياة و الموت، قضيت اصعب اسبوعين بحياتى و هى بالعناية المركزة كلما رأيت الطبيب المشرف على حالتها قادم نحوى ترتعد فرائصى، اراقب شفتيه حينما يتحدث، اخاف ان يخبرنى بوفاتها، لكن الله سبحانه و تعالى استجاب لدعواتى و اعادها لى مجددا، لكنها لم تعد كما كانت أبدا، فقدت الثقة بكل الناس حولها حتى أنا والدها الذى لم يستطع حمايتها و القانون الذى لم يستطع التعرف على الجناة، حينها احتل تفكيرى اسم شخص واحد فقط، اعلمه منذ ايامى الاجرامية الماضية التى لا افتخر بها، كانت توكل له المهمات المستحيلة التى يعجز عن تنفيذها اعتى الرجال، أنه ذو الألف وجه، لا أحد يعلم اسمه الحقيقى و لا أدنى معلومات عن ماضيه، لكنه يدين لى بمعروف، لأننى انقذت حياته يوما ما..... يومها لم اصدق نفسى حينما اخبرنى أنه سيسدد هذا الدين بأى وقت و أخبرنى أننى أذا احتجت له فكل ما على إن أتى لهذا العنوان و اضع علامة غراب بالطلاء الاحمر على هذا الجدار، و هذا ما افعله منذ خمس أيام كاملة لكنه لم يظهر بعد....
سمعت فجأة صوت نعيق الغربان يتردد من بعيد ثم ظهر هذان الكلبان الشرسان من الفراغ و هما يزمجران بشدة، و سمعت صوته حينها يقول بهدوء:
- لقد تأخرت كثيرا للمطالبة برد دينك.
ألتفت نحوه، طويلا قويا مهيبا، يعتمر قلنسوته السوداء التى تخفى معظم ملامحه، اجبته سريعا:
- ألم يعد لى الحق للمطالبة به.
حدق بى بشدة ليجيب بهدوء:
- لقد رصدتك منذ أول يوم أتيت به لهنا لكننى لم اعلن عن نفسى حتى تأكدت من اصرارك لما تصبو له.
اجبته سريعا:
- الانتقام لأبنتى.
قصصت على مسامعه سريعا كل ما حدث لأبنتى، شعورى كأب بالضعف و التخاذل و أننى غير قادر على القصاص لها.
هز ذو الألف وجه رأسه و هو يقول بأسف:
- دائرة الانتقام و الثأر دوما تكون وبال على الجميع و ....
قاطعته قائلا:
- أريد الثأر لأبنتى مهما كان الثمن، انت الوحيد القادر على التعرف على هؤلاء الاوغاد و القصاص منهم، أننى اطالبك برد دينك.
حدق ذو الألف وجه بى لثوان ليهز بعدها كتفيه و يقول:
- لا بأس، لك ما تريد.
تنفست الصعداء أخيرا و أنا أرى ثلاثتهم الأن جثث ممزقة أمامى، ثلاثة ايام فقط استغرقهم ذو الألف وجه لتحقيق مطلبى، ليختفى بعدها مجددا من حيث أتى.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.