أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل


ليليان: العروس
سناء: صديقة ليليان
زياد: عريس ليل
ريان
المدعوات: حفل زفاف زياد
المهندس منير: عريس
أم منير: أم العريس
عروس منير
المدعوون لحفل زفاف منير
أخت وصديقات عروس منير




ليليان عروس هذه الليلة، وسيدة الحفل الأولى، التي ترفل بثوب زفافها الأبيض، ووجهها يشع نضارة، وابتسامتها لا تفارق محياها، عيناها تدوران في كل ركن في الصالة، تحفظ الوجوه جيدا، هذه حضرت وتلك لم تحضر، هذه أعذرها وتلك لا تعذر، تنكب حياء عندما تلامس يد عريسها زياد، وتحمر وجناتها خجلا عندما يكلمها، الابتسامة نقطة في بحر السعادة والفرح يزيدها بهجة النفس وسرورها، الدنيا لن تسعها، والكون بأكمله ضيق بالنسبة لأفقها الذي تعيش فيه، وهي تجلس مع عريسها في الكوشة، وتعيش ليلتها التي تزامنت مع دخولها الثامنة عشرة.
أشّر لها زياد بأصبعه، مشيرا إلى خصلة من شعرها تدلت على عينيها، فهمست ليليان في أذن زياد أنها سوف تذهب مع وصيفتها، أو صديقتها التي رافقتها منذ بداية يومها، حتى أقعدتها بجانب عريسها، من أجل أن تعدل شعرها، وتصلح من تبرجها.
أشّرت بيدها على صديقتها سناء، وأخبرتها أن ترافقها لغرفة العروس في الصالة؛ لتعديل ثوبها وشعرها، وامتثلت سناء لطلب ليليان، فأمسكت بيدها وأوقفتها، ومشت معها
__________
أسماء الشخصيات والأماكن وهمية والحكاية خيالية لا تمت للواقع بأي صلة.
إلى الغرفة المراد تعديل شعر العروس فيها، وصلتا إلى الغرفة، ودخلت ليليان ووصيفتها سناء بعدها، فطلبت العروس أن تأتي لها بشيء يمسك شعرها الطويل، لنزوله على وجهها، وراحت سناء لحقيبتها التي وضعتها في غرفة الملابس، خلف غرفة العروس، من أجل جلب ما يمسك شعر ليليان، وعادت مرة أخرى للغرفة، وحال عودتها لم تجد العروس، فظنت أنها عادت للكوشة، بعد أن وجدت طريقة لتعدل فيها شعرها، ولحقت بها سناء للصالة، لأنها متيقنة أن ليليان وصلت الصالة، وعندما اقتربت سناء من الصالة، اندهشت أن رأت العريس زياد وحده، ويلاحظ عليه أنه متوتر في انتظار عروسه، لكي ينصرف معها من حفل زفافه إلى بيته، لم يجعلها تقلق سوى أن صديقتها تأخرت في عدم العودة لعريسها، والوقت قد تأخر، وهذا الوقت المناسب لكي يصحبها إلى بيته، وتوقعت سناء أن تكون ليليان في أحد حمامات الصالة، وعادت تبحث عنها مرة أخرى، وداخل الغرف حتى آيست من البحث، ورغم البحث لم تعثر عليها، فعادت سناء وأخبرت والدتها بأمر اختفاء ابنتها ليليان، ووجهت لها أصابع الاتهام بإخفائها، وأن لها يدًا في ذلك، وبعد البحث والتحقيق، وتقرير الطبيب الشرعي، ثبتت براءتها، لعدم وجود دليل ضدها، ولكن بعد مضي فترة طويلة، تحملت فيها أعباء التحقيق ونظرة الناس لها نظرة الخائنة، والغادرة لصديقتها، ولم يمض وقت طويل على اختفائها، حتى قرر زياد الزواج من امرأة أخرى، فتزوج زياد وأنجب، ولم ينسَ مع الوقت اسم ليليان، وقصة اختفائها في ليلة عرسه.
وبعدها بسنوات مرت الصالة بتعديلات كثيرة، وأولها المسرح الذي فقد شكله السابق، ولبست الصالة ثوبًا جديدًا إلا بعض الأجزاء منها، التي لم تتعرض للتعديل أو الإزالة، مثل غرفة الملابس، وهذا التعديل يتوافق مع التقدم والتغير الذي طرأ في المجال العمراني لتلك المدينة، ولأنها صالة لها اسمها العريق، وأقيمت ليالٍ عديدة على مسرحها، وجمعت فيها العرسان تحت كوشتها، فقد استأجرها المهندس منير، وهو أحد الشباب الذين أنجزوا في حياتهم العلمية والعملية، واستطاع أن يتزوج في سن مبكرة، وها هو يحجز ليلة الجمعة لإقامة حفل زفافه في تلك الصالة.
وجهت الدعوات لمن له صلة بالمهندس منير أو بالعروس، وأقيمت حفلة الزفاف في تلك الليلة، مع حضور المدعوين والمدعوات، ووصول منير إلى الصالة بمعية أهله واصدقائه، وبقي حضور العروس، راعية الحفلة وسيدة الحضور، لتشرف على حفل زفافها، وما هي إلا ساعات قليلة ودخلت العروس بصحبة أختها وأمها، وبعض صديقاتها ممن لها صحبة أو قرابة معهن، مشوا في البهو في طريقهن لغرفة الملابس، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على العروس، وكان سيرهن ببطء شديد، خوفا على ألا يتغير شيء من تبرجها، وعندما اقتربن من باب غرفة الملابس، سمعن صوتًا أنثويًّا ينادي من داخل الغرفة، وكان الصوت واضحًا جدا:
- سناء، يا سناء أين أنت، لماذا تأخرت، إن زياد في انتظاري، لقد تأخرت عليه، إن لم تأت سوف أذهب إليه، سناء، هيا يا سناء أسرعي.
تقدمت والدة العروس لترى من تلك الفتاة التي تنادي على سناء بصوت مرتفع، وعندما دخلت وجدت فتاة غريبة، تلبس ثوب زفافها في غرفة الملابس، تقدمت قليلا وسألتها:
- من أنت؟
العروس:
- أنا العروس يا عمة، ومن أنت؟
سكتت أم العروس، ونظرت لابنتها عند الباب، فأخذها الحلم وسألتها مرة أخرى:
- من هو صاحب الحظ السعيد، الذي سوف يرتبط بكل هذا الجمال؟
ابتسمت العروس وأجابتها:
- إنه زياد يا عمه.
تهلل وجهها فرحا، وعلمت أن أهل العروس قد يكونون مخطئين في الصالةفقالت:
- الصالة محجوزة هذه الليلة باسم منير، وزوجته تقف عند الباب، وسوف نقوم بتجهيزها حتى تدخل المسرح، من أجل تهنئتها من المدعوات، قد أخطأتم في الصالة.
ما إن سمعت العروس حتى رفعت رأسها، ودارت عيونها على الغرفة تتفقد كل ركن فيها، وقفت ونظرت للعروس التي تنتظر خارجا وقالت:
- أنا آسفة يا عمة، سوف أغادر، لعل أهلي بالفعل أخطأوا في الصالة.
أم العروس:
- من أنت يا حلوتي.
العروس:
- اسمي ليليان والعريس زياد، وقد طلب مني وأنا على الكوشة إصلاح خصلة شعر التركيب التي نزلت على وجهي، ودخلت هذه الغرفة بصحبة صديقتي سناء، من أجل تعديل هندامي، والعودة مرة أخرى، وتركتني أكثر من نصف ساعة وأنا أنتظر.
أصاب أم العروس الذعر مما سمعته، وفرت من الغرفة، وتركت ليليان، وليليان مستغربة من تصرفها، وعادت تنادي مرة أخرى على سناء، وترديدها لاسم سناء يصل إلى أذن أم العروس، حتى وصلت أم العروس لابنتها ومن معها، أمسكت يد ابنتها العروس، وطلبت من الجميع اللاتي كن بصحبتها مغادرة الصالة فورا، وبعد دقائق صار الجميع خارج البوابة الرئيسية، فأرسلت أم العروس في طلب والد العروس وعريسها، من أجل أن يأخذها لمنزله، وإنهاء العرس الآن، دون تقديم أي تفسير لهم من أم عروس منير عن سبب هذا التصرف، الذي أثار التساؤل عند الجميع، ولم يجرؤ أحد على أن يسألها، عن صوت الفتاة التي كانت تنادي على سناء.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.