ShrElRawayat

شارك على مواقع التواصل

أنا خائنة، أكتب لمن لن يقرأ، أم أنني أكتب لنفسي؟ أقص اعترافًا على ورق جبنتُ أن أخبر أي شخص به.

جبانة صفة التصقت بي منذ أن كنت صغيرة أو ربما أنا فقط مستسلمة والتمرد لا يليق بي مطلقًا.

أنا مطيعة لأقصى درجة، لأبعد حد، حتى الشخص الذي تخلى عن حياتي الجامعية حين تقدم لخطبتي "أحمد" زوجي العزيز، أربعة أحرف شكلت حياتي حين كنت فقط ابنة ثمانية عشر عامًاجاهلة بأبجديات الحب والزواج وهو كان حلم حسدتني عليه كل قريناتي؛ فهو واجهة اجتماعية مرموقة، ومركز مالي، وعائلة تعمل بالسلك الدبلوماسي ووالده سفير سابق ناهيك عن وسامته، سحره ولباقته، هو خطى خارجًا من إحدى القصص الرومانسية ليهديه القدر لي.

ابتسم الحظ لندى الفتاة العادية الهادئة في كل شئ حتى جمالها لتتوج عروسًا بليلة خيالية انتهت بي بغرفة جناح شهر العسل، أذكر ليلتها جيدًا كنت متوترة، قلبي يخفق بقوة وأفرك يداي من فرط توتري، أتذكر نصائح والدتي وكلماتها وربما أردت الهرب رغم أنني أعشقه لكنها الليلة الأهم بحياة كل فتاة، عيناي تعانقان الأرض بخجل لم أقوى على رفعهما إليه حتى حين أتى وجلس أمامي يرفع وجهه إليَّ وابتسم قبل أن يهمس:

- أحبك.

وذبتُ بكلمة غرام أسرت قلبي، صك امتلاك بكلمة عاشق يتقن فنون الحب وألاعيبه كلها.

حياة مثالية تريدها أي فتاة، هذا إن كانت تنظر إلى الخارج من النافذة، من خارج الجدران أما داخلها فالأمر يختلف، مر على زفافنا شهرين وكانت خيانته الأولى والبداية شك، دليل، يقين وقررتُ المواجهة والاعتراض، أنا لن أحيا مع خائن وجهزت خطبة عصماء سألقيها عليه حين يعود وأطلب الفراق لا رجعة منه.

حتى أتى يومها وقفتُ أطالعه طويلا وهو يحدث والدته ويلف ذراعه حولي يقربني منه ورأسي تلمس صدره وتشعر بنبضه وأرى ابتسامته وتلك القبلة التي طبعها على وجنتي فخانني قلبي أيضًا، خانني واتهمني أنني السبب فما الذي سيدفع شاب لم يمضِ على زواجه شهرين إلى الخيانة إلا أنكِ لا تستطيعين إرضاؤه؟ الذنب ذنبي، أنا عديمة الخبرة بعالم الرجال، أنا السبب أنه بحث عن أخرى، أنا من تحتاج لتعديل وفعلت وتكررت خياناته بل تعددت وكل مرة كنت أدركها، غضبت، ثرت، انفعلت وفكرت كثيرًا، لُمتُ نفسي ولُمته بل لعنتُ جميع الرجال وبقيت عاشقة

خمس سنوات وطفلين فربما مسئوليات الأب ستلجم طموحه، أردت فتاة يشفق عليها من مغامراته لكن رزقني الله بولدين وقررت أن أخطو لعالمه
خطوات وازدت محاولة أخيرة للفت انتباهه وإخباره أنني هنا لكنه لم يهتم لم يسأل عن عمل الذي أردت إدارته ولا عن تواجدي الذي لفت أنظار الجميع بالكلية.

تحولت أنظار الجميع إليّ عداه فكان اهتمامه منصبٌ على أخريات لم أعد أدري ما يميزهن عني؟

ولكل امرأة تعرضت للخيانة الحق في الانتقام والبداية فستان كاشف باللون الأسود ينافي بياض بشرتي التي ظهر منها أكثر مما أفعل عادة ولا أدري لم فعلت هل توقعت منه أن يغار؟ أن يصيح بي معترضًا أن أنوثتي تخصه فقط؟ لكن لا شيء، أنهيتُ زينتي وهو الآخر وقف يعدل من ملابسه وتوقف ينظر إليّ:

- ما بكِ حبيبتي؟

- لا شئ.


كنت حانقة ببرود على غير عادتي معه لكنه تجاهل هو سأل واهتم ولعب دور الزوج على أكمل وجه وهكذا انتهى و قرر الانصراف، وبالحفل كانت الذلة الجميع يمطرني بتعليقات تدغدغ أنوثة طعنها مرارًا بخيانة، بتجاهل ولا مبالاة، عيناه كانتا تتفحصان جسد هيفاء ممشوقة القوام ورغبته بها واضحة لمن يحفظه عن ظهر قلب مثلي وعيون أخرى كانت تحدق بي تبعني حين انفردت بنفسي بالحديقة وسمحت للدموع بأن تخفف من نيران قلبي.

- مَن يُبكي تلك العيون لا يستحق نظراتها، مَن يُهمل هذا الجمال لا يستحقه.

كانت الجملة التي هربتُ بعدها وظللت أهرب من مكالماته، رسائله وكلماته أتمزق بين بيتي وأولادي وحبه واهتمام الآخر ورغبة في جعله يتجرع نفس الكأس أن أقف أمامه وأخبره أنني خنته.. خنته..خنته..؟ وذلك هو القصاص العادل.

نظرتُ إلى الورق لأجدني كتبتها بجنون، كأنه انتقامي الذي لم أقوى عليه وخطواته التي كانت تتجه ناحية الغرفة جعلتني ألقي بالورق داخل الدرج وأغلقه بسرعة، أتظاهر بتصفيف شعري حين قبَّل كتفي ووضع قلادة ماسية حول عنقي

- كل عام وأنتِ بخير يا حُلوتي.
تخطت الساعة منتصف الليل كان يضع هديته لعيد ميلادي حول عنقي ورائحة ملابسه يفوح منها عطر أنثوي لإحدى عشيقاته وسخرية ترددت في داخلي مَن منهن اختارت هديتك ؟

وقفتُ كدت أواجه ليضمني مبتسمًا:
- كل عام وأنتِ لي.

وكنت له يستنزف كل ما بداخلي، يجرح ويعمق الجرح بلا هوادة

وبين ضمته، اعترافي وهاتف يرن برسالة من رجل يكاد يكون خطيئتي كنت ضائعة في عاصفة من الصمت.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.