أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل

يظنُّ أغلبيَّة الناس أنَّ النهايات الحزينة هي بدايات الألم، أي أنهم يمنحون لأنفسهم حق الرثاء على الدقائق التي أمضوها سعداء! ألا يبدو هذا ظلمًا لأنفسنا؟ أو ربما هذه وسيلة لإهانة السعادة!
لا ألوم أحدًا على الساعات التي أمضاها يبكي من فرط الألم الذي كان يشعر به. غالبًا ما تكون هذه الآلام سببها حادث عاطفي، فالجروح الموجهة إلى القلب مهما كانت طفيفة حتما أشد وجعًا من تلك الجروح الجسدية حتى وإن كانت ستلازمنا مدى الحياة.
يذكرني هذا بأحد أصدقائي، كان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وهو سرطان يصيب العين، خسر في البداية عينه اليمنى، لكنه لم يبدِ أي تذمر من ذلك، وبعد بضعة أشهر خسر عينه التالية، والمدهش في ذلك أنه كان يتقبل الأمر بكل بساطة رغم الألم الذي كان يعانيه جراء الأدوية والحقن التي كان يتناولها التي تُوجت في النهاية بعينين بلوريتين تعلوهما نظارات سوداء، إلا أن ابتسامته التي اعتدناها منه لم تتغير أبدًا. قرر بعد ذلك شراء كلب لمساعدته عند الحاجة، كان بالنسبة له ذلك الكلب عينيه اللتين فقدهما، لا يتخلى عنه أبدًا. لو كتبت عن مدى تعلقهما ببعضهما لتسببت في أزمة ورق، لكن كما نعلم أن الحياة غيورة وأنانية لا تريد أحدًا أن يقاسمها السعادة لذلك كل شخص يكتشف شيفرة السعادة تسرقها منه وتُدفِّعه ثمنها أضعافًا من الألم..
حدث وأن تسلل لصوص إلى المنزل قصد النهب والسرقة، لكن حال فطن الكلب هجم عليهم قصد حماية صاحبه مما أدى بهم إلى قتله دون رحمة.
بعد تلك الحادثة تغير صديقي كثيرًا حتى أنه أصبح يتردد كثيرًا على طبيب نفساني. سألته يومًا بتردد:
- كيف تستطيع ذلك؟
أجابني بفتور:
- ماذا أستطيع؟
- عندما خسرت عينيك لم تبدِ اهتمامًا رغم علمك أنه من المستحيل استعادتهما مجددًا، لكن عندما تخسر كلبًا اشتريته بمالك وباستطاعتك شراء غيره تتوقف الكرة الأرضية عن الدوران! ما هذا الهراء بربك؟!
ابتسم بسخرية ثم لوَّح لي ببعض الأدوية وأجابني:
- أترين هذه المسكنات؟ إنها كفيلة بتسكين أي جرح جسدي مهما كان عمقه، شاهدتهم وهم يقتلعون عيني الأولى لكني لم أحرك ساكنًا ولم أشعر بأي ألم حتى..
صمت قليلًا وكأنه يصارع الدموع حتى لا تنزل، ثم أكمل:
- أتعلمين متى شعرت بأنني أعمى؟ فقط عندما خسرت كلبي، لكن الأصعب من ذلك أنك لا تجد مسكناتٍ لجروح القلب، أقصد تلك الجروح المعنوية بلا ريب.
كلنا يعلم أن الإنسان حساس وذلك بسبب مشاعره الفياضة تجاه الأشياء. ليس بالضرورة أن يكون التعلق أو المشاعر موجهة من شخص إلى آخر، ربما يوجه الفرد اهتمامه نحو شيء يبدو لشخص آخر قمة في التفاهة. في بعض الأحيان نجد شخصًا يحتفظ بشيء لا معنى له بالنسبة لنا، كطوق كلاسيكي أو كتاب من الطراز القديم الذي بالكاد تُقرأ حروفه، لكن تلك الأشياء قد يكِن لها مشاعر أكثر من غيرها وربما ضياعها أو خسارتها يسبب له أزمة.
ماذا لو وجدنا طريقة للتحكم في مشاعرنا تجاه الأشخاص أو الأشياء حتى لا تسبب لنا خسارتهم الألم وخيبة الأمل؟ ماذا لو أخبرتكم بعدة طرق لحل شيفرة السعادة؟
حقًّا يبدو هذا مدهشًا! صحيح أنني لا أملك وصفة سحرية بعد شربها مباشرة تتخلى عن آلامك، لكني سأخبركم عن طرق بها لن تسمحوا لأي شخص بجرحكم وإيذاء مشاعركم.
يعاني معظم الأشخاص من مشكلة وضع حدود للشخص المقابل لهم. أي أنه عند التعرف على شخص يبدأ شيئًا فشيئًا في اكتشافك، كمعرفة فيلمك المفضل، أصدقائك المقربين.. ثم يبدأ في قراءة طوايا شخصيتك إلى أن تصبح كتابًا مفتوحًا أمامه. بهذه الطريقة يتمكن من التحكم بك كما يشاء، خاصة وأنه على علم بنقاط ضعفك.
لذلك أول شيفرة للسعادة هي عدم كشف نفسك. اجعل كل شخص يعرف عنك الأشياء التي تتيحها أنت له فقط. لتكن حياتك الشخصية سرًّا يصعب كشفه! دعهم يعانون فضول اكتشافك.
ولتكن أكثر راحة في علاقتك مع الأشخاص. حاول أن تعرف عنهم أكثر مما يعرفونه عنك. السبب لذلك حتمًا ليس استعمال أسرارهم ضدهم في أول فرصة تُتاح لك، نحن لا نريد تحصيل السعادة على حساب الطرف المقابل أو بالتخلي عن مبادئنا، لكن الهدف من ذلك جعل العلاقة تدوم أكثر مدى، إضافة إلى نفسيتك التي ستكون أكثر راحة وهو الهدف المنشود.
ماذا لو أخبرتكم بعض الأسئلة التي باستطاعتكم طرحها على الشخص المقابل لكشف شخصيته الحقيقية؟ أظن أنكم ستكونون ممنونين لي! طبعًا ستطرح هذه الأسئلة بعد بضعة تعديلات حتى لا تكون فجًّا في طريقة طرحها ومسقطة في موضوع الحديث.
السؤال الأول وهو "كيف تصف نفسك؟". الهدف من هذا السؤال معرفة إذا كان الطرف المقابل يتمتع بشخصية قوية وثابتة أم أنه خجول.. لذلك عليك أن تصب انتباهك على الكلمات التي سيستعملها لوصف نفسه، فتلك ستكون كلماته الخاصة وهي الشيفرة لفهم شخصيته..
السؤال الثاني "ما هي أهم إنجازاتك؟". سيذكر لك في هذا السؤال وظيفته واهتماماته، وفي بعض الأحيان تكون إجابته مبالغًا فيها، لكن الأهم من هذا أنه سيعطيك لمحة عن ماضيه وهذا ما نريد معرفته غالبًا دون أن نكون فضوليين.
السؤال الثالث والأخير "ما نوعك المفضل من الموسيقى؟". سيكشف لك هذا السؤال مزاجه وإن كان يتمتع بذوق راقٍ أم لا.
كما أن هناك طريقًا آخر غير مباشر لمعرفة شخصية الطرف الآخر وهو منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تكشف اهتماماته وطباعه إذا كان فكاهيًّا أم يميل إلى العزلة والانفراد.
إن معرفة شخصية الشخص المقابل شيءٌ مهم جدًّا لسلك الطريق الصحيح في التعامل معه؛ فذلك يسهل على كلا الطرفين وضع حدود تمنع الطرف الثاني من تخطيها.
الرقم الثاني من شيفرة السعادة "تعلم التحكم في فضولك".
حيث لا تجعل حياة الآخرين محور اهتمامك. من منا لا يحب معرفة أدق التفاصيل عن الأشخاص المقربين خاصة وإن كانوا يعنون لنا الكثير؟ لكن ذلك يسبب:
أولًا: القلق والتوتر للشخص المقابل، وقد يدفعه إلى الكذب. ففي بعض الأحيان يتهرب من الإجابة لكن تحت إلحاح السائل يخترع إجابات تنقذه من الوقوع في الحرج.
ثانيًا: قد يسبب إحراجًا للسائل، فهناك بعض الأشخاص لا يكونون لبقين في إجاباتهم مما يجعلهم يتلفظون بألفاظ تكون محرجة لك، مثل "ما دخلك؟" أو "هذا شيء لا يخصُّك". وبالتالي يخلق فضولك فجوة بينك وبينهم، فذلك يشعرهم أنهم تحت الاستجواب الدائم مما يؤدي إلى نفورهم منك، ومحاولة تجنب لقائك أو التحدث معك.
فالفضول هنا لا يعطي انطباعًا على أنك مهتم بالطرف المقابل أو أنك تحاول أن تكون جزءًا من تفاصيل حياته، بل يجعلك في مرتبة الرقيب الذي يقف بالمرصاد لخصوصيات الآخرين.
كما أنه في معظم الأحيان يجعلك فضولك طريدة بدلًا من أن تكون الصيَّاد، وهذا من طريقة طرح الأسئلة. هناك أناس خبراء في التهرب من الإجابة وفي المقابل سيكون السؤال موجَّهًا لك، ستجد نفسك فجأة المبحوث بدلا من الباحث، وهنا يتحتم عليك الإجابة وبالتالي ستكشف للطرف المقابل أكثر مما يجب الإتاحة به، وهذا أبدًا لا نريده؛ حيث إنه يتناقض مع الشيفرة الأولى للسعادة.
إذن فالفضول ممنوع في أي نوع من العلاقات، لكن كيف ستعرف ما تريد عن الطرف المقابل دون تبادل المعلومات عن نفسك؟
أولًا: إياك والأسئلة المباشرة! أكثر ما يزعج الفرد الأسئلة الموجهة له تحديدًا، خاصة وإن ألقيت سؤالك ثم صمتَّ في انتظار الإجابة، لا أريد أن أخبرك عن ذلك الشعور.. وكأنك متهم ويتحتم عليك الإقرار بجريمتك.
الطريقة السليمة هي طرح الأسئلة غير المباشرة، سأخبركم كيف تقومون بذلك..
أولًا: من الأفضل ألا تكون أنت والشخص المعني بمفردكما، من المستحسن أن تكونا في مجموعة. يمكنك استدعاء أصدقائكم المشتركين على سهرة شاي.
ثانيًا: إن أمكن توفر بعض المأكولات أو المشروبات، فالفترة التي سيعمُّها الصمت بين السؤال والجواب يمكن أن تكون فرصة لارتشاف قهوة؛ فذلك سيمنح الشخص الذي توجه له السؤال بعض الوقت للتفكير دون أن تكون الأجواء متوترة.
ثالثًا وأخيرًا: سبب وجود المجموعة هو ألا توجه السؤال للشخص الذي تنتظر منه الإجابة، بل العكس، وجه أسئلة إلى شخص آخر وبعد أن يجيبك يمكنك أن تسألها للشخص المطلوب بقولك "وما رأيك في ذلك؟" أو كيف هو الأمر بالنسبة لك؟". عندها سيجيبك بتلقائية ولن يضطرَّ لإحراجك بإعادة السؤال إليك.
"هل تشعرون أنكم تريدون شكري؟! لا علينا.."
أن يعلم الفرد ما هي أولوياته من ثانوياته ليس بالأمر السهل؛ لذلك معرفة الأولويات هي الشيفرة الثالثة للسعادة.
من أصعب الأشياء التي نواجهها هي التمييز بين ما هو حقًّا يعنينا ويمكن ترتيبه من الأولويات وما هو مجرد شيء ثانوي يمكننا الاستغناء عنه.
وعادة ما يقع الفرد في الخطأ حيث يميز شيئًا أو شخصًا ويجعله محل اهتمامه وفجأة ينصدم بأن ذلك ما هو إلا شيء عابر يمكن التخلي عنه، والأصعب أن تفقد ذلك الشيء أو الشخص قبل أن تنزله من مرتبة الأولويات إلى مكانه الصحيح.
يذكرني هذا بتجربة صديقة لي، تعرفت مؤخرًا على شاب وشيئًا فشيئًا بدأ يصبح محور يومها، حيث إنها صنفته من أولوياتها حتى قبل عملها وعائلتها. في البداية أصبحت تتهرب من وقت عملها لمقابلته؛ وذلك ما أخر مردودها وسمح لإحدى زميلاتها بنيل ترقية كانت هي على وشك الفوز بها. والأدهى من ذلك عندما تعرَّف أهلها عليه لم ينل إعجابهم وحاولوا جاهدين نصحها بالابتعاد عنه، لكنها لم تبالِ؛ مما أفقدها ثقة أهلها وسحب أيديهم من عليها. وبين ليلة وضحاها انسحب هذا الشخص من حياتها، وكانت هنا الطامة الكبرى حيث فقدت أولوياتها جرَّاء شخص لم تحسن اختيار المكان الصحيح له في حياتها.
أذكر أنها عانت كثيرًا بعد ذلك مما جعلها ترتاد طبيبًا نفسانيًّا إلى أن عادت حياتها إلى مجراها.
حتمًا لا نريد المرور بمثل هذه التجارب؛ لذلك لفتح هذه الشيفرة من السعادة علينا الإيمان بأن: أولًا: يجب أن تكون "أنت" أول أولوياتك.
ليس هناك مجال للتنازل عن "الأنا"، بل كل ما يجعلنا في حيرة بينه وبين الأنا علينا تركه. صحيح أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، لكن هذا لا يعني أن تفضله عن الأنا. لا تجعل أحدًا أن يبني سعادته ويكون أساسها تعاستك، إما أن تكون السعادة مشتركة أو لا.
لا تحسن الظن كثيرًا في من حولك، فالإنسان بطبعه محب لذاته لأن الأنانية غريزة فينا. كلنا نحاول أن نكون مميزين عن الآخرين؛ لذلك لا تتح لهم الفرصة لتجاوزك لأنه إن حدث وسمحت لهم بتجاوزك لن يكون من السهل إيجاد نفسك من جديد بين كل تلك الثانويات.
الكل يكره الأنانية لأننا ننظر لها من مفهومها السلبي فقط. إن سألت الآن الشخص الذي بجانبك: "ما معنى الأنانية؟" سيجيبك: "أن تحب كل شيء لنفسك فقط، ولا تريد مشاركة شيء مع الآخر." وهذا قطعًا ما لا نقصده، الأنانية التي نحبذها هي التي لا تجعلك تشعر بالإهانة وتحفظ كرامتك، فإن كان الكرم هو التنازل مقابل إسعاد الآخرين فنحن لا نريده.
علاوة على ذلك ما يؤلم الفرد حقًّا بعد افتراقه عن أحبته أنه كان يفضلهم على نفسه؛ لذلك أحب نفسك وفضلها على كل شيء؛ لأن ذلك سينعكس على الآخرين وسيحبون ما تحبه في ذاتك، كما أن ذلك سيزيد نسبة ثقتك بنفسك وستشعر بأن لك قيمة بين الناس لا يُستهان بها، كما سيمنحك القدرة على بناء كيان وشخصية لا يمكن زعزعة ثقتها بنفسها.
هل سبق وأن تحدثنا عن نقاط الضعف؟ حيث إنه الرقم الرابع من شيفرة السعادة.
لا تخلو شخصية الفرد من نقاط ضعف، لكن هذه النقاط تختلف من شخص إلى آخر باختلاف مدى تأثيرها به. هناك نقاط ضعف بسيطة لا يكاد الفرد ملاحظتها في نفسه؛ لذلك لا يلاحظها من حوله. في المقابل هناك نقاط ضعف تمثل للإنسان حاجزًا في حياته يصعب عليه تجاوزها، فتحول بينه وبين الوصول إلى أحلامه وأهدافه؛ لذلك أهم شيء في حياة الفرد معرفة نقاط ضعفه وكيفية التخلص منها، ونذكر من أهمها والتي يسهل للطرف المقابل ملاحظتها عدم تقبل النقد. يرى بعض الناس أنه فوق النقد، ويعجز عن رؤية الصفات السلبية التي تنفر من حوله منه رغم أنها بسيطة التغيير، خاصة وإن أتى النقد من شخص لا يروقنا وبطريقة مستفزة. لذلك إن كنا نعاني من هذه المشكلة فأول شيء علينا تجاوزها، إما عن طريق الذهاب إلى طبيب نفسي أو إيجاد الحل بأنفسنا، ويكون ذلك بالتعود على تقبل آراء الآخرين بصدر رحب حتى وإن كان ذلك يزعجنا.
ثانيًا: قلة الصبر.
يعاني الكثير من الناس من هذه النقطة، حيث إنه يكون سريع الانفعال وسريعًا في اتخاذ القرارات. وقد يؤدي به ذلك إلى الندم لاحقًا. وبما أن الحياة مليئة بالصعوبات والمشاكل، على الفرد أن يحسن التصرف وأن يتريث ويتربص في اتخاذ القرارات خاصة المصيرية منها.
ثالثًا: الخجل.
وهو شيء محبذ، لكن في حدوده المعقولة. فإن زاد على حده يصبح عائقًا للفرد في التعامل مع الناس. ففي بعض الأحيان يفسر الناس الخجل حسب إرادتهم وذلك ما يسبب سوء التفاهم بينك وبين من حولك، ويصل ذلك إلى فقدانهم، فقط لأنك تخجل ولا يمكنك التعبير عن إرادتك أو قصدك بكل أريحية.
لذلك عليك التحكم في هذه الصفة ليسهل تعاملك مع الناس وتزداد ثقتك في نفسك، خاصة وأنك قادر على إيصال فكرتك إلى الشخص المقابل كما تريد وليس كما يريد هو فهمها.



رابعًا: العناد.
حيث إن العديد من الناس يتشبثون بآرائهم بطريقة متعصبة ويرفضون الانفتاح على آراء الآخرين وذلك ما يحول بينهم وبين التجديد وخلق مواقف جديدة.
خامسًا وأخيرًا: المثالية.
حيث يرى بعض الناس أنه عليهم جعل حياتهم مكتملة من جميع الجوانب المهنية والنفسية، والمادية، وذلك ما يرهقهم جسديًّا وماديًّا لأنهم يحملون أنفسهم أكثر من طاقتهم، وكلما ظنُّوا أنهم وصلوا إلى المثالية يخلقون نقصًا جديدًا.
مهما كانت مكانة الإنسان في المجتمع ومهما بلغت عظمته إلا أنه يظل عاجزًا أمام نقاط ضعفه؛ لذلك عليه معالجاتها. ومن أهم الطرق التي تساعدنا على تخطي مخاوفنا نذكر الثقة في النفس، فهي المفتاح لكل شيء، تجعل الفرد واثقًا من قدراته وأفعاله بغض النظر عن آراء من حوله.
وأول شيء علينا فعله التخلي عن كلمة "مستحيل" وجعلها "ممكن" لكن باحتمالية ضعيفة. ليسا نفس المعنى كما تظن، علينا استعمال كلمات ومعانٍ أكثر إيجابية؛ لأن ذلك يحفز قدراتنا على الإبداع والتطور، والثقة بأنك قادر على فرض ذاتك.
لا تستخف بنفسك وبقدراتك، فقط عليك استعمال طاقتك في أشياء أكثر جدوى.
ثانيًا: عليك تحويل نقاط ضعفك إلى نقاط قوة، فنقاط الضعف حسب خبراء النفس هي خطأ في المفاهيم الأولية للشخصية، حيث إنه إن كانت نقطة الضعف هي خشية خسارة شيء عليك أن تبحث في أسباب ذلك، ربما السبب أنك لم تقم بذلك العمل على أكمل وجه أو أنك لم تنل التقدير المناسب لعمل ما؛ لذلك عليك إما البحث عن حل لهذه المشكلة أو أن تخسر ذلك الشيء وتنال رضا نفسك.
ثالثًا: عدم الاستسلام.
عليك أن تتمتع بالقدرة على الثبات ومواصلة الطريق وخاصة الصبر، وأن تتحمل الصعاب ولا تكون سريع الملل وخاصة ألا تستسلم للسلبيات والبحث عن الإيجابيات في كل ما هو سلبي، فذلك سيزيد من معدل الإرادة التي تتحلى بها.
رابعًا: والأهم أن تتعلم كتمان نقاط ضعفك وجعلها سرًّا شخصيًّا؛ فهي السلاح الذي إن كشفته ستموت به لأن صديق اليوم هو عدو الغد.
أتعلم ما هو الشيء الذي يجعل الإنسان في قمة غضبه؟ هو أن تعطيه وعدًا وتخلفه. هذه الفعلة التي تظنها بسيطة بإمكانها جعل أقرب إنسان إليك عدوًّا لك.
لذلك شيفرة السعادة الخامسة: لا تعطِ وعودًا.
من منا لم يقطع وعدًا وهو في غاية الفرح أو الحزن، لكن بعد أن تعود إلى حالتك الطبيعية تكتشف أنك غير قادر على الوفاء بذلك الوعد، فبالإخلاف بالوعد تعطي انطباعًا أنك غير صادق وذلك الانطباع يصعب تغييره.
تبدأ معاناة الشخص مع الوعود الزائفة منذ الطفولة، حيث يقدم الوالدان وعودًا لإقناع أطفالهما بالنوم أو الهدوء، لكن بعد ذلك يصعب على الوالدين الوفاء بوعودهما، فيأخذ الأطفال الأمر ببساطة وينطلقون بدورهم في قطع وعود زائفة فقط للوصول إلى غايتهم، لكن ذلك يفقد من حولك ثقتهم بك، وتتسم في أعينهم باللعوب غير الصادق.
ذلك كشأن الكذاب، فالكذب هو مخرب العلاقات رقم واحد، حيث تبدأ القصة بكذبة بيضاء إلى أن تصبح سوداء قاتمة يصعب إزالتها.
فالكذب هو أن نغير مسار الحقائق، والهدف من ذلك الحفاظ على الصورة النقية لنا في أعين الناس. كما أن ذلك يتطلب الكثير من التركيز لتكون الكذبة صادقة، لكن الإنسان سريع النسيان؛ لذلك بعد فترة ستنسى تفاصيل كذبتك وتصبح متناقضًا في أقوالك وأفعالك، وهذا ما يثير تعجب الطرف المقابل وتتغير فكرته عنك، إما أنك منفصم في الشخصية أو أنك كذاب، وبهذا سيكون كل ما فعلته ذهب سُدى.
لذلك مهما كان قول الحقيقة صعبًا عليك ألا تكذب وتتحلَّى بالمصداقية، فالإنسان الصادق له هيبة في أعين الناس، كما أن الطرف المقابل سيأخذ دومًا بعين الاعتبار أنك لم تخفِ عنه الحقيقة رغم معرفتك بمدى صدمته بها حتى وإن كان ذلك سيعود عليك سلبًا، فالكذب يهدم الثقة.
بما أننا أتينا على ذكر الثقة، هل أخبرتكم بالشيفرة السادسة للسعادة؟ لا أظن..
إياك، إياك ثم إياك من الثقة العمياء! لقد أصبحنا في عصر معدومة فيه كلمة الثقة؛ لذلك فإن شخصًا واحدًا بإمكانك الوثوق به وإخباره كل ما يجول في خاطرك، هو نفسك فقط، حتى كراس أسرارك لا تثق به لأنه حتمًا سيُفتح يومًا أمام أحد المتطفلين.
لكن الإفراط في الخوف من الثقة سيترتب عليه الكثير من الأمراض النفسية، ولتفادي ذلك عليك تعلُّم المسايرة.
أن تساير شخصًا هو أن تشعره أنك تثق به تمام الثقة لكن بالمقابل عليك أن تكون حذرًا. مثلًا عندما يخبرك شخص أنه بإمكانك الوثوق به، لكن في الحقيقة لا تعلم إن كان حقًّا بإمكانك ذلك، عندها لا تصده قائلًا "إنك لا تثق بأحد"، بل أخبره أنك ستخبره في الوقت المناسب أو أنك لا تشعر بمزاج جيد لإخباره وستفعل ذلك في وقت لاحق. ذلك سيمنحك أكثر وقت للتعرف على الطرف المقابل. لكن تذكَّر، لا ثقة عمياء، فالوفاء للكلاب وليس من خصال الإنسان.
هناك من لن يعجبهم كلامي عن الوفاء، أعلم ذلك، لكن شيفرة السعادة هي ما يفرض علينا ذلك، فالحياة كما نعلم تبحث عن سعادتنا للتخلص منها. ومن خصال الإنسان الثرثرة والبوح بكل ما يقلقنا لأن ذلك يشعرنا بالراحة النفسية. وبما أن الحياة لا تستطيع منعنا من الثرثرة فستغري من يتلقى ثرثرتنا بخيانتنا وبذلك ستعود تلك الراحة النفسية المؤقتة عليك بخيبة الأمل.
إذن عليك كبح جماحك وتعلُّم الكتمان، وإن كنت ممن يصعب عليهم الكتمان لا بأس في شراء كلب أو هِرة.. حاول ألا تخبرهما ما يزعجك أمام الآخرين حتى لا يتهموك بالجنون.
أعلم أن الصداقة مهمة في حياة الفرد، لكن عليك ألا تجعلها مصدر الضرر لك، كما قلنا سابقًا: نفسك أولًا. فالصداقة الأبدية فقط نجدها في الروايات، فالإنسان محب لذاته، مهما بلغت محبة صديقك لك إلا أنه لن يتحمل تفوقك عليه الدائم وذلك بسبب مشاعر الغيرة الفطرية بنا. لا نستطيع لوم أحد عن مشاعره تجاهنا فذلك بيده، لكن طريقتك في التعامل مع هؤلاء الأشخاص بيدك.
لذلك فالخياران أمامك، إما الثقة العمياء وتجاهل أمر شيفرة السعادة أو الحد من أمر الثقة والتعود على الكتمان.
أتعلم ما هو السر الذي يجعلك تتعلق بشخص ويصبح فراقه فارقًا في حياتك؟ إنه الاهتمام.
وهو مفتاح الشيفرة السابعة للسعادة. فالاهتمام سلاح ذو حدين، يمكن أن يوجهه شخص تجاهك لاستعبادك أو لمنحك كمًّا هائلًا من السعادة اللا متناهية.
فالاهتمام الذي يفوق حده يستعبدك ويسلبك حريتك.
لنتحدث أولًا عن الشخص الذي يوجه اهتمامه لك، ستجده يهتم بكل تفاصيل حياتك، ما يعجبك، ما تكرهه، ما يسعدك..
ومن منا لا يريد مثل هذا الاهتمام؟! وبهذه الطريقة يملك الطرف المقابل قلوبنا، عندها ستحاول أن ترد له هذه المشاعر الجميلة. ستتجه أولًا إلى رد الاهتمام له، عندها ستجده دومًا متقدمًا عنك بخطوة، وذلك ما يشعرك بالتقصير ناحيته فستحاول تغطية تقصيرك بطاعته، ستجد نفسك لا إراديًّا تلبي كل أوامره التي تتماشى مع مبادئك والتي لا تتماشى منها. والأسوأ من ذلك هو الإدمان على طاعته، ستجد نفسك كالآلي! فقط تأخذ الأمر وتلبيه دون أي تفكير أو اعتراض.
إن كنت تعيش الآن هذه الحالة فاعلم أنك تتعامل مع الشخص الخطأ، ومن الممكن أنه إنسان يعاني من أمراض نفسية كالنرجسية أو السادية، لكن الأهم من ذلك كيف ستتخلص من لعنته؟
عليك أن تعلم أن اهتمامه مجرد طُعم، والدوافع لذلك عديدة وأبرزها حب التملك، وهو أن يجعلك ملكًا خاصًّا له منعزلًا عن العالم، فقط متاحًا له في كل مكان وزمان.
للتخلص من هذه العلاقة التي تستنزفك عليك أولًا ألا تتوقع من الطرف المقابل التغير؛ لأن ذلك سيجعلك تستجيب له أكثر بهدف جعله يتغير، لكن ذلك لن ينجح، بل العكس، سيشعر أنك على وشك التخلص من عبوديته، عندها سيمارس أساليب أكثر حدة قد تصل إلى التهديد؛ لذلك عليك فقط الرحيل.
ولجعل أمر رحيلك أبسط، عليك التخفيف من أثر تأثيره عليك، ولن يتم ذلك إلا بإدراكك أنك حقًّا في خطر وأن قطع هذه العلاقة سيجعل حياتك أكثر سهولة وبساطة، وستجد ذاتك التي أفقدك إياها الطرف المقابل، لكن كيف ستحمي نفسك من مثل هذه العلاقات؟
بداية، لا تجعل أحدًا يستعمل الاهتمام طُعمًا للإطاحة بك، أي ليس كل من يهتم بك يحمل نية طيبة!
ثانيًا: لا ترد الاهتمام إن كنت حقًّا لا تهتم. أي أن من يهتم حقًّا لأمرك لا ينتظر منك مقابلًا! فبالتالي لست مجبرًا على رد ذلك بالمثل أو بالطاعة.
إن لم ترد ذلك وأحسست أن اهتمام الطرف المقابل قد قل فاعلم أنك تتفاعل مع الشخص الخطأ وعليك ألا تخوض مثل هذه العلاقات.
فالاهتمام ليس بالضرورة أخذًا وعطاءً، هو فقط عطاء لا ننتظر مقابله شيئًا. عندما تحب شخصًا في الله فستجد نفسك تساعده وتهتم لأمره وترفض أي مقابل لذلك.
لكن السر في كشف الاهتمام الصادق من الاهتمام الكاذب وطريقة الحذر من الوقوع فيه هو الاهتمام بنفسك. قدِّم لنفسك كل الاهتمام والمحبة لأن ذلك سيقيك من كل الإغراءات الخارجية، وسيجعلك تكشف ما مدى صدقها.
عامل نفسك وكأنها جوهرة ثمينة تخشى خسارتها أو عبث الآخرين بها. فالأنا أغلى ما قد تملكه في حياتك، حافظ عليها ولا تجعلها سهلة الامتلاك والتحكم.
أهم شيفرة للسعادة والتي إن أخفقت في التعامل معها ستخفق في جميع مجالات الحياة هي الشيفرة الثامنة "كن أنت!".
في بعض الأحيان يتعلق الفرد منا بشخص لكن رغم المشاعر التي نكنها له إلا أننا لا نستطيع التعامل معه، وذلك لاختلاف المبادئ والآراء بيننا. إن استطاع كل طرف تقبل الآخر كما هو بكل عيوبه ومبادئه، فهذه العلاقة تستحق التطور.
لكن إن ارتفع معدل المشاكل يومًا بعد يوم فهنا يجب التخلي عن هذه العلاقة.
وعادة يكون السبب الرئيسي لهذه المشاكل محاولة كل طرف التغيير من شخصية الطرف الآخر، حيث تجد أحدهم يحمل بعض الآراء والمبادئ الراسخة به والتي تكوِّن شخصيته، وبالتالي يحاول فرضها على الآخر ويستعمل هنا كمية المشاعر التي يكنها له سندًا وحُجة له. فيجد نفسه أمام خيارين إما الرضوخ لهذه المبادئ وشيئًا فشيئًا يتخلى عن هويته ويصبح كالآلة يحمل المواصفات التي يريدها شريكه، أو أن يتشبث بمبادئه مما سيؤدي حتمًا إلى بالتخلي عن الطرف الآخر.
كيف سنوفق هنا بين الحفاظ على هويتنا وبين الانفتاح على المبادئ والشخصيات الأخرى؟
الحل لذلك واحد وهو إتقان مبدأ "التطعيم"، والمثال على ذلك عندما تملك شجرة، لكن لأحد جيرانك شجرة أخرى تحمل نفس الثمرة لكن تتميز عن شجرتك بميزة، هل يصحُّ هنا التخلي عن شجرتك؟ حتمًا لا.. ستقوم بتطعيم شجرتك غصنًا من الشجرة الأخرى وبالتالي تحافظ على هويتها، لكن ستضيف إلى تلك الهوية الميزة التي حصلت عليها جرَّاء التطعيم.
وهذا ما عليك تطبيقه في حياتك. أضف لشخصيتك ميزة من كل الشخصيات والهويات التي تمر بها، لكن لا تتخلَّ عن أصلك!
أتعلم ما هو الفيروس الذي يدمر النفس؟
إنه احتقار الذات.. كن دائمًا المثال الأعلى لنفسك، فكل الناس تنظر لك بعينك، أي إن كان هناك شيء بك لا يعجبك ستجد من حولك لا يحبون ذلك الشيء الذي بك دون سبب، لكن السبب في ذلك هو أنك رافض تقبل ذلك العيب بك.
مثلًا إن كان هناك ثوب لا ترتديه لأنه لا يعجبك وقد أخبرت أحدًا سابقًا أنه لا يعجبك ارتداؤه فبادلك نفس الرأي، اذهب الآن وارتدِه وأخبر أي شخص أن ارتداءه جميل سيخبرك أنه حقًّا كذلك.
فرأيك ومشاعرك تنعكس على الطرف المقابل وسيخبرك بما تود أنت سماعه دون تفكير منه، فقط لأنك قدَّمت له الإجابة ولم تعطه الوقت الكافي للتفكير إن كان ذلك صحيحًا أم لا، فالشيء الذي تمقته في نفسك لا تنتظر من أحد أن يحبه بك.
فالمهم ما تراه أنت وما تشعر به، فأنت مصدر سعادة نفسك ومصدر مأساتك؛ لذلك عليك دومًا إيجاد التوازن النفسي، فالحياة تبدأ منك، إن كنت تعاني من اضطرابات نفسية لا تنتظر أن تكون حياتك منتظمة، لذلك إن شعرت يومًا أن نفسيتك ليست بخير لا تتردد في زيارة طبيب نفسي.
فالأمراض النفسية أخطر من تلك الجسدية، لا تدعها تدمر حياتك. كن حريصًا على إيجاد الراحة النفسية وستجد حياتك تسير في المسار الذي تريده دون جهد أو عناء منك.
الشيفرة التاسعة للسعادة وهي تنقية النفس.
إن المشاعر السيئة كالحقد والحسد والغيرة شيء فطري في الإنسان ناتج عن حب الفرد لذاته، لكن إن جعلت هذه المشاعر تغشي بصيرتك وتلوث نفسك ستكون قد انتهت حياتك وآخرتك أيضًا.
في الشيفرات السابقة للسعادة أكدنا على حب النفس، لكن عليك أن تكون حريصًا ألا يوقظ ذلك مشاعر الغرور بك.
كن دائمًا راقيًا في مشاعرك وتمنَّ لغيرك الخير ودوام السعادة عليه، ستجد دعوتك تعود عليك أضعافًا مضاعفة. لا تكن بالمرصاد لحياة الآخرين، دعهم يعيشون حياتهم، فأنت لا تعلم ما يحدث وراء تلك الجدران، ربما ترى أنهم في عيشة هانئة لكنهم في الحقيقة يتمنون السعادة التي بين يديك والتي لا تعلم مدى قيمتها.
فقط انظر في حياتك وحاول دومًا تبسيط كل الصعاب التي تواجهها وارضَ بما كتبه الله لك. فالشيء الوحيد الذي يدمرك هو نفسك. وكما يُقال "عدو الإنسان نفسه". انظر إلى حياتك على أنها مثالية وأن جميع من حولك يكافحون فقط من أجل الحصول على الراحة النفسية التي أنت تملكها.
من منا لا يملك ذلك الشخص النمَّام في حياته؟ يملك أخبار كل من حوله، أخبار ذاك يحملها إلى ذلك وأخبار ذلك يحملها إلى ذاك. لكن إياك أن تكون من المصغين له أو المحتكين به! فالتعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص سيدمر حياتك؛ أولًا: ستصبح حياتك كالكتاب المفتوح يقرؤه جميع المارين، ولا أظن أنك تتمنى ذلك.
ثانيًا: ستجد نفسك يومًا بعد يوم مدمنًا على تلك الأخبار. ماذا أضاف ذلك لحياته؟ كيف فعل ذلك ذاك؟ ستغار من ذاك الذي حصل على شيء لا زلت تعمل للحصول عليه، وستحقد على ذلك لأنه قال فيك كلمة لم تعجبك!
ستبدأ تلك المشاعر في اقتحام راحتك النفسية وجعلها تضمحل جرَّاء انحلالك مع تلك الأحاديث التي تغري أنفسنا الضعيفة التي كنا على وشك ترويضها.
لا نعني بهذا أنه عليك التقوقع والانعزال عن المجتمع، لكن أحسن اختيار رفقائك. كن فقط على مقربة من الأشخاص الذين يهتمون براحتهم، أولئك على استعداد لخسارتك إن حاولت اللعب بعقولهم وجذبهم نحو الأشياء التي تلهيهم عن حياتهم. رافق من يعنيه ما بدا من حياتك وما أتحت أنت له بمعرفته فقط. فالعلاقة التي تجعلك سريع التوتر والتي ترغمك على الكذب وتبرير أفعالك وأقوالك أنت في غنى عنها.
أتعلم أن كل فرد تحيط به أربع دوائر؟ لا أظن ذلك..
إن هذه الدوائر تمثل مدى قرابة الشخص منك، أي أنك لا تكون مرتاحًا نفسانيًّا إذا تخطى أحد الأشخاص الدائرة المخصصة له، فالدائرة الأولى تخص عامة الشعب وتبعد عنك ثلاثة أمتار، فإذا اقترب منك شخص لا تعرفه أكثر من ثلاثة أمتار سترتاب في أمره.
أما الدائرة الثانية للأقارب والأصدقاء والتي تبعد عنك مترين.
والثالثة للخواص كالأصدقاء الحميمين والتي على بعد متر منك. أما الرابعة والأخيرة فهي الأحضان والتي تبعد عنك بضع بوصات وهي فقط لمن يلامسون قلوبنا كأزواجنا وأطفالنا والوالدين..
لذلك أحسن وضع المسافة بينك وبين من حولك، ليس كل الناس يستحقون أن يكونوا بالدائرة الثانية أو الثالثة، اجعل لكل شخص حدودًا وكن حاسمًا في قرارك بعدم تجاوزها.
إن استطعت حقًّا تجاوز الشيفرات التسع فاعلم أن حياتك الآن بين يديك وأن مشاعرك محصنة لا يمكن اقتحامها إلا لمن سمحت أنت له بذلك.
فالمشاعر ليست كما يظن الكثيرون أنه لا يمكن التحكم بها، بل هي أكثر شيء يمكننا التحكم به وتوجيهه نحو من نريد والطريقة التي نريدها، فقط فكِّر بالطريقة الصحيحة ولا تغالط نفسك بأن مشاعرك ليست ملكك، بل هي لك ومنك، وبين يديك زر الضغط الذي عليك ضغطه إن وجدت نفسك تهدر مشاعرك على الشخص الخطأ.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.